الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنه يحدث كل يوم ...

مروان صباح

2020 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


/ سجالات تعيد طرح سؤال ، ما الجديد الذي يمكن استكشافه من فيروس حيرّ العلماء ، ولقد لفت انتباهي ، بصفة خاصة تلك المطارحات حول إدانة الحكومات العالمية في إدارتها للفيروس ، ولعل الإنصاف أن أبداً من محاسن الفيروس ، فكما للفيروس كوفيد 19 مآسيه وانعكاسه على الاقتصاد الدول والنفسية ، إلا أن الفيروس يحمل ميزات متعددة وعلى الأخص ، لقد خلص البشرية من المصافحات الدافئة ، يعني من الآخر ، لا تقبيل ولا مصافحة بالأيدي ، لأن بصراحة الأغلبية الساحقة ، وبالرغم من حداثة التكنولوجية التى طرأت على العقول ، إلا أنها مازالت الحداثة غائبة عن النظافة الشخصية ، إذن حسب تقديرات الدولية ، الأردن كان نموذجاً بالاقتداء للعالم ، بل قد أبلى بلاء مميز واستثنائي في بدايات الجائحة ، لكن الدولة الأردنية كما دول العالم كانت تراهن على العلماء باكتشاف لقاح يوقف انتشاره في غضون أشهر ، للأسف حتى الآن العلماء عجزوا عن ذلك وبالتالي ، لا يمكن للشعوب تحميل الحكومات سبب فشل العلماء ، طالما وفرت الأموال والبيئة المطلوبة لإنتاجه ، بل حكومات العالم عملت بأقصى طاقاتها لكي تحافظ على شعوبها والحد من انتشار الفيروس بين الناس ، وذلك كان سبب اساسي في ارتفاع نسبة الانكماش الاقتصادي وتسبب ايضاً في خسارات كبرى في قطاع الطيران ، لكن الذهاب إلى المزيد من الإجراءات سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد وسيتوسع الفقر بشكل خطير ، وبالتالي خلاصة مفهومنا للفيروس ، ضرورة مواصلة الحياة الاعتيادية مع الاعتماد على الذات في الالتزام بقواعد الابتعاد وعدم المخالطة والتعقيم والوضع الكمامة ، أي الالتزام الشخصي بالبروتوكولات الدولية سيحافظ على العائلة الصغيرة والمجتمع كافةً ، غير ذلك ، سيتحمل المواطن تباعيات استخفافه بالفيروس ، لأن ليس معقولاً أن توظف الحكومات موظف لكل فرد من المجتمع من أجل مراقبته ، الحكاية تماماً كالحزام الأمان ، في كثير من المناطق قد لا يوجد رجال أمن ، فهل إذا حدث حادث لسائق وتضرر أو حتى مات ، لأنه لم يلتزم بوضع الحزام ، ستلقي العائلة اللوم على الحكومة ، ابداً .

حسب تقرير منظمة الصحة العالمية ، في عام 2017م ، رحل أكثر من 6 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة ، أو في حسبة أخرى ، كل خمسة ثوانِ مات طفل واحد ، بل يشير ايضاً التقرير ، إذا استمر ضمير العالم مغيب ، سيموت 60 مليون طفل حديث الولادة حتى عام 2030م ، بالطبع ، سبب الموت هو غياب عن هذه المجتمعات الأدوية والمياه النظيفة واللقاحات والكهرباء ، أغلب هذه الوفيات تقع في صحراء أفريقيا وجنوب اسيا.

بل ايضاً ، من أسباب ارتفاع الموت في هذه المناطق ، افتقارها للخدمات ، وبالتالي ، الكثير يموتون بسبب حوادث السير ، لكن الملفت من كل هذا أو المقارقة السخيفة ، أن واضعو التقارير يعيشون ويتقاضون رواتب خيالية بالنسبة لهؤلاء ، الذين غادروا الحياة بصمت وبسبب جرعة دواء مفقودة أو شربة ماء نظيفة ، بل كاتبو هذه التقارير يجاورن في السكن من وصلت تكلفة منزله إلى 250 مليون دولار ، بالطبع هناك بيوت في أوروبا والولايات المحتدة تقدر تكلفتها بالمليارات ، لكن ما هو محزن أكثر ، أن فقراء العالم كانوا دائماً سبب غناء الأغنياء ، الذين ينفقون الأموال على الجدران ويمنعوها عن أطفال تموت بسبب فقدانها للقاح أو شيء آخر .

وهذا يفسر بصراحة لماذا الشعب العربي وكثير من شعوب العالم ، بادروا قبل الحكام بتقديم التعزية ونعي الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير الكويت ، وأطلقوا عليه وصف بأمير الإنسانية ، لحجم مساهماته الإنسانية في أماكن مهجورة عن ضمير العالم ، وبالتالي للمرء أن يتحدث ولا حرج ، لقد قال ذات مرة الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو ، لا تحدثني عن حساب الآخرة ، فإنه يا صديقي يحدث في كل يوم . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن