الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان التشكيلي خضير الشكرجي / البعقوبي

مصطفى الهود

2020 / 10 / 2
سيرة ذاتية


تجربة الفنان التشكيلي خضير الشكرجي بأكثر من قلم....
على الجدار المواجه لساحة اعدادية بعقوبة (الاعدادية المركزية) كنا نرى صفنا في السنة الاخيرة لوحة جدارية تكاد حافتها العليا ان
تلامس سقف الرواق وكان يقف على احدى رحلات الدراسة رجل هادئ يمسك فرشاته بأناة ،ويضع ما فيها من الزيت على تلك الجدارية برفق وهو يستعين بطالب او اكثر من اولئك الذين تفوقوا علينا باستخدام ادوات الرسم حينها لم تكن الجدارية مرسومة بطريقة تقليدية الفناها على الرغم من موضوعها المستلم من واقع حياتنا العربية وفروسيتها ،كان الفنان خضير الشكرجي منهمكا بها ومصرا على اكمالها وما كان لنا من درس الرسم الا ان نجلس في الساحة ونحن نرقب سير عمله خطوة بخطوة ،لم نكن نعرف عن درس الرسم اي معلومة مفيدة كما هو حال بقية المدرسين فلم يكن لنا لقاء مباشر معه وهو المنكب على جدارية حتى في حصة الرسم المخصصة لنا، سالت احد اصدقائي وكان متطوعا لمساعدة الرسام من هذا؟ قال: انه الرسام خضير الشكرجي مدرس مادة الرسم لهذه السنة ،وعرفت فيما بعد ان الشكرجي من موليد بعقوبة عام 1937 وهو خريج معهد الفنون الجميلة ومن الدفعات الاولى التي دخلت اكاديمية الفنون الجميلة وتخرجت فيها ، وصار له اسلوبه الخاص وطريقته في الرسم التجريدي المرتكز على واقعية الاجواء العراقية، ينقل لنا الاستاذ ماجد السامرائي عن الراحل الكبير جبرا ابراهيم جبرا قوله ان الشكرجي كان:
يستخلص تجريدات عنيفة من واقع الحياة اليومية وان التجريد عنده يبدا من الطبيعة من مناظر البيوت القديمة (الشناشيل) وبيوت الشعر (الخيام البدوية) وحركات الخيل وهذه كلها يخضعها لقدرته على التعامل معها لونيا وزخرفيا.
تخرج الفنان خضير الشكرجي في معهد الفنون الجميلة عام 1960 ثم اكمل دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة عام1964 وبعد تخرجه اقام بالاشتراك مع الفنان لطفي نجم الدين معرضا شخصيا في قاعة نقابة المعلمين/فرع ديالى وقد شكل هذا المعرض ظاهرة فنية غير مسبوقة في مدينة البرتقال اذا استثنينا المعرض المشترك الذي اقامه كل من الفنان الكبيرين شاكر حسن ال سعيد والفنان محمد غني حكمت والذي تحول الى ظاهرة فنية كبيرة عام 1962 وفي عام 1967 كان للشكرجي دور بارز في تشكيل (جماعة تموز) التي قدمت اعمالها الفنية في بعقوبة وبغداد والكويت وللشكرجي معرض مشترك اخر اقامة في بغداد بالاشتراك مع الخزاف البعقوبي شنيار عبدالله ويمكن جدولة المعارض الجماعية التي اشترك فيها كما يأتي:
• معرض الفن العراقي المعاصر المتجول في اوربا ومنظمة الدول الاشتراكية.
• معرض الفن العراقي في الخليج وبيروت وبينالة الهند.
• اشترك في بينالة القاهرة وحصل على الجائزة البرونزية عام 1987.
• اشترك في بينالة الهند الدولية عام 1987.
• اشترك في معرض الخليج الاول وحصل على الجائزة التقديرية عام 1980.
• اشترك في معرض الفن العراقي المعاصر في (كراكاس) فنزويلا وتونس وغرة وفرنسا عام2000.
هذا فضلا عن المعارض الشخصية التي اقامها داخل العراق وخارجه والتي اقامها داخل العراق وخارجه والتي بلغ عددها اكثر من 22 معرضا وللشكرجي لوحات جميلة ومتفردة عرضت في المتحف الوطني وتعرضت للسرقة ايام سقوط النظام السابق وقد استعاد المعرض بعضها ومن الجدير بالذكر ان المركز الثقافي الفرنسي اختار عددا من لوحات الشكرجي التي عرضت في قاعة الرواق في بغداد وبالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية ونظرا لاهمية الشكرجي فنيا وابداعيا فان اثنين من المتحمسين لفنه هما جبرا ابراهيم جبرا وشاكر حسن ال سعيد كان لكل منها تقييمه الخاص ،يقول عن اعماله انها: مغامرة فنية تحتوي على مشاهد لوحدته بحثا عن قرائنها الغامضة الجميلة ويقول الفنان شاكر حسن ال سعيد الذي وجد الشكرجي واحدا من الفنانين العراقيين القلائل الذين يمتلكون الطاقة اللازمة للاحتفاظ بمكونات قيمهم الجمالية: ان اهتماماته في هذا المجال تنهل باستمرار من الخصوبة والحياة الاجتماعية وسنجد ان هذه المحددات النقدية لفنه واسلوبه قد تغيرت في سنواته الاخيرة الى (الشكل المجسد) ففي لوحاته المتقدمة ترى وجوه واجساد النساء بتعابير مختلفة كما ترى الرجال والخيل وما يمت الى الطبيعة الاولى بصلة لقد استمر الشكرجي في رفد المعارض العراقية والعربية بلوحاته المتميزة حتى اخر لحظة في حياته وكانت مشاركته الاخيرة في معرض (سلاما لبغداد) الذي لم يأذن له قلبه حضور حفل افتتاحه في ذلك الصباح بعد ان اصابته نوبة من نوباته المميتة لقد غادرنا الشكرجي المبدع تاركا وراءه ارثا هائلا من اللوحات التي عدت من اللوحات العالمية.
صباح الانباري
خضير الشكرجي – المولود عام 1937 والذي يعد من أحد جيل الستينيات للأجيال الحركة التشكيلية في العراق, يلاحظ في بعض أعماله الأخيرة, وخاصة قبيل رحيله عام 2003 عودة الى أعماله السابقة, والتي شاهدتها في المعرض الدائم لمركز بغداد للفنون, وهي أعمال تجريدية يدخل فيها الحرف العربي يشكل خطوطا مستقيمة أفقية, أو عمودية, تكاد تكون غير منفصلة عن التكوينات الأخرى, زيادة على وجود مربعات مضافة, أو أمتداد للنقاط وبأحجام توازي الخطوط التكوينية للعمل كما يضع الفنان دوائر أومثلثات بشكل شفاف لتشكل عمقا للتكوينات الرئيسة للعمل, أن الأشكال الهندسية التي أستخدمها الفنان تشكل نسقا متماثلا في أغلب الأحيان أي بشكل – سيميتري – وتبدوا بعض الخطوط الملونة المتجاورة أشبه بجزء من البسط الشعبية وبشكل عام, أن تلك الإيحاءات التشكيلية المختزلة, هي مفردات شرقية محلية تحديدا, يلتزم الفنان بشكل ملفت للنظر بالأسس التشكيلية للعمل الفني, فهو يحافظ على ضوابط التوازن الشكلي والا شكلي للعناصر والخطوط مقابل المساحة, وكذلك التباينات اللونية, ويركز على هيمنة الكتلة المركزية للعمل ويجعلها في منتصف اللوحة وبذلك أجد أن الفنان – خضير الشكرجي – برغم أسلوبه التجريدي في هذا النمط من الأعمال, والذي يقتضي التحرك بإيقاعات حرة الا أن الفنان التزم بضوابط الموازنات العلمية, الأكاديمية, له, والتماثل بشكل يشكل الصفة السائدة للعمل حتى في الأجزاء الرئيسة للعمل, أذ يضع مساحات داكنة على الأركان الأساسية في الأعلى, ومساحات فاتحة متقابلة في أسفل العمل, ولمعالجة هذا التواتر الرتيب, عمد الفنان الى تغيير أتجاه الحركة للخطوط الملونة الى خطوط مائلة من الأعلى أشبه بزخات المطر, تقابلها خطوط لتشكل زاوية 45 درجة معها, في هذه الأعمال, والتي لا يكثر فيها أنتاجه الفني عبر حياته الفنية, تعد هي أساسا لمنطلقاته الاحقة لأعماله الواقعية الشعبية, والتي سأتطرق لها, أقول في هذه الأعمال التي نبعث منها المدرسة التجريدية المتمثلة بالفنان – موندريان – وكذلك – كاندنسكي – فالكتل المزدحمة ذات الحسابات الهندسية والمتراكبة على بعض أجزائها لم تعد تخنق العمل الفني للعمل, أذ ترك فضاءات مناسبة تتنفس من خلالها لتشكل نسقا جماليا رائعا, واذا كانت منابع هذه المدرسة أوربية المنشاء, فعند خضير الشكرجي, تشعر كأنها نبعت من الشرق, لاسيما بتكويناتها الحروفية والمفردات الشعبية, وهذا ما يخالف بعض الأعمال التجريدية التي نشاهدها لدى البعض, برغم أدخال مفردات شرقية قسريا.
نتيجة أثر عمقه الفضائي, هذه الأعمال ليست هي التي عرف بها – الشكرجي – فهي كما قلت كانت البدايات, ويعود لها بين الفينة والأخرى, كحنين ذاتي, أو تداعيات لخلجات النفس التواقة لعفوية الأنجاز, وبذلك أستنتج – أن هذه الأعمال تحديدا, برغم قلتها, هي أكثر مصداقية لنوازع الفنان الداخلية. لكن مالذي دعا الفنان للتحول الى الأسلوب الذي سنتكلم عنه ؟ وقبل الأجابة على هذا السؤال, أوضح أن هذا الأتجاه الذي يمكن تسميته بالواقعية الشعبية, وهي أمتدادات للفنان – فائق حسن – في الموضوعات, وللأجابة على ذلك, أرى أن الفنان يعتقد ان الأبقاء على المناخ التجريدي سيبعده عن الألتزام بواقعه الأجتماعي, وبطرح واقعي مباشر من جهة, والأبتعاد عن الأتجاه التجريدي الذي يأخذ صفة المنابع الغربية, أو غموض الطروحات المحلية فيها. ومن جهة أخرى, قد يحقق شخصيته, أو هويته لغرض التمييز الأسلوبي, كان ممن أولع بالواقعية الشعبية من رسامي الخمسينيات, كل من – حميد المحل و – فاضل عباس – ورسول علوان – ثم تابعهم فيما بعد – نجيب يونس و- ضرار القدو – فالتعبير عن الواقع الشعبي, كان له أمتداد, وهو جزء من المهنة التي أضطلع بها جيل- فكان الفنان العراقي في هذه المرحلة يحاول أن يستلهم الفن الشعبي موضوعيا وتقنيا وجماليا دون أن يكون للواقع الأجتماعي نفسه من أمتياز يختلف عن سواه من العناصر الفنية – ويضيف – آل سعيد – وهكذا يبدوا لنا أن – الواقعية الشعبية – كانت قوام النسغ الأنساني في الفن العراقي ونقطة التحول فيه نحو النزعة الأجتماعية, أنها لم تكن غريبة على معظم الأساليب الحديثة التي التزمها الفنان العراقي الواقعية الشعبية, الا أن – الشكرجي قد تناول الواقع الشعبي العراقي بواقعية فائق حسن – كمشهد واقعي أجتماعي – وبمناخات أنطباعية مختزلة التفاصيل, أذ ركز على الأجواء الفلكلورية, والتي تحتل موضوعة النسوة, العنصر الأهم في أعماله هذه والتي تبدوا فيها النساء في جلسة بغدادية, أفياء فنارات الشناشيل وأروقتها الباردة, نساؤه تبدو عليهن السعادة وألسمر لتحمل أحداهن – سنجاري – دف للغناء – أو مايشبه ذلك كدلالة على وجود ما يستدعي الى خلق مناخ أحتفالي بهم, وهي من العادات الأجتماعية الشعبية. الفنان – الشكرجي – يبعد عن شخوصه علامات الحزن والمعاناة والأسى, كما جسده بعض الفنانين في أعمالهم التي تحمل هما – دراماتيكيا – مملوءا بالأشجان والالم. أذا في أعمال – الشكرجي – الجوانب المشرقة للأنسان, والتي يريد أن يرضي بها جمهور متذوقي أعماله – الفلكلورية – ويبدوا أن ذلك قد أنتهجه من أشتغل في هذا الجانب الفلكلوري مثل – ناجي السنجري – ستار لقمان – اوانيس بدروز – وغيرهم.. ومن الملاحظ أن الفنان يختار نساؤه من اللأعمال الشبابية تحديدا, ونساء فقط, أن هذا النمط من الأختيار, قد يضعف حالة التنوع للرؤية البصرية الباحثة عن قضية تشترك بها تنوعات النوع, وهي أشبه بوحدات ذات الأيقاع الرتيب, والذي يستمر بحركة مستمرة دون حافات أشبه بالزخرفة ذات الأيقاع الاستاتيكي. أرى أن الأمساك بزمام الواقعية الأجتماعية كي يحقق أبعادها المتكاملة أن تتمسك بمحورين رئيسين هما: الألتزام بتسجيل زوايا الواقع التوثيقي بسياق الحرية الأسلوبية, زيادة على المحورالثاني الذي يقتضي الأرتباط بثيمة محركة للواقع في داخله بتنوع الحدث الشكلي على الأقل أن لم يكن جوهريا والشكل هنا تنوع مفردة الموضوع في العمل الواحد, وبشكل عام, أن – الشكرجي – كان يسعى مخلصا الى تحقيق القيمة الجمالية التي تسوغ قبول العمل ذوقيا, وقد عالج سأم التكرار في المفردة الآدمية بتنوع اللون وأتجاه الحركة نسبيا, فالهدف الجمالي: هو التركيز على ملامحه حد المبالغة. انتهى....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس