الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن نسيَ ما يفعله الرئيس السيسي!

فاطمة ناعوت

2020 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كأنه بالأمس فقط، ظلامُ الفاشية الإخوانية التي أوشكتْ أن تذهبَ بمصرَ إلى حيثُ لا عودة. نحنُ الذين قرأنا تاريخَ الإخوان الدمويَّ منذ 1928، لم ننسَ هذا العام الكئيب الذي سرق فيه الإخوانُ عرشَ مصر، حتى أسقطتهم فروسيةُ رجل نبيل قرّر مواجهة الموت لينقذ وطنَه ويُحرّر شعبه. نحن لم ننسَ لأننا، بدرايتنا تاريخَ الجماعة وآلية عملهم، نعرف أنهم ما كانوا يرحلون، مهما اشتعلت الثوراتُ ضدّهم، ومهما انسحق الشعبُ.
الإخوان كما "الفيروس اللزج" الذي يتشبثُ بخلية فلا يتركها إلا بعد التهامها. هكذا كانوا يلتهمون مصرَ شِلوًا شِلوًا حتى تفنى ولا يتبقى منها إلا طللٌ حزينٌ على الخرائط القديمة، يقول: "هنا كانت مصرُ!”. نحن لم ننسَ، ولن ننسى. لكن البعضَ ينسون؛ لأن آفةَ حارتنا النسيانُ.
نجح أعداءُ مصرَ في قطر وتركيا؛ أن "يُجرّفوا" الذاكرةَ من أدمغة بعض الذين (لم يذاكروا تاريخَ الإخوان)، فنسوا ما كان، وما كان مُفترضًا أن يكون، لو لم تُنقَذ مصرُ من "مِخلب الإخوان الشرس"؛ بفضل الله والجيش المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي وشرفاء المصريين. وعلى مَن يتذكّرُ أن يُذكِّرَ من نسيَ. إنه "عبد الفتاح السيسي" الذي حرَّر المصريين من فاشية منظّمة الإخوان الدولية، فاعتبره المصريون والعربُ الأبَ الروحيَّ للجمهورية المصرية الثانية. قاد السيسي معركة تحرير بلاده من نازية الإخوان فأسقطهم في 3 يوليو 2013، واقفًا أمام العالم بأسره بصدر مكشوف، حاميًا مائة مليون مواطن مصري، كان الغدُ بالنسبة لهم قلقًا وهلعًا. رفض السيسي مداهنة الإخوان وأمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا وبعض دول أوروبية لها مصالحُ مع جماعة الإخوان، وانتصر لوطنه ومواطنيه بجسارة رجلٍ يواجه أقوى دول العالم بقوة إيمانه بالله وبشعبه الذي يستحقُّ الحياةَ الكريمة. كأنما كان يتقوّى بمقولة الإمام علي بن أبي طالب: "لا تُزيدني كثرةُ الناس حولي عِزّة، ولا تَفرقُهم عني زادني وَحشةً، لأني مُحقٌّ."
والآن، تحاول بعضُ قوى الشرّ هدمَ ما صنعه البطلُ “عبد الفتاح السيسي”؛ غَيرةً من نهضة مصر المشهودة الراهنة، وغَيرةً من المكانة الشعبية التي نالها الرئيسُ وحبّ المصريين الجارف له، بعدما حرّرنا من طاغوت، قالت جميعُ المؤشرات العلمية والسياسية: "إن لا فكاكَ منه إلا بمعجزة"، تلك التي تحققت حينما اجتمع الشعبُ صوتًا واحدًا يوم 30 يونيو في ميادين مصر وشوارعها بعشرات الملايين، أمَّنهم جيشُنا العظيم من بلطجية الإخوان وميليشيات المرشد والشاطر والعياط والعريان والبلتاجي وصفوت حجازي وحازم أبو إسماعيل وغيرهم، الذين توّعدوا الثائرين بتقطيع الألسن وتكسير الأصابع.
قال بعض الذين "لم يذاكروا تاريخ الإخوان”: "لم يفعل "عبد الفتاح السيسي" إلا ما كان يجب أن يفعله، ولم يؤدِ إلا واجبه. ولا شكرَ على واجب!" وهنا نسألُهم: وهل تحدثُ كوارثُ الدنيا إلا لأن شخصًا ما، لم يؤد وواجبه؟!
ألم نتراجع منذ سبعين عامًا "لأن" مسؤولين وقيادات ووزاراتٍ وإعلاميين ومعلّمين وآباءً وأمهاتٍ لم يقوموا بواجبهم؟! لو أدى كلُّ إنسان واجبَه منذ عقود ما تفشّى المرضُ في جسد الوطن على جميع الأصعدة، وهو ما يجهد الرئيسُ السيسي منذ سنواتٍ ستٍّ لإصلاحه. لو لم يؤد المشيرُ عبد الفتاح السيسي واجبه عام 2013، ولو لم يؤد الجيشُ المصري واجبه، ولو لم يؤد شرفاءُ هذا البلد واجبهم، لظلَّ الوحشُ الإخوانيّ رابضًا على قلب مصرَ الواهن إلى أبدٍ، لا يعلمه إلا اللهُ، وما كنّا سنشهدُ ما نشهده اليوم من نهضة مصر في جميع الأصعدة: مكافحة الإرهاب، إصلاح منظومات: التعليم والصحة والعمران والمرور، مكافحة الفساد، إحلال العشوائيات، بناء مدن كاملة للفقراء، تمكين المرأة، مساندة الغارمات، وعشرات الأشياء التي يعرفها كلُّ مواطن مصري يشهد بعينيه يوميات النهوض الحقيقي بوطنه. فـ "لا تَبخَسوا الناسَ أشياءَهم"، كما قال اللهُ في سورة "الأعراف".
يفعلُ الرئيسُ السيسي ما ينبغي أن يفعله قائدٌ لدولة "ناهضة" في مرحلة رأب الصدوع وتجميع الشتات تأهبًا لوثبة النهوض الوشيكة. فرجاءً أيها الرئيس العظيم، استمر في طريقك ونحن معك، ولا تعبأ بصغار النفوس الذين يُكسّرون الهِمم ويشوّهون كلَّ جميل يُقدم للوطن. وهذا بالضبط ما يفعل الرئيس؛ فهو لا يُنصتُ إلا إلى صوت الماكينات والحفارات والعمال الذين يبنون الوطن، وصوت العلم الذي ينهض بالصحة والتعليم.
في لقاء الرئيس السيسي بالمفكرين والأدباء الذي تشرّفتُ بحضوره، سأله الشاعرُ الجميل "فاروق شوشة"، رحمه الله، أن يكون اللقاءُ شهريًّا. فأجاب الرئيسُ ضاحكًا: “هاتصحوا الساعة 6 الصبح؟" ولم تكن مزحةً من الرئيس الذي بالفعل يستيقظ في السادسة صباحًا لينهض بدولة عظمى اسمها مصر. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحمي الوطن”.



***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثه مصر
على سالم ( 2020 / 9 / 26 - 19:54 )
مصر اكيد فى وضع صعب والسبب بدون شك هو قوتى الشر التى تتحكم فى مصر منذ اكثر من سبعين عام , القوتان هم الجيش والتيار الاسلامى , كلاهما بلاء شديد وهلاك , نريد مصر علمانيه تماما متحرره ولامكان فيها للعسكر او الاخوان المجرمين , وظيفه العسكر هى حمايه حدود مصر والدفاع عنها وليس لهم ابدا ان يحكموا مصر , العسكر لايملكوا ابدا ادوات اداره البلاد بسبب انهم يفتقدوا الخبره والعقل والتعليم والاقتصاد والممارسه الاكاديميه والنزاهه , العسكر هم عقليه استبداديه ديكتاتوريه ساديه متسلطه قمعيه دمويه ويستبيحوا ويستولوا على موارد الدوله لانفسهم

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح