الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آذربيجان الضائعة

آرا دمبكجيان

2020 / 10 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


شنَّت آذربيجان هجوماً جديداً على جمهورية آرتساخ (غاراباغ الجبلية) ذات الأغلبية الأرمنية و التي انفصلت عنها في 1990، و تصدَّت لها قوات الدفاع المحلية. في الوقت نفسه لوَّحت تركيا الأعلام من بعيد لدعم اخوتها في القومية و الدين.
ظنَّت تركيا المحرضة على العدوان ان الوضعين الدولي و الأقليمي في صالحها، فدفعت آذربيجان الى مغامرة جديدة مع استمرار دعمها العسكري و اللوجستي.
روسيا في موقف صعب، فهي تريد حل هذه المعضلة التي خلقها ستالين قبل مائة سنة و حسب الشروط الروسية، أو إبقاءها على وضعها، و لكن من دون قتال. لديها علاقات جيدة مع الطرفين المتنازعين مع وجود قواعد عسكرية لها في أرمينيا. و اذا أمعنت تركيا في الدخول عميقاً في الصراع الأرمني-الآذري فستجر رجل روسيا في الصراع من دون رغبة الأخيرة.
كانت حرب 1990 حرباً محدودة التكنولوجيا على عكس الحرب التكنولوجية الدائرة رحاها الآن. و تخاف آذربيجان ان توسِّع عملياتها العسكرية اكثر من مناوشات حدودية، تزيد حدتها أحياناً و تنقص، مع جيرانها الأرمن بسبب خوفها من استهداف هؤلاء منشآت استراتيجية فيها مثل آبار نفط باكو، اذ ليس غريباً عنها ما فعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في اثناء حرب الكويت، و أما سد مينكاجيفير الضخم فيعتبر هدفاً يسيل له اللعاب...
أسرعت سياق الأحداث السياسية الدولية تركيا على تحفيز آذربيجان على شن الحرب الجديدة بعد أفول نجمها في سوريا و ليبيا و مصر و بحر إيجة و شرق البحر الأبيض المتوسط في سلسلة من المغامرات التي قامت بها، و كانت النتيجة سقوط الليرة التركية و فقدان الثقة بحزب أردوغان الحاكم. و لاحظت ان امريكا مشغولة بانتخابات الرئاسة و لو أنها بدأت بالتفكير على تفريغ قاعدة أنجيرليك الجوية في تركيا لنقلها الى ألمانيا و الأردن مستقبلاً. أما الوضع على الصعيد الأوروبي فإن منظمة الأمن و التعاون الأوروبية مشغولة بالمشاكل الداخلية لقيادتها. جميع هذه المعطيات دفعت جنون أردوغان الى تقديم دعم غير متناهي الى آذربيجان مع إرسال 1000 من مقاتلي الجماعات المعارضة في سوريا لخوض المعارك كمرتزقة. و ذكر مسؤول في "الجيش الوطني السوري المعارض" ان معظمهم ينتمون الى فرقة "السلطان مراد" و تصل رواتبهم الى 2500 دولار شهرياً.
صحيح أن تركيا تبقى جزءاً من المنظومة الغربية، إلا أن حالة التوافق (بعد مواجهات مباشرة و بالوكالة ومساومات)، التي ظهرت أخيراً بين أنقرة وموسكو في سوريا (وجارٍ محاولات تكرارها في ليبيا) أزعجت أكثر من طرف غربي، وليس سراً اليوم أن أي خلاف بين موسكو وأنقرة هو لمصلحة الغرب.
تعد روسيا المنافس الأكبر لتركيا في المنطقة، إذا أخذنا في الاعتبار عضوية تركيا في الناتو، فإن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان لضمان التوازن العسكري والسياسي، وخلق ثقل موازن للقاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا، وفي حال إقامة قاعدة عسكرية تركية لا يمكن ألا تؤدي إلى تعقيد العلاقات الروسية الأذربيجانية، وتصبح أيضاً مصدراً لقلق إيران. و اذا علمنا ان علاقات ايران مع ارمينيا هي اقوى بكثير من علاقاتها مع آذربيجان، فعلى تركيا بذل الجهد الأقصى لإنشاء قاعدة عسكرية لها في أذربيجان.
نستطيع ان نخلص القول انه لا توجد محفزات أساسية لدى أرمينيا لبدء الحرب مع آذربيجان، على عكس الحال للرئيس الآذري علييف الذي يعاني من مشاكل داخلية أهمها قلة ماء الشرب في البلد نتيجة عدم سقوط امطارٍ كفاية. أما أردوغان فيحاول تغطية مشاكله و أفول أسمه في سوريا و ليبيا و مصر و شرق المتوسط مع أنهيار الليرة التركية فيبحث عن وسائل للتخفيف عن تلك المشاكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس