الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكام والادارات الاهلية للفور والجعليين والبني عامر هم فلاتة

طارق محمد عنتر

2020 / 9 / 26
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


تاريخ ظهور الجعليين مرتبط بظهور الفونج ومصاحب له وغامض ومتضارب مثله. والناس لا تعلم ان الفونج هم فلاتة وتخلط بين المملكة الزرقاء والفونج. بينما المملكة الزرقاء والفونج اعداء. والمملكة الزرقاء هم البيرتا والشيلوك والقموز ويحاربوا الفونج لمنع هجمات الفونج لصيد الرقيق. بينما العبدلاب من الواضح انهم من بربر شمال افريقيا وليس من محمد العسكري الشيعي او الامويين
الادارة الاهلية الاولي والمتوارثة والصفوة في الجعليين واتباعهم هم فلاتة واولهم سعد ابو دبوس وحتي المك نمر. والي الان الاسر الكبيرة في الجعليين هم بالتأكيد فلاتة. بينما افراد الجعليين هم خليط واسع من عناصر مختلفة في كل منطقة لايجمعهم الا ادعاءات واسم الحكام الجعل الفلاتة. وهذا يفسر تشابه البطان ودق الشفاه وغيرهم من العادات بين الفلاتة والجعليين
وهذا تماما ما حدث مع قبيلة الخاسا الاصيلة الذين احتلهم عيال عامر الجعلي الدقلل الفونجاوي الفلاتي. وايضا هذا حصل مع الذين يطلق عليهم اسم قبيلة الفور. فاسمهم ليس الفور بل احتلهم سليمان سلونق وعصابته لقبها الفور فاسموا الشعب الاصيل المحتل الفور واسموا المستعمرة دارفور اي بلد عيال فور من عصابة سليمان سلونق منذ 1630 ميلادي فقط.
أصل الفنج كما أورده المؤرخون على مختلف أصولهم لا يزال موضع خلاف. ويقول البعض بأن «الفُنج شعب أسود قدم من أعالي النيل الأزرق وسيطر على الجزء الجنوبي من الجزيرة ثم امتد نفوذه على العرب الذين سبق لهم السيطرة على مملكتي علوة والمقرة في أعقاب هجرتهم في القرن الرابع عشر (1504م) أما معظمهم يسكنون الجزء الجنوبي الشرقي لمحافظة النيل الأزرق (التقسيم ما قبل 1974م)». ولكن هذا التفسير يهمل ان البيرتا تعرضوا لهجوم وفروا الي الحبشة ومنها عادوا لاستعادة وطنهم
ويتكرر خطأ فادح يخلط ما بين المملكة الزرقاء للبيرتا والشيلوك والقموز في أعالي النيل الازرق والجزيرة وبين عصابات الفولاني المنتشرة لصيد الرق وهم الفونج. تحدث يوسف فضل في مقالته (لمحات من تاريخ مديرية النيل الأزرق) عن الحفريات التي تمت بمنطقة سنجة والتي أكدت وجود مجموعات قديمة استوطنت المنطقة في العصور السحيقة من التاريخ. ولكن يوسف فضل كعادة المؤرخيين المسيسيين يتهرب من ربطهم بالبيرتا والشيلوك والقموز لاسباب خلق ارتباك واحقية للفلاتة في المنطقة
أما عن الروايات الفلاتية المستحدثة والمسماة السودانية التي نشرها بعض المؤرخين ويتداولها الأهالي انفسهم فإنها تحاول ادعاء أن الفونج هم مجموعة من بني أمية هربت من الدولة العباسية واتجهت نحو بلاد السودان عن طريق الحبشة. بالرغم من ان الامويين تم ابادتهم بالكامل. ولكن المقصود بادعاء النسب الاموي او الاعرابي للفونج هو اشارتين مختلفتين.
الاشارة الاولي هو الاعراب العموريين مع الاكاديين الترك السبئيين الذين استرقوا التقراي وانتجوا حكام التقرينية والتقري والامهرا. والاشارة الثانية للاصل الاموي للفونج يشير الي عصابات الاعراب والترك واليهود والبربر التي طردوا من الاندلس عام 1492 ميلادي وغزوا غرب افريقيا وجلبوا موجة الفولاني والبربر والترك الذين كونوا الفور والفونج والعبدلاب والجعليين. وعلاقة واهتمام اليهود بالفونج تؤكده زيارة اليهودي ديفيد روبيني (روفيني) الرحال إلي سنار عام 1523 وتحركاته المريبة بحرية
ذكر في الكتب ان في عام 1770 م زار الرحالة جيمس بروس عاصمة الفونج سنار وقد جمع ما كان متداولاً من روايات صادرة من رواة مختلفين على رأسهم أحمد سيد القوم الذي كان مدير شؤون القصر الملكي أو ريس الخدم وربط في تفسيراته بين قبائل الفونج وقبيلة الشلك بجنوب السودان. أما المؤرخ آركل الذي عدل من نظريته المؤيدة لأصل الفنج الشلكاوي إلى التأويل الذي ينسبهم إلى البرنو والذي تلقاه من رواة مملكة دارفور ذات الصلة القوية بمملكة كانم أو سلطنة برنو كما كانت تعرف أيضاً. ووفقاً لهذه الرواية فإن سلطان برنو عثمان قاضي بني مادي داوود وبعد هزيمته في نزاع حول العرش 1486 م شق طريقه إلى حوض حول وادي النيل وتمكن من بسط سيطرته على الشلك في جنوب السودان أولاً ثم على مملكة سوبا في الشمال ثانياً.
ويتضح من هذه الكتابات انهم تتراوح بين اجنبية لاتعرف الفرق بين الفونج والمملكة الزرقاء وبين كتابات سودانية فلاتية تتعمد الخلط بين الفونج الاجانب الفلاتة الغزاة صيادي وتجار الرقيق في الكانم والبرنو ودارفور وبين المملكة الزرقاء الوطنية الحرة.
ويظهر ما ذكره (ك. م. باربر) أستاذ الجغرافيا بجامعة لندن وجامعة الخرطوم سابقاً (فليس ثمة سبب معقول للاعتقاد انهم أحفاد الأمويين الذين هربوا من الحجاز بعد انهيار الدولة الاموية إذ نجد مواطني تلك المنطقة يمثلون خليطاً غريباً من السكان إذ يوجد الفونج بجوار العرب والقبائل الزنجية ومهاجري غرب أفريقيا وهم قبائل الفولاني (فلاتا وهوسا والبرنو والأمبررو)
افتعل الباحثون شكوك كثيرة في تحديد أصل الفونج وتعمدوا عدم الفصل بين الفونج والمملكة الزرقاء بالرغم من الاختلافات القوية الواضحة بينهما. وقد أدرج بعض علماء اللغات والمقارنة والآثار نظرية أصل الفونج التي ترجع إلى منطقة الشلك على النيل الأبيض. ومن ينسبهم إلى بلاد برنو في غرب أفريقيا يقصد الفونج فقط. فيما ترجعهم نظريات آخرى إلى الأصل الحبشي ويقصد بهم القموز وغيرهم من القبائل الاصيلة القديمة بالمنطقة في اثيوبيا والنيل الازرق والجزيرة. https://wp.me/p1TBMj-ON








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع