الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضاء الحرية بمدينة القنيطرة المغربية

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 9 / 27
المجتمع المدني


حرية – مساواة – أخوة



تحدثت في مقال سابق يشبه القصة عن حوار حقيقي بسيط لمغاربة داخل طاكسي انتهى بسرعة نظرا لقصر المسافة التي أقل الطاكسي فيها الاستاذ إلى سوق الحرية بالمدينة ...

لكن تسمية السوق بسوق الحرية له معنى سياسي لحدث في الخمسينات 1956 من القرن الماضي و هو خروج فرنسا من المغرب و رجوع الملك الراحل محمد الخامس إلى المغرب و إعلان إستقلال هذا الأخير..

كان الناس كبار السن يحكون لنا بعد الستينات عن الاهوال التي عاشوها في فترة الاستعمار حسب ما يقولون .كنا نحن قد ولدنا مباشرة بعد خروج فرنسا من المغرب و لم نعش تلك الفترة ...و بالنسبة لهم إعلان الإستقلال و خروج فرنسا من المغرب و عودة الملك الراحل محمد الخامس يعني مجئ الحرية ..و معنى ذلك اننا نحن جيل الحرية وفق هذا المنظور...و هكذا كانوا يقولون لنا ..أنتم ولدتم في الحرية و ليس في الاستعمار...

هذا المعنى للحرية هنا هو الذي يتجسد في تسمية ذلك السوق بسوق الحرية ..

و لأنه تم بناؤه على نفس نموذج سوق آخر أكبر منه في مركز المدينة يسمى السوق المركزي الذي بنته فرنسا و كان يسمى عند العامة سوق النصارى ..فقد كان فيه كل شيء ..اللحوم والخضار و الأسماك و غير ذلك من المواد الإستهلاكية غير المصنعة من مصادر البروتينات النباتية و الحيوانية .

في مدخل السوق تقابلك الورود و بائعها بحيث تتمتع العيون بأنواع الورود عند مدخل السوق مجانا .
سوق جميل و إسم على مسمى ..

بالقرب من السوق على بعد 150 مترا تقريبا توجد ثانوية محمد الخامس الآن .لكن حين درست فيها لمدة سبع سنوات من الإعدادي حتى الباكالوريا أي حتى 1978 كانت تسمى ثانوية بيرد BIRD .من بناء البنك الدولي لإعادة التأهيل والتنمية. BIRD تعني.. Banque International de reaménagement et de developpement

كنا نخرج في الساعات الفارغة لذلك الفضاء الذي يوجد قرب سوق الحرية. وكانت هناك آرائك حديدية خضراء طويلة في كل جانب في فترة السبعينات نجلس فيها لكي نراجع الدروس ّأو نكتب شيئا ما أو حتى للراحة و الحديث أو الدردشة مع أصدقائنا و صديقاتنا ..و اذن فتسمية الثانوية القريبة بثانوية محمد الخامس ليس صدفة و انما يجسد المعنى الذي قلنا قبل قليل ...

في فترة بداية الثمانينات صرنا شبابا ندرس في الرباط العاصمة منا من كان يدرس القانون أو العلوم .و كانت المنح الدراسية التي تعطى لنا نحن كل شهر تفوق بكثير منح 3 أشهر التي كانت تمنح للطلبة .. بمعنى آخر كنا نشعر أننا "ميسورون" لدرجة أننا كنا نشترك في كراء فيللا بحي السويسي الراقي بالرباط قرب حلبة الخيل السويسي و تغذيتنا جيدة و كذلك لباسنا ...كبرنا في العز ....في هذا الجو ، عند كل سبت أو أحد أو غير ذلك أثناء العطل كنا نجلس في نفس الأرائك الحديدية الخضراء حينما نعود لمدينة القنيطرة جماعة نعزف الموسيقى على آلات الغيثارات و نتعلم ..و منها بعض أغاني مارسيل خليفة ..و أميمة الخليل و أغاني شعر دحبور و أغاني الشيخ إمام و أحمد فؤاد نجم و بعض الاغاني الغربية و غير ذلك ..

وكنا ايضا نجلس فرادى او جماعات نراجع دروسنا في اوقات قلة الحركة بالمكان ...

و كاصدقاء كنا نسمي كل الفضاء من الثانوية و السوق و على مساحة واسعة من ذلك المجال فضاء الحرية ...هذا كان مصطلحنا الخاص ...

هذا هو السبب في اختيار شعار حرية مساواة اخوة في مقالاتي ..

مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة