الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسيان كأداة سياسية 5-5

بهاء الدين محمد الصالحى

2020 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يعد التاريخ أعدى أعداء النسيان وبالتالى فإن التخلي عن مفهوم التاريخ والهوية والدخول فى مفهوم السوق كإطار جامع لحركة المجتمع بحيث لايستطيع أحد الخروج عن مقتضياته ومن هنا تصبح المصلحة هي الفيصل فى استدعاء ذلك الجزء من التاريخ الذى يتوافق مع الفكر البراجماتى ، وبناء علي ذلك جاء كيسنجر الذى شكل وعى السادات الذى شكل بدوره بحكم موقع وحجم مصر ملامح الخلخلة والانهيار الحادث حتى الآن ، وبناء على استبعاد التاريخ وإحلال مفهوم التوازن القائم على الواقع المجرد دون بعده المعرفي وسنده التاريخي ، وإعادة إنتاج تجربة مترنيخ ذلك العبقري اليهودي الذى عمل مستشارا للإمبراطورية النمساوية حال تجربة محمد على ذلك الرجل الذى أربك حسابات التوازن الاوروبى الذى رتب أوراقه على تقسيم الإمبراطورية العثمانية التى انهارت وتسوست من داخلها بفعل الامتيازات الأجنبية ، ولعل تشابه التجربة فى جزء من التماثل الجزء فمحمد على قد أسس إمبراطورية على قوة الجيش المصري ، وقد انتصر الجيش المصري على العنصر اليهودي المحتل لعموم فلسطين ، ومن هنا كان لزاما على العنصر اليهودي الحاكم للعالم معرفيا من إجهاض تجربة الجيش المصري وعدم تنميتها لصالح إنهاء الصراع العربى الاسرائيلى فى وقت قياسي ، ومن هنا كان لابد من تحويل الانتصار العسكري لتسوية سياسية تلغى فرضية الصراع فى حين بقاء الأسباب الموضوعية لفكرة الصراع من خلال النص الديني وكذلك انتفاء الشفافية لدى العنصر اليهودي المحتل وكذلك عقيدة الجيتو التى تفترض احتقار الغير ، والدليل الأكبر على ذلك أن الممارسات اليهودية تطبيق لنص ديني وبالتالى انتفت فكرة السلام وخروجها عن الفكرة الى التكنيك السياسى فقط وذلك ينم عن غباء العقيدة السياسية لذلك المغامر السياسى الذى باع دم أبناءنا قربانا لمجده الشخصي ،
توافق ذلك مع ضرورة تغير العقيدة الحياتية للمصريين من اصطفاء عدد من المغامرين العائدين ببانوراما إعلامية شبيهة بما فعله رمسيس الثاني الذى صنع تاريخا وهميا بحكم التكرار لمدة 76عاما هي فترة حكمه ، فكان لزاما تهريب الصفوة الاجتماعية والطبقة الحرجة التى صنعت النصر لدول تسيطر عليها المخابرات الأمريكية وتفريغ الواقع المصري لصالح أصحاب التوكيلات ليحل المغامر المدعوم بالدولة محل المستثمر الوطنى المعادى للمشروع اليهودي ، وبالتالى حلت المصلحة محل الوطنية كعقيدة ، والمأزق هنا أن استمرار السلام المزعوم أدى لتباين بين الرأي العام الحقيقى ودعاة الحقيقة الزائفة ، مما أدى لغياب مفهوم الشرعية لصالح القوة القاهرة المدعومة من الخارج ، وكذلك مع وجود القوة المالية كمؤشر سياسي مما أدى لظهور قوى وهمية دون بعد جيوسياسي مما أدى لتسويق سياسات أكثر استسلامية وتبعية للسوق العالمي وذلك لانتفاء معادل موضوعي هام وهو الرأي العام ، وذلك لحداثة الدول الخليجية التى تم إنشاءها بقرار سياسي انجليزي ثم امريكى / يهودي .
ومن هنا فإن مقاومة النسيان بالإزالة المتدرجة لكل الترسيبات التى سممت العقل الجمعي المصري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة