الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبوءة تتحقق

عمر يوسف

2020 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أشعياء النبي، أراد أن يحذر شعب إسرائيل من التحالفات الغريبة، وها هي تصبح قريبة بعد أن كانت غريبة. يغالي الإماراتيون والإسرائيليون في تزييف الفرح بالسلام ويحاولون دسه في الأفواه كملعقة سم مغلفة بكبسولة حلوة المذاق، وبينما يفعلون، تجد النبوءة تتحقق بما لا يناسب الذائقة السلامية والعلمانية معا، فقراءة النصوص الدينية تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أنها -هي لا المنطق ولا العلم- ما يدير المشهد السياسي، إذ يكفي دليلا أن اتفاقية السلام الإماراتي الإسرائيلي نسبت لإبراهيم.

بدأت إسرائيل الكبرى في التشكل، وهذا ما لا تخطئه نبوءات الكتب السماوية للأديان الإبراهيمية. طائفة الميسوديت المعبرة عن التحالف الصهيوني المسيحي ترى يقينا أن مما لا بد منه لعودة المسيح ونهاية العالم تجمع اليهود في فلسطين، وهو ما يذكر في القرآن الكريم صراحة "يأتي بهم لفيفا". فلا بد من قيام دولة صهيون وبناء الهيكل كمطلب إلهي وكشرط مسبق لعودة المسيح. على هذا الأساس تكون ما يسمى بالصهيونية المسيحية الإنجيلية القائمة على الإيمان بعودة المسيح، وأن عودته مشروطة بقيام دولة إسرائيل، وتجمّع اليهود في فلسطين، وبناء هيكل داود.


وبحسب النصوص الدينية، فلا بد من دمار العراق وسوريا كشرط مسبق لتحقق النبوءة. فهل كان دمار البلدين من قبيل الصدفة؟


بالنسبة للعراق التي يتبع عراباها بوش وبلير طائفة الميسوديت، كان ما كان، في تحقيق لنبوءة توراتية تقول "وفي ختام السبعين سنة أُعاقب ملك بابل وأمّته (العراق)، وأرض الكلدانيين على إثمهم، وأُحولها إلى خراب أبديّ، يقول الرب".

وتقول التوراة محذرة من العراق كما في (حزقيال): "وأوحى إليّ الربّ بكلمته قائلا : أمّا أنت يا ابن آدم، فخطّط طريقين لزحف ملك بابل. من أرض واحدة تخرج الطريقان"، وتضيف "فها أنا أُثير وأجلب على بابل، حشود أُمم عظيمة ( إلى قوله) فتصبح أرض الكلدانيين غنيمة، وكل من يسلبها يُتخم".

وبالنسبة لسوريا، فقد كان ما كان أيضا لتحقيق النبوءة، «هوذا دمشق تزال».. هذه الآية التي قالها أشعياء النبي في الكتاب المقدس، لم يقل إنها ستتحطم أو ستنهزم لكن «تُزال» والكلمة في العبري تعني أنه «لن يبقى لها وجود».

يقول النبي «أرميا»: « خزيت حماة وارفاد قد ذابوا لأنهم قد سمعوا خبرا رديئا في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء.. ارتخت دمشق والتفتت للهرب امسكتها الرعدة واخذها الضيق والأوجاع كماخض.. كيف لم تترك المدينة الشهيرة قرية فرحى".

يكون دمار العراق وسوريا شرطا لتجمع بني إسرائيل في فلسطين، ثم تتحقق النبوءة بزوالهم، إذ لكل فعل ردة فعل. وهذه نتيجة منطقية لشعوب اضطهدت من قبل بني إسرائيل ابتداء. في نص آخر من التوراة، ينسب إلى الرب أنه قال متوعدا بني إسرائيل: (وآتي بهم عليك من كل ناحية، أبناء البابليين، وسائر الكلدانيين (العراق)، ومعهم جميع أبناء أشور (سوريا).


ليبرمان وقيادات إسرائيلية أخرى تردد "إسرائيل تسير نحو الخراب" في قراءة لا تخطئ للنصوص المقدسة.

تسلط التوراة الضوء على ما يقوم به اليهود في فلسطين، وتحذرهم مغبة ذلك، فتقول "ها أنتم تسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً" وعليه فالعقاب الإلهي قادم "الذين يكرهون الحق، الذين يبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم فستفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خراباً"، ويقول الإنجيل: "مملوئين من كل إثم وزناً وشر وطمع وخبث مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، نمامين مفترين مبغضين للَّه ثالبين متعظمين مدَّعين مبتدعين شروراً، بلا فهم ولا عهد ولا حنوّ ولا رضى ولا رحمة".

وأما مصيرهم فيقول الإنجيل "إذا رأيتم أورشليم قد أحاطت بها الجنود فاعلموا أن خرابها قد اقترب وتدوس الأمم أورشليم". ولما قرب يسوع من أورشليم تحسّر عليها قائلاً "آه لو علمت ستأتي عليك أيام يحيق بك فيها أعداؤك بالمتاريس ويحاصرونك ويضيقون عليك من كل جهة ويمحقونك أنت وبنيك الذين فيك ولا يتركون فيك حجراً على حجر لأنك لم تعرفي يوم افتقادك". ويقول يسوع "فاذا رأيتم " نجاسة الخراب" التي تكلم عنها النبي دانيال قائمة في المكان المقدس، فليهرب الى الجبال من كان في اليهودية".

في ذلك اليوم... يقول الكتاب المقدس بعهديه، "تأتي من موضعك شعوب كثيرة وجيش كثير تصعد على إسرائيل كسحابة تغشى الأرض في الأيام الأخيرة" وهو ما حدّده الإنجيل أيضاً "تدوس الأمم أورشليم إلى أن تنتهي أزمنة الأمم."

وتقول التوراة، "انظروا، ها شعبٌ زاحف من الشمال، وأمّة عظيمة تهبّ من أقاصي الأرض، …، لمحاربتك يا أورشليم". وسفر التثنية يقول "ويردك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها، فتباعون هناك لأعدائك عبيدا وإماء وليس من يشتري".

في القرآن الكريم، سيعلون مرتين وتكون الأخيرة هي القاضية، فسورة الإسراء لا تحتاج لأكثر من لسان عربي لتفهم كلماتها. "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ".. "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".

جدير بالذكر أن النبوءة تشير في الإصحاح الأول إلى أن يهود اليوم "افتراء الذين يختلسون لقب اليهود وليسوا بيهود إنما هم مجمع الشيطان"، وبحسب دراسات الأنساب، فاليهود المحتلون لفلسطين ليسوا يهودا يعود نسلهم ليعقوب "إسرائيل"، وإنما هم أدعياء اليهودية الذين تخصهم النبوءة.

للمرة الأولى منذ تاريخ تأسيسه بالأمس يصدق الكيان الصهيونى، فإسرائيل تسير نحو الخراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث