الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-من أجل ندى- فيلم يوثق حياة شهيدة الثورة الايرانية ( ندى أغا سلطان)

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 9 / 24
الادب والفن


للحديث عن مشاهدتي للفيلم الوثائقي ( من أجل ندى) ، الذي يوثق حياة الشابة " ندى أغا سلطان " التي تحولت الى رمزأ للحرية في إيران وأدانة لوحشية نظام الملالي في إيران وللأعمال العنف التي عامل بها لمتظاهرين في الاحتجاجات لتي اندلعت ضد الانتخابات
الرئاسية الإيرانية التي أجريت في يونيو - حزيران 2009 عندما وصل تصوير صادم بالفيديو للحظات وفاتها إلى الملايين من مستخدمي الإنترنت في أنحاء العالم ، ويغوص الفيلم التسجيلي (من أجل ندى) في حياة المحتجة الايرانية وفي نهايتها الدامية ويعرض للمرة الآولى مقابلات مع أسرتها صورت داخل طهران . يفتتح الفيلم الوثائقي " من أجل ندي " الذي أخرجه المخرج" أنتوني توماس " في عام 2010 ، بهذه المقدمة : "كل صراع خلال 70 سنة الماضية له صورته التعريفية ، فيتنام ، الصين ، العراق ، والان إيران" ، في 20 من يونيوعام 2009 أصيبت شابة أيرانية بطلق ناري في القلب من قبل قناص" ، هذه المراة الشهيدة أصبحت رمزاً لكل من استشهد خلال فترة الجمهورية الاسلامية ، ثم تظهر لنا الكاميرا صورة لامرأة شابة مضرجة بدمائها وسط نداءات اصدقائها وصراخهم ( ندى ..ندى، رجاءاُ ،إبقي معنا ، لاتذهبي!) ، الضحية تنظر الى من حولها من الاصدقاء ، وكانهم تقول لهم انظروا أني أحتضر ، اني قٌتلت ، وأنتم شهوداعلى وحشية هذا النظام المقيت ، وتموت" ندى " وعيناها مفتوحتان ، مشهدأ صادم ربما شاهدنا مثيلاّ له في ساحة التحرير وخلال انتفاضة تشرين العراقية في عام 2019 ، وكم حصد قناص المليشيات( الطرف الثالث) ارواحأ طاهرة من الشباب والشابات. يقول "أراش حجازي "احد الشهود :" لقد كنت هناك ورأيت تلك الفتاة البريئة تحتضر أمام عيني ، أعلم ان إيران لم تكن كما هل عليه ألان بعد وفاة ندى ، وانتشار فديوات إستشهادها ، والناس لم ينظروا الى ايران كما كان ينظرون لها قبل مقتل ندى" . خلال ساعات من وفاتها ولحظات إحتضارها التي التقطت بواسطة الهواتف المحمولة ، والتي ظهرت على شاشات التلفزيون في جميع انحاء العالم ، وكانت ألاكثر رواجا ونجاحا في الوصول الى القنوات التلفزيونية و"السوشيال ميديا " ، والشخص الذي صور هذه الفديوات على هاتفه المحمول ، استطاع أن ينقل رسالة الى العالم حول قمع السلطة في أيران ، وكذالك استطاع ان يصل هذا الفديوات الى رؤساء وملوك ووزراء وزعماء موثرون في انحاء العالم وفي غضون دقائق . موت الشابة"ندى" ركز وسائل الاعلام العالمي نحو الاحتجاجات الجماهيرية ضد تزويرالأنتخابات في إيران ، حين تظاهر الملايين من ألايرانيين بأربطة معاصمهم الخضراء المميزة وفي مسيرة كبيرة في العاصمة ايران ، سرعان ما تظاهرمعهم أخرون في أكثر من 100 مدينة حول العالم .
وجه " ندى" الملطخ بالدم ظهر على القمصان واللافتات ، ثار الناس لمقتلها ، في باريس المصور المحتفى بها " ريزا ديقاتي "، وجه كامل طاقمه والاستديو الخاص به في مهمة لصنع أقنعة لأجل " ندى" والتي وزعت الى العواصم حول العالم ، وارتديت من قبل المتظاهرين مع صرخات المتظاهرين خلف القناع " نحن ندى ". الاسم الفارسي لكلمة ندى تعني ( صوت ) ، "ندى آغا سلطان " اصبحت بالفعل الصوت والروح لثورة ايرانية ، الناس في كل مكان شاهدوا لحظات الشهادة والبطولة والشجاعة المطلقة في مواجهة وحشية النظام الايراني ، وفي سؤال المخرج عن هذا الشابة ( ماذا نعرف عن هذه الشابة ؟) ، من كانت ؟ ، مالذي كانت تمثله ؟ ، لماذا ماتت ؟ ،عائلتها مازالت تعيش في إيران ؟ وهل هناك طريقة مباشرة للتواصل مع العائلة ؟ ، وبالرغم من أن أمها قد نشرت بعض الصور على الانترنيت وأجابت على أسئلة مكتوبة ، لم يتمكن أحد من سماع قصة ندى بشكل مباشر. يغوص المخرج في حياة " ندى" والتي اصبحت رمز قوة للملايين . جميع الاعلام الاجنبي محظور في إيران ، والذين يدخلون سراً سوف يضعون أنفسهم وكل من يقابلوه في خطورة!! . الصحافة في نظر السلطة في ايران تعتبر عمل تجسسي و"انا أفضل ان اكون حرأ عوضا عن سجين في سجن إيفين " هذا هو رد الصحفيين في أيران ، وكانوا محقين في ذالك ، في الاسابيع والأشهر التي تلت مقتل ندى ، كانوا المواطنين الذين كانوا شهودا على تلك الجريمة ، ينشرون على الانترنيت أدلة صادمة ، عن عنف الدولة تجاه المتظاهرين وكذالك الأعتقالات العشوائية ، من يخاطر باستفزاز نظام يمارس أبشع انواع العنف و الوحشية تجاه معارضيه ؟؟، بعد بحث قوي ، وجد المخرج شخص وهو " سعيد كمالي دهقان " رجل بعمر ال24 معروف بالجرأة و بالشجاعة ،افية بما فيه الكفاية لكنه يستطيع اخفاءها حتى لاتقع بايدي الكمارك ورجال الامن في إيران . في البداية تواصل مع والد الشهيدة ندى و بعد 4 ايام تلقى رسالة بموافقة العائلة على مقابلته ، وعند وصوله الى منزل الشهيدة " ندى" التي أصبحت رمزاً لحرية الشعب الايراني ، وبعد موافقتهم على التصوير ، دخلت الكاميرا الى بيت " ندى" وغرفتها وصورت مكتبتها وكتبها ، والدة "ندى " وهي السيدة ( روستامي ) الودودة والطيبة ، وتحدثت الأم عن طفولة الشهيدة "ندى" المتمردة منذ ولادتها ومن عمر 3 أعوام كانت ترفض القيود ، وقد رفضت لبس غطاء الراس( الشادور) خلال دخولها المدرسة ، وحتى ف كان سعيد في إيران خلال الاحتجاجات يراسل صحيفة "الكارديان" في لندن وكذلك" سي أن أن" ، وكان أول من اكتشف إسم عائلة "ندى" والتي عاشت مع والديها وأخاها الاصغر، واستطاع سعيد وبكاميرا والتي تبدوغير احتري مرحلة الدراسة الثانوية حيت يتحتم ارتداء الشادور ، عارضت فرض ذالك عليها ورفضته بشدة ، بحيث تكاد تكون الوحيدة في المدرسة التي لاترتدي الحجاب . تتحدت امها عنها فتصفها بالصريحة ، ثم تحدثت في الفيلم أختها الكبرى "هدى" وقالت عنها " انها شجاعة ولانها لم تكن تخاف شيئاً ، لذا لم تضطر للكذب وكانت مبتسمة دائماً، لذا تراها في جميع الصورة هي تبتسم "، اما شقيق ندى الاصغر " محمد " ، الاقرب لها فهو لم يحلق شعره و لحيته منذ وفاتها يسترسل في الحديث ويقول" لقد اعتادت على القول أن النساء في هذه الدولة لايستطعيون أن يعيشوا كبشر ، وكانت تقول، كأمراة لايمكنني حتى الخروج دون ان اتغطى بالكامل "، اما والد ندى السيد ( علي ) فهو يعمل في شركة للنقل ، وغالبا مايكون خارج المنزل لكنه كان فاهماً لعقلية ندى فيقول عنها " إنها طفلة شجاعة ، لم يعرف الخوف طريقه اليها ، واحببتها و احترمتها لشجاعتها هذه ، ندى صريحة وشجاعة ، متصادمة مع السلطة منذ البداية تقريباً" . ندى هي روح حرة لكنها محاصرة من قبل نظام متخلف لايقدر قيمة المرأة ودورها في المجتمع ، بعد الثورة الاسلامية ، كانت أوائل المستهدفين وأول الضحايا هي المرأة ، تتحدث في الفيلم ( الدكتورة (ازهار نفيسي) وتقول :" وأول قانون تقدمي أستبدلوه ، كان هو قانون ( حماية الاسرة ) ، والذي كان يحمي النساء في البيت والعمل . ومن اوائل المستهدفين هو ملابس النساء والخمار ، وكذالك سن اكثر القوانين الرجعية بحق المرأة الايرانية ، مثل تغير سن الزواج من عمر 18 سنة وجعله 9 سنوات ، وكذالك حرمان النساء من حقوقهم المدنية والقضائية". في ظل هذا النظام المتخلف لازالت المراة تخاطر بتعرضها للاعتقال اذا شوهدت مع في العلن برفقة أي رجل غير أقاربها ، وطبقا للقانون فان ذراعيها وساقيها وشعرها يجب تغطيتهم في حضرة الرجال ، في المدن الكبرى ، تحاول بعض من النساء إرتداء الحجاب الملون أو يظهر شعرهم من تحت الحجاب ، لكنهن يخاطرن بانهن يقعن تحت عقاب الشرطة او مليشيات ( ألباسيج ) السيئة الصيت و في أجزاء كبيرة بل في غالبية البلاد كانت النساء مغطاة بالسواد وهذا هو العرف السائد في أيران . تقول الدكتورة "لادان بوروماند " ما هو مخزي ولايطاق ، هي القوة التي يستخدمها النظام من اجل التحكم بجسدكِ ، وهذا أعتداء مباشر على حريتكِ وكرامتكِ ، وأعتقد أن هذا هو مايجعل قضية ضوابط اللباس لاتطاق ". وتعلق والدة الشهيدة " ندى" حول هذه النقطة وتقول " ندى كرهت تغطية الرأس ، كانت تتعذب لكونها لاتستطيع الذهاب الى البحر ، وتكن على طبيعتها في الشارع ، لقد عانت بسبب فرض الحجاب " ، يقيد القانون حرية النساء بعدة طرق ، مثلا لايمكن الزواج دون موافقة والدها أو جدها لأبيها، والطلاق هو الحق الحصري للرجل ، ألامر الاكثر خطورة أن قيمة حياة المرأة تساوي نصف ما تساويه قيمة حياة الرجل (وهذا ينطبق على جميع الدول التي تحكمها الشريعة الاسلامية) ، في المحكمة ، شهادة المرأة تساوي نصف شهادة الرجل ، وهذا غير عادل خاصة ، في حالات الاعتداء او حالات الاغتصاب ، " هي لاتملك فرصة على إدانة ضد الرجل ، والاسوء من ذالك ، سيوجه للمراة تهمة البلاغ الكاذب أو تقديم الشهادة الكاذبة . أيران صاحبة أعلى معدل من ألاعدامات في العالم نسبة الى السكان ، باستثناء عقوبة القتل فقد فرضت عقوبة الاعدام على الزنا ، الميول المثلية ، وحتى الاحتجاج السلمي ، وأخرها الحكم بالاعدام على المصارع الايراني "نويد أفكاري" وهو لاعب مصارعة رومانية ينحدر من مدينة شيراز جنوبي إيران ، وكذالك تم اصدار أحكام بالسجن على شقيقيه (وحيد وحبيب) لمدة 54 و27 سنة ، بسبب مشاركتهم بسبب المشاركة في احتجاجات شعبية اندلعت صيف عام 2018 . عائلة ندى تنتمي الى جموع الشعب لذا يشعر الجميع بمسؤوليتهم اتجاهها ، أي شئ يحدث لهم سوف يثير غضب الناس، ومن المؤكد ان السلطة لاتريد ذالك ، لذا فأن هذه العائلة محمية بحب الشعب الايراني للشهيدة " ندى " ، لم تخفي العائلة في الفيلم شيئا عن حياة "ندى" ، قصائدها ، ومذكراتها الخاصة ، وفترة مراهقتها وتجربة حبها ل( أمير ) وزواجها منه في عام 2004 حين كانت في سن 21 ، واستمروا في الزواج لمدة 3 أعوام ونصف وبعدها تم الطلاق ، عائلة زوجها من الشمال و ندى من طهران ، كانوا من ثقافتين مختلفتين ، وقد حاولت جاهدة في الاستمرار في الزواج لانها احبت امير ، ثم استعرضت العائلة كتب ندى بما في ذالك الكتب المحظورة فقد كانت الشهيدة مولعة بالقراءة ، ومن هذه الكتب : سد هارتا للكاتب هيرمان هيسة ، وكتاب "ألاغواء ألاخير للسيد المسيح" للكاتب نيكوس كازانتزاكيس " و"مائة عام من العزلة "للكاتب الكولمبي ماركيز ، وروايات اميلي برونتي ، و"الحرية والموت" لنيكوس كازانتزاكيس، ومرتفعات ويذرنغ ، بطبيعة الحال جميع الكتب التي كانت تقرأها الشابة ندى هي كتب تخريبية حسب نظرة النظام ، هذه الكتب تعكس طبيعة عقل تلك المراة التي لديها الرغبة في المعرفة و التعطش للمعرفة ، دخلت جامعة طهران لدراسة الفلسفة الاسلامية ، وكما هو الحال في أغلب المؤسسات الحكومية ، يتم تفتيش النساء قبل دخولهم ، لا لشئ فقط لضمان عدم وجود اثر للمكياج أوعدم انتهاك ضوابط اللباس الصارمة ، بحيث يتم الصفع على الخد بسبب وضع المكياج من قبل الحرس من النساء . كانت ندى في شجار مستمر بسبب الطريقة المهينة التي يتعامل بها مع المرأة بسبب طلاء اظافرها أو أحمر الشفاه او ارتداء الكعب العالي ، لم تستمر ندى بالدراسة وبعد فصلين دراسين ، تركت ندى الجامعة ، وحسب قول أختها حين ذكرت السبب ،" أن الاله الذي يدرسونه لنا في هذه الجامعات ،مختلف عن الاله الذي اعبده" في مرة أستاذها الجامعي يخبرهم عن صفات الله : أنه منتقم ، أعترضت ندى وردت ،هذا ليس إلهي ، لان ألاله الذي أعبده هو ألعطوف والمحب " . الفكرة في هذه النظام ومؤسساته الدينية أنهم صادروا الدين وجيروه من اجل خدمة مصالحهم بل حولوه الى أيديولوجية ، فقد جردوه من كل مايجعل الدين إنساني ، من كل ما يجعل فتاة مثل" ندى" منجذبة اليه ، هذه السلطة في الواقع دمرت صورة الدين الصحيح ، وبعد ان تركت ندى الدراسة أختارت مهنة تتيح لها حرية السفر ، وتقول لأمها " كانت تقول ندى: ليوم واحد فقط قبل موتي ، اريد العيش خارج إيران" ، وفعلاً ، بدأت بدراسة اللغة لتتعلم التركية وقامت ندى بزيارة تركيا مرات عديدة ، في بعض الاحيان كانت تعمل مرشدة سياحية ، هناك يمكنها إرتداء ماتريد ، والتجول بحرية مع الاصدقاء ، ولكن في إيران ، حريتها الوحيدة كانت خلف الابواب الموصدة ، كان الرقص العربي هوسها وموسيقى البوب الغربية والموسيقى التركية ، أخذت دروسأ في الموسيقى والغناء وتدربت على أغاني مثلها الاعلى المطربة كوكوش التي تعشقها ، المطربة كوكوش وهي نجمة إيرانية ، تتحدث " كوكوش" في الفيلم " بعد الثورة الايرانية عشت تحت حكم ذالك النظام لمدة 21 عام ، تماما مثل ندى " لقد تم منعي من الغناء ، وحتى الظهور العلني حرمت منه ، قضيت شهراً في السجن ، تم التحقيق معي 4 مرات في إيفين" ، في نهاية المطاف هربت كوكوش من إيران حتى تكون حرة ، لتجد اغانيها طريقها الى وجدان ومشاعر وأحاسيس ندى ، وتعرض الأسرة في الفيلم المزيد من ألاغراض الشخصية للشهيدة " ندى"، والتي أصبحت الرمز و صوت الشعب ، في هذا البيت كانت تعيش فتاة تحب الحياة وتريد الاستمتاع بمباهجها من سفر ورياضة وقراءة الكتب التي أحبتها ، ولكنها في الواقع إنها تعيش في جمهورية إيران الاسلامية، لكن ندى اصبحت بطلة ليس لأنها مختلفة ، ولكن ماجعلها مختلفة عن ملايين الفتيات الاخريات هي شجاعتها ألاستثنائية وقوتها ، وفي يونيو من عام 2009 تم أختبار تلك القوة والشجاعة ، وبالتحديد في الانتخابات الايرانية ، والمرشح لها المتشدد "محمود أحمدي نجاد "الذي كان يسعى ألى إعادة إنتخابه لفترة رئاسية أخرى ، العملية كلها كانت موضع شك منذ البداية ، يتحدث في الفيلم الصحفي " مزيار بهاري" و الذي سبق أن تحولت قصته الى الفيلم بعنوان ( ماء الورد)الذي يناقش الانتخابات الايرانية ، وتم كتابة مقالة عن الفيلم بعنوان (ماء الورد- فيلم يفضح قمع النظام الإيراني للمحتجين عامةً والصحفيين خاصة ) ونشرت في موقع الحوار المتمدن ، العدد : 6629 وبتاريخ - 2020 / 7 / 27، الفيلم يوثق فترة إعتقال الصحفي الكندي–الايراني الاصل "مازيار
بهاري" خلال تغطيته للانتخابات الرئاسية في إيران العام 2009 ، وتفاصيل الاستجواب وفترة سجنه التي دامت أربعة أشهر ، بتهمه الجاسوسية والعمالة (للشيطان الأكبر والصهيونية العالمية) ، الفيلم مقتبس من كتاب مذكرات الصحافي مزيار بهاري بعنوان "ثم جاءوا إلي" ، يقول بهاري : "ماحدث قبل الانتخابات ، أحمدي نجاد كانت له السلطة للوصول الى موارد الدولة وأستخدامها لاغراض الدعاية
الانتخابية ، أنفاق الاموال وبإسراف ، كان يدفع للناس مئات الآلاف وملايين الدولارات ليصوتوا اليه ، بنوا المدارس هنا وهناك لاغراض الدعاية الانتخابية ، أنشاوا الطرقات ، ولم يهتموا حتى بأكمال تلك المشاريع ، بدأوا إنشاءها فقط ليحصلوا على الاصوات " ، بقى ثلاثة من منافسيه في تلك الحملة ألانتخابية ، وهم شخصيات معروفة ، منهم المرشح" موسوي" وهو رئيس وزاري سابق ، وكذالك "كروبي" وهو متحدث برلماني سابق ، و"رضائي " وهو الرئيس السابق للحرس الثوري ألايراني ، وندى مثل ملايين الشباب الاخرين لم يكن لها أي علاقة بها ، لربما لآن القرار متخداُ مسبقا لقناعة الناس بعدم نزاهتها ، و كذالك إعتبار الانتخابات عديمة الجدوى حسب قناعة الناس ، وأحمدي نجاد سيكون الرئيس القادم حتما و بلا جدال ، لكن حدث شئ إستثنائي ولأول مرة على ألاطلاق ، قام المرشحون المعارضون بمواجهة احمدي نجاد في سلسلة من المناظرات المتلفزة ، و أجتذبوا جماهير مؤيدة هائلة ، مافعلته تلك المناظرات إنها وضحت للناس ماكرهوه بشأن أحمدي نجاد ، وأنكشف اكثر ، كان شخصية بغيضة ومكروهة ، واثق جدا من فوزه وحصوله على المنصب ، متكبر ومسئ جدا لخصومه ، لقد هدد بكشف عدة ملفات عن زوجة المنافس " موسوي " – وهو نفس ألاسلوب الذي اتبعه سئ الصـــيت نوري المالكي في العراق- ، وقال سوف أقوم بكشف تلك الملفات ، ورد عليه موسوي " لانريد مسؤلون حكوميون يبتزون بإنشاء ملفات عن المواطنين ، ومن ثم يهددون بكشفها " بعد انتهاء المناطرة بدأ الناس بالاحتفال في الشوارع ، اما بالنسبة الى الشهيدة " ندى" شاركت الناس خروجهم الى الشارع والاحتفال ، كانت الاجواء في الشوارع في ذالك الاسبوع في غاية البهجة ، ظن الناس أن بعض التغيرات يمكن حدوثها داخل الدولة و سوف يحصل تغير في النظام المتشدد ، بسبب ذالك التغير الطفيف الذي أحسوه في بداية الانتخابات أمتلآت الشوارع بهجة وكان الناس سعداء ، وكان أشبه بالاحتفال بالمرشح " موسوي" ، ولمدة اسبوعين قبل ألانتخابات ، هذا الامل الضئيل في التغير، خلق طاقة هائلة بين الشباب بعد سنوات من الياس ، حملوا الريات الخضراء ، كانت تجربة رائعة وسرعان ماظهر المرشح " حسين الموسوي " مرشح اول للمعارضة ، جاذباً حشودا هائلة لمسيراته من قبل المؤيدين ، لكن مشاركة زوجته "زهراء رهنورد " التي أعطت بريق جميلا لحملته وفي مساهمة المرأة في التغير ، حتى أنها أدارت مسيرات خاصة بها ، أمرأة تلعب دور كبير في المسيرات الانتخابية وفي حملة سياسية ، كان هذا بحق تقدما كبيراً في جمهورية إيران الاسلامية ، وفي يوم الانتخابات في 12 من يونيو ، كانت الاجواء حافة بالتفاؤل وخرج الناس مبكرين لصناديق الاقتراع ، ثم بدات تبرز الشكوك ، حين اشتكى المرشحون المعارضون بأن إتصالاتهم الهاتفية والبريدية قد تم إعتراضها ومُنع مراقبيهم من الدخول لمراكز الاقتراع، وحاولت ندى المشاركة في تلك الانتخابات واشتبكت مع المشرفين لعدم تواجد ممثل للمعارضة في مركز الاقتراع فقط ممثل احمدي نجاد متواجد ، وعادت بعد رفضها التصويت ، في تلك الليلة التي فيها لازال الناس يصوتون ، داهمت قوة من الباسيج مقر المعارض" موسوي " ، وأغلقوه بعد مصادرة الوثائق والملفات ، وبعد ساعتان فقط من إغلاق جميع صناديق الاقتراع وأعلن التلفزيون المحلي الإيراني عن عدّ الاصوات و حصول أحمدي نجاد على نسبة 60 بالمائة من الاصوات ، في الساعات الاولى من الصباح التالي ، تم تأكيد فوز أحمدي نجاد " هل يعقل ان بهذه السرعة اكملوا عد الاصوات وفرزها؟ ، انها حالة من التزوير مكشوفة ، ما كان صادما حتى هذا الخيار المحدود تم الالتفاف علية والتحايل دون الوصول اليه . في الليلة التالية ، يوم الاحد 14 يونيو ، الشرطة وميليشيات أل( الباسيج) شنوا هجوما على جامعة طهران بالضرب والاعتداء على الطلبة وقتل 5 طلاب واكثر من 130أعتقلوا وحكم عليهم بالسجن ، وعلى إثر ذالك ، استفاقت طهران والمدن الايرانية بالخروج الى الساحات في حشود كبيرة من المحتجين ، وكانت "ندى "هناك ومنذ البداية ، لانها شعرت ان الشعب الايراني قد تعرض الى الخديعة والاهانة ، الصحفي بهاري الذي نقل هذه التظاهرات الى وسائل الاعلام العالمية وتعرض الى السجن وصف هذه التظاهرات " أعتقد إني رأيت 2 الى 3 مليون شخص في شوارع طهران في يوم 15 حزيران خرجوا وتظاهروا بسلمية ، في تلك 4 أيام ، أعتقد أننا حقاُ شهدنا النصج السياسي للشعب الايراني ، لقد علموا مايريدون ، لم يريدوا أحمدي نجاد رئيسأ لهم ." جميع الاعمار وجميع الطبقات والفئات من الشعب الايراني ، متدينون وغير متدينون جميعم ، ومايميز هذه التظاهرات هو " الصمت " بلا صراخ و بلا شعارات !! ، لم يصرخوا ( الموت لهذا ، والموت لذاك) ، فقط رفعوا ايديهم ، مظهرين علامة النصر ، وكانت مشاركة المرأة الايرانية إستثنائية ، ليس فقط النساء العلمانيات مثل الشابة " ندى"، بل هناك نساء يرتدين الحجاب وفي المقدمة كانوا الشباب و النساء ، كانت الشهيدة " ندى " تمثل جيلاً ، يناضل من أجل الحريه ، لم يحلموا بالسلطة فقط يبحثون عن الحرية ، حرية التعبير و الحرية الفردية ، هذه ابسط الحقوق التي تبلورت خلال فترة الانتخابات وحطمتها بعد نتائج الانتخابات المزورة ، وكانت "ندى" يوميا مشاركة في الاحتجاجات . وفي يوم 16 يونيو اي بعد 4 أيام من إندلاع الاحتجاجات ، أطلق العنان للشرطة والجيش ومليشيات الباسيج لقمع هذه ألانتفاضة ، وتم وضع الصحفيون في السجن ، وطرد آخرون ، ووضرب بقسوة وحشية المتظاهرون ، وأطلق الرصاص الحي عليهم ، الفوضى والعنف ملأت الشوارع ، وبالرغم من عدم وجود الصحفيين ، لكن المعلومات و الصورة ظلت تتدفق من الكاميرات الهواتف النقالة التي وثقت صور عن وحشية وعنف السلطة تجاه مظاهرة سلمية ، والذي اثبتت فشل سلطة الملالي في فهم أن الشعب الايراني بنفسه قد أمتلك الشجاعة والوعي لايصال صوتهم الى العالم الخارجي ، نتائج الانتخابات الايرانية و ماحصل بعدها من أحداث ، كانت بداية لحقبة جديدة من نضال الشعب الايراني . وبعد اسبوع من الانتخابات ، القائد الاعلى " خامئني " و بالرغم من أنه لم يختاره الشعب ، ألا انه يعتبر نفسه مقدساً وفوق كل الاعتبارات السياسية ، وهو (الرب فوق الارض) ، خاطب الامة بكل وقاحة ومتجاوزا الحدود مما وضع نفسه ك (عدو) للشعب المظلوم من خلال" دعمه ل( أحمدي نجاد ) وشدد على مصداقية الانتخابات ودون حدوث أي تزوير في التصويت في إيران . وهدد بانه سوف يعطى الاوامر في ملاحقة المتظاهرين بكل الطرق الممكنة فيها ، أي نوع من القيادات التي تخاطب شعبها وتهددهم وفي يوم الجمعة وهوأقدس أيام الاسبوع ـ يحرض على سفك الدماء ومهددا أبناء شعبه بقتلهم في حالة مغادرة منازلهم والمشاركة في الأحتجاجات السلمية؟ ، أي قائد اعلى يقوم بهذا الفعل؟ ، في هذه اليوم شنّ القائد الأعلى حرباً ضد الشعب ، في هذا الخطاب، قام القائد الاعلى بالتوقيع على إاعدام " ندى " والشهداء الذين سقطوا ، لم تعد المسألة قضية انتخابات بل قضية القدسية لرجال الدين وجعلم يتصرفون مثل الأله على الارض ، في اليوم التالي وهو السبت ، وبتاريخ 20 من يونيو عندما خرجوا الناس الى الشوارع واجهوا جيشا عسكريا وبكامل عدته ، أعداداً كبيرة من قوات الشرطة والباسيج ، يحتلون الطرقات ، وبدا ألامر وكأنه حرباً ضد الشعب مما جعل الناس اكثر غضباً ، ولأول مرة يسمع هتاف (الموت لخامئيني) ، ويسقط للديكتاتور، وغيرها من الشعارات ، في هذا اليوم اصرّت " ندى " على الخروج والمشاركة في الاحتجاجات بالرغم من توسلات امها في المكوث في الببت لخطورة الوضع ومع وجود التهديدات من قبل المرشد الاعلى ,، وكان ردها " يجب ان اذهب ،أذا لم أذهب من سيفعلها ؟". غادرت المنزل وهي تعرف قد تعتقل ، أوقد تتعرض الى التعذيب ، في هذا اليوم ، جميع من خرج الى الشارع كان قد أعلن الحرب على الجمهورية الاسلامية الأيرانية ، مخاطراّ بحياته ضد رد الفعل الشرسة من قبل النظام ومليشياته ، وفعلا مارست السلطة أبشع أنواع العنف ضد النساء و الشباب وتم رمي الغاز المسيل للدموع والحارق وتم نقل " ندى" الى المستشفى لمعالجة الحرقة في عينيها من أثر الغازات التي واجهتهم بها السلطة ، ولكنها عادت ثانية الى المسيرة رغم الوعد الذي قطعته لوالدتها بالعودة الى البيت ، عادت الى المسيرة بجانب إستاذها في الموسيقى مرتدية قبعة البيسبول ، كانت تساعد المحتاج الى العون وهي تهتف يسقط" الديكتاتور" ، كان استاذها يحاول سحبها الى الخلف خوفا عليها من الاندفاع ، لكنها ترفض التراجع ، أمراة بغاية الشجاعة ، كانت " ندى" تتحرك في ارجاء المسيرة وهي تهتف " وبعد هجوم قوات الشرطة بالهروات وبالقسوة تفرق المحتجين وكانت جميع الطرق مسدودة ، وكانت الفوضى عارمة ، بدات " الشابة ندى " بالركض ، حتى أخترقت رصاصة القناص الغادرة صدرها ( وهو نفس القناص الذي غدر بارواح الشهداء في ساحة التحرير في انتفاضة تشرين العراقية ، ولكن هذا حدث بعد عشر سنوات من سقوط "ندى" مضرجة بدمائها الزكية) ، لم يستطيع احد إنقاذها لانها الرصاصة اصابت القلب العاشق للحرية ، نزفت حتى الموت وتوقف القلب من النبض ، أغمضت عينيها ، ماتت " ندى" ، استطاع ثلاث شبان من الامساك بالقناص القاتل ، وخلعوا قميصة و انهالوا عليه بالضرب ، البعض أراد قتله ، لكن اعترض اخرون ولم يسمحوا بذالك قائلين : لسنا مثلهم "، نحن هنا لاننشر العنف ، لم يتمكنوا من تسليمه الى الشرطة ، كي لا تكشف هوياتهم عند الحكومة ويتعرضوا للاعتقال ، لذا لم يكن لديهم خيار سوى تركه ، الى يومنا هذا لم يتم توجيه تهمة القتل ، ولم يتم إتهام اي أحد بقتل " ندى" ، رغم ان القاتل معروف وهومن رجال السلطة و مليشاتها ، دفنت ندى في اليوم التالي ، ولكن السلطة لم تسمح لأي إمام أن يقوم بالصلاة عليها لا في المسجد ولا في المقبرة ، تظن تلك الحكومات إنها بالقتل تستطيع إسكات الاصوات ، لكن موت " ندى" وصداه العالمي والدولي ، كشف حجم ألاضطهاد والعنف في إيران . رغم محاولا بائسة من اعلام السلطة في تزوير الحقائق ، وقالت السلطات الايرانية ان " ندى" أصيبت برصاصة من نوع يختلف عن النوع الذي تستخدمه قوات الامن الايرانية مما يعني أن الحادث كان مدبرا لتشويه سمعة المؤسسة الدينية واثارة المعارضة السياسية . ومرة تعلن أن " ندى" لا زالت حية وبصحة جيدة وتعيش في اليونان ، بعدها السفير الايراني في المكسيك بكل صفاقة وصلافة تحدث في مقابة بانه تم اطلاق النار عليها من قبل عملاء ال(س. اي أي) ، وبعد مرور يومان ، وسائل الاعلام الايرانية أعلنت ان الفاعل هو مراسل فناة البي بي سي " في أيران ، أما التلفزيون الرسمي الايراني فقد تفوق على نفسه في الكذب وألأفتراء حين أنجز فيلما وثائقيا عن القضية ، وحسب ماورد في الفيلم الوثائقي بالرواية الايرانية ، أدلة الطب الشرعي وتقرير الشرطة ومسؤولي ألامن، تثبت إنها لم تقتل بالطريقة التي اشارت لها وسائل الاعلام الغربية زاعمة أن " ندى " كانت تمثل ، وقد لطخت وجهها بدماء مزيفة ، بعد أن تم قتلها من قبل رفاقها . ووجه الادعاء إتهام الى أستاذها وصديقه حجازي، باكاذيب وقصص مفتعلة يحاولون من خلال طمس جريمتهم ، وحقيقة ألامر لا أحد يصدقهم ، في باريس وفي أربعنية الشهيدة " ندى" تم عمل استذكار شارك به ألالاف ، وانيرت الشموع ، وكل شمعة هي روح سُلبت من أجل الحرية ، تم تكريم شهداء الانتفاضة في أربعينة الشهيدة ، رغم أن اهلها منعوا في ايران من أقامة مجلس العزاء ، وفي 30 من تموز أمروا من قبل السلطات في البقاء في منزلهم ، ورغم تحذيرات الحكومة ، لكن ألألاف من المشيعين قطعوا مسافة 20 كيلومتر من المدينة الى مقبرة "جنة الزهراء " في طهران، تكريما الى ندى وبقية الشهداء الذين سقطوا في الانتفاضة الخضراء وهم يهتفون " ندى باقية ولم تمت ، السلطة هي الميتة " وكالعادة كانت الشرطة والمليشيات بانتظارهم ، مستخدمة الغاز المسيل ضد المشيعين ، هذه الاحداث اثبتت لأي درجة هذه السلطة الحاكمة عاجزة و جبانة!!، وفي النهاية ، يبقى السؤال " هل أستشهاد "ندى " كان عبثياً وبلا فائدة ؟ ، لم يكن موت ندى عبثا ، لاموتها ولا موت الاخرين ، ندى بالفعل اصبحت رمزا للحرية في الجمهورية الايرانية " سوف تخلد ، كونها واحدة من أهم النماذج ، ومن أبرز أبطال الحرية ـ ونفس الشئ يقال لموت شباب ساحة التحرير في انتفاضة تشرين هم الاخرون لم يكن عبثياً ، بل شموع ذابت من اجل وطناً حراً وشعباً سعيدأ، الشاعر ألايراني "أحمد شاملو " كتب ذات مرة ، " تمت المقايضة بكرامتنا ، كانت لدينا جميع كلمات العالم ، إلا أننا لم نلفظ الكلمة الوحيدة ألأهم وهي الحرية " بهذا المقطع من القصيدة ينتهي الفيلم الوثائقي " لاجل ندى " وهو قصة حياة الشهيدة " ندى أغا سلطان " والذي قام بإخراجه المخرج " أنتوني توماس" وهو مخرج ومؤلف أفلام وثائقية إنجليزي ، أنتج الفيلم في عام 2010 ، * ولد توماس في كالكوتا في الهند، وانتقل إلى جنوب أفريقيا وهو لا يزال في السادسة من عمره، ثم انتقل إلى إنجلترا عام 1967، وهناك كتب وأخرج وأنتج 40 فيلما وثائقيا وعملا دراميا ، كما ألف سيرة ذاتية حظيت بالثناء على نطاق واسع تحت عنوان (رودس.. السباق على أفريقيا ). وقد حصلت أفلام توماس على جوائز مهمة خلال الكثير من مهرجانات الأفلام الوثائقية، ومن بينها جائزة إيمي الأميركية وجائزة جورج فوستر ببيبدي وجائزة الأكاديمية البريطانية وجائزة غريرسون لأفضل عمل وثائقي بريطاني. وحصل اثنان من أعماله الوثائقية "التوأم - النفس المنقسمة" و"رجل وحيوان" على 14 جائزة دولية . في عام 2007 وجهت دعوة لعرض عمله الوثائقي "رجل الدبابة" في عرض خاص خلال الجمعية العامة لمنظمة العفو الدولية داخل الولايات المتحدة وداخل الكونغرس الأميركي . تحدث أنطوني توماس عن فيلمه (من أجل ندى ) ، "وفاتها التي سجلت بهذا الشكل التصويري الحي كان لها أثر هائل على الناس. لقد أصبحت وبحق رمزا لهذه الحركة. لم تكن شخصا يسعى وراء السلطة السياسية أو أي شيء كهذا. لقد أرادت فقط أن تتحقق الحرية " . ويضيف المخرج البريطاني "إن النظام إيراني معقد في قمعه، فهو يستخدم كل الوسائل التقنية في مساعيه لفرض روايته للحقائق ، كما أنه يتخذ خطوات وقائية، فغالبا ما يتوقع الخطوة التالية للمعارضة. ولعل الأفلام الوثائقية التي أعدها النظام عن ندى أحد الأمثلة على ذلك. يجب على معارضي النظام تبني وسيلة أكثر تعقيدا، أيضا، خاصة في وقت تقمع فيه مظاهرات الشوارع. ولعل السبب في ذلك أننا بحاجة إلى أفلام مثل (من أجل ندى)". عن فكرة الفيلم وماذا كان الهدف من وراء صنع فيلم وثائقي عن مقتل ندى ، قال: «يجب علي أن أعترف أن فكرة تصوير هذا الفيلم لم تكن فكرتي، ففي أعقاب أيام من مقتل ندى، طلبت مني شيلا نيفيز رئيسة قسم الأفلام الوثائقية في مؤسسة (إتش بي) الحضور إلى نيويورك حيث عرضت علي هذا التحدي، وقالت لي: (أريد منك أن تصنع فيلما يسهم في تحويل ندى أغا سلطاني من رمز وأيقونة إلى كيان حي يمكننا الارتباط به جميعا على المستوى الشخصي. وأريد أن نفهم جميعا ما الذي دفعها إلى المخاطرة بحياتها بالنزول إلى الشوارع في تلك الأيام البالغة الخطورة التي شهدت مظاهرات الاحتجاج). ويتمنى أنتوني أن يحقق الفيلم ثلاثة أهداف، الأول ضمان ألا تنسى ندى سلطاني على الإطلاق. والثاني ألا تذهب مظاهرات الملايين الذين شاركوا في الحركة الخضراء سدى، والثالث أن يساعد في تغيير وجهات النظر الغربية عن الشعب الإيراني. فالكثير من الغربيين ينظرون إلى إيران على أنها 72 مليون متعصب." لكني أتمنى أن أتمكن من خلال تقديم رواية صادقة للأحداث عما دار في يونيو ويوليو (تموز)، وتقديم عائلة ندى والكثير من شهود العيان الإيرانيين الشجعان والمشاركين في مظاهرات يونيو ويوليو للمشاهدين الغربيين أن أسهم في مساعدة الأفراد بالكلمة لإدراك كم القواسم المشتركة بيننا وبين أشخاص مثقفين للغاية كان من سوء حظهم أنهم وقعوا تحت سطوة سلطة دينية رجعية" . الفيلم من تأليف وإخراج وإنتاج المخرج أنتوني توماس ورواه الممثلة الإيرانية الأمريكية الفائزة بجائزة إيمي شهريه أغداشلو ، ويتميز الفيلم بمقابلات حميمة مع أولئك الذين يعرفون أفضل ما لديها - راش حجازي ، الطبيب الذي كان بجانب ندى عندما تم إطلاق النار عليها . والدتها هاجر رستمي وشقيقتها هدى وشقيقها محمد - يتحدثون علنا لأول مرة أمام الكاميرا. ومن بين المقابلات الأخرى: مراسل نيوزويك مازيار بهاري. المصور الإيراني رضا دغاتي و محامي حقوق الإنسان أندرياس موسر ، خبير الكمبيوتر أوستن هيب. فيكتوريا جراند ، رئيسة الاتصالات والسياسة في (يو تيوب) نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيون رويا ولادان بوروماند ؛ مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية جاريد كوهين. والبروفيسور علي أنصاري ، الذي ا ترأس التحقيق الذي أجراه مركز الأبحاث تشاتام هاوس ومقره المملكة المتحدة في انتخابات 2009 .
هذا الفيلم عبارة عن ذكريات عاطفية للغاية وموجعة شخصيًا لعائلة الشهيدة" ندى "، وهو أيضًا فيلم يبعث على الأمل للإيرانيين في جميع أنحاء العالم ، الذين يقدرون تضحيتها القصوى. فيلم (من أجل ندي) الوثائقي الذي يروي قصة شهيدة الانتخابات الرئاسية الإيرانية والذي حصد الجائزة الكبرى لرابطة المراسلين الأجانب في بريطانيا، وصفة المخرج أنتوني توماس، الذي كتب وأنتج الفيلم الوثائقي: "لم أكن أرغب في أن يشعر الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع وخاطروا بحياتهم بشجاعة أن العالم تجاهل ما حدث ونسيهم".
وفي الختام ، أحب أن أنوه الى مسألة مهمة ، سبق وأن وضحتها في أكثر من مرة ، وهي انني لستُ بناقدِ سينمائي ، ومن يضفي عليَ تلك الصفة فهو يسئ الى النقد السينمائي ويظلمني ، أنا مشاهد و انقل مشاهداتي على الورق ، الكتابة عن فيلمٍ لا تعني تلخيص القصّة وكشف النهاية، لأن النقد السينمائي ليس سرد قصة الفيلم مع اضافة لمحة عن سيرة حياة ابطال الشريط السينمائي ومخرج الفيلم ، النقد السينمائي هو "هو عملية تحليل وتقييم وتذوق العمل الفني بشكل عام والدرامي والسينمائي بشكل خاص من جميع جوانبه من حيث القصة والإخراج والموسيقى التصويرية والتمثيل والإضاءة والمونتاج إلى آخره من مكونات وأساسيات العمل الفني الدرامي أو السينمائي". ولعدم وجود فصل بين الصحفي المختص بالسينما والمشاهد المتابع للسينما والناقد السينمائي الحقيقي والباحث السينمائي وتحديد صفة كل واحد ، كل هذا يجعل النقد السينمائي العربي يكاد يكون معدوماً، ويضاف إليه معضلة صحف ومجلات لا تقدم سوى المتابعات السينمائية دون الاقتراب من عوالم النقد السينمائي ، وتكاد بعض الصحف تحصره في المتابعات الإخبارية دون وجود نخبة متخصصة من النقاد السينمائيين العرب في سينما شرق أسيا أو الهندية ، مثلا ، أو عدم وجود ناقد سينمائي عربي واحد متخصص في سينما أفلام الرعب ، أوالخيال العلمي أو سينما الحرب ، أو السينما التاريخية وغيرها ، كل هذا ينعكس على بنية النقد العربي السينمائي الذي يبدو ضعيفا وغير متزن وغير قادر على المتابعة والمسايرة النقدية للسينما في العالم ، لذا أجزم واقول عدم وجود نقاد للسينما أو بمعنى أصح نقد سينمائي عربي بل هناك تجارب و منها على سبيل المثال تجربة الكاتب المصري أمير العمري والاردني (عدنان مدانات ) و اللبناني ( أبراهيم العريس ) و الكاتب اليماني ( حميد عقبي ) وغيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة