الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعداءُ مصرَ الخبثاء

فاطمة ناعوت

2020 / 10 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


خبثاءُ ذوو دهاء يجيدون الاختلاقَ وتنميقَ الأكاذيب وتعمية العيون. بذيئون ذوو ألسنٍ طولى كطول الكمد. محترفون في المشي فوق الحبال، ولا يقعون. فإن وقعوا شرَّ وقعة، وانكشفوا، قالوا أوقعتنا مصرُ وأبناؤها. يطيرون من شجرة زقّوم، إلى أخرى، لا كما العصافير، فهم لا يحملون عذوبة العصفور ونقاوة قلبه وحبّه للحياة والشدو. بل يتعلقون من أقدامهم في أغصان الشجر الشيطانيّ كما الخفافيش، وينتظرون. وحين يبصرون طريدة تسير غافلةً بين الشجر، يتحولون في لحظة إلى حداءات ناهشة، تنقضُّ ناشبة أسنانها في عنق الضحية ثم يشرعون في مصّ الدماء النقية وضخّ الدم المسموم.
يجيدون اللعب بالكروت المزوّرة. هدفهم الأوحد “إسقاطُ مصر” التي بأمر الله تعالى لن تسقط. ينفقون من الأموال ما لا يتصوّرُه عقلٌ من أجل تكسير مجاديف دولة عظيمة توالت عليها المحنُ والنوازلُ، ثم بدأت اليومَ تستفيقُ وتتنفس وتنهضُ وترتقي، وهذا مؤلمٌ لأعدائها أشدّ الألم. أعداءُ مصر الخبثاء في قطر وتركيا يشترون من أبناء مصرَ مَن يسهُل شراؤه بالمال تارةً، وبالتضليل والإفك تارة. جنودُهم الجاهزون للطاعة هم الخونةُ من جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الإسلاموية وحزب النور وغيرهم، وجميعُ من سبق هم أعدى أعداء الإسلام وألدّ أعداء الوطن. كيف ظهرت تلك التكتلات الماكرة بعد 2011، ولماذا ما كان لها وجود قبلها؟ قبل 2011 كان يمنع ظهورهم القانون رقم 40 لعام 1977 الذي يمنع تكون أحزاب على أسس طائفية وعقدية. وهذا النهج الرفيع كان امتدادًا للحالة المتحضرة التي نشأت بعد ثورة 1919 حيث توحّد المسلمون والمسيحيون و"اليهودُ المصريون" من أجل تأسيس دولة مدنية متحضرة لا تعرف الهوس الطائفي ولا العنصرية العقدية؛ بل تبنّت الانتماء للهُوية المصرية والقومية، والتوحّد على خلق حالة ثقافية تساعد مصر على اللحاق بالركب الحضاري والعلمي الذي تخلّفت عنه. ولكن بعد 2011، نجح أولئك الخبثاءُ في إقناع شطر من الشعب المصري بأن المصريين ناقصو عقل ودين، وأن تلك الجماعات الخبيثة رُسلٌ من السماء أرسلهم اللهُ للأخد بيد المصريين "ناقصي الدين"، نحو الجنة. ولولاهم لزُفَّ أبناءُ مصر إلى الجحيم جموعًا حاشدة إثر جموع! وبدأ الخبثاءُ في اعتلاء المنابر يدعون على المدنيين من المسلمين المثقفين والمعتدلين الطبيعيين من البشر بالويل والثبور وعذاب القبور، بعدما كان دعاؤهم الأبديّ مقتصرًا على "الكفار في زعمهم”: المسيحيين واليهود! لهذا انتعشت حالاتُ الهوس الديني الزائف التي سمحت لتلك الأحزاب والجماعات بالتكون والتوحّش في غفلة من الزمان، وفي مخالفة صريحة للقانون والدستور المصري. وماتت حركة التنوير التي أطلقتها ثورة 19 وذهب أدراجُ الرياح كلُّ كفاح أجدادنا المفكرين العظماء من أجل بناء مصر المستنيرة. لكن ثورة جديدة اشتعلت في مصر ضدّ أولئك الخبثاء، ونجح المصريون في انتزاع مصرَ المحتضرة من بين أنيابهم في يونيو 2013، في محاولة لاستعادة حراك التنوير الذي بدأه آباؤنا المفكرون وأجهضه تجارُ الدين البلداء المرتزقة.
لكنهم كالفينيق الشيطاني ينبعثُ من رقدته كلما نجح التنويرُ في كبح غلظته واستعدائه لخلق الله. كيف؟ لأنهم جهابذة في التحايل والتآمر وضخّ الأموال في جيوب عبيد المال. يقتلهم ارتقاءُ مصر المشهود الذي يصنعه الرئيس السيسي ويلمسه كلُّ مصريّ في شتّى مناحي الحياة من صحة وتعليم وعمران واستثمار. تُدمي قلوبَهم نهضةُ مصر الطافرة على يد حاكم أحبّ مصرَ وقرر أن ينتشلها من الضياع مثلما انتشلها من أنياب ضباع الإخوان وأزلامهم في 2013. جنّدوا قنواتٍ ومنابرَ أعلامية هائلة برؤوس أموال مليارية يديرُها مصريون خائنون وغيرُ مصريين حاقدون؛ وظيفتهم الوحيدة تعميةُ الناس عما يحدث في مصر من نهضات حقيقية يشهدها كلُّ ذي عينين وكلُّ ذي عقل يدركُ أن مصرَ تربطُ الحزامَ على خصرها حتى تنهض من كبوتها في غدٍ قريب مشرق بإذن الله. ولأجل هدفهم الأوحد "إسقاط مصر" يدغدغون الناسَ بكارت الفقراء وكارت الدين. بينما يعلمُ المصريون الواعون أننا نسدّد ديونًا قديمة متراكمة زادت بثورتين استنزفتا اقتصادَ مصر؛ وعلينا "جميعًا" تحمُّل الضنكَ والتقشّف برهةً من الزمن؛ حتى تتعافى مصرُ ونتعافى معها. وأما الدين فمحفوظٌ في مصر بأمر الله؛ مهما حاول أولئك الخبثاءُ تشويهه وتحويره ليناسب مقاسات أفكارهم الشوهاء. ينسى أولئك الخونة أن الشعبَ في مجمله قد استفاق من خداعهم وبات على دراية كاملة بزيفهم وريائهم واتّجارهم بالدين والسماء. اللهم احمِ مصرَ من أعدائها الذين مددنا لهم يدنا بالخير عقودًا طوالا فقابلوا الإحسان بالخسّة والجحود. اللهم احم رئيسنا الوطني النبيل "عبد الفتاح السيسي" الذي يحمى مصر من ويل مقيم يتربص بها من كل جانب. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحفظُ أمنَ الوطن”.



***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مثقفو السلطة و عبادة الطاغية
ساسين ( 2020 / 10 / 4 - 23:56 )
مقالة تتطابق في أسلوبها و محتواها مع تقارير أجهزة القمع البوليسي و المخابراتي ، تكتظ بالنعوت الخشنة و ألفاظ السباب و الشتائم ، و تستعير نهج و شتائم المذيعين عمرو أديب و أحمد موسى ، و ترفع الجنرال حاكم مصر – بالقوانين المقيدة للحريات – إلى مصاف الآلهة . و الكاتبة ربما لا تدري أن الملايين البؤساء من الشعب المصري يعيشون على ما دون الكفاف في عهد السيسي ، و ان السيسي يستدين مليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي ، لا ليرفع مستوى معيشة الطبقات المسحوقة ، بل ليبني القصور الرئاسية و يقيم مدينة خاصة لاصحاب الملايين يسميها عاصمة جديدة ، و الفقراء هم من سيسدد الدين و ارباحه المركبة ، و ربما لا تدري الكاتبة ان سجون السيسي تكتظ باليساريين و العلمانين المدافعين عن حقوق الانسان المصري ، و أن السيبسي يتقاطع مع الاخوان و السلفيين فكريا ، و لا خلاف له مع الاخوان إلا على السلطة ، و قد عدل الدستور فضمن لنفسه البقاء فيها مدى الحياة .


2 - فن النفاق
على سالم ( 2020 / 10 / 5 - 06:41 )
يوجد فى السجون المصريه الان مايقرب من مائتى الف مصرى وكل جريمتهم انهم لايحبوا نظام السيسى المجرم الابله , هذا نظام متوحش وسادى وبربرى منحط , لايزال المنافقون والمهللاتيه والمطبلاتيه يطبلوا لهذا النظام المستبد الديكتاتورى القمعى , الرجا بعض الحياء


3 - السياسة فن الممكن
منير كريم ( 2020 / 10 / 5 - 06:57 )

تحية للشاعرة فاطمة ناعوت
اقول للجميع
لو كان في مصر طبقة سياسية ليبرالية قوية واحزاب مدنية علمانية راسخة
تتجاوز العسكر والاخوان والسلفيين كما في الهند مثلا لما رايت المثقفين في هذه الحيرة
الاسلام السياسي كبديل امر مرعب
شكرا لك


4 - المشكلة
ماجدة منصور ( 2020 / 10 / 5 - 09:55 )
المشكلة الحقيقية في مصر الآن أنه لا بديل سوى الإخوان المسلمين0
أين العلمانيون؟؟؟
اين الشيوعيون؟؟؟
هل إنشقت الأرض و إبتلعتهم؟؟؟
لا خيار آخر لدى الكاتبة...فلا ترمونها بسهماكم0


5 - الثقافة الصحيحة اولاً
طارق حسين ( 2020 / 10 / 5 - 10:54 )
المشكلة في مصر موروثات الوعي الجمعي من اساطير الاسلام المترسخة في عقول البسطاء، وما اكثرهم في مصر، هذه الاساطير التي حقنت في الانسان المصري اما جهلا ام عنوة كان لها الاثر الكبير في خلق عادات وتقاليد مصرية مربوطة بالاسلام الاسطوري الذي تغلغل في نفوس المصريين، والتي استطاعت الجماعات الاخوانية استغلاله لبسط نفوذها على العقل المصري وشطره الى نصفين، اسلامي عدواني تابع للاخوان، واخر اسلامي تابع لله فقط... ان كل ما يحتاجه المصريون هو فقط اعادة قراءة ثقافتهم بصورة صحيحة. على المصريين اعادة صياغة ثقافة المدارس والتعليم كي ينهض الفكر المصري من سبات اسلامنا العنصري والعدواني


6 - مشكلة مصر
هانى شاكر ( 2020 / 10 / 5 - 21:47 )

مشكلة مصر
______

حكمنا حثالة البشر ( فاروق ، ناصر ، السادات ، ابو ريالة ، ابو زبيبة ، و ابو جلمبو ) فافقرونا و اذلونا و باعونا للأخوان و السلفيين و تركونا نتكاثر كالحشرات .. وصرنا بلا ثمن و بلا قيمه

الإنسان المصرى غائب .. حيران .. مُهان ... و للأسف رخُص فى عين الحُكام و المتنفذين

الأهل يبيعون ابنتهم القاصر (( عروسة )) موسمية ب 500 رولار لكحكوح الخليج .. و الشاب مجند ب 30 دولار شهريا للعمل فى السخرة فى مزرعة سعادة الباشا اللواء .... او كومبارس فى مسرحية القطار ( السخيفة ) و ثمن التذكرة و الأم البطلة و برقية التحية و الهدية Apple iPhone 11

لمعالجة ماجرى من حثالة حكامنا نحتاج 100 سنة .. ينزل فيها التعداد من 110 مليون الى 15 مليون .. ، .. و حجم الفساد من 100 % الى 20 % .. ، .. و يتم فصل الدين عن الحكم و الحياة العامة

...


7 - هم في سجون السيسي
ساسين ( 2020 / 10 / 6 - 01:24 )
إجابة على أسئلة ماجدة منصور : العلمانيون و الشيوعيون (و غيرهم من الحقوقيين و الوطنيين المصريين المعارضين للسيسي) هم في سجون السيسي . لم تنشق الأرض و تبتلعهم ، بل إن سجون السيسي و زنزاناته هي من فغرت أشداقها و ابتلعتهم .
فالسيسي لم يبن القصور الرئاسية الباذخة فحسب ، بل بني أيضا أكثر من 27 سجنا جديدا ، ليسوق إليها كل من ينتقده و لو بتدوينة على الفيسبوك .
أما خيار (الحد الأدنى) أمام أي كاتب مستقل ، فهو أن (يصمت) طالما انه لا يقوى على حمل مسؤولية شرف الكلمة ، فلا شيء يضطره أن يبرر للسيسي و يطبل له .
أما التطبيل فليس بلا مقابل
و في مصر تحديدا ، ديمقراطية الشارع (الديمقراطية الشعبية) كفيلة بتصحيح الانحرافات ، لكن حكم الجنرالات يغلق الشارع و يفتح السجون . و المصيبة أن السيسي جنرال أبله .

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة