الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحّمام

خيرالله قاسم المالكي

2020 / 10 / 3
الادب والفن


نزل مسرعا من غرفته الضيقة المستأجرة من عائلة مسيحية تسكن في بيت قديم لثري يهودي البيت في محلة الباشا من مناطق البصرة القديمة ذات التراث الشعبي الشناشيلي ,على جانب الباب قطعة صغيرة سوداء مكتوب عليها بالصبغ الأبيض رقم للدلالة وعبارة الأملاك مجمدة. يشغل فاضل غرفة صغيرة يطل شباكها على ممر ضيق وشبابيك متراصة للبيوت الاخري على جانبي الممر ، الممر أشبه ما يكون بجحر من جحور الجرذان هكذا يبدو الآن بعد ما كانت تبنى فيه سرادق الفرح في اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ومواسم النسيم والحجيج .فاضل متأبط كيس فيه ملابس وأدوات أستحمام لم يتلفت كعادته كان هدفه الحمام العام في الطرف الآخر القريب مطبعة البصرة . في طريقه صادفته أم صباح . سألته ....ها فاضل أراك مسرعا خير الى أين ؟ رد بعد التحية الى الحمام العام فغدا عيدنا كما تعرفين أعيادنا قليلة وليست كأعيادكم.
قالت ولكن الوقت مبكر يمكنك الذهاب في المساء فلدي عمل مستعجل الآن.
رد ما هو ؟
قالت إيصال الكبة الى محل صباح .
وهل هذا مهم؟
نعم غدا عيدكم وأقبال الزبائن عليها كبير .
من فوق ومن أحد الشبابيك كانت ناديه تسترق السمع ,سمعت ما دار من حوار ، فتحت الشباك ونادت أم صباح إذا لم يقم فاضل بمساعدتك سأساعدك أنا فعذره مقبول.
قال لا...لا ليكن ذهابي الى الحمام في وقت آخر حتى لو تأخّرت.
ردت بغنج وصوت أنثوي شفاف ,
لا لن تتأخر سأساعدك ولا أضنك سترفض ،اعرف من زمان أمنياتك الضالة ، لا عليك سنكون معا هنا وهناك.
الحمام سيجمعنا هنا تحت هذا السقف وفي هذا المنزل الذي لا ينتمي الينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا