الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسار السياسي والبعد المعرفي
محمد باني أل فالح
2020 / 10 / 3مواضيع وابحاث سياسية
يتحكم في مسار تخبط الوضع السياسي في العراق محوران يشد بعضهما بعض وفق آليـة الإنحيـاز لمفـاهيم عقائديـة وأخرى ذاتيـة تتمكن من دفع المحورين نحو التخنـدق في سايكولوجيـة تتعقـد معهـا معاييـر التصرف والسلوك وهنـاك قوى سياسيـة أتخـذت من مسار العمـل السيـاسي خنـدق لتوجيـه العامـة بمـا يخدم مصالحهـا فتكونت لديهـا طبقـة من الأتبـاع والمواليـن الذين عملت على كسب ودهم وتعزيـز نفوذهم وتقويـة جـانبهم في المجتمع مما مكنهم من تشكيـل طبقـة كبيرة مؤيـدة لتـلك القوى ومن الطبيعي أن تبحث تلك المجـاميع عن مصالحهـا الشخصيـة بعدما توفر لها الغطاء والإسنـاد السيـاسي من بعض القوى السياسيـة لتكون قوتها الضاربة سواء على الصعيد المدني أو العسكري .
عملت بعض القوى السياسيـة على أدلجـة مجاميعهـا وفق خطـاب عقائـدي وأخرى وفق خطـاب طـائفي يرتبط بأصحـاب الثـأر السيـاسي بعـد الغـزو الأمريكي فكـانت القوى السياسيـة هي من شكـلت حالـة التنـافر والشـد والجـذب بيـن شرائـح المجتمع وعملت على زرع التفرقـة بين مدينـة وأخرى وأسهمت بإثـارة النعرات الطائفيـة وإشعـال الأزمـات السياسية بين الفينـة والأخرى بمـا يخدم مصالحهـا الحزبيـة وإدامة بقائهـا في السلطـة وحاولت رفض المتغيرات الاجتماعيـة التي تتـفق والمرحلـة الراهنـة والتي لا تـتسق ورؤيـا تلك الأحزاب الدينيـة فعززت الحريـة المجتمعيـة الدينيـة وإقامـة الشعائـر على الحريـة الفرديـة في أقامـة طقوس الفن وإبـراز معالمـه وكرست مساحـة الشد الديني في مسار الحراك الثقـافي لحواراتهـا واجتماعاتهـا ومسك الوظـائف وتقليـد المنـاصب وأصبح المطرب منـشد والشاعر مهوال والخطيب رادود وأنتكست بـذلك الكثير من الرايـات الفنيـة وأعمال الذائقـة الأدبيـة بسبب طوق الحصار الذي فرض عليهـا وهنا تجلت أحاديـة تلك الأحزاب في خطابهـا السيـاسي ومناطقيـة حراكهـا التنظيمي عبر أستثـارة المشاعر الدينيـة لكسب الأصوات وترسيـخ بقائهـا في السلطة فعززت بـذلك بعدهـا عن الخط الوطني في خطابهـا السيـاسي وأعطت مساحة كافيـة لبقيـة الأحزاب المختلفـة معها على تنميـة الروح الطائفيـة والمناطقيـة في صراعهـا على السلطة مما خلق تفـاوت كبير في صراع الأحزاب على كسب ود الشارع السيـاسي الذي يضمن لها بقائهـا وتعزيز سلطتهـا السياسيـة .
كـانت نظريـة سيجمونـد في فهم الضديـة الفكريـة وسايكولوجيـة الخطـاب المجتمعي وما يحيط بالإنسان من متغيرات وتـأثيرات نفسيـة وسلوكيـة لهـا بعد اجتمـاعي يكمن في أبـراز تفاصيـل صراع الإنسان مع محيطـة وبيئتـه وإنعكـاسات المؤثـرات السياسيـة على الحيـاة العامـة والعمق التـأريخي الذي يرتبط بـه المرء وتـأثيرات ذلك على مسيـرة حياتـه اليوميـة كما في ثـورة الأمام الحسيـن (ع) وعمقهـا وأثرهـا السايكولـوجي في نفوس الغالبيـة العظمى التي تنحدر منهـا بعض القوى والأحزاب الدينيـة والتي استغـلت ذلك الوازع الديني لتحقيـق مصالحهـا السياسيـة على حساب حيـاة ومستقبـل ملايين الـبشر وشاركت تلك القوى السياسيـة في تعزيـز ذلك التوجـه وأدلجتـه بالمحيط الإقليمي لتتوسع بـذلك دائـرة النفوذ وتـزداد قوة الهيمنـة على مفاصل المجتمع مما حول مساحة الحراك السيـاسي الى نطـاق لصراع قوى إقليميـة متعـددة مختلفـة المذاهب والتوجـه السيـاسي .
الاتجـاهات الفكريـة التي تسلقت حيطـان تظـاهرات تشريـن في بدايـة انطلاقهـا تعددت مشاربهـا ومأربهـا وظهرت الى السطح قوى متعـددة فاعلـة استطاعت بعث روح المطالبـة بالإصلاح والتغيـير برغم قوة الصد وعنجهيـة السلطـة التي رسمت صورة المؤامرة على قارعـة الطريق بسبب عـدم امتلاكهـا مسوغـات محاكـاة مطـالب الشارع الذي أنفجر بفعـل العامـل الـنفسي وتـأثيرات المحـيط الإجتمـاعي حيث الزمن يهـيئ المواقف والوعي والاستجـابة بطرق معينـة يـذكر أن القـادة الذين لديهم نسبـة كبيـرة من دافع النفـوذ ونسبـة منخفضة من دافع الأنتمـاء يمثلون أفضل القـادة وهو ما حصل عـند قيـادة تظـاهرات تشريـن من قبـل بعض النشطـاء من فنانيـن وطلاب وأعضاء منظمـات مجتمع مـدني حيث الهدف هو الغايـة الأسمى من التضحيـات وروابط الإنتمـاء وهو ما ترنـو أليـه النفس البشريـة حين تحاصرهـا المخـاطر وتلجـأ الى التلاحم المصيري لخلق حالـة جماعيـة للنهوض من جديـد كما في حالـة الجسد أذا ما أشتكى منـه عضو تـداعى له سائـر الجسد بـالسهر والحمى لذلك يقتـرن الصراع المعرفي والثقـافي مع السياسة بمدى معرفـة المرء بحقوقـه وواجباتـه وما هي حـدود الحريـات التي منحهـا لـه القـانون وأن يحـدد مسـار خطواتـه في أختيـار من يمثلـه لضبط بوصلـة الحيـاة العامـة بمـا يخدم مصلحـة المجتمع برمتـه .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ألمانيا تدعو اسرائيل وإيران الى عدم توسيع رقعة الصراع | الأخ
.. ما الذي تخفيه زيارات جورجيا ميلوني المتكرّرة إلى تونس؟
.. سلّات مهملات في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز البلاستي
.. تصعيد الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل.. ومخاوف من ال
.. زيلينسكي يستغيث.. وعود الغرب تبخرت! | #التاسعة