الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم واحترام الآخر… شكرًا يا ريّس!

فاطمة ناعوت

2020 / 9 / 30
حقوق الانسان


انتظروا "قَطفةً" صالحةً من شجرة أجيال الوطن القادمة على الطريق بإذن الله. مع بزوغ شمس 2030، سوف تشهدُ مصرُ طفرةً نوعية في شخصية المواطن المصري يليقُ باسمها العريق. وأخيرًا تحقّقَ الحُلمُ الذي نادينا به عقودًا طوالا، وانتقلتْ مناهجُ التعليم المصري من خانة "النقل" إلى خانة "العقل". أخيرًا بدأ الاهتمام العملي بتنشئة جيل صالح متفوّق أخلاقيًّا وأكاديميًّا. في مدارس الراهبات، كنّا نتلقي مادة "الأخلاق" و"الأتيكيت" والتهذُّب في القول والفعل، كركنٍ أساسيّ من العملية التعليمية، إلى جوار مستوى التعليم الأكاديميّ الفائق. ذاك أن فكرةَ التعليم، في أصلها، هي: خلقُ إنسان صالح يُفيد المجتمعَ بتحضّره وعلمه وإبداعه. لهذا أُطلق على المنبر المسؤول عن تلك العملية الخطِرة: “وزارةُ التربية والتعليم"، حيث التربيةُ تسبقُ التعليمَ. وفي المقابل، للأسف، في معظم المدارس الحكومية، كان الاهتمامُ فقط بتحصيل الدرجات، والانتقال من صفٍّ إلى صف! الآن، اختلف الأمرُ في وثبةٍ حضارية مشهودة. منذ ثلاثة أعوام بدأ غرسُ البذور الطيبة في حقل التعليم المصري، فانتظروا معي بفرح أن نحصدَ ثمارَها المشرقة خلال سنوات؛ مع جيل راق تربّى على مناهج واعية، وأيادي مُعلمين محترفين؛ يدركون خطورةَ الخدمة التي يقدمونها للوطن.
تحقَّق الحُلمُ وأُدخلت في مناهج الصف الثالث الابتدائي مادة: “القِيَم واحترامُ الآخر". فشكرًا للرئيس المستنير "عبد الفتاح السيسي"؛ الذي قرّر، منذ يومه الأول في الحكم، أن يعملَ على "إعادة بناء المواطن المصري" وأرفقَ القرارَ بالتنفيذ، وشكرًا للوزير المثقف "طارق شوقي" الذي ينتقلُ بالتعليم من خانة التلقين الببغائي إلى براح إعمال العقل والضمير، وبناء الشخصية الصالحة؛ ويواجه جرّاءَ ذلك كثيرًا من الانتقاد غير الموضوعي؛ يتحمّله في صبر وحكمة، لأنه يدرك أن "جراحة الجسد المعتلّ" مؤلمةٌ، ولا يُشكر الجرّاحُ إلا بعد التئام الجُرح وتعافي الجسد. ولا شكّ أن جسدَ منظومة التعليم مُعتلٌّ ومتهالكٌ منذ عقود، وعلاجه عصيٌّ وشاقٌّ وطويل المدى، يستلزمُ مِبضعَ جراحٍ عبقريّ وصبور، يطاله الانتقادُ اللاذع، فيصمُّ أذنيه عن كلّ ما يُعرقلُ سيرَ العملية حتى نجاحها. فـ تحيةَ احترامٍ لهذا الوزير المحترم الذي انتظرته مصرُ آمادًا ليُصلِحَ ما أفسدته الحِقبُ. ولم تكتفِ الوزارةُ بتنقية المناهج الدراسية من سمات العنف والطائفية والعنصرية والتلقين، ثمّ ضخِّ قيمِ الأخلاق واحترام الآخر وإعمال العقل والقدرة على التحليل من أجل بناء "العقلية النقدية" التي تبني المجتمع؛ بل أضاف إلى كلّ ذلك كتابَ: "دليل المعلم"، مقرونًا بكل كتاب يتسلّمه التلميذ، من أجل تدريب المعلّم على كيفية شرح هذه المادة أو تلك. هذا هو ال "Know-How” لشرح الأساليب التي أقرّتها منظماتُ التعليم العالمية لخلق كوادر من المعلمين تنهج الأسلوبَ العلمي والتربوي الرصين لتنشئة أجيال فائقة متحضرة ذات علم وذات أخلاق.
بالأصالة عن نفسي، بصفتي: "الأمين العام للثقافة" في "منظمة التنوير العربية التابعة للأمم المتحدة"، وبالنيابة عن جميع زملائي في المنظمة، ورئيسها الباحث في الشأن الإسلامي: د. مصطفى راشد، مُفتي أستراليا ونيوزيلاندا، أنقلُ لكم نصَّ التحية التي نُقدمها لتلك الوثبة التنويرية المحترمة التي سنحصد ثمارها مع الأيام: (منظمةُ التنوير العربية التابعة للأمم المتحدة، وأعضاءُ مكاتبها الرئيسية والفرعية البالغ عددُها ستةً وأربعين مكتبًا في جميع أنحاء العالم، يتقدمون بالشكر والامتنان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير التعليم المصرى د. طارق شوقي، على تطبيق تدريس كتاب "القيم واحترام الآخر" بالمدارس المصرية في الصفوف الابتدائية، كخطوة مهمة وأساسية على طريق التنوير والتحضّر. ونتشوّفُ بشغف أن تكون تلك الوثبةُ التنويرية إرهاصةً لتدريس مبادئ البيان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تنادي المنظمةُ به أُسوةً بالدول المتقدمة التي قطعت شوطًا واسعًا على مضمار الحضارة والتنوير والنهضة التعليمية، لما فيه من قيم إنسانية عليا؛ تدعو للمساواة والعدل واحترام الآخر، وحماية كرامة الإنسان والحق في الحياة في سلام وأمان.)
مصرُ هي الدولةُ التي غرستْ بذرةَ الأخلاق الأولى في تُربة هذا العالم، قبل نزول الرسالات السماوية والأديان بآلاف السنين. مصرُ هي الدولة العظمى التي سنّت في "قانون ماعت"، ربّة العدالة والضمير عند سلفنا المصري الصالح، مانيفستو الأخلاق في المحاكمة الأوزورية حيث يُقرُّ المرءُ باعترافات سلبية تضمن له الخلود في الفردوس، قائلا: “لم أكذب، لم أقتل، لم أسرق، لم أعذّب حيوانًا، لم أتسبّب في شقاء نبات بأن نسيت أن أسقيَه، لم أتسبّب في دموع إنسان...” هكذا وصلت رقّةُ المشاعر وعمق الخُلق عند "المصريّ القديم"، وها نحن الآن نبني "المصريَّ الجديد" على ذات القيم الرفيعة. فشكرًا لمن حقّقَ لنا الحُلم الذي خِلنا أن دونَه المُحال. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يرتقي بأبناء الوطن”.



***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مدارس الراهبات هههههه
عبد الله اغونان ( 2020 / 9 / 30 - 11:13 )
مدارس الراهبات التي تعلمهن العزلة
والكبت
والخرافة


2 - شكرا لمن يهدم البيوت
عبد الله اغونان ( 2020 / 9 / 30 - 11:16 )
ويشرد الأسر
وتسلم الأيادي الملطخة بالدماء


3 - مدارس طالبان والمحبة
طارق حسين ( 2020 / 10 / 1 - 11:39 )
يبدو للبعض، وهذا الـ-بعض-معروف بنزعاته التكفيرية، والتزامه بالنقل بعيدا عن العقل ان مدارس طالبان هي مدارس سلام ومحبة واتكيت، بينما مدارس الراهبات مملوءة بالشر... صورة مقلوبة لعقول مركبة بالمقلوب. شكرا لك على هذا المقال لانك تضعين النقاط على الحروف لانك كما انا من نفس الدار ونعرف البير وغطاه، فلو رفعنا الغطا لفاحت رائحة المياه الراكدة في البير، وهذا ما لا يناسب، اهل النقل والتكفير.

اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش