الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومهاجمة الشعب الفلسطيني

عليان الهندي

2020 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عليان الهندي
ترافق تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولتي الإمارات والبحرين العربيتين مجموعة من المقالات التي تهاجم الفلسطينيين، وتعتبرهم ناكرين للجميل الخليجي وأنهم من اتباع الماضي وليس المستقبل بهدف المحافظة على مصالحهم الخاصة، لاعتقاد هؤلاء الكتاب ،وهم وحدهم ومن يمثلهم في رأس السلطة، أن الفلسطينيين قد فوتوا كل الفرص للتوصل إلى سلام مع دولة إسرائيل.
اشترك في كتابة هذه المقالات، مجموعة من كتاب الامارات والبحرين وبعض الكتاب المصريين وممن اعتبر نفسه من محبي السلام الذين لم نسمع عنهم من قبل، وكان الأكثر غرابة هو مشاركة الكتاب السعوديين في هذه الحملة متناسين أن مؤسس المملكة الحديثة عبد العزيز بن سعود قد ناقش في او اجتماع له مع الرئيس الأميركي المسألة الفلسطينية في الاجتماع المشهور على ظهر حاملة الطائرات الأميركية، وأن الملك سلمان نفسه شارك كضابط في الجيش المصري لصد العدوان الإسرائيلي على الدول العربية 1967.
وانقسم الكتاب بين مهاجم وبين مدافع وبين مبرر خاصة من الكتاب المصريين الرسميين لخطوات السلام الامارتية-البحرينية، التي لا تفهم حتى من قبل الكتاب الإسرائيليين والأميركيين المناصرين لإسرائيل، سوى أنها جاءت لتغذية مصالح ترامب الانتخابية ومصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، الذي اعتبر هذه الخطوة ،وبحق، مشاركة واستمرارا لحالة الحصار التي يمر بها نتيجة تمسكه بالحد الأدني من مطالبه الوطنية القاضية بإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأعلن هؤلاء الكتاب أن الصراف الآلي الخليجي قد توقف، وأن القرارات التي اتخذت بإقامة علاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي هي قرارات سيادية، وأن خارطة المصالح الإقليمية والتهديدات في المنطقة قد تغيرت لصالح تهديدات أخرى في المنطقة من اهمها التهديد الإيراني والتهديد التركي، الذي تواجهه بعض دول الخليج بالشراكة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تتقاسمهم وجهة النظر المذكورة، وهي مقاربة خاطئة وظالمة من الأساس لعدة اعتبارات هي:
1. تغلل النفوذ الإيراني في المنطقة نتاج السياسات الخليجية الخاطئة في المنطقة خاصة مساهتمهم في إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ما فتح شهية إيران على العراق وحولها لما يشبه المحمية الإيرانية بعد أن كانت تسمى البوابة الشرقية للعالم العربي.
2. المشاركة في تدمير سوريا وإخراجها من دائرة الفعل العربي والدولي وتمكين كل الدول خارج الاقليم العربي من التحكم بها، ما فتح أيضا الباب أم التواجد الروسي والإيراني والتركي والأميركي والإسرائيلي في هذه الدولة التي أخرج منها كل ما هو عربي.
3. المشاركة في تدمير اليمن وليبيا وإخراجهما من دائرة الفعل العربي، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية التي تضمر شرا لهذه الدول.
4. وسبق ذلك حماية الانقسام الفلسطيني لتحقيق المصالح الإسرائيلية العليا، وهو الموضوع الذي تخصصت فيه إمارة قطر.
5. أخير لا بد من الإشارة إلى المساهمة الأخيرة في السياسات الخليجية الخاطئة وغير المدروسة والظالمة، وهي التخلي عن الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، علما أن قيادتهم التاريخية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، حليفة لدول الخليج ولما يسمى بالدول المعتدلة العربية العتدلة في المنطقة، في كل سياستها الخارجية حتى لو لم تكن تعجبهم.
في السياق المذكور، لا بد من الإشارة إلى مجموعة من النقاط المهمة وهي أن التنمية والغناء الفاحش الذي تشهده دول الخليج والدول النفطية بشكل عام، يعود بالإساس إلى ارتفاع أسعار النفط الذي ساهم الصراع العربي الإسرائيلي بانطلاقه كالصاروخ في حرب عام 1973 التي شاركت فيها دول الخليج، وبالتالي فإن المشاركة في الصراع العربي الإسرائيلي عاد بنتائج اقتصادية على دول الخليج نفسها وليس العكس.
وعليه فإن المساعدات التي تقدم للعرب وللفلسطينيين هي جزء من الهم العربي والإسلامي العام الذي تمأسس بعد قيام الدولة الإسلامية بعد عهد الرسول محمد عليه السلام، وأن التخلي عن الهم العربي العام كان يجر مصائب على الجميع كما هو الحال اليوم، حيث تبدد أموال الخليج في حروب عبثية وفي مساعدات لمراكز إعلام ومراكز أبحاث أميركية وصهيونية لتحسين سمعة حكام الخليج في الولايات المتحدة، بدلا من استثمرها في تنمية الشعوب العربية وتقويتها لمواجهة التهديدات الخارجية إن كانت من إيران أو تركيا أو حتى إسرائيل التي لا يمكن مقارنتها ولا بأي شكل من الأشكال بتركيا وإيران، بدلا من طلب الحماية الغربية التس ستظل سيفا على رقابهم ورقابنا، ولن يعملون على إزالة أي تهدي من أجل استمرار ضخ الأموال لخزينة هذه الدول على حساب الدول الخليجية اولا والعربية والإسلامية ثانيا .
كما أن المساعدات التي قدمت للفلسطيين من دول الخليج في مجال البنية التحتية، وهو واجبهم ويشكرون عليه، كانت تدمر من قبل إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة التي تعقد تحالفات مع هذه الدول، في إطار حملات سمتها إسرائيل "جولات قتالية وتهدئة" في قطاع غزة وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية بشكل ممنهج.
علاوة على ذلك، الذي يرفض السلام ويرفض التغير هي دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تطلعت ومنذ بداية عدوان عام 1967 إلى ضم الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، متطلعة إلى دولة خالية من الفلسطينيين، وهو الحلم الذي لم يتحقق سابقا، وبالتأكيد سيظل مستقبلا
خلاصة لن تتغير التهديدات في ظل السياسات الخليجية القائمة على طلب الحماية من الغرب، وتدمير الدول العربية الذي تشارك فيه دول الخليج سيضعفها هي أيضا وسيعرضها لا سمح الله للدمار مستقبلا تحت شعار لا يوجد حد أحسن من حد.
إجمالا ستظل دولة إسرائيل هي العدو المركزي للأمة العربية والإسلامية، ألم تقام من أجل تفكيكنا جميعا ؟. وعلى حكام الخليج اليوم أن يدركوا حكمة الملك المغفور له عبد العزيز بن سعود الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية في اجتماعه مع الرئيس الأميركي في تحديده للعدو المركزي، كما عليهم أن يفهموا دموع المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما بكى وببث حي ومباشر على مآساة الطفل الشهيد الفلسطيني محمد الدرة في قطاع غزة خلال الانتفاضة الأولى، فهل من مجيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024