الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتبات فك مغاليق النص

مهدي القريشي

2020 / 9 / 26
الادب والفن


عتبات فك مغاليق النص مهدي القريشي

فقد جاء في عتبة الشاعر خالد المعالي ( ثمة أصوات تتناوب على النص ينفرد فيها صوت مضّبب قلق يحجب الشمس ويطمس معها كل حقيقة ، صوت يهدد الذات الانسانيةالتي تستشعرالنهاية والتلاشي والاوهام / تسمع اليوم صوتك الصارخ / ترى ليلك الذي يلوح لك هنا / ثم تضيع بيننا كالصّدى )..
تحويل المعنى
————-
اما عتبة الشاعر كاظم الحجاج كانت دعوة لتعرية الشخوص وفضح ذاكرة الاحداث ، هدف واحد لتلك التحولات توضحه نهاية النص ( فكل ما تريده يا أمنا الصحراء … أن يعرف المريض اسم الداء ) حين يتحقق هذا الهدف وهو تحويل المعنى المغيّب والمعتم ، واحياناً المَنسي الى حقيقة عندها فقط يمكن أن نستسلم الى اغراء الصحراء ( يا أمنا الصحراء / اين الاهل ؟ صبي لنا قهوتك المرة ولنستريح )..
والعتبة في معناها الاصطلاحي هي اول التلقي كما جاء في مقدمة الكتاب ،وهي فعل قرائي يفتح آفاقاً لقراءات اخرى وحوارات نقدية مختلفة ورؤى تقوم على الحدس والحس واستنطاق الدلالة التي تُعنى على تدفق المعنى الى ذهن المتلقي بعد ان تُحددله الإشارات التي تدل على العلاقة بين اجزاء النص ، وفي حديث للدكتورة ابو جلود ( ان كل إشارة وردت في العتبة تصلح لدراسة مستقلة ) . ولا تكتسب العتبة مكانتها الاجرائية بمعزل عن خصوصية النص نفسه وتصورات المؤلف وقد حدد جيرار جونيت في دراسته ( عتبات ) جملة من الضوابط للعتبات وهي اسماء المؤلفين والاهداء والعناوين والمقدمات والعنونات الفرعية
والعتبة عند ابو جلود كما بينا انها خلاصة المعنى النقدي بدون إطالات او تفرعات جانبية كما في الدراسات النقدية التي تعتمد على المتابعة والتفصيل والتفسير والتحليل ، بمعنى ان العتبة هي خلاصة ما يضمره الشاعر داخل النص في سياقاته المضمرة وما على المتلقي خاصة الناقد البارع ان يتبأر في حيثيات النص ليستخرج المعني الذي يضيء النص .
الحقيقة المضمورة
———————-
وهذا ما توضحه الناقدة ابو جلود في دراستها لعتبة الشاعر وسام هاشم وبالرغم من ان نصه قائم على تلك الحدود المتجاورة المتلاصقة ، الا ان كلها تدور في حلقتي الوهم ( الردّ، الوصول وكسر الوهم ( لارد ، لا وصول ) … النص يؤكد في كل ّشطر منه الحقيقة المُضمرة في الوعي ( هذا الرجل / كيف سيعرف أن القبضة َ من ريح / واصابعه محض هواء / والاقدام خرافة ).
لكن ما يحصل في نص الشاعر مهدي القريشي أنّ ذاكرة جماعية بدأت تؤرّخ لخطوات ، و ( تسعى لأسئلة بكف ) متسامية ب ( الانا ) تتجلى فيه الذات أحياناً( بخطّ، أو رقم ) وتنشطر على نفسها احياناً أخرى ، النص لحظة يصعب الامساك بها وعلى القاريء أن ْ يسارع بلجم حركته المتسارعة ، لان الاخفاق في ذلك معناه هيمنة أخّاذة لا تحمد عقباها . هذا ما كتبته الناقدة ابو جلود في عتباتها .

ومن مميزات العتبة انها تستند الى واحدية الالتقاط من فحوى النص فأما ان تكون إشارة او أيقونة أو لون أو ثيمة ، والخلاصة ان العتبة هي مفتاح لفتح الأبواب المغلقة والسماح بالدخول الى عالم النص والتفاعل مع محتوياته ولاتمارس عند احدى هذه الأيقونات كما تقول الدكتورة سهير ابو جلود .

وفِي احدى لقاءاتها مع جمهورها أفاضت الدكتورة في توضيح فكرة بناء العتبة من خلال دفوعاتها عن العتبات المختارة قائلة كثير من القراءات استوجبت مني قراءات استدلالية استقرائية ، واستوقفت عند المنهج الاستدلالي حيث اشارة الى ان هذا المنهج هو منهج مهم على عكس المنهج الاقصائي والذي وصفته بالمنهج البليد حيث يقوم بوقف حس الإبداع عند طلبة الدراسات فمثلاًاذا تكررت كلمة الموت (30 ) مرةفي النص فهذا يعني كذا وإذا تكررت كلمة وطن في النص (30) مرة فهذا النص يعني كذا وهكذا ، اما المنهج الاستدلالي ومازال الحديث للدكتورة ابو جلود انه منهج مهم وهو معين لبقية المناهج حيث يتزاوج مع المناهج الاخرى مثلاً نقول سيميائي استدلالي ، بنيوي استدلالي ، تأريخي استدلالي .
واضافت الدكتورة ان اكثر من 90٪ من نصوص الشعر العراقي تطلبت ان ابحث فيها او ان تستند فيها العتبة او بما يعرف بالمفتاح ،
والعتبة تعتمد على الكلمة المفتاح الغائب حسب المنهج الاقصائي وهي الكلمة التي تدور في ذهن الشاعر وتسيطر عليه دون ان تلتبس والذي يكتشف ذلك هو القاريء الذي يدرس الشعر ، وهناك نصوص ارتأت العتبة ان تبدأ من نهاية النص وهناك نصوص تعاملت معها كمفسر الأحلام بحيث يستند على نقطة واحدة من الحلم .
أوصاف حسيّة
—————-
وفِي عتبة اخرى اختارت الناقدة نص الشاعرة ميادة المبارك ( القمر الذي ابكاني حين رجوته يوماً ان يترك لي بعض النجوم ) تعتبر الدكتورة ابو جلود ان الشاعرة انسنت القمر والى جانب ان الانسنة في هذا النص قد اتجهت بأوصاف حسيّة تستدعي استجابة حواس الانسان تجاه ما يؤلمه وتضيف ابو جلود في النص قوة آخرى تشد الشاعر والقاريء الى نقطة التصورات والاخيلة التي تعيش فيها ..
لم يكن اختيار الشعراء الذي اسمتهم ابو جلود بالفرسان جا ء اعتباطاً او لاملاءفراغ هامشي في الساحة الثقافية العراقية بل جمعتهم محنة الوطن بمشهدها المرتبك والفوضوي فكتبوا نصوصاً تحمل في طياتها كل مقومات الاغراء الابداعي والجمالي والتحريض والغواية للاشتغال النقدي ، وتمردها على النمط السائد ومراوغتها لللغة والابتعاد عن اللغة المستهلكة كل هذا وغيرة كان كافياً لاغراء ابو جلود للخوض في هذه التجربة الفريدة والمتفردة في اسلوبها وتقنياتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق