الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنستكشف المقاومة ٢

محمد ليلو كريم

2020 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تكفير النقد .

" لا يمكن لمجتمع أن يخطو الى الأمام ، وتدور فيه عجلة التنمية ، بلا أن تشيع فيه ثقافة النقد ، ويتحول النقد لديه من كونه معولًا لهدم الفكرة واسقاطها ، عبر التفتيش عن عيوبها ، الى كونه أداة لإصلاح الثغرات فيها ، وإبعاد العيوب عنها كي تتكامل .
A society cannot progress and develop without the culture of prevailing within it . I instead of using criticism as a tool to demolish an idea , it must be used as a means to construct & further develop the idea "
السيد مضر الحلو
modhar Alhilou
............
" أننا نخاف من الناس أن يُفكِروا ، نحن الذين نعتبر انفسنا خطأً أو صوابًا في مواقع القيادة ، وفي مواقع المسؤولية في الدين والسياسة والاجتماع . نحن نخاف من الناس أن يُفكروا ولذاك فأنا نمنعهم من التفكير ونقول لهم لنقدم لكم الفكرة جاهزًة ، مطبوخًة ، فلا تُزعجوا انفسكم بعملية تنقية العدس والرز في مفردات السياسة والاجتماع ، وتعودنا على السياسة المطبوخة ، وتعودنا على الدين المطبوخ ، وتعودنا على الإجتماع المطبوخ ، وعلى الفكر المطبوخ ، ولم نتعلم الطبخ ، ..... ، علمنا الشعب النفاق ، لأنه يخاف أن لم ينافق معنا فسوف يفقد الكثير من الامتيازات عندنا .
نخاف من الحقيقة أن تتحدانا ، أصبحنا نخاف من النقد ، واصبح النقد عندنا عداوة .
ممنوعٌ أن تنقد .
ممنوعٌ أن تُحلل خطًا سياسيًا ، أو خطًا اجتماعيًا .
ممنوعٌ أن تُبدعَ فكرًا جديدًا ، لأن الكثير ممن يحيطون بك ينطلقون من موقع تخلف ذهني ليُكفروا فكرة هنا وليُضللوا فكرة هناك وليُخونوا انسانًا هنا وليقمعوا كلمة هناك " ١
العلامة حسين فضل الله في كلمة " نقدية " له بتجمع حضره حسن نصر الله .
...........
حتى الروايات الأدبية السريالية تحتاج للنقد ، وكذلك الشِعر والنثر والخطاب السياسي والحزب السياسي ومدونة التاريخ والمجال المعرفي والفلسفي ، فهذه المجالات وغيرها تعمل في عالم البشر وليست من عمل الملائكة أو كائنات تفوق الإنسان عقلًا وعلمًا ، وأيضًا حركة المقاومة الوطنية أو التي تتخذ طابع ديني لزِمَ إخضاعها للنقد ، فكل عمل لبني البشر يخضع لإحتمالية الصواب والخطأ ، فهل وصلت المقاومة برجالها الى مستوى العصمة ؟ .
لنتقبل النقد ولو من باب النُصح والتناصح ، وإلا فليس من منطقٍ سليم يُبرر لطبقية في قبول النقد فيُستثنى رجالٌ منه ، أو تُرفع طبقة فوق النقد كما رُفعت طبقة فوق قانون ودستور الدولة وراحت تصول وتجول كما يحلو لها بحجة مقاومة الوجود الأمريكي ، وبحجة أن دواع المقاومة مقدسة ، فتقدست المقاومة ، وقدسيتها رفعتها فوق كل طبقات البشر ، ونحن اليوم نُدان ونُقمع إن تجرأنا على نقد آلهة المدن الشيعية ؛ الكبيرة منها والصغيرة .
لا أحد ينكر ما للمقاومة من " رمزية " محاطة بهالة من القدسية ، وتزداد هالة القدسية اشعاعًا أن كانت المقاومة بدوافع دينية ، وتشتد الهالة اشعاعًا أن ارتبطت المقاومة ذات الدوافع الدينية بدوافع النبوءة ، فتنطلق المقاومة بدافع ديني نبوءاتي ليغدو العدو صورة ابليس وجنوده كحاصل تحصيل لا قول ثانٍ فيه ، فالمقاومة هي الدين كله ، وهي العدل والقسط كله ، وخندق العدو هو الكفر كله ، والظلم والجور كله ، وكيف للدين كله أن يتصالح أو يتهادن مع الكفر كله ، وفي سياق هذه المواجهة يُلحَق قادة وجنود المقاومة برمزية المقاومة المقدسة فيُقدسون وتُقدَّس بنادقهم والرصاص الذي يُطلقون وحركاتهم وسكناتهم وحين ينامون وحين يستيقضون . بل ولكوني من عائلة شيعية أستحضرت الآن علي الأكبر والقاسم وهدير المقتل الذي طوح بالألباب وجذب القلوب ورخصت له ملايين الدموع وخطوات " المشاية " الى حيث يرقد إمام المقاومة في طفٍ بين النواويس وكربلاء .
في عام ٦١ للتقويم الهجري الإسلامي وصل الصراع بين البيت الأموي والبيت العلوي الى الذروة إذ توجه الحسين بن علي صوب عاصمة مُلك أبيه ، ومن عاصمة مُلك أبيه أمر يزيد بن معاوية بإحباط مساعي الحسين الثورية ، وعلى أرضٍ محاذية لنهر الفرات تقابل جيش الحسين بقيادته وجيش يزيد بزعامة الأمير عبيد الله بن زيادة وقيادة عمر ابن سعد بن أبي وقاص ، ونشبت معركة دامية ذهب فيها الحسين وجيشه وعائلته واقرباءه ضحايا مجزورين لتُعلّق رؤوسهم على أسنة الحراب ويُطاف بها وبالسبايا في أزقة الكوفة ومن ثم تُبعث الى قصر الخليفة الأموي يزيد في دمشق ، وبعد قرون تشكلّت طائفة نادت بالثأر لمقتل الحسين ودحر الأمويين والقصاص من يزيد وعبيد الله والشمر ، والشمر هو الشمر بن ذا الجوشن الذي حز نحر الحسين وقطع رأسه ، واليوم ؛ تشكلت المقاومة الشيعية من ثقافة ثورية ثأرية ترفع راية القصاص من اعداء الحسين المباشرين وغير المباشرين ، وقد ورد في دعاء شيعي ( فلَعنَ اللهُ اُمَةً قَتلَتكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً ظَلَمَتكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً سَمِعت بذلك فَرَضِيَت به ) وسواء كانت الأمة قاتلة للحسين بشكل مباشر أو مجرد إنها سمعت فرضيت أو بررت قتله فاللعن يجري عليها ، ولا مبرر مرضي للشيعة لأي نقدٍ لخروج الحسين صوب العراق أو تبرير لأوامر يزيد بردع الخروج ، ولا الوقوف على الحياد مقبول عند الشيعة وقد ورد في الأثر النصي الشيعي أن الحسين قال : ( من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في نار جهنم ) أي أن حتى الحياد أو النأي بالموقف غير مقبول ، بل هو ملعون ، ولفهم الصلة العقائدية بين المقاومة الشيعية الحالية وواقعة كربلاء حيث قُتِلَ الحسين لا بد من التعرف على التالي : يعتقد الشيعة أن الحسين انجب أبن اسمه علي ، والمُلقّب بالسجاد أو زين العابدين ، وأنجب عليٌ السجاد محمد الباقر ، ثم أنجب الباقرُ جعفر الصادق ، والصادقُ أنجب موسى الكاظم ، وجاء من الكاظم ولد أسمه علي الرضا، ومن الرضا جاء محمد الجواد ، وأنجب الجواد علي الهادي ، ثم ولِدَ للهادي الحسن العسكري ، وولِدَ للعسكري محمد المهدي الذي قالت الشيعة بغيبته الى يومنا هذا ، وفي عقيدة الشيعة الأثني عشرية أن المهدي وهو آخر حفيد بدرجة إمام معصوم للحسين سيظهر ويُقاتل السفياني حفيد يزيد وينتصر عليه ويثأر لجده ويؤسس دولة عاصمتها الكوفة ، ووفق هذه العقيدة تتحرك المقاومة ، وهي قد نالت قدسيتها من هذه العقيدة ، فلكل مقاوم حظ من القدسية المهدوية ، ولهذا تجد الشيعة يتشددون ويتعصبون بالضد من كل مساس أو نقد يوجه للمقاومة ، بل ويعتقد الشيعة العقائديون أن الإمام الحسين يحضر معارك المقاومة وله فيها دور من قتال أو حراسة موضع وساتر صد ، فكيف تلحق بالمقاومة شُبهة وهي برعاية وقيادة الإمام الحسين . ورد في الحديث الشريف وقد سمعته على لسان السيد هادي المدرسي : ( أن الذي يُقتل في طريق أبي عبد الحسين يُبدّل الله طينته الى طينة الأنبياء ) ٢ .
نُلاحظ أن شخصية المقاومة تعيش الواقع واللاواقع ، فهي واقعًا موجودة كجموعة من البشر يحملون السلاح ويواجهون اعدائهم ، وهي في اللاواقع داخلة ذهنيًا في حيز نوراني تشترك فيه مع الرموز المقدسة الربانية المعصومين ، فعلى أرض الواقع يُمثِّل اعداء المقاومة الأمويون الجدد ( أمويو العصر - داعش مثلًا ) وفي الذهنية العقائدية للمقاومة يمثل الحسين مدافعًا معهم عن الاسلام ويشخص بنفسه في أتون المعارك والسواتر الترابية ، وسيكتمل المشهد بجمع الواقع باللاواقع بظهور حفيد الحسين وهو الإمام المهدي فيُمحَق التاريخ ويندثر التقويم الذي نعرف .
في دوامة هكذا عقيدة ينشطر الفرد المقاوِم الى شخصية مقدسة لا يجوز نقدها ، وأخرى في الحياة اليومية حيث يُهمل ، أو ربما تُهمل عائلته بعد مقتله في جبهات المقاومة ، وكم من مقاوم بسيط دُفِن كشهيد واهمِلت عائلته ، وكذلك ؛ الفرد المقاوم مُقدس اثناء حمله للسلاح ، ولكنه قد يفقد قدسيته أن غادر الفصيل المسلح ، وهذا يشبه الشيعي حين يكون مُقدسًا اثناء رحلة المشي في الأربعينية الحسينية ( الزيارة - المشاية ) ولكنه فرد عادي في حياته اليومية الاعتيادية ، وكم صدحت المنابر أن الفرد الشيعي ( الزائر - الزاير ) يلتزم بالأخلاق الحميدة في اثناء موعد الزيارة فقط ، ويرجع الى طباعه المنبوذة عند نهاية الزيارة ، ولكن المنابر لم تتهيء بعد لإجراء نفس النقد تجاه الشيعي المُقاوم ، والأهم أن تنتقد المقاومة ، فسلاح المقاومة يذود عن دولة الفساد وحكومات النهب والسلطة الجائرة ولا يتخذ منها موقفًا مقاومًا وهذا تناقض معيب (( وخطب الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام بأصحابه وأصحاب الحر مناديًا : أيها الناس ، إن رسول الله قال : من رأى منكم سلطانًا جائرًا مُستحلًا لحرم الله ، ناكثًا بعهده ، مخالفًا لسنة رسول الله ، يعملُ في عباده بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بقول ولا فعل ، كان حقًا على الله أن يُدخله مدخله ، وقد عَلمتُم أنَّ هؤلاء القومَ . قد لَزِموا طاعةَ الشيطانِ وتَولَوا عن طاعةِ الرحمنِ، وأظهرُوا الفسادَ وعطلّوا الحدودَ واستأثَروا بالفيء)) ولكن ؛ ما هذا التناقض في الموقف الذي ترتكبه المقاومة ؟ . كيف لمقاومةٍ " مُقدسة ! " تُشهِر السلاح بوجه دولة الذبح والفساد بينما تحتمي بها دولة الفساد والذبح ( نحن نُركز على مهمتنا الأساسية ، وهي القضاء على الارهاب في العراق وفي المنطقة ، كما نعمل على حماية النظام والعملية السياسية في العراق / ابو مهدي المهندس ) ٣ . لما لا يصدر عن المقاومة فتوى صارمة بحق سلطة الفساد والنهب والظلم ؟ ! . من هي مرجعية المقاومة الشيعية في العراق ؟ . . . .
التقديس ؛ الورطة المُعقدّة التي تصيب النفوس فترى كل ما في ما تقدسه ناصع البياض نقي عذب .
لا بد من وجود النقد في كل مجموعة بشرية لئلا تتحول لمجموعة من آلهة وعبيد .
(( إن العقل الذي اعتاد أن يسير في إتجاه واحد والذي يعجز عن فهم حقيقة النسبية وتعدد طرق الوصول إلى الحقيقة لا بد أن يوصل أصحابه دون أن يشعروا إلى هذه النتائج الخطيرة وهكذا يصبح من بديهياتهم التي لا تُناقش الاعتقاد بأن الشك خطيئة والنقد جريمة والتساؤل إثم وجريرة / فؤاد زكريا )) .

...................
١ :
https://www.facebook.com/dr.nabilfayad2/videos/631385390780724/?d=null&vh=e
.....
٢ :
https://www.facebook.com/100037873624080/posts/299465057992613/
.....
٣ : أبو مهدي المهندس: «الحشد الشعبي» إلى سوريا بعد الموصل ولحزب الله دور بارز في الانتصار .
 حاوره - نور أيوب
 الجمعة 28 تشرين الأول 2016 ..

https://www.al-akhbar.com/World/221467








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح