الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان العراقي يبدو ممسوكأ من مواجعه

علي عرمش شوكت

2020 / 9 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تبين البرلمان في اجتماعه الاخير المنعقد في يوم السبت المصادف 26/ سبتمبر 2020 ممسوكاً من مواجعه. وقد عبر بصورة لايرقى له ادنى شك، بانه يخشى من شعبه، ولا يمثل الا ذوات النواب وكتلهم. بمعنى انهم لا يشعرون بهموم شعبهم. وهناك بون شاسع بينهم وبينه. وهذه اشكالية ليست سهلة التفكيك نظراً لابعادها الخارجية. غير ان الطامة الكبرى قد انيطت بهؤلاء مهمة تحقيق مطالب الانتفاضة كسبيل ديمقراطي دستوري مؤتمل من اوسع الجماهيرالباحثة عن التغيير. بينما هذا الامر يشكل طريق " الصد ما رد " بالنسبة للطغمة الحاكمة. اذن ما العمل و البرلمان العتيد يتكون بالاغلب من نواب هذه الجوقة ؟. وفي التحليل الاول والاخير. بات اعضاؤه، الا ماندر منهم، مثل " بلّاع الموس" على حد المثل العراقي. تتنازعهم خشية مزدوجة، طرفها الاول غضب زعماء كتلهم الذين اتوا بهم، وطرفها الاخر عصف الانتفاضة ومآلاتها الكاسحة.
تجلى ذلك في القرارات التي اجبرهم المتظاهرون على اتخاذها .1ـ اسقاط حكومة عبد المهدي: اذ ادخلوه بـ " درابين مظلمة" فمن حكومة تصريف الاعمال بكامل صلاحيات رئيس الوزراء وبخاصة في مجال التعينات لصالحهم حصرياً، الى الرئيس الغائب وهو يمارس صلاحياته كاملة في الوقت عينه، مستغلها لقتل اكبر قدر من المتظاهرين بدم بارد. 2 ـ تلتها محاولات تعيين احد ازلامهم مما ادى الى خرق المدة الدستورية واجبرهم على مجيء الكاظمي 3ـ قانون الانتخابات: يُصوت عليه ومن ثم يترك مثلوماً محسوباً كهامش للمناورة. حيث اتضح في الاجتماع الاخير للبرلمان. ان ذلك لا تفسير له سوى جعله مسلكاً يظنون انه غير مكشوف. بغية الافلات من العقاب المحتوم، وفي اقل تقدير للخروج بادنى الخسائر. وكان تأجيل التصويت على الدوائر الانتخابية، هذه العقدة المفتعلة، الى يوم العاشر من تشرين اول القادم كمراوغة عن زخم الانتفاضة المقرر انطلاقه في الاول من ذات الشهر. الا ان الثوار قد ادركوا اللعبة فغيروه الى الخامس والعشرين من تشرين الاول من هذا العام .ومما يجدر ذكره للتأكيد على عدم صلاحية البرلمان وانعدام التعويل عليه بان يكون عاملاً فاعلاً في بناء الدولة المدنية المعمدة بالعدالة الاجتماعية. هو ما يعتريه من تمترس طائفي يؤدي به في غالب الاحيان الى اتخاذ قرارات تطغي عليها صبغة بعيدة عن الوحدة الوطنية. والامثلة كثيرة.
تساؤل مشروع حيال هذه الحالة: هل يترجى منها ان تجعل البرلمان قادراً على ان يكون السبيل الديمقراطي لتطبيق بنود الدستور وبتشريعات وقوانين تمهد لبناء الدولة المدنية التي يتطلع اليها الشعب العراقي ؟. ام ان البرلمان قد امسى عقبة كأداء امام اي تغيير او اي اصلاح، وعليه فالحل يكمن في حل البرلمان لانه صار ممسوكاً من مواجعه، وقد بات ناصباً للحواجز المقيّد للنهوض من هذا الواقع المزري. ومن ثم معطلاً في جهود اجراء الانتخابات وفق قانون انتخاب عادل. علماً ان اوضاع البلاد قد وصلت الى قاع الانحطاط الامر الذي يُفعّل عوامل الاختمار الثوري. ستصبح الجماهيرالشعبية المحتقنة في ظله غير متمكنة في امر البقاء على حالها. ويغدو الانفجار حتمي الوقوع وسيكون مدمراً. لنرى غداً والغد لناظره قريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024