الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشجاعة المفتقدة في كتابة تاريخنا البحريني

حسن مدن

2020 / 9 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الشجاعة المفتقدة في كتابة تاريخنا في إحدى يومياته من سجن سانت هيلانه، والتي ينقلها خالد البسام في الكتاب الذي نشر فيه هذه اليوميات، يقول المرحوم عبد العزيز الشملان، أحد ابرز قادة الحركة الوطنية البحرينية في الخمسينات:"في هذا اليوم استقبلنا أول يوم من شهر رمضان المبارك، ولا شك انه بعث في كل منا ذكريات عزيزة وآلاما نفسية مبرحة. فتذكرنا الأهل والأحباء في مثل هذه المناسبة السعيدة، وتذكرّنا أشياء كثيرة، فنسال الله الصبر والعون . فكل شيء في سبيل عزة الوطن وحفظ الكرامة هين ورخيص".
حرصت على انتقاء هذه اليومية بالذات والتي يعود تاريخها إلى الأول من ابريل 1957 لما يلمسه القارئ فيها من إحساس بمعاناة المناضلين الذين حملهم التزامهم بقضايا الوطن على تحمّل عذابات السجن والمنفى بعيدا عن الأحضان الحنون لأهاليهم وأحبتهم وعن دفء بيوتهم.
وبالتأكيد فان هذه المعاناة تتكثف في لحظات مؤثرة كالمناسبات والمواسم والأعياد والأفراح أو الأحزان العائلية، حين يجد المنفي نفسه بعيداً عن سماءه الأولى مضطراً وعاجزاً عن مشاطرة أحبته لحظاتهم الحميمة.
ولفت انتباهي في حديث للقائد الوطني الراحل احمد الذوادي أجراه معه الفنان سلمان زيمان حرصه على إيراد العبارة المؤثرة للشاعر ناظم حكمت: "المنفى مهنة شاقة"، في معرض حديثه عن معاناة المنفى.
لكن احمد الذوادي في المقابلة ذاتها يؤكد: "منفانا لم يذهب سدى !"، وبوسعنا أن نضيف هنا أن مجمل معاناة هؤلاء المناضلين لم تذهب سدى، فهي ساهمت في صنع البحرين الحالية بما هي عليه من تنوع وخصوبة سياسية وفكرية وثقافية.
لكن علينا السؤال: هل تُقدم تجربة مثل تجربة هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات في مقرراتنا الدراسية والجامعية لمادة تاريخ البحرين، هل يقرأ تلاميذنا وتلميذاتنا في المدرسة وطلبتنا وطلابنا في الجامعة في مناهجهم شيئا عن هذه الفترة الفاصلة في نضال شعبنا ضد الاستعمار ومستشاريه ومعاونيه ؟
هل ترد في مناهجنا الدراسية والجامعية أسماء عبد الرحمن الباكر وعبد العزيز الشملان وعبدعلي العليوات الذين نفاهم الإنجليز إلى سانت هيلانه، حيث يتعين علينا أن نقدّمهم للأجيال بصفتهم مناضلين صنعوا جزءاً مهماً من تاريخ هذا الوطن كما تفعل الشعوب المتحضرة مع رموزها. ألم يأن الأوان لأن تعيد أجهزة الدولة النظر جذريا في حال الخصومة التي ما زالت تشدّ أجهزتها تجاه محطات معينة في تاريخنا ورموزه .
نحن بحاجة إلى فكر شجاع يتصالح مع هذا التاريخ، فلا تعود النظرة اليه قائمة على تقييم رجاله من زاوية كونهم معارضين، وإنما من زاوية كونهم صناعاً لهذا التاريخ الذي سيظل تاريخنا المشترك الذي لا سبيل لنكرانه أو الجحود به.
فكر شجاع مثل هذا سيسهم بصورة حاسمة في خلق ثقافة سياسية وطنية جديدة نحن في أمس الحاجة إليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام