الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا نريد ليبيا أو سوريا أو مصر في المغرب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



توقف التاكسي الصغير أمامه حينما أشار له برغبته في التنقل .لما رأى شخصا راكبا قرب السائق فتح الباب الخلفي و ركب .قال لهما "السلام عليكم " فردا السلام ..و بما أنهما كانا يتحدثان في موضوع ما فقد قال السائق لمحدثه "إنتظر أسأل الأستاذ عن وجهته " ثم سأله " إلى أين يا ّأستاذ؟" فقال له "قرب الحرية"..(المفهوم من كلمة الحرية هنا عند الطاكسيات هي مجال يوجد قرب سوق للخضار و الأسماك و لحوم البقر والدجاج بمدينة القنيطرة المغربية يسمى "سوق الحرية" و اختصارا "الحرية" مثلما القول "بئر إنزران" تعني عندهم ساحة تسمى "ساحة بئر إنزران" قريبة من سوق آخر للملابس و غير ذلك فيه رواج كثير بنفس المدينة قريب من سوق الحرية .و "انزران" بالأمازيغية تعني الأمطار وهو اسم لجماعة تابعة لإقليم بوجدور بالصحراء المغربية القريبة من موريتانيا) ..

في الطريق أخذ الشاب يكمل حديثه مع السائق عن مظاهرات مصر هذه الأيام فقال "ربما سيفعلون مع السيسي ما فعلوه مع حسني مبارك" ...ثم سأله هل تعتقد يا أستاذ أن المغرب يحتاج لمثل هذه المظاهرات ؟ قل لي رأيك بصراحة" فقال له مشيرا لسائق الطاكسي ربما الأفضل أن توجه أولا السؤال للسي محمد أي سائق الطاكسي ..

فقال سائق الطاكسي "صراحة الناظر لما حدث في سوريا وليبيا و اليمن لحد الآن 9 سنوات لابد أن يحمد الله على أنه في المغرب حيث كل شيء موجود .يبقى بعض الأشياء التي حدثت بسبب كورونا اللعينة هذه نتمنى من الله أن يزيلها من بلدنا .فقد تسلطت خاصة على الفقراء و المهنيين و بائعي التقسيط و المهاجرين الافارقة و غيرهم ...أليس كذلك يا أستاذ ؟؟"

فقال الأستاذ : و لماذا تذهب لسوريا أو ليبيا إبق في مصر نفسها لكن أيام الملكية حيث كانت مصر تقوم بإقراض دول أوروبية قروضا مهمة مثل بلجيكا .

فقال : الملك المصري آنذاك هو السبب لأنه فرط في الحكم أليس كذلك ؟

فرد عليه الاستاذ : لا لم يفرط في الحكم و إنما بعض الذين كانوا ينالون ثقة الملك في الجيش هم الذين أطاحوا به مثل محمد نجيب ّأول رئيس لمصر و جمال عبد الناصر و السادات و حسني مبارك و غيرهم . و هذا مفهوم ...

في ذلك التاريخ كانت مصر تسمى المملكة المتحدة و تضم السودان و أجزاء شرقية من ليبيا و حتى قطاع غزة كان تابعا لها .و لم تكن أي مشاكل لها مع إسرائيل ...بل أّكثر من ذلك طلبت إحدى الدول الإفريقية ربما أوغندا الإنضمام للمملكة المتحدة أي مصر ..وكانت الحياة فيها متنوعة و متقدمة بالنسبة للآن .كان القطن المصري معروف عالميا بجودته و مداخيله .

في بداية الخمسينات مع ثورة الضباط الأحرار كما سموا ّأنفسهم بدأ حكم الجيش و الديكتاتورية و بدأ العد العكسي لفقدان مصر أجزاء منها و تضعضع اقتصادها .فخسرت مصر السودان و سيناء و الاجزاء الشرقية من ليبيا و غير ذلك و تقلصت مصر..و ربما سمعتم بحكاية جزيرتي ثيران و صنافير اللتان باعهما السيسي للسعودية ..

نفس الشيء حدث في أفغانستان أيام الملك ظاهرشاه ..كانت الحياة متنوعة و عصرية . بعد طرد الملك للمنفى في ايطاليا من طرف الشيوعيين الافغان بقيادة نجيب الله المدعوم من الاتحاد السوفيتي جاء الإسلاميون و شنقوا هذا الاخير في العاصمة كابول بعدما تمكنوا من الوصول للسلطة .ثم بدأوا في الصراع بينهم كجماعات مختلفة كل واحدة تكفر الأخرى حتى خربوا افغانستان و دخلت هناك منظمة القاعدة ..و قد رأينا ماذا حدث مع الامريكان بعد ذلك ..

فقال الشاب الذي كان بجانب السائق : هذا هو الكلام و الحكمة ..

في تلك اللحظات كان التاكسي قد وصل لسوق الحرية .نزل الاستاذ من التاكسي و ناول السائق ثمن السفر القصير و قال لهما : لتكن معكما السلامة ..انطلق التاكسي ليكمل طريقه بينما اتجه هو نحو السوق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | جراحة فريدة من نوعها في الأردن.. فتحوا رأسه و


.. صباح العربية | هل حان وقت ترك العمل؟.. علامات تُشير إلى ضرور




.. ترمب يمكنه مواصلة السباق الرئاسي حتى لو أدين في -شراء الصمت-


.. حديث السوشال | مطالب بإلغاء عيد الأضحى بالمغرب.. وطالب يصفع




.. صباح العربية | الوجه الناصع ثمنه باهظ.. مخاطر خفية وراء كريم