الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالُفات وتفاهُمات وتطبيع ، وقرارات سياديّة ، ومصالح عُليا

عماد عبد اللطيف سالم

2020 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


- الرئيس رجب طيّب أردوغان (التركي – السُنِّي) ، يتحدّثُ عن "ناغورنو كرباخ" المُتنازَع عليها بين أذربيجان "الشيعيّة" وأرمينيا "المسيحيّة" ، وكأنّها اسطنبول .. ويقولُ (وكأنّهُ رئيس جمهورية أذربيجان) : أنّ الحرب على "الإنفصاليين" الأرمن لن تتوقف ، مالم تنسحب ألقوات الأرمينيّة ، من الأراضي الأذريّة.
- إيران "الشيعيّة" تقفُ (ومعها روسيا"الأرثذوكسيّة" ، وفرنسا "البروتستانتيّة") ، ضدّ تحالف تركيا "السُنيّة" مع أذربيجان "الشيعيّة". والهدف الرئيس ، هو ليس حماية المذاهب والطوائف والأعراق( كما يتصوّرُ السُذّجُ مِنّا) ، بل حماية المصالح ( القومية –الوطنيّة-السياديّة - العُليا) لهذه "الدول" ، وتعزيز نفوذها الدولي والأقليمي ، وتعظيم "حُصّتها" من الموارد الإقتصادية.
- قناة الجزيرة الفضائيّة القَطَرِيّة ، تحوّلتْ هذه الأيام إلى قناة أذربيجانيّة .. تغطّي تحركات القوات ، وتذيع البيانات العسكريّة "الأذريّة" أوّلاً بأوّل ، وتُهلّلُ لكُلّ"إنتصارٍ" أذربيجاني ، على القوات الأرمينيّة "المُعتديّة". وهذه "القناة" هي ذاتها التي تقفُ مع كُلّ "قوى المُمانعة" التي تُقاوِمُ الإحتلال الأمريكي ، و هي التي تَحِثُّ على قتال القوّات الأمريكيّة ، أينما تواجدت على كوكبِ الأرض .. بينما يعرفُ الجميع أنّ قاعدة "السيليّة" (وهي أكبر واحدث قاعدة عسكريّة امريكيّة) لا تَبعُد عن "سياج" قناة الجزيرة سوى أمتار قليلة فقط .. وأنّ من هذه القاعدة بالذات إنطلَقتْ ، وتنطَلِق ، الطائرات التي تقصف مواقع المقاومة ، و تُطارِد قادتها ، بل وتغتالهم أيضاً.
- القوات التركية تحتَلُّ أراضٍ عراقيّة ، وتقصِفُ أراضٍ عراقيّة ، وتقتلُ عسكريّين ومدنيّين عراقيّين( من كُلّ الطوائف والأعراق) .. ومع ذلك لا أحد يقصفها بالصواريخ "الباليستية" ، أو "الكاتيوشيّة" .. بل لا أحدَ يُطلِقُ عليها رصاصةً واحدة.
- الإمارات والبحرين "تُطَبّعان" عَلَناً علاقتهما بإسرائيل .. وقطر( وهي أوّلُ من قامَ بهذا "التطبيع" ، سِرّاً وعَلَناً ، وأوّلُ من أفتتحت مكتبا لإسرائيل في الخليج) تشجُبُ هذا الفعل "الغادِر" ، وتعتبرهُ طعنةً في ظهر المقاومة الفلسطينيّة.
- سلطنة عُمان تُقيم علاقات متوازنة مع الجميع ، وبنيامين نتنياهو زار مسقط علَناً مع زوجته ، وأستقبلهم السلطان الراحل قابوس بن سعيد أفضل استقبال( وهو الذي لايظهرُ عادةً في وسائل الإعلام ، ولايُقابِلُ رئيساً أو زعيماً إلاّ في مناسبات نادرة جدّاً ، ولا يحضرُ مؤتمر قمّةٍ لأيّ جهة ، بما فيها "قمم" مجلس التعاون الخليجي) .. ومع ذلك لم يشجب أحدٌ زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان ، ولا حفاوة السلطان الراحل به ، ولم يُشِر احدٌ إلى أسباب تلك الزيارة ، وتوقيتها ، ومغزاها ، وهدفها الرئيس.
ولو لَم تَسِر سلطنة عُمان على هذا النهج(وهي الصغيرة والضئيلة الموارد ، والواقعة بين السعوديّة وإيران ، والمُطِلّة على مضيق هرمز) ، لكانت قد إختفتْ من الوجود منذُ ستّينَ عاماً .. أي منذُ إنْ بدأ ثوّارُ "الجبل الأخضر" الراديكاليّون ، يُطلِقونَ النارَ على جيشِ السلطنةِ "الرجعيّ - المُتخلِّف".
- أعلنَ السيّد نبيه بري( رئيس مجلس النوّاب اللبناني) يوم أمس 1-10-2020 عن التوصل إلى "اتفاق إطار" لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل . وقال بري إن بلاده ستجري مفاوضات مع إسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية برعاية أممية ووساطة أميركية. ولفت إلى أن ما جرى التوصل إليه هو مجرد "اتفاق إطار" يحدد المسار الواجب سلوكه في المفاوضات، من دون أن يوضح تفاصيل هذه الخطوة. وأضاف بري "إذا نجح الترسيم، فهناك مجال كبير جدا لأن يكون ذلك أحد أسباب سداد ديوننا". وردًّا على سؤال عن ربط هذه الخطوة بموجة التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، أشار بري إلى أنه "عمل على هذا الاتفاق منذ عقد من الزمن، وقبل ‏توجهات العرب نحو التطبيع مع اسرائيل".
السيّد نبيه بري( وهو سياسي لبناني مخضرم ، ومحسوب على "الثنائي الشيعي" ، ورئيس مجلس النواب منذ أكثر من ثلاثين عاماً) يُسمّي الطرف الآخر في هذه المفاوضات "اسرائيل" ، وليس "الكيان الصهيوني" ، أو "العدوّ الصهيوني" أو "المُحتَلّ الصهيوني" . أمّا الهدف الرئيس من هذه الخطوة(التي يقدّمها السيّد بري بهذا الخطاب المعتدل ، والمتوازن ، والمُتّزِن) فهو انقاذ لبنان من أزمته الماليّة الخانقة ، والمُهدّدة لوجودهِ بأسره ، والدفاع عن حقوقه في أرضه ومياهه ، وضمان "حُصّة" لبنان العادلة في موارد الأرض والمياه هذه ، وتوثيق كُلّ ذلك بـ "صُكوكٍ" أمُميّة ، وبرعاية وإشراف وضمانات من دول كبرى فاعلة ومؤثّرة في هذا الشرق الأوسط المُضطَرِب ، الذي يُعادُ رسم خرائطه "الجديدة – القديمة" في كُلّ لحظة.
- الأمريكان والبريطانيّون والفرنسيّون والألمان والصينيّون والإسرائيليّون و الروس والأتراك والأيرانيّون والسعوديّون والقطريّون والإماراتيّون .. كلّهم .. موجودون أو فاعلونَ أو مؤثّرونَ في أماكن كثيرة من هذا العالم .. وجميعهم يُدافعونَ ، بل ويُقاتِلونَ(بهذا الشكلِ أو ذاك) دفاعاً عن مصالحهم الوطنيّة أو القوميّةِ أو الإمبراطوريّة) – السياديّة – العُليا .
جميعهم يفعلون ذلك من أجلِ كُلّ قطرة ماءٍ ، وكُلّ قطرةِ نفطٍ ، ومن أجل كُلّ قدمٍ مُكعّبٍ "إضافيٍّ"من الغاز.
جميعهم يفعلونَ ذلك من أجلِ حبّةِ الرملِ ، وشِبْرِ الأرضِ "الإضافيّان" .. وانتزاعهما من "الضعيف" ، وإضافتهما إلى أرض الوطنِ "الأصليّ" ، القويّ ، الكبير ، العظيم .
وبعضهم يفعلُ ذلكَ من أجلِ "البقاءِ" ، ومواجهة تهديداتِ الوجودِ ، لاغير ولا أكثر.
كُلّهم (صِغاراً وكِباراً) يفعلون ذلك ، للأسباب ذاتها ..
إلاّ نحنُ في هذا العراق ..
لا أحدَ يعرفُ ماذا نحنُ بالضبطِ ، وماذا نُريد ، وعن ماذا نُدافِع ، ونيابةً عن من نُقاتِل .
لا أحدَ يعرفُ لماذا لا نموتُ ، أو لماذا لانعيشُ .. من أجل تلكَ الأسباب ذاتها ،التي يموتُ من أجلها "المواطنون" ، أو يعيشُ من أجلها الناس ، في بلدان أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح