الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى العظمى، و أعظم القوى

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هل نستحق ترامب كرئيس للعالم؟
لا شكّ أنه من المبالغة أن نقول أن الشعوب يمكنها الانتصار حالياً وسط التجاذب بين " القوى العظمى" و أعظم القوى" -حتى الآن – أمريكا.
فساد، قتل، تمرّد، عدم مساواة، تهميش، يأس. . . و أشياء أخرى أصبحت تحكم العالم ككل -باستثناء الوطن العربي- الذي يحكمه التّخلف ، الدّجل، الدّين السياسي، الصراع القومي، الطبقي، الطائفي، العشائري، المناطقي. . . إلخ .
يمكن أن يبرز الصراع بين القوى العظمى في سورية، و القوى العظمى حتى الآن تحارب بعضها -باستثناء أمريكا- التي تعتبر أن مهمتها تبدأ عندما ينتهي الآخرون من تصفية أوراقهم بين بعضهم البعض، وفي هذا السياق يجرّ السوري إلى حروب لا ناقة له فيها ولا جمال! أم أننا نخطئ القول هنا؟
نحن نخطئ القول فعلاً ، فعندما يجوع الإنسان تصبح الوصايا العشرة متنحيّة لصالح اللقمة . سوف يسرق، يقتل، يفعل أي شيء للدفاع عن حقه في الحياة ، ومن بين تلك الأشياء أن يصبح مرتزقاً كي يعيل أسرته-، لم يعد يهتم للأعلام و الأسماء، ولا الحق ولا الباطل، وقد يصبح السوريين مثل الغجر، وبغض النظر عن الترويج الإعلامي-للسوريين الخارقين لزمانهم ومكانهم- فإن السوري يتسول في فرنسا، إيطاليا ، بلغاريا، إسبانيا ، نتحدث عن السّوري الذي تقطعت به سبل العيش ، وليس عمّن اندمج في المجتمع.
نعود إلى " أعظم القوى" أمريكا " والفضيحة الأخيرة لترامب، و التي سوف تذوب كقطعة جليد في بحر مالح.

وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز ، دفع الرئيس ترامب مبالغ ضئيلة من ضريبة الدخل الفيدرالية - 750 دولارًا في عامي 2016 و 2017 ، ولا شيء في 10 من السنوات الـ 15 سنة الماضية.
فقد أثبت ترامب أنه بارع في دفع أقل ضريبة بسبب أنه يحسر الأموال – الله يعوضو –
قد يقدر أنصاره حتى خداعه ، يعتقد الكثيرون أن جميع السياسيين كاذبون ويعتبرون أولئك الغاضبين من أكاذيب ترامب منافقين.
واجه ترامب دعاوى قضائية بعدما رفض الكشف عن وثائق متعلقة بثروته وأعماله. وهو أول رئيس منذ السبعينيات لا يكشف عن إقراراته الضريبية، على الرغم من أن القانون لا يلزمه بذلك.
لا تتفاءلوا بما قدمته نيويورك تايمز ، فسوف يكون الرئيس بريئاً .
ترامب لا يحكم الشعب الأمريكي ، ففي أمريكا قوانين تحكمها ، يفتقد بعضها إلى التطوير كالتأمين الصّحي، ومعادلة التمييز عالمية وليست أمريكية رغم نسبيتها، حيث لا تنطبق على الوطن العربي المتخلف قانونياً و اجتماعياً سواء كان بسبب الحاكم، أو رجل الّدين. ترامب لا يحكم شعوب العالم، فبماذا سوف تفيده الشّعوب ، وقضايا الشّعوب بشكل عام خاسرة في هذا الزمن إن لم تكن مدعومة أمريكياً، وهي ليست مدعومة بالطبع. إن دكتاتورية ترامب مع حكام العالم ترضي غرور أنصاره كما ترضي الشعوب أيضاً، فالصلح مع إسرائيل طوى صفحة من الزمن لن تعود ، حيث أنه لا قضية فلسطينية منذ أن استلم الحكام العرب، و القادة الفلسطينيون زمام الأمور .لقد تهدّم في عقل المواطن العربي بشكل عام، و المسلم بشكل خاص. مفهوم العداء بين العرب و اليهود، ومفهوم القضية، ولو أن الدّول الموقعة على الاتفاقية ، أو التي سوف توّقع غير متأكدة بأن الأمر سوف يتم بسلام لأن نسبة كبيرة من " الشعب " موافقة.
ما هو وضع ترامب بالنسبة للحكام العرب؟ الجواب: قد يكون يشبه وضع الله و الرسل المنزلين، فهو المعبود ، وهم عباد الله الصالحين، وهذا ما تعتبره الشعوب المظلومة إرادة إلهية أن يوجد من هو أظلم من حكامهم، يخضعهم لمشيئته- أعني الحكّام . سواء نجح ترامب في الانتخابات، أم لم ينجح فإن المرحلة الترامبية سوف تستمر، هي مرحلة الفساد العالمي التي تحتاج إلى رجل كترامب، و إلا من كان سوف يجعل ماكرون يبدو كنقطة تذوب في بحر، أو الأسد وهو يزحف على رجليه ، يبالغ في الرّكوع أمام ترامب، و الصلاة له. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل