الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحَضارةُ وقِشْرَتِها

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 10 / 3
كتابات ساخرة


الحضارة هي مفهوم شامل وحالة متقدمة تصنعها المجتمعات البشرية بعقول مُفَكريها وسواعد أبنائها، بحيث تخرج شعوبها من حالة الأُميَّة والوحشية الهمجية لتصل – بإعمال العقل والعقلانية- إلى مستوى عالٍ من الفِكر الخَلَّاق والمعارف والثقافات والفنون والأخلاق والعادات والتقاليد الراقية؛ التي تُعزز من قيم التلاقي والتعاون واحترام الوقت والمواعيد والعمل الجاد بكد وتسعى إلى نشر الوعي البيئي والصحي وأهمية النظافة الشخصية والعامة.
كما وتؤمن بضرورة التقدم العلمي والصناعي والعسكري؛ طالما وُجِدت العقائد الجهادية العدوانية، التي لولاها لكانت قد تَفكَكت معظم جيوش الدول المتحضرة، صاحبة حقوق الإنسان، خاصة؛ تلك التي تدين بالمسيحية والبوذية التي تُحرِم كل أشكال العُنف وإيذاء حتى الحيوان.
وتنهض كذلك بالشأن الأثري والمعماري الحديث الصحي والخلاب، وسيادة واحترام القانون الذي يُلغي كل أشكال التمييز والعنصرية خاصة بين المرأة والرجل ويكفل العدالة والحريات العامة، وتأسيس الحكومات المدنية الديمقراطية؛ التي تعمل على إسعاد شعوبها وتطوير مؤسساتها المختلفة؛ لتحيا مجتمعاتها حياة الرفاة المخملية؛ بحيث تُصبح المنظومة المُجتمعية برُمتها أسلوب حياة life style، تحيا وتنعم به شعوبها التي ارتقت السُلم الحضاري.

وأُضيف؛ لما أجمعَ عليه علماء الاجتماع، على أن الشخص المُتحضِر هو من في مقدوره القراءة والكتابة وامتلاك مهارات لغوية وفنية متعددة؛ ليُصبح بها شخصاً مثقفاً ولطيفاً؛ لا يلجأ إلى العُنفِ لحل خلافاته، ولديه حِسٌ مُرهف بالذوق العام واستعداد لقبول الآخر وإيمانه بالتنوع وحقوق أخيه الإنسان الخيِّر العطوف، والمؤمن بأهمية العلوم والفنون ويتذوق الموسيقى.

أمَّا أن تلجأ دولة ما استهلاكية/مُتخلفة إلى خُبراء من الدول المتقدمة/المتحضرة وعِمالة أجنبية؛ لِتُقيم بها المدن وتُدشِن الطرق وتُشَيد بها الأبراج وناطحات السحاب والمراكز التعليمية والثقافية والصحية والمختبرات العلمية واستخراج موارد الثروة واعداد البرامج التنموية... الخ، فتلك هي قشرة الحضارة، والتحضُر الظاهري الذي يُخفي من تحته كل أصناف الجَرَب والتخلف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حضارة وعقائد جهادية؟
طاهر المصرى ( 2020 / 10 / 3 - 10:06 )
الأستاذ/ جميل النجار
تتحدث فى المقال القصير عن الحضارة وقشورها فى البلاد العربية الإسلامية، لكنك فى بداية الفقرة الثانية من مقالك تتحدث عن ضرورة الإيمان بالتقدم العلمى والصناعى والعسكرى طالما وجدت العقائد الجهادية العدوانية التى لولاها لكانت قد تفككت جيوش الدول المتحضرة.
ماذا تقصد بتلك الفقرة والتى لا أجد لها مكان فى جوهر موضوع الحضارة أو قشورها؟
ما علاقة وجود العقائد الجهادية العدوانية بالموضوع بل وأين توجد؟
أرجو توضيح هذه لفقرة حتى تتضح الرؤية لأفهم ما تعنيه وما تقصده منها.
مع خالص الشكر


2 - توضيح
جميل النجار ( 2020 / 10 / 4 - 02:47 )

عزيزي الأستاذ طاهر بك
أولاً: شكراً على تعليقكم
ثانياً: مقصدي هو أن التحضر الذي تنتجه الحضارات يتنافى مع العدوانية؛ التي إن وجدت حضرت البربرية والهمجية. وطالما أن بعض الأيديولوجيات التي تُشرعِن القتال والاقتتال تحت أي ذريعة؛ لا تزال موجودة؛ فمن حق الدول المتحضرة أن تعني بتطوير جيوشها النظامية المحكومة في تحركاتها بالقانون الدولي؛ للدفاع عن نفسها في وجه تلك الأيديولوجيات العدوانية/الإرهابية؛ التي لولا وجودها (بعدوانيتها العقائدية) في عالمنا المعاصر الذي ينعم بحقوق الإنسان؛ لكانت معظم هذه الدول
المتحضرة قد فككت جيوشها؛ لانتفاء تلك المخاطر
تقبلوا تحياتي

اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا