الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان : التصويت في الانتخابات الأمريكيّة لن يكون كافيا – نحتاج إلى إحتلال الشوارع و البقاء فيها

شادي الشماوي

2020 / 10 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


( العنوان الأصلي هو : التصويت في الانتخابات لن يكون كافيا – نحتاج إلى إحتلال الشوارع و البقاء فيها )

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " 665، 14 سبتمبر 2020
https://revcom.us/a/664/bob-avakian-voting-will-not-be-enough-pt1-en.html

الجزء الأوّل (1/ 3) : لا يستطيع الديمقراطيّون قتال ترامب بالطريقة التي نحتاج قتاله بها

في " بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة " ، تكلّمت عن هذه النقطة الهامة :
" في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . و إذا بالرغم من الإحتجاج الجماهيري المطالب بترحيل نظام ترامب / بانس ، يظلّ هذا النظام في السلطة حين يحين وقت التصويت ، عندئذ – دون التعويل جوهريّا على هذا – مستعملين كافة الوسائل المناسبة للعمل على ترحيل هذا النظام يجب أن تشمل التصويت ضد ترامب ( مفترضين تنظيم فعلي للإنتخابات ) . و لنكن واضحين ، هذا لا يعنى " تصويتا إحتجاجيا" لمرشّح لا يملك فرصة الفوز لكن عمليّا التصويت لصالح مرشّح الحزب الديمقراطي ، بيدن ، لأجل التصويت فعليّا ضد ترامب ."
و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، شدّدت بقوّة على :
" إنّ مجرّد التعويل على التصويت لطرد هذا النظام سيؤدّى تقريبا بالتأكيد إلى نتائج سيّئة جدّا ، و حتّى كارثيّة . و هذا صحيح بوجه خاص نظرا لكون هذا النظام يقوم بعدُ بما يقوله ترامب ، في علاقة بالإنتخابات . "
عنصريّة ترامب السافرة و دعمه لعنف التفوّقيّين البيض
بات واضحا بصورة متصاعدة أنّ الجزء المحوريّ من إستراتيجيا ترامب في علاقة بالإنتخابات المبرمجة لشهر نوفمبر و مقاربته العامة للمسك بالسلطة هي إصدار المزي و المزيد من النداءات العنصريّة السافرة بضخّ نداء من اجل " القانون و النظام ". إنّ ترامب يصوّر الإحتجاجات الجارية ضد تفوّق البيض و إرهاب الشرطة على أنّها عنيفة – و ما هو نموذجي لديه هو أنّه يكذب بصفة جليّة و فظّة بشأن مدى هذا العنف و أسبابه . إنّه يصوّر وضعا من الإرهاب الفجّ سببه حسب رأيه من تعرفون أنّهم آتون للنهب و السلب – و الإقتحام العنيف للمنازل و الإعتداء بالعنف على خاصة النساء – في الضواحى التي يقدّمها على أنّها جميع سكّأنها من البيض . هذا " صدى " مباشر للتكتيكات الخبيثة المعتمدة من قبل التفوّقيّين البيض المنظّمين للغوغاء و لقتل السود بوقا خلال فترة الفصل العنصري جيم كرو ، و لكيف شدّد هتلر من الكره و العنف ضد اليهود في ألمانيا النازيّة . و هنا مرّة أخرى ، بالنسبة لترامب و نظامه الفاشي و أنصاره لا أهمّية للوقائع – او بالأحرى ، الوقائع يشوّهونها و يتحدّونها عمدا و يزوّرونها خدمة لأهدافهم الإجراميّة بأتمّ معنى الكلمة .
لقد تبيّن ( مثلا ، في دراسة لجامعة برنتن ، أنّ الإحتجاجات ضد تفوّق البيض و إرهاب الشرطة كانت بشكل طاغي ( في أكثر من 90 بالمائة من الحالات ) غير عنيفة ؛ و أنّ العنف الذى أتاه المحتجّون أنفسهم كان نسبيّا قليلا ( بعض الحرائق و النهب و رمي القمامة على البناءات ، في مناطق قليلة و محدودة ، عادة تجاه مراكز الشرطة او قربها – و لا شيء يشبه الصورة التي يرسمها ترامب لكامل المدن المرحوقة و المحطّمة ). لكن ن أبعد من ذلك ، معظم العنف في إرتباط بهذه الإحتجاجات قد إقترفه أنصار ترامب – قترفته الشرطة التي هاجمت مرارا و تكرارا المحتجّين و إقترفه قطّاع الطرق الفاشيّيون المسلّحون ( أولئك الذين يسمّيهم ترامب " أناس الفصل الثاني من الدستور " ). و قد وقع قتل ما لا يقلّ عن عشرين محتجّا على هذا النحو . و قد برّر ترامب و أنصاره – وحتّى عظّموا – هذا العنف الذى يقف وراءه التفوّقيّون البيض .
و قد حاول الديمقراطيّون في " وسائل الإعلام السائدة " و عموما في الخندق نفسه ( السى أن أن و الأم أس أم بى سى و النيويورك تايمز و ما إلى ذلك ) بصفة واسعة تحويل الإنتباه عن الإحتجاجات نحو مسائل يشعرون أنّها تظهر أكثر نقاط ضعف ترامب - بالخصوص التعامل المتهوّر لترامب مع جائحة الكوفيد و أشياء من مثل مواقفه ( أو المواقف المنسوبة له) الشاتمة لجنود الولايات المتّحدة . لكن ترامب سيواصل هجماته العنصريّة على المحتجّين ضد تفوّق البيض وعنف الشرطة و في محاولاته لتصوير الديمقراطيّين على أنّهم أنصار للعنف و " المذبحة " التي يرتكبها " قطّاع الطرق " السود و " الفوضويّون " و غيرهم من " اليساريّين المتطرّفين " ، و سيكون لهذا أثر إجبار الديمقراطيّين على إيلاء إنتباه له أهمّيته للردّ على هذه التهم . و ما كان ردّ الديمقراطيّين ؟ أكّدوا أنّ معظم الإحتجاجات كانت سلميّة و قالوا حتّى إنّ ترامب يرغب في العنف و مع ذلك ، و في الوقت نفسه ، قَبِل الديمقراطيّون إلى درجة كبيرة بالإطار ( الخدعة ) الذى وضعه ترامب. فقد شدّدوا بقدر كبير على التنديد بعنف المحتجّين دون وضع التشديد نفسه على افشارة إلى من هو المسؤول عن غالبيّة العنف المنسوب للإحتجاجات - مرّة أخرى ، بشكل طاغي أنصار ترامب. لا يسلّط الديمقراطيّون الضوء على السخرية المريرة أنّ هؤلاء ناس يحتجّون على عنف الشرطة و حتّى حينما ( بشكل طاغي ) كانت إحتجاجاتهم سلميّة ، كانوا عُرضة لمزيد عنف الشرطة ! و لا يشدّد الديمقراطيّون مع ذلك على سخريّة بارزة أخرى : يندّد ترامب و أنصاره بالذين يشاركون غالبا في إحتجاجات سلميّة ضد العنف العنصري و تتمّ مهاجمتهم بينما يدافع ترامب عن المعالم التاريخيّة ل " أبطال " الكنفدراليّة الذن خاضوا حربا قتلوا فيها مئات الآلاف من جنود الوحدويّين في محاولة منهم للحفاظ على العبوديّة و توسيعها .
إستراتيجيّات الديمقراطيّين النابعة من المشكل ذاته و المعزّزة له
هناك سببان أساسيّان لكيف يردّ - أو لا يردّ - الديمقراطيون و حلفاؤهم على ما يفعله ترامب بهجماته على المحتجّين و إرهابه العنصري و روايته المخترعة عن غوغاء " هؤلاء الناس " الذين يجنحون إلى الهجوم العنيف على الأبرياء ( البيض ) و على ممتلكاتهم . أوّلا ، الإستراتيجيا الإنتخابيّة للديمقراطيّين بؤرة تركيزها هي كسب عدد ضئيل نسبيّا من " الناخبين المتردّدين " ، بشكل واسع من البيض في الضواحى ، ضمن عدد قليل من " الولايات المتردّدة ". و تبعا لذلك و مرّة أخرى يقبلون بدرجة كبيرة الإطار الذى حدّده ترامب ، ريى الديمقراطيّون أنّه من الهام جدّا طمأنة ناخبيهم بأنّ الدمقراطيّين هم كذلك يندّدون – و بالتالى سيستخدمون قوّة الحكم لقمع – العنف الذى يفترض أنّ المحتجّين يقترفونه و يفترض أنّه يهدّد هؤلاء " الناخبين المتردّدين " ( البيض في الضواحى ) . و هنا ينبغي قول إنّ حتّى بحدّ ذاتها هذه الإستراتيجيا – خاطئة و منحرفة جدّا – وهي على الأرجح خاسرة . فليس فقط أنّ الأمر هو إلى درجة بعيدة أنّ معظم العنف المرتبط بالإحتجاجات قد إقترفه أنصار ترامب ( بمن فيهم الشرطة ) بينما كانت الإحتجاجات في غالبيّتها الغالبة سلميّة ؛ لكن حتّى إن ظلّت محاولة كلّ شخص الإحتجاج سلميّة تماما ، حتّى عندما تستفزّهم الشرطة و يستفزّهم العنصريّون " المدنيّون " المسلّحون و يهاجمونهم ، سيبقى هناك عنف – تماما لأنّ ترامب و أنصاره سيواصلون إقتراف العنف و يصعّدون منه مهما فعل المحتجّون .
صحيح أنّه عند هذه النقطة ، التصويت في بضعة ولايات يحدّد أساسا نتيجة الانتخابات الرئاسيّة – لذلك كما كان الحال مع ترامب في الانتخابات الرئاسيّة السابقة ، يمكن لأحدهم أن يخسر التصويت الشعبيّ إلاّ أنّه يصبح رئيسا . لكن حتّى مع هذا الواقع ، غستراتيجيا إنتخابيّة يمكن أن تعمل بشكل أفضل بكثير لصالح الديمقراطيّين ستكون مهاجمة كامل المقاربة العنصريّة لترامب مباشرة و بقوّة و دعوة السود و ذوى البشرة الملوّنة الآخرين و أعداد كبيرة من البيض ( خاصة و ليس فقط الأجيال الأصغر سنّا ) الذين بيّنوا أنّهم متحمّسون لرغبة محدّدة لوضع نهاية للظلم الاجتماعي و اللامساواة البارزة و عنف الشرطة المستشري . هذا " خزّان " كبير يمكن نظريّا للديمقراطيّين جعله بؤرة تركيز دعوتهم .
بيد أنّ الديمقراطيّين أنفسهم لن – و لا يمكنهم – حقّا القيام بهذا . و يُعزى هذا إلى الأسباب الأعمق للماذا يقارب الديمقراطيّون الأشياء على النحو الذى يفعلون . و بالرغم من أنّه في الوضع الراهن حيث شُوهدت إحتجاجات جماهيريّة ضد إرهاب الشرطة ، شعُر الديمقراطيّون بالحاجة إلى الحديث بكلمات عامة عن " إصلاح الشرطة " ، كممثّلين لهذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي، الديمقراطيّون متمسّكون بصلابة بالحاجة الجوهريّة لأن تفرض الشرطة " القانون والنظام" الإضطهادي لهذا النظام ، بالعنف العنصري الذى يشمله ذلك. لذا ، ليس بوسع الديمقراطيّين أن يُنجزوا حملة تتوحّد عمليّا مع الشعور القويّ و الواسع الإنتشار بأنّه يجب وضع نهاية لعنف الشرطة . و في الوقت نفسه ، كممثّلين لهذا النظام و كمدافعين عن مؤسّساته التقليديّة و عن إستقراره ، لا يريدون كسب الانتخابات و رئاسة الحكم على أساس الدعوة إلى و مزيد إستنهاض قوّة عشرات الملايين النابضين بالقوة الحماسيّة لوضع نهاية لإرهاب الشرطة و تفوّق البيض اللذان هما في الوقاع مبنيّان في أسس هذا النظام وهو يتطلّبهما . من الأفضل بالنسبة لنظرة الديمقراطيّين الإستناد على الحنين إلى " العودة إلى الهدوء و الحياة العاديّة " – التي هي على الأرجح تتناغم مع تطلّعات الكثيرين من الطبقة الوسطى في الضواحى – حتّى و إن لن يوجد أيّ " هدوء و عودة إلى الحياة العاديّة " و مردّ ذلك في جزء كبير منه أنّ القوى الفاشيّة لن تسمح بذلك.


الإحتكام إلى " مظالم " الفاشيّين لن يفعل سوى تقوية الفاشيّة
و مرّة أخرى الآن ، كما كان الحال أثناء و مباشرة عقب انتخابات 2016 ، هناك أصوات " وسائل الإعلام السائدة " ( مثل كريس كوومو من السى أن أن ، و شقيق الحاكم الديمقراطي لولاية نيويورك ،و توماس فردمان معارض بارز ل " الفوائد الكبرى " للرأسماليّة العالية العولمة ) تحاجج بأنّه لأجل الكسب هذه المرّة ، ينبغي على بيدن و الديمقراطيّين أن يستندوا إلى " قاعدة " ترامب بالإقرار ب " مظالمهم " بدلا من إهانتهم . لكن هناك أسس عميقة الجذور لهذه الفاشيّة و أذهان هؤلاء الفاشيّين لن تتغيّر ب " التعامل الطيّب" معهم أو بالتصرّف كما لو أنّ " مظالمهم " " شرعيّة " . و مثلما أشرت ( و آخرون الذين درسوا بجدّية هذه الظاهرة الفاشيّة ) ، الواقع هو أنّ هذه " المظالم " تنبع من الحقد على أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة . و بالمعنى الأكثر جوهريّة ، حتّى و إن كان هؤلاء الديمقراطيّون يمثّلون هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى يجسّد و يفرض كلّ هذا ، فإنّ الحزب الجمهوريّ مع تحوّله إلى حزب أكثر فأكثر فاشيّة سافرة ، قد درّب و نظّم " قاعدته " عبر الترويج العدواني المتطرّف لهذه اللامساواة و لهذا الإضطهاد و لنهب كوكب الأرض إلى جانب نبذ و " حقد" حماسي مناهض للمنج العلمي و التفكير العقلاني . وعلى سبيل المثال ، هناك تحليل هام أجراه رجل الذين الأفريقي – الأمريكي هوربارت لوك متحدّثا بوجه خاص عن الأصوليّين المسيحيّين الذين يمثّلون القوّة المحرّكة لهذه الفاشيّة :
" ليس صدفة أنّ حركة تستمدّ قوّتها و تجد دعمها رئيسيّا في ما يسمّى أرض قلب الأمّة و خاصة في الساحات الجنوبيّة. هذا هو الجزء من الولايات المتّحدة الذى لم يكن قط راضيا عن أمريكا ما بعد الحرب العالميّة الثانية . و الفترة القصيرة من الحياة العاديّة عقب الحرب إتُّبعت بعقد من ثورة ضد العنصريّة متأخّرة عن موعد إستحقاقها و، قبلت قرونا من الثقافة و التقاليد ، لا سيما في الجنوب . و الإحباط ، بعد عقدين ، جراء حرب غير شعبيّة في جنوب شرق آسيا هزّت أسس الوطنيّة التقليديّة المتعارف عليها في الحياة الأمريكيّة ، تُبع في العقد التالى بثورة جنسيّة أغضبت بعمق الرؤى المتخندقة في صفوف هذا الجزء من عامة الأمريكيين حول المكانة التابعة للنساء في المجتمع و لا مكانة للمثليّين جنسيّا في الحياة الأمريكيّة . هذه الهزائم السياسيّة و الإجتماعيّة و الثقافيّة قد إنبعثت الآن في معركة مقدّمة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بشأن نصف القرن الماضي و العودة بأمريكا إلى نقاء ما قبل الحرب . و ليس دون دلالة أن يكون تدريس فكر الخلق في المعاهد ، على سبيل المثال ، جزءا بارزا من أجندا اليمين الديني . كانت تلك معركة خسرها اليمين أواسط عشرينات القرن الماضي لكنّها معركة لم يعترف اليمني أبدا بخسارتها – بالضبط مثلما أنّ بعض العنيدين لم يعترفوا أبدا بخسارة الحرب الأهليّة . و من ثمّة إعادة التركيز التي يبحث عنها اليمين هي إعادة بعث نمط حياة إضمحلّ من الأمّة قبل نصف قرن . " (1)
هذا عمليّا ما يعنيه " إعادة عظمة أمريكا " . و لا يقدر الديمقراطيّون على "منافسة " هذا دون التخلّى عن " هويّتهم " الخاصة كحزب من المفترض أنّه مهتمّ بالعدالة الإجتماعيّة و معالجة الأزمة البيئيّة .
و كلّ هذا بدوره مرتبط بالأسباب الأساسيّة للماذا لن يسمّي الديمقراطيّون نظام ترامب / بانس بما هو عليه فعلا – نظام فاشيّ – و هذا شيء شدّدت على " ليس الأمر مجرّد سياسات فظيعة و إنّما هو شكل حكم مختلف نوعيّا ، قائم على القمع و التجاوزات الوحشيّة لما يعتبر أكثر الحقوق أساسيّة ." (2) و قبل كلّ شيء إذا إعترفتم بأنّ هذا النظام في الواقع نظام فاشيّ بالتالى ستثار مسائلا كبرى جدّا بصدد النظام برمّته و كيف أمكن لمثل هذا النظام الفاشيّ بلوغ السلطة – ليس عبر شيء كالإنقلاب العسكريّ بل عبر " القنوات العاديّة " و إجراءات مؤسّسات هذا النظام . و إلى جانب هذا ، إذا إعترفتم بأنّ هذا النظام نظام فاشيّ بالتالى ستكون لهذا إنعكاسات ضخمة جدّا بمعنى ما الذى يجب القيام به للتعاطى مع المخاطر التي تمثّلها هذه الفاشيّة . و هذا في الواقع ، يتطلّب الخروج عن " ضوابط " هذا النظام و تعبأة الجماهير الشعبيّة من أجل نضال في الشوارع مصمّم و غير عنيف لكن متواصل للمطالبة برحيل هذا النظام كما دعت إلى ذلك منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org .
الحاجة الملحّة المباشرة للتعبأة الجماهيريّة ضد هذه الفاشيّة
خلاصة القول ، الديمقراطيّون نظرا لمن هم و ما يمثّلون لن يتعاطوا و لا يستطيعون التعاطى مع كلّ هذا و لن يستطيعوا فعل ذلك – و لا الانتخابات و لا الوضع الأشمل الذى تجرى فيه هذه الانتخابات و التحدّيات العميقة المعنيّة – بأيّة طريقة أخرى غير في الإطار و ضمن الحدود التي يركّزهما هذا النظام الذى أفرز الفاشيّة و إلى درجة كبيرة في الإطار الذى حدّده و يحدّده الفاشيّون أنفسهم .
و يمكن ملاحظة هذا في ما قام به الديمقراطيّون في محاولاتهم للتعاطى مع الطريقة التي داس بها نظام ترامب / بانس الفاشي – مرارا و تكرارا و على نحو متصاعد – " ضوابط " هذا النظام . فالمرّة تلو المرّة ، إرتأى الديمقراطيّون التعاطى مع هذا بمحاولة إستخدام ذات " الضوابط " و المؤسّسات التي يتحدّاها النظام الفاشيّ ويمزّقها تمزيقا ، أو يستسلمون إلى أهدافه الفاشيّة – المحاكم العليا و جلسات الإستماع و الإجراءات بالكنغرس و ما إلى ذلك . المرّة تلو المرّة ، أخفق الديمقراطيّون . و مع ذلك ، يرفضون بعناد البحث عن أيّة وسائل لمعارضة هذا النظام أخرى غير اللجوء إلى هذه " الضوابط " و الإجراءات . هذا ما يقومون به و سينزعون بقوّة إلى الإمعان فيه حتّى إزاء تنامى و إشتداد التحرّكات الفاشيّة الساعية لمحو أصوات في الانتخابات القادمة و تصميم ترامب الواضح على إعلان نفسه الفائز في الانتخابات أو البقاء في السلطة بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات .
و لكلّ هذا – حتّى و لو تقوّم الأمر في ذلك ، التصويت ضد ترامب بالتصويت إلى بيد سيكون ضروريّا و هاما –على الأرجح سيؤدّى التعويل على التصويت و مجرّد الأمل بأنّ الانتخابات ستعالج المشكل إلى كارثة .
و يشير كلّ هذا إلى إحتمال كبير جدّا بأنّه بقطع النظر عن النتيجة الفعليّة للإنتخابات (على إفتراض أنّها ستُجرى عمليّا ) ، إن أعلن ترامب نفسه " الفائز " و رفض المغادرة ، في غياب تعبأة جماهيرية حقيقيّة مطالبة بوجوب ترحيل نظام ترامب / بانس ، سينتهى الديمقراطيّون على الإستسلام إلى ترامب . و التعبأة الجماهيريّة الضروريّة لا يمكن بناؤها " بين ليلة و ضحاها " ما بعد الكارثة – و لا يمكن بناؤها بحصر الأشياء ضمن الإطار و الحدود اللذين يؤكّد عليهم الديمقراطيّون .
الحقيقة – حقيقة هذه البلاد و الحقيقة حول ما يمثّله و ما يكرّسه و يفرضه نظام ترامب / بانس – يجب أن تقدّم بحيويّة كحاجة حاسمة و ملحّة بصفة مباشرة ، كبؤرة تركيز للقتال ضد الظلم و الإضطهاد و ضد فاشيّة هذا النظام . يجب القيام بهذا دون إنتظار الانتخابات لكن بالتحرّك الآن بالذات و بصفة مستمرّة ، تحرّكات جماهيريّة شعبيّة – بداية بالآلاف المتنامية إلى الملايين – في تعبأ متواصلة حول المطلب الموحّد بأن يرحل هذا النظام .
إنتظار شهر نوفمبر و التعويل على الانتخابات سيؤدّى على الأرجح إلى كارثة :
نحتاج إلى النزول إلى الشوارع و البقاء فيها مطالبين برحيل ترامب / بانس الآن !
-----------------
1. Reflections on Pacific School of Religion s Response to the Religious Right, by Dr. Hubert Locke. This is available at revcom.us.
In addition to my own writings and speeches on this question of fascism, which are available in BA’s Collected Works at revcom.us,* there have been a number of important studies of particularly the Christian fascist phenomenon—including in recent books by Katherine Stewart* and Kristin Kobes Du Mez*—which make clear that these fascists are firmly committed to their extremely oppressive, reactionary, and literally lunatic views and aims, and they will not be moved by attempts to appeal to their supposed “legitimate grievances.”
* For example, my recent article Patriarchy and Patriotism—Aggressive Male Supremacy and American Supremacy—The Danger and the Immediate Challenge draws from important insights in Kristin Kobes Du Mez’s book Jesus and John Wayne: How White Evangelicals Corrupted a Faith and Fractured a Nation and my 2017 speech The Trump/Pence Regime Must Go! In The Name of Humanity We REFUSE To Accept a Fascist America, A Better World IS Possible cites important analysis in Katherine Stewart’s book The Good News Club: The Christian Right’s Stealth Assault on America’s Children.
2. From Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

بعدُ ترامب يستولى على الانتخابات و يهدّد بإستخدام حتّى المزيد من العنف للبقاء في السلطة
الجزء الثاني (2/3) من " التصويت في الانتخابات لن يكون كافيا – نحتاج إلى إحتلال الشوارع و البقاء فيها "
بوب أفاكيان ، 18 سبتمبر 2020 ، جريدة " الثورة " عدد 666 ، 21 سبتمبر 2020
https://revcom.us/a/665/bob-avakian-voting-will-not-be-enough-pt2-en.html

في بيان غرّة أوت 2020 ، " بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة " ، تكلّمت عن هذه النقطة الهامة :
" في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . و إذا بالرغم من الإحتجاج الجماهيري المطالب بترحيل نظام ترامب / بانس ، يظلّ هذا النظام في السلطة حين يحين وقت التصويت ، عندئذ – دون التعويل جوهريّا على هذا – مستعملين كافة الوسائل المناسبة للعمل على ترحيل هذا النظام يجب أن تشمل التصويت ضد ترامب ( مفترضين تنظيم فعلي للإنتخابات ). و لنكن واضحين، هذا لا يعنى " تصويتا إحتجاجيا " لمرشّح لا يملك فرصة الفوز لكن عمليّا التصويت لصالح مرشّح الحزب الديمقراطي ، بيدن ، لأجل التصويت فعليّا ضد ترامب . "
و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، شدّدت بقوّة على أنّ :
" إنّ مجرّد التعويل على التصويت لطرد هذا النظام سيؤدّى تقريبا بالتأكيد إلى نتائج سيّئة جدّا ، و حتّى كارثيّة . و هذا صحيح بوجه خاص نظرا لكون هذا النظام يقوم بعدُ بما يقوله ترامب ، في علاقة بالإنتخابات."
بعدُ يتحرّك نظام ترامب / بانس لشطب أصوات ناخبين
واقع أنّ ترامب و أنصاره يواصلون إقتراف الفظائع الواحدة تلو الأخرى على أساس منتظم يمكن أن يجعل الناس – حتّى الذين يمقتون كلّ ما يمثّله ترامب – ينسون الفظائع التي إقترفت حتّى قبل وقت قصير فقط ز لكن من الأهمّية الحيويّة بمكان عدم نسيان أنّ ترامب بعدُ قد " عوّم " فكرة " تأجيل " الإنتخابات على أساس إدعاءاته الكاذبة تماما بأنّ أشياء مثل التصويت عبر الرسائل الألكترونيّة سيؤدّى إلى تزوير كبير و أنّ معرفة النتيجة العمليّة للإنتخابات سيستغرق أسابيعا و أشهرا أو حتّى سنوات ( لاحظوا : أسابيعا و اشهرا او حتّى سنوات – خلالها سيؤكّد ترامب على البقاء في السلطة ! ).
يتحرّك ترامب و أنصاره لمحو أو شطب أصوات ناخبين عديدين من السود و غيرهم الذين يرجّح أنّهم سيصوّـون بكثافة ضدّه . و إليكم مثال بارز : في ولاية فلوريدا ( التي يحتاج ترامب بيأس إلى كسب الأصوات فيها ) ، تعمل الحكومة التي يتحكّم فيها الجمهوريّون على تقويض التغييرات في دستور فلوريدا ، التغييرات التي أعادت إرساء حقّ الذين صدرت ضدّهم أحكام في التصويت . و قد ينزع هذا حقّ الإنتخاب من ما يناهز ال800 ألف ناخب معظمهم من السود و اللاتينو.(1)
فرق العمل التابعة لترامب بعدُ بصدد سيرورة تنظيم قطّاع طرق فاشيّين للتوجّه إلى أماكن صناديق الإقتراع لا سيما في الولايات المفاتيح " للمعركة " ، ل " مراقبة حصول أو عدم حصول تزوير " . في عالم ترامب الفاشيّ ، الكذب نمط حياة و إجارء عمليّ عاديّ . عندما يقولون " القانون و النظام " فإنّهم يقصدون قتل الشرطة للسود و السُمر . بالنسبة إليهم ، الحقيقة " أنباء كاذبة " و هم يزعمون أنّ " العلم لا يعرف ما يعرفه ترامب لوحده . لذا ، حينما يتحدّثون عن " تزوير الانتخابات " ما يقصدونه هو تصويت الناس ضد ترامب . و ما يسعى هؤلاء المغفّلين الفاشيّين الذى يتمّ تنظيمهم من قبل معسكر ترامب هو على وجه التحديد منع الناس من التصويت ضد ترامب – بالتهديد و بإستخدام القوّة و العنف .
ميكل كوهين - الذى كان لأكثر من عشرة سنوات مستشارا شخصيّا و " معدّلا لتصرّفات و أقوال " ترامب – قرع ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة بأنّ ترامب سيقوم بأيّ شيء للبقاء في السلطة بما في ذلك شنّ حرب لفرض حالة طوارئ قوميّة .(2) و ترامب مريض بالكذب و لكذبه أهداف و قد إستخفّ عمدا و تكرارا بخطر جائحة كوفيد-19 حتّى وهو يعلم مدى الخطورة الجدّية التي تمثّلها فعليّا. و بعدُ قد فرض على أجهزة الحكم كمراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC ) لإدخال تحويرات على إكتشافاتها و توصياتها حول وباء الكوفيد – 19 خدمة لطموحات ترامب و أهدافه السياسيّة . و يبدو بصفة متصاعدة أنّه من المرجّح أنّه قُبيل الانتخابات في محاولة لإستدراك فضح إستهانته الرهيبة بوباء كوفيد-19 و ليصرّح قالبا الأمور رأسا على عقب بأنّه " منقذ" الشعب من هذه الجائحة ، سيستعمل ترامب سلطة الرئاسة للضغط للحصول على الموافقة على إستخدام لقاح حتّى قبل أن يكون قد تحدّد علميّا حقّا ما إذا كان مثل هذا اللقاح ليس فعلا فحسب بل كذلك آمن.
قد قمع ترامب بعنف المعارضة و قد هدّد بإستخدام عنف اكبر حتّى
و أمر آخر يتوجّب عدم نسيانه هو أنّ ترامب لم يبرّر و يساند فحسب بل شجّع بصورة سافرة عنف البيض التفوّقيّين المسلّحين لجنود العاصفة ( ما يطلق عليه " أناس الفصل الثاني من الدستور " ). و قد ساند الهجوم العنيف للشرطة على المحتجّين و إستخدام القوّأت المسلّحة التابعة للحكومة لمهاجمة المحتجّين و قمعهم ، في واشنطن دى سى و في بُرتلاند و غيرهما من المدن . و بعُ هناك الكثير من الأدلّة – و تظهر المزيد منها طوال الوقت – على أنّه ( على إفتراض إجراء الانتخابات ) بغضّ النظر عن النتيجة الفعليّة للإنتخابات ، سيعلن ترامب نفسه الفائز و سيستعمل كافة الطرق المتاحة له بما فيها العنف للبقاء في السلطة . و مثلما جت الإشارة إلى ذلك في مقال حديث نُشر على موقع أنترنت revcom.us :
" في 10 سبتمبر سألت جانين بيرو من فوكس " نيوز " الفاشيّة ترامب عن ما سيكون ردّه بشأن ليلة إعلان نتائج الانتخابات إذا فاز و الذين يقفون ضدّه " هدّدوا بالتمرّد " فكانت إجابته : " سنسحقهم بسرعة كبيرة إذا قاموا بذلك ... من حقّنا فعل ذلك و لنا سلطة فعل ذلك إن شئتم . أنظروا ، هذا يسمّى إنتفاضة ". (3)
و هنا من الضروري " ترجمة " ما قيل في تلك الحلقة من الكذب السافر الفاشي الجاري لترامب و وسائل الإعلام المتواطئة معه ( على غرار فوكس " نيوز" ). " فوز " ترامب في الانتخابات يعنى إعلان ترامب نفسه الفائز. ( تذكّروا أنّه د لمّح بعدُ إلى أنّه لن يقبل بنتائج الانتخابات إن فاز بيدن ؛ و قد شدّد على أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها الانتخابات هي إن تمّ " التلاعب بها ".) و " الترّد" في لغة الفاشيّين تعنى الإحتجاجات ضد عنف الشرطة و سواه من الأهوال حتّى عندما تكون ( كما كان الحال ) هذه الإحتجاجات بصفة طاغية سلميّة ، و " الإنتفاضة " هنا تعنى التعبأة ضد نظام ترامب / بانس حتّى إن كانت تلك التعبأة غير عنيفة .
و ذات المقال المنشور بموقع الأنترنت المذكور أعلاه ينبّه إلى التالى :
" و إطلالة أخرى على ما يمكن أن يُفكّر فيه الفاشيّون و تّى يخطّطون له جاء على لسان ناشط جمهوريّ لمدّة طويلة و مأتمر بأوامر ترامب ، روجر ستون . ( في جويلية ، حوّل ترامب حكم السجن لمدذة أربعين شهرا ضد ستون الذى أُدين لتقديمه معلومات كاذبة إلى الكنغرس ). و في نداء بصحبة آلكس جونس – منظّر تآمريّ موالى لترامب – في برنامجه على ألنترنت " أخبار الحروب " / " أنفو وارز " ، قال ستون إنّه على ترامب أن يفكّر في إعلان ط حالة طوارئ " أو إستخدام قانون الإنتفاضة إذا خسر انتخابات نوفمبر . (3)
و دعا ستون ، المدّعى العام " وليام بار ( رئيس قسم العدالة في نظام ترامب و قائد الفارضين للقمع اللاقانوني و " قائد فيلق جنود العاصفة التابعين للنظام ) لأنّ يُعِدّ الآن قوّة تكون جاهزة للتحرّك على قاعدة إعلان " حالة الطوارئ " هذه إذا خسر ترامب الانتخابات .
لاحظوا أنّ ستون يدعو ترامب صراحةلإستخدام العنف للبقاء في المنصب إن خسر الانتخابات .
و أطلق مساندون متعصّبون آخرون لهذا النظام داخل السلطة و خارجها دعوة لأنصاره ليتسلّحوا إستعدادا للإنتخابات .
و سيكون خطأ فادحا جدّا الإخفاق في أخذ ما يعلن عنه صراحة ترامب و أنصاره الفاشيّون مأخذ الجدّ .
لكن مهما كانت هذه التهديدات حقيقيّة حقّا هي و أعمال العنف الفاشيّة و الإستعدادات لإستخدام عنف أكبر حتّى – فإنّ الخضوع و الإستسلام لذلك سيفضى إلى فظائع أكبر بكثير .
إنّ مساعى ترامب لمحو أصوات ناخبين يجب معارضتها بنشاط و حيويّة ؛ يجب تعبأة الناس ، الآن و بطريقة مستمرّة للمطالبة برحيل كامل نظام ترامب / بانس .
لا يمكن أن نعوّل على الديمقراطيّين ، لا يمكن أن ننتظر شهر نوفمبر
في الجزء الأوّل من هذه السلسلة من المقالات ، تفحّصت الأسباب الى تجعل الديمقراطيّين لا ينعتون نظام ترامب / بانس و أنصاره بما هم عليه فعلا : فاشيّون . و أشرت إلى :
" المرّة تلو المرّة ، إرتأى الديمقراطيّون التعاطى مع هذا بمحاولة إستخدام ذات " الضوابط " و المؤسّسات التي يتحدّاها النظام الفاشيّ ويمزّقها تمزيقا ، أو يستسلمون إلى أهدافه الفاشيّة – المحاكم العليا و جلسات الإستماع و الإجراءات بالكنغرس و ما إلى ذلك . المرّة تلو المرّة ، أخفق الديمقراطيّون . و مع ذلك ، يرفضون بعناد البحث عن أيّة وسائل لمعارضة هذا النظام أخرى غير اللجوء إلى هذه " الضوابط " و الإجراءات . هذا ما يقومون به و سينزعون بقوّة إلى التمادى فيه حتّى إزاء تنامى و إشتداد التحرّكات الفاشيّة الساعية لمحو أصوات في الانتخابات القادمة و تصميم ترامب الواضح على إعلان نفسه الفائز في الانتخابات أو البقاء في السلطة بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات ."
يتصرّف بيدن و الديمقراطيّون كما لو أنّ – و يشدّدون على ذلك بصفة متكرّرة – سبب وجود نزاعات كبيرة و عنف و " فوضى "مريرين كبيرين في المجتمع هو أنّ " ترامب يقسّم صفوفنا و ليس يوحّدها . " بيد أنّ الحقيقة هي أنّه بينما أصبح ترامب " محور وحدة " و " رأس حربة " القوى الفاشيّة في هذه البلاد ، داخل هياكل السلطة و على نحو أوسع ضمن قطاعات من السكّان ، هناك أسباب و دوافع متجذّرة بعمق لصعود هذه الفاشيّة و تحوّلها إلى قوّة ضاربة . لا يمكن لبيدن و الديمقراطيّين " توحيد البلاد " كما يزعمون زورا و بهتانا لأنّه لا يمكن أن يوجد " توافق " مع هؤلاء الفاشيّين – فكافة " مظالمهم " قائمة على الحقد المتعصّب ضد أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة ، وهي تجد التعبير عنها تماما بطرق جنونيّة . لا يمكن أن يوجد " توافق" مع هذا ، عدا ضمن الإطار الذى يحدّده هؤلاء الفاشيّين بكافة التبعات و الإنعكاسات الرهيبة لذلك !
و كما شدّدت أيضا :
" يشير كلّ هذا إلى إحتمال كبير جدّا بأنّه بقطع النظر عن النتيجة الفعليّة للإنتخابات (على إفتراض أنّها ستُجرى عمليّا ) ، إن أعلن ترامب نفسه " الفائز " و رفض المغادرة ، في غياب تعبأة جماهيرية حقيقيّة مطالبة بوجوب ترحيل نظام ترامب / بانس ، سينتهى الديمقراطيّون على الإستسلام إلى ترامب . "
و لا يفيد هذا أنّ التصويت لبيدن سيكون بلا فائدة – لن يحدث الفارق . عبّر عديد الذين يكرهون ترامب في الآن نفسه عن نقص في الحماس لبيدن لكن " الحماس لبيدن " – أو نقص هذا الحماس – حقّا نقطة جانبيّة و تأسيس الأشياء على شيء كهذا يعنى جهلا هائلا أو تجاهلا متعمّدا للتحدّيات الحيويّة المعنيّة . و دافع التصويت لبيدن هو التصويت ضد ترامب و كامل نظامه . و ينبغي أن يكون هذا سببا كافيا لأيّ شخص يهتمّ عمليّا بالعدالة الإجتماعيّة و يرفض الحياة في أمريكا فاشيّة و يدرك الكارثة الحقيقيّة جدّا التي سيعنيها ذلك ليس بالنسبة إلى الناس في هذه البلاد و حسب و إنّما بالنسبة إلى الإنسانيّة جمعاء ؛ إن حصل ترامب على " فترة رئاسيّة ثانية " . لهذه الأسباب ، مثلما أشرت في بيانى بتاريخ غرّة أوت 2020 ، إذا إتّصل الأمر بهذا – إذا ظلّ نظام ترامب / بانس في السلطة عندما يحين وقت الانتخابات – عندئذ سيكون التصويت لبيدن من أجل التصويت ضد ترامب هام و ضروريّ جدّا .
و مثلما يؤكّد البيان إيّاه :
" الواقع هو أنّه لا يمكن أن يأتي شيء " جيّد " من هذه الانتخابات إلاّ - شيئا واحدا - : إلحاق هزيمة حيويّة بترامب و بكامل النظام الفاشيّ . و القيام بهذا سيخلق ظروفا أفضل بكثير لمواصلة خوض النضال ضد كلّ شيء يمثّله نظام ترامب/ بانس و كلّ إضطهاد و ظلم هذا النظام ، و سيكون هديّة كبرى لشعوب العالم ."
و في الوقت نفسه ، لجميع هذه الأسباب التي تحدّثت عنها في لك البيان و التي تمّ تسليط الضوء عليها هنا – ذهبت تحرّكات ترامب بعدُ بعيدا في الإستيلاء على الإنتخابات و في تصميمه على إستخدام أيّة وسائل متاحة لديه للبقاء في السلطة ، بغضّ الطرف عن النتيجة الفعليّة لهذه الانتخابات و في الوقت نفسه رحجان أن ينتهى الديمقراطيّون ، إعتبارا لتدابيرهم الخاصّة، إلى الإستسلام لترامب – فإنّ إنتظار شهر نوفمبر و التعويل على الإنتخابات سيؤدّى على الأرجح إلى كارثة .
الناس في حاجة إلى الإستيقاظ و الإدراك الحقيقي و التام لحقيقة الرهان قبل أن يفوت الأوان . و أكثر من بضعة أشخاص قد لاحظوا ، أحيانا بتسليم محزن ، أنّ تواصل سلسلة الأكاذيب و الأعمال الإجراميّة الوحشيّة لترامب و نظامه قد أحبطتهم إلى درجة أنّهم لم تعد تصدمهم و تشعرهم بضرورة التحرّك . إلاّ أنّ فقدان قدرة المرء على الشعور بما هو فظيع يساوى تواطؤا مع فاشيّة هذا النظام و الكارثة التي يدفع نحوها بلا هوادة الإنسانيّة .
يجب مواجهة التعصّب الجنوني للفاشيّين المشدّدين على بقاء ترامب في السلطة مهما حدث ، و يجب التغلّب عليه . بفضل ارتفاع شدّة الوعي الحماسي للجماهير الشعبيّة التي تكره كلّ ما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ، و التي تعترف بتهديده الوجود الحقيقي جدّا الذى يمثّله هذا النظام بالنسبة للإنسانيّة وهي مندفعة بتصميم شرعي وعادل على وجوب ترحيل هذا النظام!
و لتحقيق هذا في الواقع ، لا يمكن لهذا التصميم الشرعي و العادل أن يُوجّه إلى التصويت فحسب ضد ترامب فما نحتاجه بصفة إستعجاليّة الآن هو " الخروج عن " ضوابط " هذا النظام و تعبأة الجماهير الشعبيّة من أجل نضال في الشوارع مصمّم و غير عنيف لكن متواصل للمطالبة برحيل هذا النظام كما دعت إلى ذلك منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org . "(4) و :
" و التعبأة الجماهيريّة الضروريّة لا يمكن بناؤها " بين ليلة و ضحاها " ما بعد الكارثة – و لا يمكن بناؤها بحصر الأشياء ضمن الإطار و الحدود اللذين يؤكّد عليهم الديمقراطيّون ..."
" نحتاج إلى النزول إلى الشوارع و البقاء فيها مطالبين برحيل ترامب / بانس الآن ! "
( المقال التالى و الأخير من هذه السلسلة سيعنى بالمسألة الكبرى ، مسألة : كيف يمكن للتعبأة الجماهيريّة غير العنيفة و المستمرّة و المتصاعدة بلا توقّف ، المطالبة برحيل ترامب / بانس الآن ! و التي نادت بها و تنظّمها منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، كيف يمكنها أن تفضي إلى أو تساهم بطريقة كبيرة في إيجاد وضع حيث يتمّ فيه إستبعاد نظام ترامب / بانس من السلطة . )
------------------------------------
1. See the article “Florida Moves to Deny Voting Rights to Hundreds of Thousands of People Convicted of Felonies,” at revcom.us. [back]
2. In his testimony before a congressional committee in 2019, Michael Cohen spoke to the danger that Trump would refuse to recognize the results of the election scheduled for November 2020, if Trump did not win this election. And, in his recently-published book Disloyal, The True Story of the Former Personal Attorney to President Donald J. Trump, Cohen once again sounds the alarm, even more urgently, with the warning that Trump will do anything, including starting a war, to stay in power. Cohen has acknowledged that, prior to this 2019 appearance before Congress, he had lied to Congress—something he sought to set right by giving truthful testimony in that 2019 hearing. Trump’s fascist falsehood machine has tried to seize on the fact that Cohen is an admitted liar, who has been convicted of the crime of lying to Congress, in the attempt to draw attention away from what Cohen has revealed about Trump and the great dangers he poses. The problem, for the Trumpites, is that the lies they are referring to, and other despicable acts Cohen carried out—this was done precisely on the instruction and for the benefit of the Liar-in-Chief, Trump himself.
Cohen, who worked very closely with (or for) Trump, for more than ten years, including the first years of Trump’s presidency, and probably knows Trump as well as anyone can, confirms what is said by Trump’s niece, Mary Trump: Racism, misogyny (hatred and degradation of women), and all-around bigotry are at the very core of Trump’s being. [back]
3. “Trump on Election Night Protests: ‘We’ll put them down very quickly.’” This is part of the continuing series The Fascist Assault on revcom.us. [back]
4. The quotes and references here are from Voting Will Not Be Enough—We Need To Take To The Streets, And Stay In The Streets Demanding Trump/Pence Out Now, Part 1, “The Democrats Can’t Fight Trump The Way He Needs To Be Fought.” This article of mine is available at revcom.us.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

فاشيّة ترامب - أكثر بروزا و أخطر يوما بعد يوم : كيف يمكن لنضال مصمّم و تعبئة جماهيريّة أن يهزما هذه الفاشيّة
الجزء الثالث ( 3/3 ) من " التصويت في الانتخابات لن يكون كافيا – نحتاج إلى إحتلال الشوارع و البقاء فيها "
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 667 ، 28 سبتمبر 2020
https://revcom.us/a/666/bob-avakian-voting-will-not-be-enough-pt3-long-en.html

في " بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة " ، تكلّمت عن هذه النقطة الهامة :
" في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . و إذا بالرغم من الإحتجاج الجماهيري المطالب بترحيل نظام ترامب / بانس ، يظلّ هذا النظام في السلطة حين يحين وقت التصويت ، عندئذ – دون التعويل جوهريّا على هذا – مستعملين كافة الوسائل المناسبة للعمل على ترحيل هذا النظام يجب أن تشمل التصويت ضد ترامب ( مفترضين تنظيم فعلي للإنتخابات ). و لنكن واضحين ، هذا لا يعنى" تصويتا إحتجاجيا " لمرشّح لا يملك فرصة الفوز لكن عمليّا التصويت لصالح مرشّح الحزب الديمقراطي ، بيدن ، لأجل التصويت فعليّا ضد ترامب ."
و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، شدّدت بقوّة على :
" إنّ مجرّد التعويل على التصويت لطرد هذا النظام سيؤدّى تقريبا بالتأكيد إلى نتائج سيّئة جدّا ، و حتّى كارثيّة . و هذا صحيح بوجه خاص نظرا لكون هذا النظام يقوم بعدُ بما يقوله ترامب ، في علاقة بالإنتخابات . "
لكن إن كان هذا صحيحا بالتالى كيف يمكن الإطاحة بهذا النظام من السلطة – و بصورة خاصة ، كيف يمكن لتعبأة جماهيريّة عمليّا تؤدّى إلى إجبار هذا النظام على الرحيل ؟
تصوّروا التالى :
ضمن الآلاف الذين إتّصلت بهم و حرّكتهم منظّمة " لنرفض الفاشيّة " (RefuseFascism.org ) و رفعوا مطلب وجوب ترحيل هذا النظام الفاشيّ !، تصبح أعداد نامية من منظّمى القواعد الشعبيّة مبلّغين الرسالة إلى عائلاتهم و أصدقائهم و تجمّعاتهم و مشرّكين كافة أنواع الناس و الجماعات – عبر الإتّصال المباشر و سائل الإعلام الإجتماعيّة و غيرها من الطرق – جاذبين إلى هذه الحركة الجماهيريّة النامية و المتزايدة التنوّع الآلاف الذين يتقاسمون كرههم لكلّ ما يقف من أجله هذا النظام وهو يتحرّك بلا رحمة لترسيخ نفسه في الموقع الذى إحتلّه . و يصبح عديد الآخرين بدورهم كذلك من المنظّمين.
تصوّروا هذا متذكّرين ما جدّ مع إحتجاجات الجماهير ضد الإضطهاد العنصريّ و إرهاب الشرطة ، مثل ذك يتمّ تجييش الجماهير في الشوارع يوما بعد يوم بداية من الثالث من أكتوبر مستجيبين إلى نداء " لنرفض الفاشيّة " من أجل مسيرات غير عنيفة ، مصمّمة و مستمرّة حول المطلب الموحّد بأنّ النظام يجب أن يرحل ، الآن . تنمو هذه التعبأة و تتوسّع و تتضاعف – مصحوبة بأعداد نامية من الناس الغاضبين على تواصل عنف الشرطة و الجرائم التي تقترفها ؛ و الغاضبين على تحطيم البيئة ؛ و الأطفال في الأقفاص و عشرات آلاف المهاجرين في معسكرات إعتقال على الحدود ؛ و إستهانة ترامب المستهترة بلا رحمة بوباء كوفيد و كذبه حول ذلك ما تسبّب في عشرات الآلاف من الوفايات غير الضروريّة بصورة غير متساوية في صفوف السود و السُمر و السكّان الأصليّين ؛ و الغاضبين على تحرّك النظام بلا توقّف لمزيد تعزيز المحكمة العليا كأداة أخرى من التعصّب الأعمى الفاشيّ و القمع – تصبح جماهير شعبيّة من كافة زوايا المجتمع يتسبّب لهم كلّ هذا في ألم شديد ، قادرة على رؤية واضحة حتّى أكثر أنّ كلّ هذا ينزع نحو المضيّ في إتّجاه هذا النظام الفاشيّ فيلتحقون بالتعبأة اليوميّة المستمرّة رابطين غضبهم و مقاومتهم بالمطلب الموحّد : الرحيل الآن !
تصوّروا : الطلبة و الأساتذة و العلماء و المشتغلون بالمجال الطبّي و المحامون و رجال الدين و طوائفهم و النقابات و منظّمات الحقوق المدنيّة و العدالة و الفنّانون و الرياضيّون و غيرهم في حقل الثقافة – كلّ هؤلاء و آخرون يتبنّون النداء و يتحرّكون لتعزيز الحركة ز و يستخدم المشاهير و الشخصيّات البارزة في عديد الحقول أرضيّاتهم لبثّ الرسالة و المساعدة في تعبأة أعداد أكبر حتّى .
و مع تصاعد جرائم هذا النظام كلّ يوم – باثّا سموم تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و غيرهما من أشكال التعصّب الأعمى.: متحرّكا لشطب ناخبين و الإستيلاء على الإنتخابات ؛ و مهدّدا بإستخدام العنف و مطلقا له ليبقى في السلطة بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات ؛ محوّلا بصفة متصاعدة " قسم العدالة " إلى أداة مكشوفة للقمع اللاقانوني معتديا على الحقوق الأساسيّة للناس بينما يتحرّك ليزرع من يحتلّ منصب المحكمة العليا الى ستعلن أنّ كلّ هذا " دستوري " و " قانوني " – مع تحوّل كلّ هذا و غيره كثير إلى شيء متزايد البروز ،و التسريع في نسق مذهل يصيب بالدوار مع إقتراب الانتخابات المبرمجة ، قطاعات نامية من المجتمع صارت تدرك أنّه ليس بوسعها مجرّد إنتظار الانتخابات للتعاطى مع هذا . و تاركين جانبا التعويل السلبيّ على " السيرورة السياسيّة العادية " و متجاوزين الخوف من تهديدات قطّاع الطرق الفاشيّين و هجماتهم عبر البلاد بأسرها ، فإنّ جماهير الناس العاديّين بموجات نامية تحتلّ الشوارع و تلتحق بالتعبأة من أجل الرحيل الآن ! أو تبادر هي نفسها بمثل هذه التحرّكات التعبويّة حيث لم تحصل بعدُ . و يغدو هذا أمواجا جماهيريّة مزلزلة شاملة البلاد بأسرها و مغيّرة بشكل دراماتيكي إطار الإلتزام السياسي و فارضة على كلّ متنازع سياسي و كافة المؤسّسات المهيمنة في المجتمع أن تتفاعل مع هذه الموجة الصاعدة من المقاومة الشعبيّة المصمّمة . و تتحرّك هذه التعبئة النامية من الهوامش إلى مركز إهتمام و تغطية وسائل الإعلام في هذه البلاد و عالميّا . و يلاحظ الناس عبر العالم ما يجرى فيجدون فيه إلهاما و ينظّمون مظاهرات تضامن و مساندة .
تصوّروا أنّ سياسيّى الحزب الديمقراطي و مسيّروه يجدون أنفسهم فجأة مضطرّين إلى إدراك أنّه ليس بوسعهم ببساطة توجيه الغضب و الحقد نحو انتخابات يستوى عليها يوميّا و يُفسدها النظام الفاشيّ . و يصرّح عندئذ هؤلاء السياسيّين بأنّهم يتماثلون مع مشاعر جماهير المتظاهرين الذين يطالبون بترحيل النظام الفاشيّ الآن ! – و يبحثون عن أن يكون لديهم ناطقون بإسمهم في المسيرات و يعملون على التحكّم في التحرّكات و توجيهها إلى " قنوات مقبولة " لن تؤدّى إلى المزيد من " الفوضى ". لكن نظرا للفهم و التصميم المتناميين في صفوف المتظاهرين ، لا تفعل جهود هؤلاء السياسيّين سوى جذب حتّى المزيد من الإنتباه و أعداد أكبر إلى هذه التحرّكات – و حتّى أمام التهديد المتزايد و أعمال القمع و العنف المتزايدين على يد النظام و أنصاره الفاشيّين بالزيّ الموحّد و دونه ، تواصل هذه التحرّكات نموّها و تمسى حتّى أقوى مطالبة كالرعد : الرحيل الآن !
في مواجهة هذا الوضع المتفاقم التأزّم ، يقدّر قادة الحزب الديمقاطي أنّ الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يؤمّنوا بها كسب التحكّم في الوضع و إعادة تركيز بعض ما يشبه " السيرورة المنظّمة " هو أن يتبنّوا هم أنفسهم مطلب وجوب ترحيل نظام ترامب / بانس – الآن – حتّى قبل الانتخابات المبرمجة التي أفسدها تماما هذا النظام و حال دون أن تكون سيرورة " حرّة و نزيهة ". و يلتحق آخرون ابموقف الجديد للسياسيّين الديمقراطيّين ( و يدعون من خلف الستار ) من مواقع قويّة في الحكم بمن فيهم حتّى بعض السياسيّين الجمهوريّين الذين يكونون قد قرّروا في النهاية أنّ أهدافهم السياسيّة و طموحاتهم الشخصيّة ستخدمها على وجه أفضل القطيعة مع هذا النظام و إعادة التجمّع حول " قادة " آخرون. و يواجه ترامب ( و بانس ) إنذارا أخيرا من قوى الطبقة الحاكمة و يطالبان بالإستقالة و إلاّ ستتمّ إقالتهما – و حالئذ تقع محاكمتهما – و الذين يقدّمون هذا المطلب يوضّحون أنّ السلطة المؤسّساتيّة تقف وراءهم لفرض ذلك إن رفض ترامب ( و بانس ) مغادرة السلطة .
تصوّروا !
طبعا ، من غير الممكن أن نقول بالضبط إلى أين ستنتهى الأشياء و لا وجود ل" ضمان " للنجاح . لكن هذا ممكن : و علينا أن نؤكّد على شيئين في علاقة بهذا .
أوّلا ، إذا لم تلتحق الجماهير الشعبيّة بالشوارع الآن رافعة مطلب وجوب رحيل هذا النظام ؛ إذا سُمح لهذا النظام بشطب ناخبين و بإستعمال التهديد و قوّة العنف للبقاء في السلطة ؛ إذا تمكّن من مزيد تعزيز حكمه الفاشيّ و أطلق المزيد من عنانه ليكرّس برنامجه و أهدافه الفاشيّين عندئذ ستكون التبعات كارثيّة حقّا .
ثانيا، إنّنا – جميعا من شتّى مجالات الحياة المختلفة و عديد الآفاق السياسيّة المتباينة الذين أمكن لنا الإقرار بفاشيّة هذا النظام كما هي و يرفضون الحياة في أمريكا فاشيّة – بالعمل اليد في اليد ، بالآلاف و الملايين يمكن أن نعبّر بقوّة عن المشاعر الكامنة لعشرات و عشرات الملايين الذين يمقتون عن حقّ كلّ ما يمثّله هذا النظام و يطمحون إلى عالم أفضل من هذا . يمكن أن نبعث إلى الحياة تحرّكات جماهيريّة غير عنيفة لكن مستمرّة و سريعة النموّ للمطالبة برحيل هذا النظام – الآن - مع إمكانيّة أن يتحقّق ذلك في الواقع . يمكننا بقوّة أن نعبّر عن الفهم الحيويّ لذلك – بسبب طبيعته الفاشيّة عينها و محاولاته المتزايدة لإفساد الانتخابات و البقاء في السلطة بغضّ الطرف عن النتائج الفعليّة لهذه الإتخابات – هذا النظام غير شرعي و يجب ترحيله . و حتّى مع هذه التحرّكات الجماهيريّة ، إذا ظلّ هذا النظام في السلطة في الثالث من نوفيمبر ، سيعنى واقع أنّنا أنجزنا التعبأة الجماهيريّة و رفعنا بقوّة مطلب الرحيل الآن ! أنّه ستوجد ظروف مواتية أكثر بكثير لمواصلة و مزيد توسيع و تعزيز هذه التعبأة الجماهيريّة لو حاول ترامب و نظامه البقاء في السلطة بغضّ الطرف عن النتيجة العمليّة للإنتخابات . و ترتهن إمكانيّة حقيقيّة لإنشاء مجتمع و عالم و مستقبل للإنسانيّة – يستحقّ العيش فيه – يتهن و ليس إلى درجة صغيرة بما نقرّر نحن الذين نطرح إلى مثل هذا العالم القيام به و بذل قصارى الجهد بالتصميم الضروري لجعل هذا يمسى واقعا .
++++++++++++
بهذا العرض الأساسي لما هو ضروري و ما هو ممكن في الذهن – النضال المصمّم و التعبأة الجماهيريّة الذين بوسعهما عمليّا إلحاق الهزيمة بتحرّكات نظام ترامب / بانس الرامية إلى مزيد ترسيخ حكمه الفاشيّ مع التبعات الكارثيّة حقّا التي ستنجم عن ذلك – لننظر في هذا بصورة أعمق و أشمل ، في ضوء الوضع الأشمل و التطوّرات الحيويّة الحديثة .
وفاة روث بادر غنسبارغ و الفاشيّون المتعصّبون المعادون للنساء
لقد كان علان وفاة القاضية الليبرالية التي كانت على رأس المحكمة العليا مناسبة لترامب و أتباعه الفاشيّين ليس للتقدّم لتكريم غنسبارغ بل ليصرّحوا مباشرة بنيّتهم فرض تعيين قاضية أخرى من اليمين المتطرّف في المحكمة – لتوفير مزيد " الدعم القانوني " من " المحكمة الأعلى بهذه الأرض " للأجندا الإضطهادي و الإستغلالي المتعصّب و أهداف نظام ترامب / بانس الفاشيّ التي تشتمل على : إستخدام " السلطة التنفيذيّة " لدوس حكم القانون و تحويل " القانون " إلى مجرّد أداة بيد النظام الفاشيّ موفّرين للشرطة أكثر سلطات لا حدّ لها للتعنيف و القتل باسم " القانون و النظام " ؛ و القمع بلا رحمة للمهاجرين و للمتحوّلين جنسيّا و المسلمين و غيرهم من " غير المرغوب فيهم "؛ و مزيد رفع العراقيل أمام نهب البيئة ؛ و فرض الوطنيّة و ألصوليّة الدينيّة ( أي المسيحيّة الفاشيّة )على رقاب الجميع في المجتمع – و ليس أقلّ ذلك جعل الإجهاض غير قانوني و عامة إهانة النساء بقوّة أكبر و دفعهنّ أكثر إلى موقع تبعيّ في علاقة بالرجال وفي المجتمع ككلّ.
في خطابى " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ! " ، تفحّصت " التحالف غير المدّس " بين ترامب و الأصوليّين المسيحيّين الذين يمثّلون النواة الصلبة و القوّة المحرّكة لهذه الفاشيّة (1) .
و متحدّثا عن الظاهرة عينها ( و محيلا على الأصوليّين المسيحيّين على أنّه " إنجيليّين " و في الذهن بوجه خاص الإنجيليّين البيض ) أوضحت كرستين كوباز دى ماز :
" لم يكن دعم الإنجيليّين لترامب إنحرافا و لا كان ببساطة خيارا براغماتيّا . كان بالأحرى تتويجا لمعانقة الإنجيليّين للذكوريّة المناضلة و للإيديولوجيا التي تغرس السلطة البطرياركيّة و تتغاضى عن الإستعراض العنيف للسلطة ، داخل البلاد و خارجها " .(2)
و الحماس المفرط للمسيحيّة الفاشيّة في معارضة الإجهاض ليست حقّا بشأن المهوم المخادع بأنّ الإجهاض يساوى " قتل أطفال " – شيء يبيّنه ( ضمن أشياء أخرى ) واقع أنّ هؤلاء المعارضين لحقّ الإجهاض يعارضون كذلك بقوّة التحكّم في الولادات الذى يمنع الحمل في المصاف الأوّل . الحقيقة هي التالية :
" المركزيّ حقّا هو أنّ الإجهاض و التحكّم في الإنجاب يوفّران للنساء نوعا من الإستقلال ، نوعا من حرّية تقرير ما إذا و متى تنجب أطفالا- و أجل ، حرّية معيّنة في إقامة علاقات جنسيّة من إختيارهنّ ، على أساس رغبتهنّ الخاصة في ذلك، دون خشية الحمل في وقت غير مرغوب فيه أو لم يقع تقريره . هذا الإستغلال و هذه الحرّية النسبيين هما منبع الجنون في صفوف المسيحيين الفاشيين لأنّهما يقفان ضد تقليص دور النساء إلى " مساعدات " للرجال و مربّيات للأطفال خدمة لهؤلاء الرجال في أسر بطرياركيّة / ذكوريّة ، يهيمن فيها الذكور ، و إلى موقع التابعات المضطهدات في المجتمع ككلّ . " (3)
في كتابات و خطابات سابقة بما فيها المقال السابق ( الجزء الثاني ) من هذه السلسلة – شدّ>ت على أنّ هناك رابط مباشر و صلّة قويّة بين كره النساء البطرياركي لدى هذه الفاشيّة و تفوّق البيض العدواني و على أنّ :
" لا يمكن أن يوجد " توافق " مع هؤلاء الفاشيّين – فكافة " مظالمهم " قائمة على الحقد المتعصّب ضد أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة ، وهي تجد التعبير عنها تماما بطرق جنونيّة . لا يمكن أن يوجد " توافق" مع هذا ، عدا ضمن الإطار الذى يحدّده هؤلاء الفاشيّين بكافة التبعات و الإنعكاسات الرهيبة لذلك ! " (4)
من الضرورة الملحّة بالنسبة لجميع الذين يرفضون القبول ( ب " التوافق " مع ) بكلّ هذا ، أن يدركوا مدى فظاعة تبعات تمكّن نظام ترامب / بانس من تحقيق قفزة أخرى في تعزيز الحكم الفاشيّ و تكريس البرنامج الفاشيّ . فهذه الفاشيّة ليست " مجرّد سياسات فظيعة و إنّما هي شكل حكم مختلف نوعيّا ، قائم على القمع و التجاوزات الوحشيّة لما يعتبر أكثر الحقوق أساسيّة ." (5)
و يؤكّد رجل الدين الأفريقي – الأمريكي ، هربارت لوك – الذى إستشهدت به في المقال السابق ( الجزء الثاني ) من هذه السلسلة – هذه النقطة الحيويّة :
" لئن كان كلّ هذا مجرّد معركة من أجل قلوب و عقول الأمريكيين ، كنّا سننظر إلى النزاع بقدر أقلّ بكثير من الإنشغال ، واثقين أنّ الحكمة و اللياقة الإنسانيّة ستنتصر في آخر المطاف على الجهل و التعصّب . لكنّ هذه المعركة معركة من أجل السلطة – إنّها معركة من أجل المسك بمقاليد الحكم ، و التصرّف في المحاكم و القرارات القضائيّة ، و التحكّم في وسائل الإعلام والتدخّل في كلّ دقائق حياتنا و علاقاتنا الخاصة ، لكي يسود في أمريكا ما يرتئيه اليمين الديني على أنّه إرادة الإلاه. " (6)
صرخة من أجل التوحّد و نداء من اجل التحرّك
جميع الذين بإمكانهم إدراك أنّ هذا الكابوس يتحوّل بسرعة إلى واقع قاسي – الذين يرفضون العيش في أمريكا فاشيّة حيث كلّ يُشوّه بخبث كلّ طموح عادل و شرعيّ و يُحرم بلا رحمة من التعبير عن نفسه – نحن ، بملاييننا و عشرات ملاييننا ، يجب أن نتحرّك معا لإيجاد وضع حيث يمكن و سيوجد لا شيء " ‘اديّ" ، لا طحن مع الآلة التي تقود إلى الكارثة طالما أنّ هذا النظام الفاشيّ في السلطة .
نحتاج إلى النضال من أجل الإقرار بالرهانات العميقة المعنيّة و بالتهديد النهائي للإنسانيّة ذاتها الذى يمثّله هذا النظام . و ما ننادى إليه الآن هو النضال غير العنيف لكن الجريئ و الجسور المصمّم على عدم الإستسلام إلى أن يتمّ ترحيل هذا النظام. يجب علينا بطريقة ملحّة جدّا أن ننشأ وضعا يتعيّن فيه على كلّ قوّة – ضمن مختلف الطاعات من السلطات و المؤسّسات الحاكمة و في المجتمع بصفة عامة – أن تتّخذ موقفا و تزن بثقلها على الوضع السياسي الذى نحن بصدد إيجاده عبر تحرّكات و تعبأة متناميتين و قويّتين مشدّدين على أنّه يجب على هذا النظام أن يرحل ، الآن !
و أي شيء أقلّ من ذلك سيعنى ربط أنفسنا بقوى و إجراءات و الإنتظار بسلبيّة للنتيجة التي ستؤدّى على الأرجح جدّا إلى الإستسلام أمام هذه الفاشيّة مع ما يترتّب عن ذلك حقّا ( و دون أدنى مبالغة ) من نتائج كارثيّة .
و مثلما يؤكّد على ذلك البيان الذى أصدرته في غرّة أوت 2020 : " في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . " (7) و إن بلغنا ذلك ، يعنى ذلك التصويت لبيدن من أجل التصويت الفعليّ ضد ترامب .
و قد أشرت كذلك إلى هذه الحقيقة الهامة :
" صحيح أنّه عند هذه النقطة ، التصويت في بضعة ولايات يحدّد أساسا نتيجة الانتخابات الرئاسيّة – لذلك كما كان الحال مع ترامب في الانتخابات الرئاسيّة السابقة ، يمكن لأحدهم أن يخسر التصويت الشعبيّ إلاّ أنّه يصبح رئيسا . لكن حتّى مع هذا الواقع ، غستراتيجيا إنتخابيّة يمكن أن تعمل بشكل أفضل بكثير لصالح الديمقراطيّين ستكون مهاجمة كامل المقاربة العنصريّة لترامب مباشرة و بقوّة و دعوة السود و ذوى البشرة الملوّنة الآخرين و أعداد كبيرة من البيض ( خاصة و ليس فقط الأجيال الأصغر سنّا ) الذين بيّنوا أنّهم متحمّسون لرغبة محدّدة لوضع نهاية للظلم الاجتماعي و اللامساواة البارزة و عنف الشرطة المستشري . هذا " خزّان " كبير يمكن نظريّا للديمقراطيّين جعله بؤرة تركيز دعوتهم . " (8)
و من الصحيح أيضا أنّ " الديمقراطيّين أنفسهم لن – و لا يمكنهم – حقّا القيام بهذا ." (8) لكن إيجاد هذا النوع من الوضع السياسي حيث يجد بيدن و الديمقراطيّون أنفسهم مضطرّين للإعتراف و لأن يكونوا صدى للتصميم المعبّر عنه بقوّة لأعداد ضخمة من المطالبين و المطالبات بوضع نهاية لنظام ترامب / بانس و الفاشيّة التي يجسّدها – ذلك يمكن أن يمارس ضغطا على الديمقراطيّين كي يردّدوا صوت المعارضة لترامب على أساس يقترب على الأقلّ من جوهر و طبيعة الفاشيّة الأساسيين لنظام ترامب / بانس ... و هذا بدوره يمكن أن يدفع المزيد من الناس إلى النزول إلى الشوارع مطالبين بذلك ...و بدوره يمكن أن يخلق هذا حتّى ظروفا و أوضاعا اكثر مواتاة لخوض النضال لترحيل ها النظام .
فكّروا في ما قد حصل نتيجة التمرّد الجميل الذى جدّ ضد العنصريّة الممأسسة و ضد إرهاب الشرطة بطرق لها دلالتها ، عرف " الحوار حول الأجناس " تغيّرا دراماتيكيّا . ففجأة ، شعر الديمقراطيّون و شعرت مؤسّسات أخرى تابعة إلى " النظام السائد " بأنّهم مُجبرون على الحديث ليس عن الحاجة إلى " إصلاح الشرطة " فحسب وإنّما أيضا عن " العنصريّة النظامية" -و هناك نقاش واسع النطاق حول كامل تاريخ هذه البلاد بجذورها الراسخة في العبوديّة و الإبادة الجماعيّة ضد شعوب السكّان الأصليّين ! لا مجال لأن يحدث ذلك – و المشهد السياسي ما كان ليتغيّر بهذا الشكل الدراماتيكيفى هكذا فترة زمنيّة قصيرة – لولا هذا التمرّد الجماهيري الجميل ! والشيء نفسه يمكن أن يحدث بالطريقة المباشرة ذاتها (" المصغّرة " )، إذا لم يوجد تواصل للتحرّكات الشرعيّة ضد الإضطهاد العنصري و إرهاب الشرطة و مظالم رهيبة أخرى فحسب بل إذا تمّ ربط كلّ هذا معا و أُعطي تعبيرا قويّا و بقيت الجماهير الشعبيّة بأعداد متواصلة النموّ في الشوارع تطالب بقوّة بوجوب رحيل نظام ترامب بانس الفاشيّ !
و لئن ظلّ هذا النظام الفاشيّ في السلطة عندما يحين وقت الانتخابات سيتطلّب ذلك ليس مجرّد أن يقوم الناس بحركة واحدة بالتصويت بأنفسهم و إنّما أيضا العمل على حشد الناس بأعداد ضخمة لأجل أن يمنى النظام الفاشيّ بهزيمة إنتخابيّة حاسمة. لكن في الوقت نفسه ، مثلما شدّدت على ذلك بصفة متكرّرة – و ليس بالإمكان التشديد على هذا مرّات أكثر من اللازم – لكافة هذه الأسباب المناقشة هنا ( وكذلك في مواقع أخرى في هذه السلسلة من المقالات وفي بيانى المؤرّخ في غرّة أوت) التعويل على الانتخابات دون التعبأة الجماهيريّة المطالبة بترحيل هذا النظام ، سيؤدّى على الأرجح إلى كارثة .
يجب على الجماهير الشعبيّة أن تتحرّك الآن لإيجاد الظروف الأكثر مواتاة لفرض ترحيل هذا النظام فتواصل ذلك أنّ تواصله في الحكم و مزيد تعزيز سلطته ، ستكون له حقّا ودون مبالغة تبعات كارثيّة .
رفع هذا التحدّى التاريخي و تجاوز كافة العوائق ( بما فيها تلك فينا نحن )
و أيضا كما شدّدت على ذلك : " سيكون خطأ فادحا جدّا الإخفاق في أخذ ما يعلن عنه صراحة ترامب و أنصاره الفاشيّون مأخذ الجدّ ." بما في ذلك تهديداتم حتّى بمزيد العنف لضمان بقاء ترامب/ بانس في السلطة . لكن حقيقة حتّى أهمّ هي التالية: " لكن مهما كانت هذه التهديدات حقيقيّة حقّا هي و أعمال العنف الفاشيّة و الإستعدادات لإستخدام عنف أكبر حتّى – فإنّ الخضوع و الإستسلام لذلك سيفضى إلى فظائع أكبر بكثير ." (9) في مواجهة هذا بوسع كلّ إنسان شريف أن يستلهم و يستقى الشجاعة من تحرّكات الجماهير الشعبيّة التي واجهت بتحدّى الهجمات المتكرّرة من طرف الشرطة و فيالق جنود العاصفة الحكوميّة تحت قيادة نظام ترامب / بانس و كذلك هجمات قطّاع الطرق المسلّحين الفاشيّين الموالين لترامب ، و نزلت بكثافة إلى الشوارع لتعبّر عن غضبها بشأن العنف العنصريّ و القتل العنصري و عن تصميمها على ضرورة وضع حدّ لهذا .
لكن ليسن مجرّد الخوف مهما كان أساسه صحيحا هو الذى يجب تجاوزه . فهناك أيضا الفكر الفرديّ الذى صار منتشرا جدّا و عادة يعبّر عن نفسه بعبارات متطرّفة جدّا في هذا المجتمع لا سيما في الأزمنة الحديثة . في وضع اليوم ، مواجهين تصاعد و تسريع الطاغوت الفاشيّ ، عادة ما تعبّر هذه الفرديّة عن نفسها الآن بهذه العبارات :" بينما أكره كلّ ما يمثّله ترامب و كلّ ما يفعله ، يجب أن أعتني بنفسى و بأقاربى ؛ و وضع نفسى على الخطّ للقفز و للمعارضة النشيطة لهذا بالنزول إلى الشوارع و التظاهر حول مطلب وجوب ترحيل هذا النظام الآن – في حين أنّه لا يوجد الكثير من الناس يقومون بذلك بعدُ – حسنا ، هذا خطر لا أنوى أن أقبل به خاصة و أنّ هناك انتخابات قادمة و ثمّة إمكانيّة أن تقوم بمعالجة المشكل ".
هنا – إلى جانب جلب الإنتباه مرّة أخرى إلى الطرق التي يُفسد بها ترامب بعدُ الانتخابات و يستولى عليها ، وهو يستخدم العنف و التهديد حتّى بمزيد العنف للبقاء في السلطة ، بقطع النظر عن ما يحدث عمليّا في هذه الانتخابات – يحتاج أن يشار إليه بقوّة : لو أنّ كلّ من عبّر عن ( أو شعُرب ) هذه المشاعر نزل على الشوارع فعليّا ، كانت ستوجد قوذة تعدّ تماما بالملايين و حتّى بعشرات الملايين ، تظهر بقوّة تصميمها على وجوب ترحيل نظام ترامب / بانس الآن ! – كما تنادى بذلك و تنظّم لأجله منظّمة RefuseFascism.org .
كما ينبغي أن يقال بصوت عالى و بارز : هذه الفرديّة المستشرية – كلّ فرد يفكّر في نفسه فقط و يخفق في أو يرفض التحرّك على أساس المصالح الأوسع للإنسانيّة – جزء كبير من لماذا نواجه الوضع الفظيع الذى نواجه الآن . و المواصلة على النحو عينه لن تفعل سوى المساهمة في جعل الأمور أسوأ بكثير ، بتبعات كارثيّة حقّا بالنسبة إلى الإنسانيّة جمعاء – التي سيتمكّن القليل منها من النجاة – إن تمكّن من ذلك . ( و إلى جانب الخطر القائم بصفة دائمة ، خطر السحق النووي، خاصة و متنمّر مجنون ، ترامب ، يضع إصبعه على الزرّ النووي ، فكّروا في أزمة البيئة و الدمار المشتدّ و المتسارع الذى ألحقه بعدُ نظام ترامب/ بانس بالبيئة – و ما سيفعله على نطاق أفظع بكثير لو ظلّ في السلطة ).
قد يكون من " اليسير " لكنّه من المصلحة الجوهريّة للجميع ( كلّ من يشغله و لو قليلا بالظلم و اللامساواة الإجتماعيين، و يشغله لوجود بيئة طبيعيّة و كذلك إجتماعيّة يمكن فيها للبشر أن يتنفّسوا و يملوا في الإزدهار ) أن تكون لدينا نيّة أن نكون جميعا " ضمن الأوائل " في التقدّم بجرأة وأن نكون جزءا من حشد جماهيري حقّا يطالب بوجوب ترحيل هذا النظام، الآن – و بالقيام بذلك ، إكتشاف أنّها بعد كلّ شيء لسنا " وحيدين " أو " فقط بضعة أرواح جريئة " و إنّما نحن معا ليس في المشاعر فحسب بل كقوّة عمليّة تعدّ الآلاف و في نهاية المطاف الملايين .
أجل ، صحيح أنّه لا وجود ل " ضمان " حتّى بأنّ تنجح هذه التعبأة الجماهيريّة في فرض ترحيل هذا النظام - وهذا النظام، إلى جانب المتعصّبين المجانين الفاشيّين الذين يشكّلون " قاعدته " سيتصدّون بشراسة لهذا – لكن يمكن أن نضمن أنّه لو نجح هذا النظام في البقاء في السلطة بإفساد الانتخابات و الإستيلاء عليها ثمّ رفضه المغادرة مرّة أخرى ستكون التبعات حقّا كارثيّة .
و في حين أنّه لا وجود ل " ضمان " ، هناك إمكانيّة محدّدة لمخرج إيجابي . و مجدّ>ا ن فكّروا في التأثير الهائل الذى كان للتمرّد الجميل ضد الإضطهاد العنصري و إرهاب الشرطة ، تقريبا " بين ليلة و ضحاها ".
و في الوقت نفسه ، من المهمّ فهم أنّه حتّى و إن و مع أنّ تعبأة جماهيريّة تطالب بترحيل هذا النظام يمكن أن يكون تأثير قويّ على الساحة السياسيّة و على كافة مؤسّسات السلطة و قطاعات المجتمع ، لن تمضي الأشياء على الأرجح إلى الأمام مثل مجرّد إمتداد خطّ مباشر لهذه التعبأة الجماهيريّة . بالأحرى ، من المرجّح أكثر أن ما يحدث سيكون تفاعلا بين هذه التعبأة الجماهيريّة و التناقضات و النزاعات في صفوف السلطات القائمة ، ما سيحتدّ بفعل التعبأة الجماهيريّة – التي يمكن أن تؤدّى إلى أزمة سياسيّة بأبعاد قويّة و عمق كبير بحيث تفرض على الذين يقاومون عادة بشدّة القيام بالأشياء خارج " الوسائل و الإجراءات المؤسّساتيّة التقليديّة " لهذا النظام ، سلطات الطبقة الحاكمة التي عادة لا تنخرط مباشرة في سياسات النظام و حتّى بعض الذين إلى حدّ الآن تمسّكوا بعناد بهذا النظام الفاشيّ ، سيتوصّلون إلى إستنتاج ضرورة ترحيل النظام – إلى على الأقلّ إجبار ترامب ( و بانس ) على الإستقالة – لأجل تجنّب ازمة أعمق حتّى بالنسبة إلى كامل نظامهم .
و مجدّدا ، ما من أحد بمقدوره أن يقول بيقين مطلق ما ستكون نتيجة كلّ هذا ، لكن تمرّدا شعبيّا جماهيريّا حقّا يستهدف ترحيل نظام ترامب / بانس حتّى قبل الانتخابات ، يمكن أن ينهض بدور قويّ جدّا في إجاد ظروف مواتية للتعاطى مع التصميم الجنوني لهذا النظام على البقاء في السلطة و إحداث حتّى المزيد من الفوضى و الأهوال .
و من الحيويّ الإقرار بأنّ
" التعبأة الجماهيريّة الضروريّة لا يمكن بناؤها " بين ليلة و ضحاها " ما بعد الكارثة – و لا يمكن بناؤها بحصر الأشياء ضمن الإطار و الحدود اللذين يؤكّد عليهم الديمقراطيّون . " (10)
و إنّه لواقع أنّه منذ الأيّام الأولى لنظام ترامب / بانس ، كانت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " تنادى بالحشد الجماهيري حول مطلب وجوب رحيل هذا النظام ؛ و بينما قد وحّدت الآلاف إلى حدّ الآن لينزلوا إلى الشوارع و يصرخوا بهذا المطلب ؛ و بعدُ هذه التعبأة لم تنته إلى نموّ متسارع و متضاعف ( بقفزات و وثبات ) نحتاج إلى بلوغه الآن و بسرعة كبيرة . إلاّ أنّه إعتبارا لأنّ هؤلاء الملايين يعبّرون حقيقة عن المشاعر القويّة الكامنة لدى عشرات الملايين ، فإنّهم يمثّلون عمليّا قوّة عتيدة كامنة ، و من الحيويّ البناء على كلّ تقدّم يتحقّق في بلوغ الناس و تعبأتهم بما في ذلك بواسطة تمكين الذين تقدّموا ليصبحوا هم ذاتهم منظّمين للمزيد من الآخرين ... الذين يصبحون بدورهم منظّمين لحتّى أعداد أكبر . و أكثر من ذلك ، من المهمّ جدّا الإقرار و العمل على فهم أنّ الأزمان الآن بالذات مختلفة جدّا عن ما كانت عليه طوال السنوات القليلة الماضية ، حتّى مع كلّ الفظائع التي إقترفها هذا النظام طوال هذه السنوات .
الآن الأشياء أحدّ بكثير وهي تتطوّر بنسق متسارع أكثر بكثير خاصة و أنّ ترامب يكثّف من هجومه الفاشيّ مع إقتراب الانتخابات المبرمجة . و لهذا تأثيرات متناقضة . فمن جهة ، يقوم النظام و أنصاره الفاشيّين بقمع المحتجّين على الظلم و الهجوم عليه هجوما عنيفا – و يهدّدون بقمع و عنف أشدّ – مع إقتراب الانتخابات بسرعة ما قاد عددا غير قليل من الناس ضمن الذين يكرهون هذا النظام إلى السقوط في الموقف السلبيّ ،موقف مجرّد نتظار الانتخابات على أمل أن تعالج نوعا ما الأزمة التي تحتدّ اليوم في إطار سيّئ للغاية . لكن الجانب الآخر من القصّة هو أنّ إندفاع هذا النظام و أنصاره بلا هوادة حتّى مع إقتراب الانتخابات ، و مضيّهم قدما تماما في الطغيان الفاشيّ و إفساد الانتخابات و الإستيلاء عليها و رفض القبول بالهزيمة في الانتخابات و البقاء في السلطة بغض النظر عن نتائج الانتخابات – و قد بيّن هذا بقوّة واقع ما يمثّله هذا النظام ن الخطر الموضوعي الكبير للإكتفاء بإنتظار الانتخابات و الحاجة الكبرى إلى النزول إلى الشوارع الآن للمطالبة بوجوب ترحيل هذا النظام .
و يعرّج هذا مرّة أخرى عن أهمّية التعبأة التي هي بصدد الحدوث بعدُ حول مطلب رحيل ترامب/ بانس الآن ! و يتحدّث عن الأهمّية الكبرى لهذه التعبأة مهما كانت الأعداد التي تنظّمها في أي زمن معطى ، متحوّلة إلى تعبأة مستمرّة تحصل يوما بعد يوم و للبناء على كلّ تقدّم محقّق له دلالته .و مع القيام بهذا بطرق في آن معا مصمّمة و مبدعة " تخطف خيال " الناس – إلى جانب الإحتدام المتواصل للأزمة التي تدفع إليها إلى درجة كبيرة الآن أعمال و تصريحات ترامب الفاشيّ – " يمكن للأشياء أن تتجمّع " و " يمكن للسدّ أن ينهار " جرّاء أعداد متنامية من الناس الذين تفيض بهم الشوارع رافعين بصوت حتّى أعلى فأعلى مطلب ضرورة ترحيل هذا النظام ، الآن ، و داعين أعدادا حتّى أكبر إلى الإلتحاق بهذه التعبأة الجسورة و التي نحتاج إليها بصفة إستعجاليّة .
في الختام :
" بوعي تام بما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ، و ما يعنيه أن لا يبحث ترامب عن محو أصوات الذين سيصوّتون ضدّه فحسب بل كذلك عن الإعداد لإستخدام القوّة و القمع العنيف للبقاء في الموقع الذى يحتلّة إذا لم يقع إعلانه الفائز في الانتخابات، من الأهمّية الحيويّة و الإستعجاليّة أن نشيّد الآن حقّا تعبأة جماهيريّة حقّا و مستمرّة موحّدة حول مطلب ضرورة تحيل هذا النظام الآن ! و بتوجّه الإستعداد لمواصلة هذا حتّى بعد الانتخابات ، إذا تطلّب الوضع ذلك . " (11)
+++++
" يجب مواجهة التعصّب الجنوني للفاشيّين المشدّدين على بقاء ترامب في السلطة مهما حدث ، و يجب التغلّب عليه . بفضل ارتفاع شدّة الوعي الحماسي للجماهير الشعبيّة التي تكره كلّ ما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ، و التي تعترف بتهديده الوجود الحقيقي جدّا الذى يمثّله هذا النظام بالنسبة للإنسانيّة وهي مندفعة بتصميم شرعي وعادل على وجوب ترحيل هذا النظام ! " (12)
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1. The Trump/Pence Regime Must Go! In The Name of Humanity We REFUSE To Accept a Fascist America, A Better World IS Possible. Video of this speech is available at revcom.us.
2. Kristin Kobes Du Mez, Jesus and John Wayne: How White Evangelicals Corrupted a Faith and Fractured a Nation, Liveright Publishing. The part quoted here is from the “Introduction.”
3. Fascists Today And The Confederacy: A -dir-ect Line, A -dir-ect Connection Between All The Oppression. This article of mine is also available at revcom.us.
4. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay in Power, Part 2 of Voting Will Not Be Enough—We Need To Take To The Streets, And Stay In The Streets Demanding Trump/Pence Out Now! This article is available at revcom.us.
5. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution (also available at revcom.us).
6. “Reflections on Pacific School of Religion’s Response to the Religious Right,” by Dr. Hubert Locke, also available at revcom.us—emphasis added.
7. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution.
8. The Democrats Can’t Fight Trump The Way He Needs To Be Fought, Part 1 of Voting Will Not Be Enough—We Need To Take To The Streets, And Stay In The Streets Demanding Trump/Pence Out Now!
9. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay in Power, emphasis in the original.
10. The Democrats Can’t Fight Trump The Way He Needs To Be Fought.
11. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution (also available at revcom.us), emphasis in the original.
12. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay In Power, emphasis in the original.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري