الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الاولى لانتفاضة تشرين في العراق/ الجزء الثالث

حيدر خليل محمد

2020 / 10 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تحدثنا في الجزئين الاول والثاني عن اسباب الانتفاضة واحداثها في الايام الاولى ، اليوم نتحدث عن دور الاعلام في الانتفاضة .

للاعلام دور كبير في التأثير على الرأي العام ، فمثلا ان وقع حادثٍ معين وقد يكون هذا الحدث ليس له وقع كبير عند الناس ولكن وسائل الإعلام تصفه في إطارٍ اعلامي من حيث اللغة وصياغة الخبر والتركيز والتكرار على عنصر معين حتى يصبح حدثاً هاما في قلب الاطار الاجتماعي وبالتالي يكون له وقّعٌ عند الناس .
الاعلام في العراق منقسم الى ثلاثة اقسام : القسم الاول تابع للاحزاب والقوى السياسية المشاركة في العملية السياسة وكان لهذا القسم دور سلبي جداً بطبيعة الحال في نقل أحداث الاحتجاجات بل تعاطت مع الحراك الشعبي وكأنه حراك امريكي اسرائيلي ضد العراق وشعبه وأوصلت رسالة عدائية ضد الحراك لجماهيرها ومتابعيها .
القسم الثاني هي تابعة لشخصيات ايضا مشاركة في العملية السياسية لكن لهذه الشخصيات خصوم وصراع سياسي مع غرمائهم الآخرين، وهذا القسم الثاني كان مع الحراك وينقل ما يحدث أول بأول في ساحات الاحتجاج لا لأجل المحتجين بالتأكيد بل لأجل كسب واستعطاف الناس ولغايات سياسية وحزبية خاصة بهم .
القسم الثالث هو الذي يمثل الاعلام الحر وهو قليل وضئيل جداً ، لم يستطع من نقل الصورة كاملةً لمتابعيه ، والسبب هو قلة الدعم للاعلام الحر والتضييق على الاعلام الحر في العراق .

أعتمد العراقيين في معرفة ما يجري في ساحات التظاهر على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، لكن من ضمن الاجراءات الحكومية التعسفية منذ بدء الاحتجاجات هو حجب مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم قطع شبكة الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك قامت الحكومة بأغلاق مقرات ومكاتب بعض الفضائيات التي كانت تنقل ما يجري في ساحات الاحتجاج ، ومصادرة أجهزتها واعتقال العاملين فيها ، بل وصل الامر اسوء من ذلك حيث قامت العصابات الحكومية بخطف واغتيال بعض الاعلاميين الناشطين .

بعد كل هذا التضييق على حرية الرأي والتعبير والاعلام والتظاهر والذي هو حق كفله الدستور العراقي .
كانت وسائل الإعلام الحزبية والحكومية ولازالت تنقل صورة غير حقيقية وبعيدة جداً عن الواقع ، حتى صاروا يتخبطون في التهم التي ساقوها ضد المحتجين فمرةً يتهموهم بالعملاء والجوكرية ، ومرةً بأنهم لادينيين وملحدين وأخرى أنهم شباب طائشين !! .
وأتهموهم بأن خيام المعتصمين مليئة بالمشروبات الكحولية ، ويمارسون أعمال تنافي قيم المجتمع العراقي لتشويه صورة المحتجين والمعتصمين .

لكن اعلامهم لم ينجح ولم يستطيعوا من اقناع المتابعين والسبب لأنهم يفتقرون للمصداقية وعدم نقل صورة حقيقية لمتابعيهم ، حتى خسروا جمهورهم !!.
لأن شبكات التواصل الاجتماعي كانت تنقل ما يجري أول بأول بالفيديوهات والصور ، أعتمد الناس بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الاحداث وما يجري في ساحات الاحتجاج والتي صارت المنصة الوحيدة للعراقيين والعالم .

اما وسائل الاعلام العربية والعالمية فهي لم تختلف كثيرا عن واقع وسائل الإعلام العراقي وذلك بسبب الصراع الاقليمي والدولي ، حيث كانت وسائل الإعلام العربية التي مع سياسة أمريكا بالوقوف مع المحتجين ، لا لأنها تقف مع الشعب العراقي بل لأن السلطة السياسية في العراق موالية لإيران ، أما البعض الآخر من وسائل الإعلام العربية والدولية هي ضد الاحتجاجات لا لأن السلطة السياسية في العراق هي سلطة شرعية بل لأنهم يعتقدون أن هذه الاحتجاجات تقودها امريكا .

لذلك علينا أن لا ننصاع لخطاب أيٍ من وسائل الإعلام لا التي تقف مع التظاهرات ولا تلك التي تقف ضد التظاهرات ، لأن الطرفين لديهم صراع ويريدون استغلال كل حراكٍ شعبي لصالحهم ، بل نحاول ايصال صوتنا للعالم باستقلالية تامة وصورة واضحة وجلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز