الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات على مسرح الايام

شعوب محمود علي

2020 / 10 / 1
الادب والفن



المحطة الاولى
1
قبل الاحتفالات بذكرى ثورة الرابع عشر من تمّوز المجيدة بيوم واحد
لعام 1963
والتي فجّرها القائد العظيم عبد الكريم قاسم ورفاقه رحمهم الله.
اجتمعت الهيئة الاداريّة لنقابة عمّال السجاير برئاسة محمد غضبان رحمه الله
وكلّفت السكرتير العام كاظم معن بإلقاء كلمة الهيئة الاداريّة وكلّفت عضو
الهيئة الاداريّة عبد الواحد قاسم أبا سلام رحمه الله لشرح الفقرات الضروريّة للكلمة
وسيعقد الاجتماع في ساحة النقابة في الساعة التاسعة صباح من يوم غد وكانت
هناك دعوى لكافة العمّال بالحضور وبدأ الاجتماع في الوقت المحدّد وتقدّم الى السمّاعة
كاظم معن والى جانبه عبد الواحد قاسم وحظر البعض من اخواتنا البعثيّن
وكان قد التقط السمّاعة كاظم معن ووقف الى جانبه أعبد الواحد قاسم
أبا اسلام لشرح بعض الفقرات والكلمة تطالب العمّال في شحذ أفكارهم
من اجل الدفاع عن حياض الجمهوريّة وتقليم الاظافر المعادية لمبادئ الثورة
وتعميق وترسيخ مسيرتها العظيمة ولم يمضي على الخطيب أكثر من عشر دقائق
حتى بدأ البعثيّون بمقاطعة الخطيب والتشويش عليه فاهتاج العمال من هذا السلوك
السيّء والنهج الخاطئ والمبني على نوايا الشر وبين الاخذ والرد احتدم الموقف فحصل
ما ل تحدد عواقبه حيث حصل اشتباك بالأيدي وكان البعثيّون
من المتواجدين الذين لا يزيدون على خمسة عشر عاملاً وبهذا العدد الضئيل كانت
مهمّتهم التخريب وتعويق المسيرة ونسف سكة القطار بأيد من كانوا يصلّون على اذيال
الرفيق ميشيل عفلق فما كان من المتواجدين
الّا الفرار وبعضم تسلّق المحجّر الحديدي وكان عبّاس الذي نسيت اسم والده
بساعده الأيمن جرح وعليه لفّاف التضميد وادّعى اثناء التحقيق لاحقاً
أنً أحد العمّال طعنه بسكًين في ساعده الأيمن وكذلك ادّعى البعثيّون
قذفهم بقناني البيبسي وأقراص الحديد التي وجدت في ساحة النقابة
لغرض الرياضة وأثناء التحقيق الذي كان يجري يمركز شرطة الصالحيّة
أقام البعثيون شكوى ضد العمال النقابيين من المعتقلين
وفي هذه الأثناء كان هادي موزان رحمه الله محاطاً بجمع من العمّال
فمسكته بيدي وصعدت به الى غرفة الهيئة الاداريّة لاحميه من غضب العمّال
وكان أحد الذين تواجدوا في الاجتماع وبقيت معه وانا أجهل الشكوى ودخول
الشرطة الى ساحة النقابة مع ضبّاطهم والبعثيّون يشيرون بسبّاباتهم
الى زيد أو عمر فيعتقل لسواد عيون البعثيّن ممن كانوا في ساحة النقابة
فتمّ اعتقال حوالي العشرين من بينهم
لوتي ناصر وحجّي قاسم عبد الله وكاظم معن
وعبد الواحد قاسم أبا سلام وغيرهم
وبالمقابل كان المحقّق العدلي يتلكّأ بإقامة شكوى ضد البعثيين
مقابل دعوى البعثيين وذلك يعود
لتوجّه ومسار سفينة الوطن في تلك الظروف العصيبة
كان لخطابات الزعيم التأثير على توجه السياسة العامة لخلق
نوعاً من التوازن وذلك يجري لقص قوادم نسر اليسار وإيقاف
تدفّق تيّاره العارم ولخلق نوع من التوازن بين العقرب والحمام فتيّار
اليمين كان يجمع البعثيين والقوميين ومالكي خيول السباق وارباب
صالات القمار وتجمّع أيتام النظام السابق كل ّهؤلاء اصطفّوا في
جبهة الشر والزعيم رحمه الله يحلم بالتوازن وهؤلاء يحلمون-
بعودة الجواد الى الإصطبل كما نشرت احدى الجرائد الانجليزيّة
وبشّرت بكبح جماح الثورة وبشّرت بعودة الجواد الى الاصطبل
وعلى ضوء هذا اختلط الحابل بالنابل
وكان صهيل ذلك الجواد يطرق سمع الجميع.
والى جانب هذا تمّ حجز الطرفين رهن التوقيف وأنا وهادي موزان
مكثنا في غرفة الهيئة الاداريّة وكنّا نسمع ذلك الضجيج وقد أحطت علماً
بكلّ ما كان يجرى وعند خروجهم اصطحبت هادي موزان وخرجت
من النقابة وأنا انظر اليه كأعز صديق ومع نشوب
الصراع القائم بيننا وبين اخواننا البعثيين حيث ينخر
تحالفنا الطبقي تحت السقف الذي يرص وحدتنا ويعزّز موقعنا
مرة أتذكّر كنت راكباً في إحدى سيّارات الاجرة
لعبور جسر الأحرار خشية عيون رجال الأمن
ومقر تجمّعهم كنقطة ارتكازيّة فندق شط العرب وفي تلك الحظة
حصل زحام شديد وتوقّفت سيّارة الأجرة قليلاً وكان هادي
موزان يمشي على الرصيف فحانت منه نظرة فرصدني
بوجهه الكريم وعلى الفور التفت بعيدا عن رصده
واذا بصوته الرقيق يقول ( ليش عيني ليش
ادير وجهك عنّي فهزّني هذا الهتاف النابع من الجدان
والمتدفّق بالصدق والمتفجّر بالينبوع الطبقي
تلك العلاقة المتجذّر بين نهري الزمن
هي التي حدت بي لأنتشله من ذلك الواقع المر
والمرصوف بحقول شوكيّة تذكّرت والذكرى هزّت كيني
ذهبت به خارج مبنى النقابة
وبعد أن حلّ الأمان ودّعته وقلبي معه وذهبت الى البيت واشباح
المعتقلين من زملائي لا تغادر عيناي وقد مكثوا رهن التوقيف الى
جانب الخصوم الذين أوقفوا جرّاء عبثهم مع نسيانهم
الموقع الطبقي والتلاحم المصيري والخيمة التي تظلنا بظلّها الجميل
وفي اليوم الثاني وفي حدود الرابعة عصراً
فكّرت في زيارة مركز شرطة الصالحيّة لغرض الزيارة
واستطلاع الموقف كان مركز الصالحيّة قرب تمثال
الملك فيصل الأول من جهة إذاعة بغداد وما ان وصلت
المركز لغرض الزيارة هتف الاخوة البعثيين ان اقبضوا
عليه واخضاعه لغرض التحقيق فأنّه لا يقلّ شرّاً عن
اخوة (يوسف) عليه السلام أضافوني كبضاعة لها ثمن
اشتدّ التنابذ بين الفريقين بشكل حاد وقد اتخذ مسؤول
المركز كأجراء احترازي بعزلهم عنّا وبعزلنا عنهم داخل
وبعد ساعات من توقيفي جاء العزيز هادي موزان
بصحبة زميل له لغرض زيارة فريقه المتعنّت
والمتجبّر فما كان من فريقنا المتضجّر الّا وقد اُطلقت
حناجره الحادة اقبضوا على هذين المجرمين فاعترض
الموقوف المرحوم قاسم عبدا لله أحد عمّالنا النجباء
من منطقة الكريمات واعترضت انا ايضاً ولكن
اصواتنا مرّت كهواء في شبك وبالقرب منّى قال المرحوم
هادي موزان انّ والدتي تنتظر عودتي بشوق عارم سمعته
فكدت اذوب حزناً ولكنّ الامر خارج عن يدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81