الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابنتك ياايزيس ٨

مارينا سوريال

2020 / 9 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كان اليوم التالى يوما صاخبا تاخر الافطار الوجوه واجمة ..وقفت سير فلورانس ومن خلفها اوجينى محمره الوجه تدور بعيناها وسط الوجوه كطائر جريح يبحث عمن فعل به ذلك..كان صوت فلورانس يشبه النعيق الشؤم عندما تتحدث صوتها اصبح رمزا لسوء قادم لازمنى كطنين فى اذنى طوال حياتى ..
من منكن تسللت ليلا؟ ادارت وجهها بين الجميع تنتظر اجابه سقط قلبى ..جميعهن صمتوا بدأت اشعر بالراحة بالعون ..صرن يمرقن وجههى باعجاب اعرف هذا من نظراتهن ..ارادت جانيت ان تنفرد بى لاخبرها ماذا رأيت فى الليل ..تجاهلتها اردت ان ابدو كمن تعرف اسرار خاصة لايمكن البوح بها لاحد.
الوجوم حل على جميع دروس ذلك اليوم..الكل ينتظر ماذا سيحدث؟ولكن بعد مرور اليوم انتهى الى لاشىء لم يستطعن تحديد من اى صف المتسللة ولا يمكن اقامة عقاب جماعى للصفوف باكملها..
اشعر باللذه اتخيل وجه ابى غاضبا بلا شعور سوى الراحة ليعرف انه لم يعاقبنى ويتركنى فى ذلك المكان لاادرى شىء عما يحدث فى الخارج..
مضى اسبوعان وبدا ان الجميع قد نسى الامر وعاد كل شىء ككما كان من قبل وتذكرت المكتبة فى الليل وبدت على درايه بموقع التمثال ولا ازال فى حالة اثاره اريد ان ارى ذلك المكان الذى يوصف لنا من قبل الصفوف الكبرى وكانه سحر.. يقولون ان اثرا بهذا المكان مخفى لااحد يعلم بامره سوى سير فلورانس وشريكتها الاقرب لها اوجينى ..حلمت انها رحلت الى السماء لدى صفيه وتمكنت انا من التجول بحرية وسط صرخات فتيات جميع الصفوف وعندما استيقظت علمت انها تطلق صافره الاستيقاظ وهى تحثنا امامنا ثلاثون دقيقة قبل الهبوط الى قاعة الطعام والا لا فطور اليوم للمتاخره ..كان هناك مرور يومى للتاكد من نظافه الفراش وحسن ترتيبه هندام الملابس قص الاظافر ومعاينه الشعر ..اكثر ما كرهت ان تقوم احدهم باقتحام شعرى بحثا عن حشرات صغيره قد تكون بين جذوره تتسلل على ظهرى فيضحك الجميع عليه واصبح فتاه غير نظيفة ..تذكرت ايام كنت اركض بين حديقتى واغمس اصابعى فى الطين دون ان يرانى الادهم واملس شعرى اعتقدت ان ذلك يزيد نعومه الشعر وطوله!تنفست الصعداء عندما قالت نظيف عاد اللون الى وجهى الباهت..فكرت فى تلك اللحظة ساتسلل من جديد تلك الليلة وسارى ما لم تراه اخرى فى صفى يا اوجينى ..
انتظرت حتى سمعت انفاس الجميع تعلو ..صوت السكون احيانا ما يكون مخيفا حتى اترفع صوت جانيت وهى مستغرقة فى النوم وكانها تلتقط انفاسها من بئر عميق وصدر عجوز! وضعت اطراف قدمى على الارض وقفت لبضع ثوان انتظر لااحد استيقظ تحركت بهدوء تعلمت كيف يفتح الباب من دون اصدار صوت اغلقته باحكام مخافه ان يتسلل ضوء لمبه سهاره فى الطريق فينبه احداهن من النوم..اخذت نفسا وبدأت العد واحد اثنان ثلاثة..اربعون..خمسة وستون..كنت قد تجاوزت التمثال الان وحينما لمست الباب تلك المره شعرت باعين تخترقنى تلك المره ليست اعين اوجينى بل اعين العذراء مريم سمعت انفاس فتاه صغيرة تبكى كاد قلبى ان يتوقف رفضت النظر نكست رأسى لم تتوقف عن البكء بهدوء..تراجعت يدى خف ان اصطدم بها ركضت لاادرى ان احدثت صوتا وجدت بين فراشى اتدفء بغطائى كنت ارتعش من الخوف واتصبب عرقا..اعتقد ان من تحسستنى فى تلك اللحظة جانيت ولست متاكده سوى اننى غفوت حلمت بوجه الام جالسة فى غرفة صفيه تصرخ باسمها وجه ابى قريبا وجهى ينفث غضبا ليتك انت من مت وعاشت صفيه..وجه اوجينى وهى تضحك فى تلذذ..غرفة العقاب وهى محشوه بالفأر وهى تقترب منى تريد ان تقوم بعضى..
صرخت فتحت عيناى كانت ازواج الاعين تتفرس فى سمعت زفير ارتياح لقد استيقظت هل انخفضت حرارتها؟ يدى سميكة توضع فوق جبينى تتمت نعم انها افضل كانت امراة ترتدى الزى الابيض وتضع غطاء راسى صغير ابيض ايضا بينما تراقبها فلورانس وهى تمسك بيدى وتضع اصبعها الاكبر لتتحسس نبضى ..كنت هادئة من دون سبب كمن عادت من رحلة مخيفة ..اشعر بجسدى كله يؤلمنى تمتمت..ردت المراة ذات الرداء الابيض انت بخير بحاجة الى طعام جيد عليك ان تتناوليه لابأس ستشعرين ببعض المراره فى حلق فى البداية ولكن لاتتوقفى حمدلله على سلامتك..زفرت اوجينى فى ارتياح..تعجبت انها تكرهنى..
كان جسدى كله يؤلمنى عندما عدت للصف بعد عده اشهر كان يوما اسوء من تلك الليلة شعرت بالم رهيب اسفل بطنى وكاد ظهرى ان يصرخ لم استطع ان ارفع جسدى احنيت ظهرى من الالم وعندما ذهبت الى الحمام وشاهدت تلك الدماء صرخت ..هل ساذهب الى صفيا يا عذراء لااريد لاازال صغيرة اريد سنوات طويلة فلم اشاهد ما اريده مشاهدته لن اتمكن من ان اكون مثل تلك الفتاة التى كانت مريم العراء ولا المجدليه على تلك المراه المسحورة ..بكيت لاول مره من الخوف حتى جانيت كانت تراقبنى بخوف لاتفهم ما يحدث لى ..وعندما علمت سير فلورانس لم يتغير وجهها لم تشفق عليه لاننى فى ذلك العمر وسأذهب لصفيه فقد امرتنى بهدوء ان اعود لغرفتى واستلقى فى فراشى حتى تاتى لى بكوب ساخن من النعنان سيساعدنى على الراحة قالت عليك اعتياد انها امور خاصة بجسد الفتيات..
لااحب جسد الفتيات هذا ..يجلب دماء كل شهر بلا توقف لماذا؟فكرت هل كانت مريم العذراء هكذا تتالم كل شهر؟..لما جسد الفتيات متعب على هذا النحو علينا التألم بالاضافه الى المحافظة عليه جيدا فلا يجب ان يراه احدهم والا ستذهب الى نار دائمه تتالم فيه مع الشيطانكما اخبرتنا سير فلورانس فى احد الفصول..اشعر بحموله ثقيله على ظهرى بلا سبب..بلا سبب وجدت الادهم ذات يوم يقف امامى ينتظرنى ان اركب معه عربه ابى فى الطريق الى البيت ..سقط قلبى بلا فكرة عما يحدث ظل يبتسم لى بين الحين والاخر ثم سرعان ما يخفى ابتسامته قال لى فىما بعد بعد ان اصبحت زوجة يخشى الخادم فى التهاون امام سيده فاذا شعر السيد بانكسار الخيط الرفيع فقد كل شىء معه ..وجدت صباح تنتظرنى ثم جذبتنى بخفه وصعدنا الى غرفتى وجدت الام جالسه على اريكه مستسلمة ..تراقبنى فى هدوء وصباح تقوم بتبديل ملابسى..كانت هناك امراه اخرى حاولت ان اخفى نفسه عنها لكن صباح امسكت بى بحزم..كل ما اذكره صراخ لايتوقف هل صدر من حنجرتى الام لاتتوقف بين ساقى جرح كبير..دماء قد سالت..ختان لعين..
فيما مضى كنا مجبرات لايمكن لواحده ان تقول بشأنه انه لعين قالوا انه امر ومن لاتصنعه تعاقب تعاقب من السماء..هل كانت مريم تراقبنى وانا اصرخ من الالم؟هل بكت هل ما رايته صحيحا ؟اه ايتها العذراء..
لم اسامح الام لانها لم تدافع عنى ولا صباح لانها من قامت بتثبيتى لتلك المراة ولا الادهم لانه من جلبنى فى ذلك اليوم المشئوم..
عدت الى مدرستى بعد اقل من شهر لايزال الالم طفيفا رفضت ان اخبر جانيت بشىء احسست انها علمت بمفردها ربما جربت الامر ذاته من قبل..
تقوقعت فى فراشى ليالى طويلة بلاانتباه فى اى درس فقدت اهتمامى بتلك المدرسة بفلورانس اوجينى حتى الفتيات صرت انتقل من صف الى اخر كشبح..اجلس مثل الاخريات اتلقى الدروس اقوم بما عليه القيام به ..توقفت عن الصراخ الطلب كسر القواعد..بعد اشهر بلاعدد دخلنا الى المكتبة الى المكان المسحور الذى يخفى كنزا لايدرى به سوى من يدخله كما كنا نستمع وعندما دخلنا وجدنا غرفة مربعة كبيرة تحوى ارفف مقسمة بالطول بين كل مسافة مانحه المكان لبضع كراسى ومناضد للجلوس انتظرت ان تخرج ساحره لكن مدام مارجريت اخرجت لنا كتاب من المنتصف عن امراة تدعى جين اير قالت انها امراة رائعة كتبت عن المراة وتوفيت وعلينا ان نقرأ ذلك الكتاب ثم سنتحدث بشانه ما قراناه لاحقا..
هل تسخرون منى هل كدت اعاقب وربما نلت غضبا من العذراء لاجل هذا؟!
شعرت باحباط والايام تمضى ولا فارق اصبحت فتاة عادية لاتجلب المتاعب لامتفوقة ولا فاشلة متوسطة فى كل شىء..كرهت الخروج لتمضيه العيد وسط ابى والام راقبت تريزا تكبر فتنضم لى فى المدرسة كانت مسحوره بها ايضا عكسى فى البداية لاتشبهنى اصبحت طالبة نجيبه بينما منعت الام مريم من القدوم مثلنا الى المدرسة وفضلت ان تظل نعها وتتلقى بعض الدروس الخاصة فى البيت ..لااشعر بشىء تضايقت لاننى لست حزينة ولا فرحه رحيلى لم يسبب للبيت فارق..غريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي