الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلقة الجدل بين الصفر واللانهاية

حسين عجيب

2020 / 10 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حلقة الجدل المفرغة ، بين الصفر واللانهاية

1
دعوتك سابقا ، أكثر من مرة للتفكير في الثنائيات ، والجدلية منها خاصة .
( العشق _ الزواج ) ، ( الوظيفة _ الهواية ) ، ( المال _ الوقت ) ، ( الكلمة _ الصورة )....
أعتقد أن العلاقة الثنائية جدلية بطبيعتها ، كل علاقة ثنائية .
يوجد طريقتان أساسيتان للخروج من حلقة الجدل ، إما عبر النكوص إلى الأحادية ( الثرثرة والصراع أو الانسحاب ) أو بالقفز إلى التعددية ( الحوار والمنطق أو العزلة الاختيارية ) .
هذا الموضوع ناقشته سابقا ، بشكل موسع عبر نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن تحت عناوين مختلفة ، منها الخوارزمية والإرادة الحرة والمعرفة .
لنتأمل مجددا علاقات : المال _ الوقت ، أيضا الكلمة _ الصورة ؟!
ثنائية ( المال _ الوقت ) ، يلزمها إضافة الحد الثالث " القيمة " .
ثنائية ( الكلمة _ الصورة ) ، يلزمها إضافة الحد الثالث الملائم لها " الرقم " .
الحد الثالث مزدوج بطبيعته ، وهو إما أن يكون داخليا ( أوسط ) أو خارجيا ( أعلى ) .
وهذه المشكلة الحقيقية في البديل الثالث ، هو مزدوج بطبيعته ...سلبي أو إيجابي .
....
هل يمكن تبسيط الفقرة أعلاه ؟
أو ما المناسب أكثر تبسيطها ، أم تكملة الاتجاه الفكري ( المعرفي ) الذي تتضمنه ، مع المخاطرة بزيادة الغموض وسوء الفهم ؟!
هذه المشكلة ( المزمنة ) ، تعترضني مع كل نص جديد .
....
خياران أحلاهما مر كالعلقم :
1 _ الاتجاه الأول ، يفضل القارئ _ة الجديد _ة ( المجهول والعابر ) .
2 _ الاتجاه الثاني ، يفضل القارئ _ة الجديد _ ة ( المتجدد _ ة ) .
2
بدأت هذه الفكرة أو الاتجاه في التفكير ، مع مناقشة جدلية الرشوة _ الهدية ، والتوصل إلى نتيجة صادمة وتتمثل في صعوبة الفصل بينهما ، أو تعذر التمييز بينهما بالفعل .
أو التمييز بين وقت العمل ووقت الفراغ ، أو بين العمل المأجور والعمل التطوعي وغيرها .
الثنائية تتحول مباشرة إلى حلقة مفرغة ، أو أيديولوجيا ، بمعنى الوعي الزائف .
يتذكر بنات وأبناء جيلي ، كانت الأيديولوجيا كلمة مشبوهة خلال القرن العشرين في الثقافة العالمية ، والأوربية خاصة .
3
الماضي مشكلة الحياة المزمنة .
لا الحاضر ولا المستقبل ، تلك مغالطة فكرية لا أكثر .
لا أحد لديه مشكلة في نقص الماضي ، والعكس صحيح دوما . لدى الكائن الحي ، والانسان خاصة ، تضخم سرطاني في الماضي ، وهو على حساب الحاضر والمستقبل بالضرورة .
الفرد الواعي أضعاف الفرد الجاهل ، يكابد مشكلة الماضي غير القابلة للحل .
هذه المغالطة ، سبب خطأ الكثير من الشعراء والفلاسفة في فهم السعادة ( أو الشقاء ) حيث يربطون ، بشكل صريح بين السعادة والغباء أو غياب الوعي ، وبين الشقاء والوعي .
هذه مفارقة الوعي ، وهي شديدة الأهمية للصحة العقلية .
مشكلة الحاضر المزمنة تتمحور حول الوعي والشعور ، وهي جديدة ومتجددة بطبيعتها ، كما أنها دينامية أيضا . حيث أن الحاضر عبر الآن _ هنا مشكلة بطبيعته ، وهي تتطلب الحل العاجل ولا يمكن تأجيلها ؟!
يوجد نوعين فقط من الحلول الحقيقية ، والتي نستخدمها جميعا :
1 _ الحلول المؤقتة أو الشعورية .
2 _ الحلول الجذرية أو الدائمة .
النوع الأول ، أو الحلول الشعورية غايتها تسكين الألم أو تخدير الشعور به .
وضمن هذا المستوى ، تقع جميع أشكال التسليات والألعاب الصبيانية ، والتنافسية خاصة .
وهذا المستوى من الحلول ، يقتصر على علاج العرض . وهو يعتمد عند جميع الأطباء والمعالجين منذ عشرات القرون ، نموذجه الحالي العقاقير ومسكنات الألم الحديثة ، ونموذجه القديم شرب الكحول ، والسحر وغيره من العلاجات التي تجعل من اليوم أسوأ من الأمس عادة ، بحيث يكون حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل ( العادات الانفعالية والإدمانية ) .
النوع الثاني أو الحلول الجذرية ، وهي التي تؤدي إلى الشفاء التكاملي ، واستعادة العافية بالفعل . لكن لسوء الحظ ، هذا النوع من العلاج لا يتوفر عمليا ، وبالنسبة لجميع الأمراض .
....
ثنائية الغاية والوسيلة يمكن أن تلقي ضوءا جديدا على الموضوع .
بعد إضافة الحد الثالث المزدوج طبعا ، البديل أو الطريق الثالث ، يتكشف المعنى والاتجاه .
4
اليوم ( الوقت أو الزمن بصورة عامة ) هو أحد ثلاثة أنواع :
1 _ يوم أمس ، وهو حدث سابقا ، ويبتعد عن الحاضر أو الآن _ هنا ( بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ) .
2 _ اليوم الحالي ، مركزه الآن _ هنا ، وهو ما يزال المجهول الأكبر في الكون ( مع الدماغ البشري خاصة ) .
3 _ يوم غد ، وهو يقترب بسرعة ثابتة من الحاضر والآن _ هنا ( هي نفس السرعة التي تقيسها الساعة ) .
....
التركيز على الأمس ( والماضي ) جنون محض .
وهو يمثل الموقف العالمي المشترك والكلاسيكي ، ليس السوري والعربي فقط ، حتى يومنا الحالي 28 / 9 / 2020 .
التركيز على الغد ( والمستقبل ) هو الاتجاه الصحيح ، والمناسب .
بينما التركيز على الحاضر فقط ، موقف عصابي بطبيعته .
5
هل يمكن العيش في الحاضر ؟!
كتابتي ، ومعها حياتي بمجملها ، محاولة جادة للتوصل إلى جواب حقيقي .
....
الماضي هو المتنبئ الوحيد ، الممكن والمتاح ، بالمستقبل .
وهي المشكلة الكلاسيكية ( الموضوعية ، والمشتركة ) بين الفلسفة والعلم .
6
اللذة والسعادة ، كعلاقة من أي نوع ( توافق أو تخالف أو مصادفة ) ، تحتاج إلى حد ثالث ، هو الزمن ( أو الوقت ) بشكل أساسي .
الاختلاف النوعي بين اللذة والسعادة يتجسد بالوقت ، حيث اللذة آنية وليست زمنية .
أيضا الفرح ومعظم المسرات العابرة .
بينما السعادة تدمج الأزمنة الثلاثة ( الأمس واليوم والغد ) بالتزامن :
1 _ الأمس ( والماضي الشخصي ) مصدر الرضا والسرور ، أو الغيظ والعار .
2 _ اليوم ( والحاضر المتجدد ) مصدر الشغف والاهتمام ، أو فقدان الشعور والاهتمام .
3 _ الغد ( والمستقبل المشترك ) مصدر الثقة والالتزام والايمان العقلاني ، أو الانكار والرفض العصابي .
....
البطولة والجمال والحب ...، والذوق أيضا بجعل اليوم أفضل من الأمس .
....
ملحق 1
اللذة والسعادة ثنائية ، تحتاج إلى الحد الثالث لكي تكتسب المعنى والاتجاه .
اللذة والسعادة والفائدة مثلا .
السعادة تجمع بين اللذة والفائدة بطبيعتها .
بينما كثيرا ما تتناقض اللذة مع الفائدة ، كما نعرف جميعا .
يمكن تحويل المفيد ( أشياء ، أو قضايا ، أو أفكار ، أو عادات ) إلى لذيذ .
لكن العكس غير صحيح ، يتعذر تحويل اللذيذ إلى مفيد سوى في حالات نادرة ، تمثلها بعض الطقوس الكلاسيكية كالفنون والرياضة ( الهوايات الإيجابية بطبيعتها ) .
هذا الموضوع الشائك والشيق بالتزامن ، يستحق ويحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتفكير ...
عسى ولعل
....
ملحق 2
هذا الكتاب
( خلاصة )
1
ما هو الواقع : طبيعته وماهيته ؟!
الواقع والحاضر وجهان لعملة واحدة ، مثل الوقت والزمن ، والعلاقة بينهما كمية وليست نوعية .
يتحول الحاضر ( اليوم الحالي ) في كل لحظة إلى اتجاهين متعاكسين :
1 _ اليوم يتحول إلى الأمس ( الحاضر الزمني يتجه إلى الأمس ) .
2 _ اليوم يتحول إلى الغد ( الحاضر ، الحضور بالأصح ، الحي يتجه إلى الغد ) .
هذه الظاهرة المدهشة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون استثناء .
الحياة تتحول ، بشكل ثابت ومستمر ، من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
الزمن يتحول ، بشكل مستمر وثابت ، من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
هذه ، هي " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن " .
....
لكي يسهل فهم الفقرة أعلاه ، سأستبدل الماضي بالأمس ، والحاضر باليوم الحالي ، والمستقبل بالغد ( استبدال الزمن بالوقت ) .
قبل العاشرة يفهم طفل _ة متوسط درجة الذكاء الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، لكن يفهمها بشكل غامض ومبهم ، وعاطفي فقط وليس بشكل تجريبي . وغالبا قبل العشرين تتشوه تلك المعرفة ، عبر الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة بمعظمها .
اليوم الحالي مزدوج بطبيعته :
1_ الأحياء ( النبات والحيوان والانسان ) ، ينتقلون إلى الغد مع كل يوم جديد .
لكنهم لا يشعرون بذلك ، وهنا المشكلة التي تتطلب الحل الشخصي أيضا .
2 _ الأحداث بلا استثناء ( الأفعال والذكريات وحوادث الطبيعة أيضا ) ، تنتقل إلى الأمس مع كل يوم جديد . أيضا هذه الحركة تجري خارج مجال الحواس ، وهنا المشكلة المقابلة أيضا .
....
يمكن الاستنتاج بثقة ، ويقين ، أن اتجاه حركة الحياة بعكس اتجاه حركة الزمن .
2
الفكرة بصياغة ثانية ، نظرا لأهميتها ، واختلافها عن الموقف السائد من الزمن خاصة :
المكان نسبي وشخصي بالفعل ، والزمن موضوعي ومطلق .
المكان والزمن يختلفان جملة وتفصيلا .
على القارئ _ة ، قبل التكملة ، التفكير في حقيقة موقفه من ( طبيعة وحركة واتجاه وسرعة ) الحياة والزمن بصورة خاصة .
المكان بطبيعته غير متجانس ، أو نسبي .
الزمن بطبيعته متجانس ، أو مطلق .
....
الحاضر ثلاثي البعد ، يدمج المكان والزمن والحياة ( الوعي ) بطرق لم تزل مجهولة .
....
المكان ثابت والزمن متحرك ( المكان كتلة والزمن طاقة ، هذا رأي وفكرة جديدة ) .
ربما يكون المكان يجسد الطاقة في الدرجة صفر .
بينما الزمن بالعكس ، حيث المستقبل يمثل طاقة عليا أو موجبة ، والماضي يمثل طاقة دنيا أو سالبة ، وبينهما الحاضر ، والطاقة في الدرجة صفر .
( هذه الفكرة ، الفرضية ، هي أكثر منطقية من نظرية الانفجار الكبير أو التمدد الكوني أو نظرية الأوتار وغيرها ، كونها تنسجم مع الملاحظة والاختبار ) .
بعبارة ثانية ، هذه الفرضية تحقق الشروط العلمية الكلاسيكية :
1 _ معقولة ، فهي تتوافق مع الخبرة المشتركة ، ومع الفهم المشترك ( المنطقي والعقلي ) .
2 _ صحيحة ، لا تتناقض مع الملاحظة ولا مع المنطق ولا الاختبار ، ومع قابليتها للتعميم .
3 _ مفيدة ، هي تنقل مستوى التفكير ، إلى مجالات جديدة . بالإضافة إلى أنها تقدم أجوبة منطقية في الحد الأدنى ، على بعض الأسئلة المعلقة في الفلسفة والفيزياء والمنطق المشترك .
3
في الحياة السبب ( المصدر أو العلة ) يوجد في الماضي ، والحاضر نتيجة .
في الزمن السبب أيضا ، يوجد في المستقبل والحاضر نتيجة .
هذه ظاهرة عالمية ، تشمل الكرة الأرضية بوضوح وهي تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط .
اتجاه حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر .
اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر .
لكن المشكلة ، أننا لا نختبر سوى الحاضر .
بينما الماضي الشخصي نعرفه بالتذكر ، وغير الشخصي بالاستنتاج والوثائق والآثار . والمستقبل نعرفه بالتخيل أو التوقع ( العلمي أو السحري ) .
4
لحظة الولادة يكون الحاضر والماضي والمستقبل نقطة واحدة .
( هذه الحالة ، لحظة الولادة أو التكون والخلق لا تكرر )
ثم يبدأ الماضي بالابتعاد ، إلى الخلف والوراء ، في الماضي الأبعد فالأبعد ، بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة ، وفي اتجاه ثابت نحو البداية أو الأزل .
على النقيض من الأبد ( مصدر المستقبل ) .
أتفهم صعوبة الفكرة ، وغرابتها أكثر .
....
السبب والنتيجة قانون مزدوج ، ويتعاكس تماما بين الحياة والزمن :
بالنسبة للحياة : الحاضر أو الجديد مصدره الماضي .
بالنسبة للزمن : الحاضر أو الجديد مصدره المستقبل .
....
الفكرة صادمة ، لكنها ظاهرة تجريبية ، وتمثل قانون علمي مثل الجاذبية .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما علاقة المقالة بالصفر و اللانهاية
ايدن حسين ( 2020 / 10 / 3 - 02:20 )
فتشت عن كلمة لانهاية في المقالة فلم اجدها الا في العنوان
اما صفر فكانت موجودة مرتين فقط
السؤال هو .. ما علاقة المقالة بالصفر واللانهاية
احترامي
..

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو