الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم يعد Goodreads مكانا يليق بالكتب؟

عمار الحامد
مترجم حر وأستاذ لغة إنجليزية

(Amar Alhamid)

2020 / 9 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عن المصدر الموضح أدناه، قمت بترجمة هذا المقال حصريا لموقع الحوار المتمدن:
_____________________________________________
بعد أعوام من سخط المستخدمين، ها هي حكاية هيمنة Goodreads على عالم الكتب تشارف على نهايتها. إزاء عجز ما يعتبر أكبر منتدى لمراجعة الكتب وتوصياتها حول العالم عن تقديم إصدار جديد يوفر لمرتاديه أبسط مزايا منصات التواصل، يوما ما سيغادر هؤلاء إلى غير رجعة. فرغم اختلافهم حول عادات القراءة وتفضيلاتها، يجمع الملايين من مستخدمي Goodreads على حقيقة واحدة مفادها أن هذا الأخير صار سيئً لدرجة لا تطاق.
بالنسبة للباحثين عن كتب جديدة، السعين للتواصل مع أشخاص يشاطرونهم اهتماماتهم، ما من مكان أنسب من موقع إلكتروني وتطبيق يرتاده 90 مليون شخص حول العالم. ل15 عاما خلت وGoodreads يتربع على عرش منصات تقييم الكتب والعثور على التوصيات، أيام كانت الصحف تأبن عهد قراءة المطبوعات، كان Goodreads فعليا ينبئ بارتفاع أعداد الشغوفين بالكتب والمكتبات، غير أن العديد من مستخدميه صاروا اليوم يتمنون مكانا آخر يمارسون فيه هذا الشغف.
فما كان ينبغي أن يكون ركنا ينعم مرتادوه بالهدوء والسكينة، لم يختلف عن أول انطلاقته لا شكلا ولا مضمونا، لا بل أنه استحال مكانا تعمه الفوضى والعشوائية وصعوبة الاستخدام، فالكتب لا تظهر عند البحث عنها، والرسائل لا ترسل، والجداول الزمنية للمستخدمين تعج بتحديثات لا تمت بصلة للكتب التي ينتوون قراءتها أو تلك التي قرؤوها بالفعل. اجمالا، بات الكثيرون يستخدمون هذا الموقع لمجرد متابعة آخر أخبار الكتب.
الصعود إلى الهاوية
علىى نحو تقليدي، وعلى يد قارئين نهمين يرغبان بإنشاء مساحة على الإنترنت تعنى بمتابعة ومشاركة ومناقشة الكتب، بدأت رحلة Goodreads في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة. وفي هذا الإطار يقول الزوجان Chandler أنهما أطلقا Goodreads فعليا عام 2007 رغبة بالحصول على توصيات من الأصدقاء، الأمر الذي صادف هوى في نفوس الكثيرين لدرجة بلغ عدد مشتركي الموقع 15 مليون بحلول عام 2013.
وفي ذات العام قام Amazon بشراء Goodreads ليتلقى مستخدمو هذا الأخير أول صدمة لدى قيام Amazon بتغيير الشروط الخاصة ببيانات الكتب، ثم أجبر Goodreads على الانتقال إلى مصدر بيانات مختلف يسمى Ingram، فكان أن تسببت هذه الخطوة بفقدان المستخدمين كم هائل من سجلات القراءة. رغم ذلك، تمسك معظم المستخدمين بGoodreads، ليس حبا به كمنصة، وإنما حبا برفاق القراءة.
لمّا كان العثور على الكتب أمرا غاية في الصعوبة بالنظر لكثرتها مقارنة بباقي الوسائط، تصور الزوجان Chandler أن Goodreads سيكون بمثابة أداة دقيقة تحل هذا الإشكال وتشجع على قراءة أكثر تنوعا تبعا لتوصيات دقيقة تستند إلى الكتب التي قرأها وناقشها مستخدمون لهم ذات الاهتمامات، بيد أن هذا الجانب بالتحديد هو الجانب الأقل موثوقية والأكثر شكوى من قبل المستخدمين. فلقد دأب هؤلاء على تلقي توصيات لكتب من أنواع لم يسبق لهم الاهتمام بها قط، وإنما لأن كلمة بعينها تصادف أن تكررت في أكثر من عنوان.
بحكم الكم الهائل من الكتب وبيانات المستخدمين التي يحتفظ بها، والتي تجعله يتفوق على أقرب منافسيه (LibraryThing) بأربعين ضعفا تقريبا، من المفترض أن تكون لدى Goodreads القدرة على إنشاء خوارزمية دقيقة ورصينة للغاية تمنحه موقفا مريحا في أي منافسة، غير أن الركود الذي ألم به بفعل احتكار Amazon للكتب الحديثة أثار سخط المستخدمين وعجل بوصوله إلى حافة الانهيار.
اللعب مع الكبار
يجمل Tom Critchlow، (منافس سابق لGoodreads ومؤسس موقع 7books)، التحديات الجوهرية التي تحول دون وجود منافسين جادين لGoodreads بالقول: "في رأيي، هناك ثلاث أسباب أساسية تجعل Goodreads مهيمنا وهي: اتكائه على قاعدة مستخدمين ضخمة، وكون Amazon تحتفظ بكم هائل من بيانات الكتب، وأن طلبات الكتب يجب أن تمر عبر Amazon، ما يضعف هامش الربح لدى الطرف المنافس بشكل كبير".
من ناحيتها، لا تتحمس Amazon لتحسين أداء Goodreads؛ بسبب انعدام وجود منافس فعلي، وكون تجربتها في هذا المضمار مطمئنة إلى حد ما، ولعدم وجود تهديد جدي يلوح في الأفق. ومع ذلك، يعتقد Critchlow أن Goodreads ما يزال يفي بالغرض. ربما كان Critchlow مرتابا بعض الشيء؛ ذلك أن ثمة متنافسين جدد اقتحموا معترك تكنولوجيا الكتب واستطاع أحدهم أن يحرك المياه الراكدة.
البحث عن البديل
عندما عبرت عن رغبتي بمغادرة Goodreads، تلقيت سيلا من التوصيات من أشخاص من جميع أنحاء العالم الناطق باللغة الإنجليزية يحثونني فيها على التسجيل في موقع The StoryGraph. من جانبها، أخبرتني Nadia Odunayo مؤسسة هذا الموقع أن شعورها بالإحباط من Goodreads هو ما دفعها لاتخاذ هذه الخطوة.
لم ترغب Odunayo ببساطة في إنشاء نسخة معدلة من Goodreads، وإنما سعت لتشخيص مواطن الخلل التي لم يسلط Goodreads الضوء عليها بشكل كاف. وبهذا الصدد تقول: "لقد أفضى بحثي إلى أن عدم مساعدة المستخدم باختيار الكتاب المناسب، وعدم رفده بتوصيات عالية الدقة على نحو مستمر، هما بحق أكثر مواطن الخلل أهمية". من أجل ذلك، وعلى مدى عام كامل، عكف فريق StoryGraph على تطوير خوارزمية على هيئة أداة استطلاع تعنى باقتراح الكتب من خلال حث المستخدم على التعريف بالخصائص الواجب توفرها من وجهة نظره في أي كتاب، وحتى تلك التي ما إن تتواجد في كتاب حتى يسارع إلى إغلاقه.
وفي تعليقها على وضع StoryGraph تقييمات الكتب في آخر سلم أولوياته، تقول Odunayo: "تبقى التقييمات بالنجوم مسألة شخصية. ولربما حظيت كتبنا ذات الخمس أو الأربع نجوم بهذه التقييمات لدواعٍ مختلفة. بدلا من ذلك، ننظر نحن في StoryGraph إلى المسألة من أبعاد أخرى كالحالة المزاجية ووتيرة القراءة المعتادة لدى المستخدم". وتتابع: "إذا كان الكتاب الذي نقترحه عليك ينسجم تماما مع حالتك المزاجية ووتيرة القراءة المعتادة لديك، إذا كان يقع ضمن دائرة الموضوعات والقضايا مثار اهتمامك، إذا كان الكاتب وفكرة الكتاب من النوع الذي يستهويك، فهل يحول بينك وبين اقتنائه أن 100 شخص سبق وقيموه بنجمتين فقط؟ ثم ماذا لو تبين أنه من النوع الذي يستحق خمس نجوم بالنسبة لك؟ إن كشف النقاب عن فحوى الكتب لمشتركينا مقدما، هو بالفعل ما نحاول القيام به".
لماذا StoryGraph ؟
لا يقدم StoryGraph شرحا لفحوى الكتاب فحسب، إنه يمكّن جمهوره من التصويت على معلومات من قبيل مع أي حالة مزاجية ووتيرة قراءة ينسجم هذا الكتاب، وما إذا كانت شخصياته تتطور تطورا جما، وهل هي محببة. هذا إلى جانب إتاحة عدد من التوصيفات التي يمكنهم إعتمادها لإبداء آرائهم بالكتب مثل "يبعث على التأمل" و"كئيب" الخ، وتوفير نسب مئوية لعدد القراء الذين يتفقون مع هذه التوصيفات. بعد كل ذلك، يأتي التقييم بالنجوم.
عدا عن كل ما تقدم، تخطط Odunayo وفريقها لتفعيل نظام للإنذار المبكر. فتقول: "أثناء ملئك للاستبيان الموجود على موقعنا، ستكون قادرا على تحديد أنك حساس إزاء مؤثرات بعينها، ما يمكننا من إقفال الكتب التي تحتوي على هكذا محتوى". من ذلك نفهم أنه كلما ازداد عدد مشتركيه، ازدادت قدرة الخوارزمية المعتمدة في إنشاء StoryGraph على النمو والفهم. فعلى سبيل المثال، عندما يصوت عدد من القراء على أن هذا الكتاب مسلٍ، بينما هو مصنف سلفا في خانة الكتب الكئيبة، فستستحدث الخوارزمية بطاقة تعريف للكتاب تضع حدا لهذا التناقض. وتضيف Odunayo: "إننا نسعى لتمكين القراء من قول ما يبحثون عنه والتحدث إلى نظام التوصيات، تقريبا مثلما تذهب إلى متجر للكتب أو مكتبة وتقول "مرحبا، أنا أشعر بكذا". أجل، نحن نحاول إعادة إحياء تلك التجربة".
وبغية خوض التجربة بنفسي، قمت بالبحث في كلتا المنصتين عن أحد العناوين التخصصية الحديثة نسبيا، إلا أن بحثي في Goodreads لم يسفر عن شيء مطلقا، فالاقتراحات الخمسة الأولى كانت كتبا لا تمت لمادة البحث بصلة، علما أن الكتاب موضوع البحث سبق وإأدخل الموقع، أما في StoryGraph، فرغم قلة عدد قرائه، يظهر الكتاب على الفور مشفوعا بوصف تفصيلي.
هنا يكمن الفرق
تقول Odunayo: "إن نظامنا ليس غير دقيق، فهو لن يقول: "بما أنك قرأت هذا الكتاب، فسنسارع لتغيير جميع توصياتك لتصبح كتبا من هذا النوع". لدينا محرك بحث من القوة بحيث يسمح لك بإدخال نوع المؤلفين الذين تبحث عنهم، ونوع الموضوعات التي تعجبك، وسنعثر على الكتب التي تلائمك تمامًا".
ويحسب لStoryGraph انطلاقته القوية، إذ بلغ عدد مستخدميه 40000، 5000 منهم تقريبا يمضون على الموقع أسبوعيا من أربع إلى خمس دقائق في تتبع القراءة واختيار الكتب. وتقول Odunayo التي تخطط لإطلاق تطبيق StoryGraph أوائل العام المقبل، إن رد الفعل العنيف إزاء كبريات شركات التكنولوجيا قد يساعد في دفع موقعها إلى الواجهة. وتضيف: "لا نريد أن نكون مجرد نسخة مطورة عن Goodreads، فالشركة التي أزاحت Goodreads عن عرشه لديها من الإمكانات ما يؤهلها لفعل الكثير".
_____________________________________________
المصدر: https://www.newstatesman.com/science-tech/social-media/2020/08/better-goodreads-possible-bad-for-books-storygraph-amazon








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت