الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع دور حركات مقاومة التطبيع في مواجهة تنمر قوى التطبيع -والأسرلة

عليان عليان

2020 / 9 / 26
القضية الفلسطينية


تراجع دور حركات مقاومة التطبيع في مواجهة تنمر قوى التطبيع "والأسرلة"
تعيش حركات مقاومة التطبيع في الوطن العربي، حالة من الرتابة والكسل والتراجع في مرحلة غاية في الخطورة ، حين نشاهد أنظمة عربية تتسابق للدخول في الحظيرة الصهيو أمريكية تنفيذاً للتعليمات الأمريكية ، ممتثلةً للمقولة الرائجة في زمن الارتهان للإدارات الأمريكية التي تقول : " أن الطريق إلى قلب أمريكا وكسب رضاها يمر من تل أبيب".
ومن يراقب أنشطة مقاومة التطبيع ، بعد توقيع اتفاقات التطبيع بين كل من الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني، بترتيب ورعاية أمريكية، يكتشف أن دورها بات باهتاً وانحسر في إصدار بيانات احتجاجية لا تسمن ولا تغني من جوع ، في الوقت الذي ينشط فيه المطبعون من كتاب الزوايا والصحفيين وشيوخ السلطان في تبرير التطبيع والاندلاق المذل على الكيان الصهيوني .
فبعضهم يلجأ إلى تبرير التطبيع بالانقسام الفلسطيني ، والبعض الآخر يلجأ إلى تزوير الواقع بقوله "أن الجانب الفلسطيني أضاع فرصاً كثيرة للسلام المزعوم"، أما شيوخ السلطان وأبرزهم إمام الحرم المكي" السديسي" ، فراحوا ينبشون في الأحاديث النبوية لتبرير التطبيع وليقولوا النبي العربي "محمد" ما لم يقله ، متجاهلين عن عمد الآيات القرآنية التي تحض على الجهاد، ضد من أحتل الأرض ومن أخرج الشعب من دياره.
ولم تقتصر الأمور على تبرير التطبيع، من قبل أدوات وكتبة النظم المطبعة ، بل أنهم راحوا يروجون لأهمية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وضرورة نقله إلى خانة التحالف الاستراتيجي معه من موقع الدونية، تحت مبرر الاستفادة من قدراته التكنولوجية والعلمية والاستخبارية وتحت مبرر مواجهة الخطر الإيراني المزعوم ، وهم بهذه المبررات يقبلون بالجلوس في الزاوية التي حددها لهم ، رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق " شمعون بيريز" بأنهم مجرد مال ريعي فقط لا حول له ولا قوة ، بدون العقل الصهيوني المتفوق".
نقولها بصراحة وبدون مجاملات ، أن حركات مقاومة التطبيع في الدول العربية ، تفقد أهميتها ومبرر وجودها ، إذا لم تشتق أساليب كفاحية نوعية، ضمن مهمات التحرر الوطني والقوميوإذا لم تتجاوز وضعية النخبة، والبقاء في المكاتب لإصدار البيانات والتصريحات المنددة بالتطبيع.

مهمات مركزي لحركات مقاومة التطبيع
هنالك مهمات مركزية تنتظر حركات مقاومة التطبيع في الدول العربية أبرزها :
1-عدم الاكتفاء بالعمل المكتبي بإصدار البيانات والتصريحات – رغم أهميتها -والنزول للشارع في مسيرات ميدانية أمام سفارات الأنظمة المطبعة، وأمام السفارات والقنصليات الإسرائيلية والأمريكية، تحمل لافتات بمضامين سياسية وطنية وقومية ، وفق برنامج محدد وليس في سياق موسمي فقط .
2- جذب الشعب من مختلف الفئات الاجتماعية للانضمام لحركات مقاومة التطبيع، وعدم حصرها في النخب البرجوازية الصغيرة.
3- الجمع بين مهمتي مقاومة التطبيع والمقاطعة : وفي إطار هذه المهمة يتم العمل على مقاطعة كافة النشاطات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية التي ترعاها الدول المطبعة أو التي تتم على أرضها.
4- التشبيك مع فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية ودعمها بكل السبل الممكنة ماديا وإعلامياً وسياسياً ، وتظهير مواقفها في أدبياتها ونشراتها الدورية.
التحصين الثقافي
وهنالك مهمة غاية في الأهمية، تخص لجان مقاومة التطبيع في الروابط الثقافية العربية واتحاد الكتاب والأدباء العرب ، تتمثل في تحصين الأجيال من الاختراق التطبيعي ، ممثلاً بالمناهج في المدارس والجامعات العربية ، إذا أخذنا بعين الاعتبار التعديلات والتغييرات التي جرت في مناهج العديد من الدول المطبعة ، وباتت تتضمن قبولاً بالكيان الصهيوني " كآخر" ، وذلك من خلال التعديلات التي جرت على كتب التاريخ والجغرافيا ، والتربية الوطنية ، والتربية الاسلامية تحت عناوين : أبناء ابراهيم وأبناء العمومة والشراكة من أجل الازدهار..ألخ.
وهذا التحصين الثقافي، يقتضي النضال والضغط على الجهات الرسمية المطبعة ، لحذف هذه التعديلات التي وضعت (إسرائيل) على الخارطة في كتب الجغرافيا، وإعادة الاعتبار لطبيعة العداء مع العدو الصهيوني ومبرراته، في كتب التاريخ والتربية الوطنية وغيرها ، خاصةً بعد أن تم إلغاء الكتب المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالصهيونية من المنهاج الدراسي، في الدول الغارقة بالتطبيع مع العدو الصهيوني.
كما يتوجب على حركات مقاومة التطبيع الثقافي، أن تعمل على إنجاز منهاج دراسي موازي لمواجهة الخلل في المناهج الرسمية ، وأن يتم توزيع كتب المنهاج الموازي مجاناً للطلبة العرب لحمايتهم من الاختراقات التطبيعيه.
وبهذا الصدد نذكر بطروحات العديد من المنظرين الصهاينة غداة توقيع " اتفاقات كامب ديفيد" عام 1978 ، التي ركزت على ضرورة نزع العداء من العقل العربي ضد الكيان الصهيوني، قبل نزع السلاح من أيدي العرب.
كما يتوجب على لجان مقاومة التطبيع الثقافي ، أن تركز على الاتفاقات والمعاهدات الموقعة مع الكيان الصهيوني، وأخطار هذه الاتفاقات والمعاهدات على الصعيد الثقافي، بأنها لا تنطوي فقط على التسليم بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، وتصفية القضية الفلسطينية، بل تنزع عن الكيان الصهيوني صفته الاستعمارية الكولونيالية الإجلائية ، وتنزع عن نضالات الشعب الفلسطيني والأمة العربية صفة " التحرر الوطني" وتدمغها بالإرهاب هذا ( أولاً ) ( وثانياً) أن هذه الاتفاقات والمعاهدات باتت تنعكس على المناهج الدراسية والجامعية للقبول بالصهيوني " كآخر" يمكن التعامل معه ثقافياً واقتصاديا واجتماعياً.
وهنا لا بد من التأكيد على مركزية تحصين القلعة الثقافية العربية في مواجهة الاتفاقات والمعاهدات التي وقعت مع الكيان الصهيوني ، ابتداءً من اتفاقيات كامب ديفيد ، مروراً باتفاقات أوسلو ووادي عربة، وصولاً إلى الاندلاق التطبيعي الراهن مع العدو الصهيوني ،إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه المعاهدات والاتفاقات وخاصةً " اتفاقيات أوسلو" وجهت ضربة في الصميم للرواية التاريخية العربية في فلسطين.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا