الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..

عصام محمد جميل مروة

2020 / 9 / 25
القضية الفلسطينية


لقد حدث المنتظر والمحسوب في التواصل الصهيوني العربي العلني لكن الذي لا يُمكن للعدو الرهان عليه هو القتال والخلاف بين ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج 0 ها هما حركتا فتح وحماس يتنقلان من بلد عربي الى اخر وصولاً الى تركيا مؤخراً نبذاً للدماء مجدداً بين الاشقاء . ليس سهلاً التوصل الى ايجاد شخصية فلسطينية يتفق عليها كل الأطراف خصوصاً فتح وحماس برغم الوجود والحضور المميز بعد عمر طويل للرئيس محمود عباس ابومازن ؟ لكن ما يدور اليوم يعود لنا في الذاكرة الى عامين عندما كتبت هذا النص عن احوال غزة وعن الأنتظار المشؤوم لصفقة القرن المقررة للأبدان وللعقول بنفس النسبة .
خلال بضعة ايام سوف تُصادف مناسبة "النكسة" من العام 1967، عندما إنهزمت القوى أنذاك والجيوش ولم يكن هناك جيش "كلاسيكي " منظم ومعروف بل كانت تجمعات وأحزاب وحركات تعتمد على نفسها لكي تشكل الحجر والأساس للمقاومة الفلسطينية المتواضعة والعربية من داخل فلسطين و من دول الطوق و الجوار لبنان، سوريا، مصر، الأردن، وراء الحدود.
أنهُ شهر حزيران الذي تبدأ منهٰ تغييرات في المناخ مما يُتيحُ الى الذين يُرِيدُون ان يخوضوا حرباً عسكرية طويلة المدى، وهذا ما عشناه ولمسناه منذُ ذلك الزمن الذي شكل إرتدادات اخطر من النكسة ذاتها.بعد ذلك في سنة "1973" خاضت الدول العربية في العاشر من شهر رمضان ،"السادس من أكتوبر"،،سوريا ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتواجد في منطقة العرقوب جنوب لبنان ، او ما أُصطِلح على تسميتها "فتح لاند" اكبر مواجهة عسكرية كادت ان تكون إنقلاباً إيجابياً على فعلة الهزيمة "النكسة" لكن مؤامرة، امريكا ،وفرنسا، وبريطانيا، وبعض الملوك والرؤساء والأمراء العرب بعد إستضافتهم الماكر والثعلب،
"هنري كسينجر " الذي مرر الهزيمة وجعلها وساماً على صدورهم وعارهم الى اليوم ؟
لا بل آمنوا لَهُ ولأسرائيل تسهيلات الجسر الجوى العسكري الشهير في إمداد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة الفتاكة أنذاك ومن أموال وصفقات الأسلحة المعقودة مع عرب النفط والغاز،
ومن معادلات النكسة إغتيال الملك السعودي في "25اذار 1975" فيصل إبن عبد العزيز بعد تلميح لَهُ في إعاقة التصدير للنفط كسلاح إستخدمهُ للمساومة مع امريكا مباشرةً ؟
اذا حاولنا تحديد التاريخ وقرائة كل ما نتج واحدثتهُ وقائع الإحتلال للأراضي العربية المحتلة في كل من فلسطين "1948"، "غزة " والضفة الغربية " وعاصمة العواصم" القدس المحتلة " والتوسع المرعب والخطير والمدمر خارج حدود فلسطين بإتجاه لبنان والهيمنة والسيطرة على شبه شريط ازرق حددته الأمم المتحدة، تجاوزته إسرائيل ووصلت الى مرتفعات جنوب لبنان في "مزارع شبعا" التي ما زال مصيرها مجهول من بعد الإنسحاب الإسرائيلي عام "2000"،
كما إن الإحتلال الى مرتفعات وهضبة الجولان السورية التي ما تزال عالقة في خزائن الأمم المتحدة في صدد المفاوضات عن التراجع والإنسحاب منها وإعادتها الى "النظام السوري" الحالى" والموروث "والذي يُعتَقدُ إِنَّهُ يُفاوض مرغماً على التخلى عن الجولان وذلك يعود الى تاريخ "1981" عندما كان الرئيس حافظ الأسد قوياً وتنازل عن الجولان لذرائع داخلية وتدخلهُ العسكري في لبنان منذُ بداية الحرب الأهلية اللبنانية "1975" ،"1976" ، بعدما دخل الجيش السوري غرباً نحو بيروت وتمركز في مرتفعات "جبل صنين"،" وظهر البيدر"وتوزيع اكثر من خمسة وثلاثين الف جندي سوري وإنتشارهم في البقاع وصولاً الى العاصمة. ،وخاض حروب إلغاء مع المقاومة الفلسطينية ،والحركة الوطنية اللبنانية، ومع الجبهة اللبنانية ،أنذاك في تصور الحفاظ على وحدة لبنان ودفاعاً عن المسيحيين ،
كما إن من اعنف إرتدادات النكسة المسرحية الخطيرة التي دُبرت أنذاك في حياكة المؤامرة وتضييع البوصلة الواقعية للحرب وللإحتلال ولدور شعب وجيش مصر البطل العظيم ،كان إعلان "إستقالة "الرئيس جمال عبد الناصر الذي اصبح معبوداً للجماهير ليست المصرية وحدها بل العربية بقدها وقديدها من القاهرة الى بيروت ودمشق والقدس والرياض والجزائر .
إذاً الإستقالة برغم الهزيمة والنكسة إلا أنها اخذت إرتداداتها تتفاعل بعد رحيلهِ في "28 أيلول 1970"في المفاوضات لاحقاً الى إلغاء دور المقاومة و ركوب الموجة المعهودة في عمليات السلام المفقود،
هذا كلهُ يجرنا اليوم في محاولات "لمّ الشمل" الفلسطيني "حتى لا تغرق غزة في الدماء بين الشجب والتنديد" يُقدمُ المقاوم وحيداً واسيراً ومحاصراً في تحديه بكل عنفوان ومثابرة وصبر وشجاعة ، مقابل الجيش الأسرائيلي الذي يُطوقّ غزة وحدودها ويستخدم أعتىّ الأسلحة ضد ابناء شعب فلسطين الأعزل.
بالأمس كان هناك جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولى حول الضغط على إسرائيل في عدم إستخدامها السلاح والرصاص ضد المدنيين والمتظاهرين من ابناء الأنتفاضة ،في خطوة لِحّث الإلتفات الى اعمال اسرائيل الأجرامية وإيقاف حمام الدماء الذي اصبح يُشكلُ عبئاً على الإنسانية في هذا العصر الحديث .حيثُ يجب حماية الأمن والسلم ورعاية الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني المنتفض في إعتراضهِ ومواصلة الإنتفاضة مهما كلّف ذلك من مشقات وأعباء وتضحيات ،
في عاشر جمعة من "رسم العودة" الجبارة والمسيرة السائرة شعارها النصر المحتوم،
وكان اخرها سقوط الناشطة والمُسعفة اثناء تأدية واجبها الإنساني والوطني "رزان اشرف النجار"
بعد إطلاق النار عليها مباشرة من قِبل الجنود الصهاينة في خان يونس شرق غزة ،
لكن ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية "نيكي هايلي"
قد هددت وألمحت بالفيتو والإعتراض بالنقض ضد مشروع شجب او ادانة اسرائيل ،
وإعتبار الجيش الصهيوني لَهُ الحق الكامل في أتخاذ كل التدابير الأمنية والأحتياطية حتي لو وصلت الى القصف للطيران التجمعات البشرية التي تتجه نحو "العودة المرتقبة" ،
لكن الصمت والتجاهل الرسمي العربي قد يُعيدنا الى تنازلات واحدةً تلو الأخرى وهذا ما رأيناه منذ بداية القرن الماضي بعد طرد ونفي الشعب الفلسطيني، وإقامة وإنشاء دولة غاصبة وعنصرية محتلة قوية يتغاضى عنها النظام العالمي الجديد ،وهناك ربما إعتراف رسمي عربي حديث مِنْهُ المعلن منذ كامب ديفيد "1979"، وقد يكون هناك السري والأخطر الذي تدور ملامحهٰ الأن في تنازلات .يدفع الشعب الفلسطيني الوحيد من دمائهِ الزكية التي تسيلُ يوماً بعد يوم حيثُ تُشكلُ شلالاً من الغضب الأتي الذي لا يتوقف ولا ينضب إلا بعد إستعادة الحرية الكاملة على ارض فلسطين،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر