الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب السعادة _ الباب الأول والثاني

حسين عجيب

2020 / 10 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كتاب جديد _ السعادة ( ب 1 و 2 و ...)

1
كتاب السعادة والزمن _ الباب الأول

السعادة ( أيضا الصحة العقلية ) بدلالة درجة الغضب أو الرضا ، الثابتة نسبيا ....
السعادة علامة الصحة العقلية ، عرضها المحوري ، وماهيتها بالتزامن .
الغضب المزمن ، وخاصة الغيظ النرجسي ، علامة المرض العقلي وماهيته .
يتحدد مستوى الصحة العقلية ، ودرجتها ، بالمسافة بين القناع الاجتماعي للفرد وبين النرجسية الأولية ، حيث المستوى النرجسي يجسد نواة الشخصية الفردية ، بينما القناع الاجتماعي يمثل محيط الشخصية وسطحها الموضوعي والخارجي .
هذا الموضوع ، مع درجة الحاجة إلى عدو أو صديق ، سوف تتم مناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، خلال الفصول القادمة .
....
قرأت حديثا كتاب حنة أرندت " بين الماضي والمستقبل " ترجمة عبد الرحمن بشناق .
وأقرأ حاليا كتاب غاستون باشلار " جدلية الزمن " ترجمة خليل أحمد خليل " .
كما قرأت العديد من النصوص والمقالات المتفرقة ، التي يجمعها موضوع واحد " الزمن " .
لم أكن لأكترث للتناقض الصارخ بين العنوان والمحتوى في جميع تلك الكتب والنصوص ، وربما لم أكن لأنتبه لذلك أصلا قبل 2018 .
كنت أفكر مثلهم بالضبط .
سنة 1998 شاركت في مسابقة فكرية _ أدبية ، أعلنت عنها مجلة النداء اللبنانية الناطقة باسم الحزب الشيوعي ، والمسابقة نظمتها مؤسسة يسارية ألمانية نسيت اسمها .
بالمختصر المفيد ، كنت ضمن الموقف السائد عالميا وليس عربيا او محليا فقط ، حيث يشعر ويعتقد القارئ أو المستمع لكلمات : واقع ، فكر ، زمن ، حاضر ...أنه فهمها مباشرة .
....
لا تفكر حنة أرندت وهي تناقش بين الماضي والمستقبل ، أنها لم تفكر سابقا ( ولا لاحقا ربما ) في معنى كلمات مستقبل أو ماض أو زمن ....كما نفعل أنت وأنا والجميع .
باشلار وجدلية الزمن شأن آخر ، صاحب التعريف الأشهر للعلم : " العلم تاريخ الأخطاء المصححة " ، يكتب عن الزمن بكسل عقلي يصعب تصديقه .
أليس هذا هو الموقف السائد من الزمن علميا وعالميا حتى اليوم ؟!
نعم للأسف .
يشبه الموقف تلك الثقة ، التي كانت سائدة قبل غاليلي وكوبرنيكوس ، بأن الأرض مركز الكون وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
....
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
هذا ما كتبه رياض الصالح الحسين ، بالحرف ، قبل نصف قرن .
كان يعرف أن اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي ، وليس العكس بالطبع .
النتيجة المباشرة ، أن التاريخ لا يتقدم إلى المستقبل .
التاريخ يعود إلى الوراء ، كل لحظة ، ثم يتلاشى في الماضي المطلق .
....
أملي ، ان تحرض كتاباتي عن الزمن والسعادة والحب والمعرفة والحرية ، أصحاب العقول المتفتحة . وهي بغالبيتها أفكار الآخرين ( شعراء وعشاق وفلاسفة وعلماء وروائيين وموسيقيين وفنانين ، وغيرهم من بناة العالم الحقيقيين ) .
املي ، ان تحرض هذه الآراء على قراءة... حنة أرندت وغاستون باشلار ، ورياض الصالح الحسين بصورة خاصة . الشاب الأصم الذي مات ولم يكمل 28 سنة . وما يزال يشكل العلامة الفارقة ، ليس في الشعر السوري فقط ، بل العربي كله .
....
السعادة والزمن _ حلقة مشتركة
يجدر الانتباه ، والتركيز بالفعل على هذا التناقض الصارخ :
كل يوم جديد ، ويحدث لأول مرة .
بالتزامن :
كل يوم قديم ، وتكرار بلا نهاية .
عدا استثناء وحيد ، ومزدوج : يوم الولادة ، ويوم الموت .
تلك هي حياة الفرد الإنساني بلا استثناء _ تشابه كامل _ ومع ذلك ، ما يزال الغالبية المطلقة من البشر يعتقدون أن اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، وقد تستمر الغفلة طويلا !
( لا يمكن فهم الواقع الموضوعي ، قبل تصحيح التصور التقليدي لحركة الزمن ) .
هل يمكن حل قضية على هذه الدرجة من الوضوح والغموض معا وبنفس الوقت !؟
يمثل هذا النص ( كتاب السعادة ) بالتزامن ، مع كتاب النظرية الرابعة ، محاولة جدية للحل .
....
خلال عشرات القرون ، وحتى اليوم ، بقي موقف العقل الإنساني _ على المستويين الفردي والمشترك في حالة فصام صريحة ، حيث يقبل الفكرة ونقيضها ( الشيء ونقيضه ) بالتزامن !
من جهة ، يمثل الموقف الجدلي حلقة مفرغة ، داخل دائرة الراحة والأمان إلى الأضيق فالأضيق ، حالة التكرار والتشابه بشكل دوري ومغلق :
لا جديد تحت الشمس .
العود الأبدي .
الاجبار على التكرار .
وغيرها كثير ...
بالمقابل الموقف التعددي خارج دائرة الراحة والأمان ، حيث المجهول والاختلاف ، وحالة الابتعاد القصدي والواعي خارج دائرة الإلفة والعادة ، إلى الأبعد فالأبعد :
أثر الفراشة .
انت لا يمكنك السباحة في مياه النهير مرتين .
كل لحظة يتغير العالم .
وغيرها كثير ...
1
الحاضر يجمع النقيضين ، ربما يدمجهما ، ولا نعرف حتى اليوم كيف يحدث ذلك ولماذا .
وبدل الاعتراف بالموقف العلمي _ المعرفي المتواضع بالفعل ، وخاصة معرفة الزمن والحاضر ، وبعد ذلك البدء بشكل جدي في محاولة تحديد معرفتنا الحالية وما نجهله !
لكن ما يحدث غالبا هو على العكس ، حيث الرطانة الفلسفية ، والعلمية أكثر تغطي سباق الفئران إلى قطعة الجبن ، ولا شيء تقريبا غير ذلك .
لنتأمل فقط في نظرية الانفجار الكبير ، وبعض تناقضاتها :
1 _ تعتبر النظرية أن لحظة الزمن والحياة واحدة ، بينما هما على العكس تماما ، متناقضان ، ويختلفان عن لحظة المكان أيضا ( الاحداثية ) . ولكم النظرية تفترض أن الثلاثة واحد .
2 _ تفترض النظرية بشكل مضمر ، أن الكون نظام مغلق ، وله بداية بسيطة ومفردة .
وهذا المستوى من التفكير أولي ، في أكثر التعابير لطفا ، فهو دون المنطق الذي أسسه الفلاسفة منذ عشرات القرون في اليونان والهند والصين ، وغيرها أيضا .
3 _ النظرية تجسد الموقف التقليدي ، التمركز الشديد على الذات ، حيث تعتبر بشكل ضمني أيضا أن المركز هنا ( الأرض ، أو الشمس ، أو المجرة ) ، بينما في الحقيقة ما يزال كل ذلك مجهولا بشكل تام ( حدود الكون ، وطبيعته ، ومكوناته الأساسية بالإضافة إلى البداية والنهاية ، والخارج والداخل وغيرها من الأسئلة المجهولة بالكامل ) .
....
تشكل النظرية الرابعة للزمن " أو الجديدة " مساهمة فعلية في حل هذه القضية ( طبيعة الواقع ومكوناته ، والزمن خاصة ) ، المشتركة بين العلم والفلسفة ، والمعلقة منذ قرون .
وبعد معرفة الوضع المزدوج لليوم ( لكل يوم جديد ) ، والمتناقض بطبيعته ، حيث يجمع الحاضر والحضور بطريقة ما نزال لانعرف كيف تحدث ، ولماذا ؟!
الحاضر زمن ( الآن وقت محدد ، في الغد أو اليوم أو الأمس ) ، بينما الحضور حياة ( هنا ، نبات وحيوان وإنسان ) .
يوجد ازدواج آخر لليوم ، حيث سهم الحضور ( الحياة ) يبدأ من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل في المرحلة الثالثة والنهائية . على العكس من سهم الحاضر ( الزمن ) فهو يبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي في المرحلة الثالثة والنهائية .
باستثناء يوم الولادة ، ويوم الوفاة أيضا .
وهذه الأفكار الجديدة والجريئة ، مع أنها ما تزال غير تجريبية ، لكنها مع ذلك تقبل الملاحظة والتعميم ، وهي تنسجم مع المنطق المشترك ، وخاصة مبدأ عدم التناقض _ المبدأ المحوري في الفلسفة .
....
يمكن وبسهولة التمييز بين ثلاثة مراحل للزمن بدلالة عمر الفرد :
1 _ المرحلة الأولى ، قبل الولادة .
وهذه المرحلة مدهشة بالفعل ، حيث يكون الانسان لجهة الحياة موجودا بالأثر عبر جسد الأبوين ، بالتزامن يكون زمنه ووقته ( عمره ) ما يزال في المستقبل ( وجود بالقوة فقط ) .
مرحلة الوجود بالقوة ، هي التسمية الفلسفية الكلاسيكية لهذه المرحلة .
2 _ المرحلة الثانية ، من الولادة إلى الموت .
وهذه المرحلة البارزة ، المباشرة والحقيقية ، حيث ينكر الكثيرون وجود ما عداها .
3 _ المرحلة الثالثة أو النهاية ، بعد الموت .
أغلب البشر يتعرضون للفناء والتلاشي ، بعد سنوات قليلة من موتهم .
بينما قلة من البشر ، تبدأ حياتهم الحقيقة ( تأثيرهم وأثرهم في العالم ) بعد موتهم .
توجد أمثلة في مختلف الثقافات والمجتمعات ، على الحياة الحقيقية بعد الموت .
عالميا يمثل الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا الحالة الأبرز ، يشاركه الفرنسي مارسيل بروست على سبيل المثال .
سوريا المثال الأبرز رياض الصالح الحسين .
وفي بيت ياشوط عماد جنيدي والمسيو بابلو .
2
اليوم الأول ( الولادة ) :
يوجد اختلاف كبير على تحديد يوم الولادة الفعلية للفرد .
وهذه مشكلة لغوية وفكرية مشتركة ، وقد ناقشتها بشكل مستقل في كتاب النظرية الرابعة .
البعض يعتبرون أن تحديد يوم الولادة الحقيقي ، يعود للفرد نفسه . وهذا تقليد ديني وفلسفي قديم ، ومشترك بين أغلب الثقافات .
أيضا من الجانب الفيزيولوجي ، يتعذر تحديد البداية ، حيث يمكن اعتبار كلا من جسدي الأم والأب حلقة مشتركة ، بين الأجداد والطفل _ة الجديد _ ة .
جدل البداية والنهاية ، قضية فلسفية كلاسيكية ، ومن ت _ يرغب في التوسع بالموضوع يمكنهما الاستعانة بغوغل ، وقد ساهمت في بحث هذه القضية سابقا .
اليوم الأخير ( الموت ) :
يتكرر الاختلاف بطرق أخرى حول الموت ، أيضا موقف العلم يتغير من الموت مع تغير الأزمنة وتعاقب الأجيال . حتى القرن العشرين كان يعتبر موت الفرد يبدأ من توقف القلب ، واليوم انتقل التركيز إلى الدماغ ، وسوف يتغير الموقف مع التقدم العلمي بشكل بديهي .
....
....
كتاب السعادة _ المقدمة
1
" هل كان أحد ليختار الشقاء "
سؤال التنوير الروحي ، قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام ، محور هذا الكتاب .
من البديهي أن السعادة أو نمط لعيش السليم ( الذي يحقق الرضا وراحة البال ) ، غاية الانسان _ كل إنسان ، بصرف النظر عن الثقافة والجنس والدين والعمر واللغة وغيرها من المحددات السطحية للفرد ، والعنصرية بطبيعتها .
....
لماذا لا يعيش الفرد الإنساني الراشد ، والحالي خاصة ، بسعادة ؟
هذا السؤال ، كان محور البحث الذي قمت به على مدة سنوات ، وهو منشور على موقعي الشخصي في الحوار المتمدن " بحث السعادة " . وأعتقد أنه يغني عن الشرح ( وتفسير ) غياب المراجع في هذا الكتاب أيضا .
الجواب الأول والبسيط : لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة .
السؤال والجواب ، ليسا أكثر من شرح ، وتفسير ، لسؤال التنوير الروحي السابق .
السؤال الثاني : لماذا لا يعرف الفرد الإنساني كيف يعيش بسعادة ؟
الجواب الثاني بسيط أيضا : لأنه لا يعرف نفسه .
والفضل في هذا الجواب يعود إلى أريك فروم ، وانصح بقراءة الانسان لأجل ذاته خاصة .
السؤال الثالث : لماذا لا يعرف الفرد الإنساني ( الحالي ...أنت وأنا ) نفسه ؟
الجواب أيضا بسيط : لآنه لا يحترم نفسه ، والأسوأ لأنه لا يحب نفسه .
السؤال الرابع : لماذا لا يحب الانسان ( الحالي خاصة ) نفسه ( عكس الاعتقاد السائد ) ؟
البعض يكتفي بالجواب الدائري لأنه لا يعرف نفسه .
لكني أعتقد أن الجواب مشترك ، اجتماعي وثقافي أولا ( واقتصادي بالطبع كي لا يزعل أصدقائي في اليسار ) : لا يحب الانسان نفسه ، لأنه يعتقد أن الحقيقة خارجه _ هناك .
وهنا لابد من الإشارة إلى عالم النفس الشهير كارل يونغ ، وتركيزه على المعتقد ، واعتباره محور الصحة النفسية والعقلية الثابت والجوهري .
2
السعادة ( طبيعتها وأشكالها ومعاييرها ) ...
هل السعادة نمط عيش ، أم نضج في الشخصية مع تحقيق الصحة العقلية المتكاملة ، أم العيش في مجتمع سليم وصحي ، أم هي كل ذلك معا بالتزامن ، أم أنها غير ذلك ، وربما يكتشف العلم لاحقا عضو السعادة _ أو محدداتها الموضوعية والدقيقة _ في الجسد أو في المجتمع أو في الثقافة ...؟!
هل تنفصل السعادة عن الصحة العقلية المتكاملة ، والحب ، والمقدرة على التسامح ، والتفكير الإبداعي ، والإرادة الحرة ، وتشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، ...وغيرها من المهارات الإنسانية العليا ، والمشتركة بطبيعتها .
هل السعادة شعور وعاطفة ، أم نمط من التفكير ، أم طقوس وعادات سليمة ومناسبة ، أم أنها كل ذلك دفعة واحدة وبالتزامن ؟!
سوف تبقى الكثير من الأسئلة الواردة بدون إجابة مباشرة ، ومكتملة .
لكن ، آمل عبر المناقشة والحوار المفتوح ، أن يخرج القارئ _ة بنتيجة مناسبة وخبرة مرضية منطقيا وعاطفيا ، وسوف أحاول تطبيق أساليب متعددة في التعبير والحجج ، على خلاف ما حصل في الكتاب السابق ( النظرية الرابعة ) بنهجه العلمي ، والجاف بالطبع .
....
مقدمة غير تقليدية ، وصادمة ربما
الذين لا يستطيعون الكذب مطلقا ، هم الأكثر مرضا عقليا بيننا ( عاطفيا واجتماعيا أيضا ) .
بعبارة ثانية ، المقدرة على الكذب خطوة أولى ( أو مستوى معرفي _ أخلاقي ) ومتقدمة ، في طريق النضج العقلي المتكامل .
1
الصحة العقلية بدلالة دائرة الراحة والأمان ، أو المجال الحيوي للفرد ، أحد ثلاثة أنواع :
1 _ المستوى الأولي في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الذاتية ، أو النرجسية .
لا أظنها تحتاج إلى أدلة ، أو توضيح ، حيث كل المجتمعات المعروفة تعتبر أن من حق الفرد أن يعيش ، ويفكر بحالة التمركز الذاتي ، الأناني بشكل صريح ومباشر .
نمط العيش في هذا المستوى ، يكون وفق اتجاه اليوم أفضل من الغد بشكل ثابت ، ودائم .
2 _ المستوى الثانوي في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الإنسانية ، أو الموضوعية .
نمط العيش في هذا المستوى ، يكون وفق اتجاه معاكس للسابق اليوم أسوأ من الغد .
لحسن الحظ لا يخلو مجتمع ، أو فئة اجتماعية من أمثلة على هذا النموذج .
هن وهم ، البطلات والأبطال المجهولات والمجهولين ، الذين بفضلهم _ن بقيت الهوية الألمانية والفرنسية وغيرها ، وما تزال الهوية السورية واللبنانية والعراقية تحافظ على الحد الأدنى بفضلهن _ م فقط .
أعتقد أن هذا المستوى يخلو من الزعماء في بلاد العرب والمسلمين ، وهو بطبيعته استثناء ، يمثله غاندي ومانديلا ايقونتا القرن العشرين .
3 _ المستوى المتوسط في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الاجتماعية ، أو الوطنية .
....
على المستوى الذاتي لا توجد قيم إنسانية ، فقط نظم الأخلاق الاجتماعية الدوغغمائية بطبيعتها .
" مكره أخاك لا بطل "
عبارة تكفي عن الشرح والأدلة .
على المستوى الاجتماعي ، توجد القيم الثقافية المختلفة وهي بمجملها صفرية المحصلة .
البطل الفلسطيني يعتبر مجرما بالنسبة لغالبية الإسرائيليين ، والعكس صحيح أيضا .
حل هذه المعضلة إما بالنكوص إلى المستوى الأولي ، أو الارتقاء الإنساني والنضج .
على المستوى الإنساني ، حيث القيم الإنسانية العليا مشتركة بطبيعتها ، وهي متشابهة أيضا بين الأديان المختلفة والأحزاب وغيرها ، تمثلها في الثقافات القديمة الوصايا العشر ، وتمثلها في العصور الحديثة حقوق الانسان ، جوهرة القرن العشرين .
2
القيم الإنسانية بالتصنيف الرباعي ، من الأدنى والأقدم إلى الأرقى والأحدث
1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق السلبي .
نموذجه النميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية .
2 _ الكذب ، مستوى معرفي _ أخلاقي مشترك بين البشر .
وهو منجز فردي ، ولا يكتسب بالوراثة أو بالتعليم .
لا يمثل الكذب قيمة إيجابية في العالم ، سوى كحالة استثنائية ، في العمل السياسي مثلا ، أيضا في البلاد المنكوبة بمتلازمة ( الأنظمة الفاسدة والحروب الأهلية ، وجهان لنفس العملة ) .
3 _ الصدق ، مستوى معرفي _ أخلاقي نخبوي في غالبية المجتمعات والثقافات المعاصرة .
مع أنه عتبة الصحة العقلية المتكاملة ، التي تحقق مصلحة الفرد النهائية ، المباشرة والمركبة أو القريبة والمستقبلية بالتزامن .
لكن مشكلة الصدق ، أنه ينطوي على مقامرة ومخاطرة في أغلب الثقافات المعروفة .
وحل المشكلة السلبي في النكوص والتراجع ، أو الإيجابي عبر الارتقاء والنضج المتكامل .
4 _ الكذب الإيجابي ، ذروة القيم الإنسانية ، وهو يمثل حالة إبداعية ونوعية .
مثاله النموذجي التواضع وإنكار الفضل الذاتي .
نماذجه الإنسانية سبينوزا وتشيخوف وشيمبورسكا ...وغيرهم
....
....
كتاب السعادة _ ب 1 ف 1 تكملة

بالرغم من عيوب التصنيف الكثيرة ، وتلازمه عادة مع العشوائية ، والانتقائية أكثر .
لا يوجد بديل أفضل ، كما أعتقد ، وعليه يمكن تصنيف عدة أنواع للحياة الإنسانية ، بدلالة درجة السعادة _ التعاسة :
1 _ الحياة السعيدة والحرة .
2 _ الحياة اللذيذة .
3 _ الحياة الروتينية .
4 _ الحياة الشاقة .
5 _ الحياة الانفعالية والشقية .
حيث المسؤولية الشخصية تكاد تنعدم في المنتصف ، تلامس حدها الأقصى عند القطبين :
اتجاه السعادة وراحة البال أو العكس التعاسة والشقاء ، يتحددان بنمط العيش والقرارات الفردية الإيجابية أو السلبية .
( مقارنة سريعة بين حياة هتلر وموسوليني مع غاندي ومانديلا مثلا ، تغني عن الكلام الكثير )
....
السعادة قيمة مضافة ، إيجابية بطبيعتها .
بينما التعاسة قيمة سلبية ، وهي تمثل الفشل في نمط العيش .
مثال مكرر ، سنة البكالوريا أو فترة التحضير لامتحان
توجد حاجة إنسانية مشتركة وتشمل مختلف الثقافات والمجتمعات ، وهي تزداد مع التطور التكنولوجي والعلمي ، تتمثل برغبة الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا ، أو جودة أخفض من التكلفة . حيث يتحقق الرضا وراحة البال ، او الندم والشعور بالذنب وتبكيت الضمير .
كل صف بصورة عامة ، وبدون استثناء تقريبا يمكن تصنيف أفراده عبر 3 مستويات :
1 _ المستوى الأول ، يتمثل بمن ينجحن _ و بتحقيق الاهتمام الإيجابي ( منح الوقت والجهد مع المرونة وحسن الاصغاء والتعبير ) من البداية ، ومع تقدم الدراسة والعمر تتزايد الخبرة الإيجابية عادة .
( يمكن تسميتهن _م بأصحاب الامتيازات العقلية الخاصة ، حيث يكفي جهد متوسط للحصول على مستوى من الجودة فوق المتوسطة ) .
2 _ المستوى الثالث ، ومن يفشلون بتحقيق الحد الأدنى من الاهتمام ( بذل الوقت والجهد ) .
ومع تقدم الدراسة والعمر ، تتزايد حالة فقدان الاهتمام عادة .
( يمكن تسميتهن _م بأصحاب الاحتياجات العقلية الخاصة ، حيث لا يستطيعون البقاء بمفردهم ولا يحبون الحياة المشتركة أيضا ، وقبل ذلك يفشلن _ و غالبا بالحصول على جودة بمستوى التكلفة ، وليس أعلى فقط ) .
3 _ المستوى الثاني ، المتوسط بينهما .
وهذا حال الغالبية .
بدلالة الزمن تتوضح التقسيمات ، أو المستويات ، حيث المتميزون يكون تركيزهم المستمر على الغد والمستقبل . وعلى نقيضهم الفاشلون _ ات ، حيث يتمحور تركيزهم على الماضي . والفئة الوسط لا تكترث سوى بالحاضر ، وهي الأغلبية الاجتماعية والثقافية .
....
السعادة ترتبط مع نمط العيش على مستوى الوعي ، وليس على مستوى الادراك فقط .
حيث العيش على مستوى الادراك فقط ، يمثل حالة فقدان الشعور ، والتخدير ، وهو حل سيء لمشكلة الحاضر ويكون عادة على حساب المستقبل ، كالمقامرة مثلا . بينما الهوايات أو العادات الإيجابية ، هي بطبيعتها على النقيض من ذلك ، حل مشكلة الحاضر لصالح المستقبل إلا في حالات الضرورة ، وبشكل مؤقت .
الفكر يفصل بين الادراك والوعي ، حيث الادراك ظاهرة أولية ، عامة ومشتركة بين الانسان وغيره من الرئيسيات ، بينما الوعي حالة خاصة وثانوية وتتضمن التفكير والثقافة .
بعبارة ثانية ، الوعي ظاهرة ثقافية ، بينما الادراك ظاهرة فيزيولوجية .
( هذا رأي شخصي ، ويحتاج إلى المزيد من البحث والحوار ) .
....
يوجد خلط عام بين السعادة واللذة والفرح ، أيضا بين السعادة والاشباع أو المال أو السلطة ، وبالمقابل أيضا يوجد خلط بين الألم والتعاسة أو الشقاء ، أو تماهي بين السعادة والكسل .
تمثل السعادة التحقق الإنساني الفردي ، والمتكامل ، على مختلف المستويات والأبعاد .
ولا تقتصر على جانب واحد ، شأن الحياة العاطفية بمجملها إذ تشكل وحدة متكاملة بالفعل .
مثال مبتذل ، ومشترك ، الخلط بين الذكاء والشقاء ( أو بين الغباء والسعادة ! ) ، المتنبي :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله / وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .
عبارة " الوعي الشقي " كانت سائدة بين الفلاسفة والعلماء في القرون الثلاثة السابقة :
استخدمها هيغل وفرويد وغيرهم كثر .
....
يوجد فرق نوعي بين السعادة وبقية الحالات المرغوبة كاللذة والفرح ، وغيرها ...
يتمثل بالاستمرارية ، والديمومة ، في حالة السعادة ، كما تتصل حالة السعادة ( أو الشقاء ) بالماضي والمستقبل ولا تقتصر على الحاضر . بينما تقتصر الملذات والأفراح على المناسبات والحالات المؤقتة والطارئة بطبيعتها .
نفس الأمر بالنسبة للتعاسة والشقاء ، حيث الاستمرارية في مراحل الزمن الثلاث .
بعبارة ثانية ،
السعادة تتضمن الفرح واللذة ، بينما العكس غير صحيح .
علاقة السعادة واللذة معقدة ، وتختلف بين شخص وآخر .
مثال تطبيقي :
فرح المدخن _ ة ولذته في السيجارة .
بينما سعادة المدخن _ ة تبدأ بعد التوقف عن التدخين .
والمثال ينطبق على مختلف العادات الإدمانية ، والانفعالية بطبيعتها .
....
اتجاه السعادة الثابت ، والمشترك : اليوم أسوأ من الغد .
وعلى النقيض من ذلك :
اتجاه التعاسة الثابت ، والمشترك : اليوم أفضل من الغد .
لنتذكر ، أن الجيد هو العدو الدائم للأفضل .
....
ملحق 1
بحسب خبرتي الشخصية ، لا تنفصل حالة السعادة عن راحة البال وتحقيق النضج العقلي _ العاطفي والروحي المتكامل . بالمقابل ، لا تنفصل حالات التعاسة أو الشقاء عن فشل الفرد في أدواره الاجتماعية الرئيسية خاصة ، وفشله في دوره الإنساني أساسا .
لنتذكر حياة معمر القذافي وصدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي وغيرهم .
ولنتذكر حياة رياض الصالح الحسين وفيروز ونجيب محفوظ ووجيه أسعد وأدونيس وغيرهم .
ملحق 2
الوعي والادراك والعلاقة بينهما...
يسهل التمييز بين الادراك والوعي ، عبر عمليات المقارنة :
الوعي مرحلة ثانوية بطبيعته ، وهو يتضمن الادراك لكن العكس غير صحيح .
الوعي نظام إنساني ، ثقافي وفكري وأخلاقي .
الادراك مرحلة أولية ، ومشتركة ، مصدره الحواس .
بالمقارنة بين الادراك عند الفيلة والحيتان ، مقارنة بالبشر ، تتوضح الصورة بعد إضافة الوعي .
....
الادراك نظام غريزي ، مشترك بين الحيوانات الاجتماعية ، يتمحور حول الشعور والأحاسيس .
الوعي نظام عقلي ، خاص بالجنس البشري ، يتمحور حول اللغة والثقافة .
....
ملحق 3
نقطة الزمن ثلاثية البعد ( مستقبل ، حاضر ، ماض ) ، لكن بشكل يختلف عن النقطة المادية ، والاثنان يختلفان عن نقطة الحياة ( الخلية الحية ) .
وهذا الموضوع يستحق الاهتمام والدراسة ، اكثر مما ورد في كتاب الزمن والنظرية الرابعة .
....
....
كتاب السعادة _ ب 1 ف 2

1
يمكن دراسة السعادة ( طبيعتها ، ومكوناتها ، وماهيتها ) بدلالة الكثير من الأشياء أو الصفات كالغضب أو المال أو الصحة وغيرها .
لكنني ، أفضل مناقشة فكرة السعادة بدلالة الوقت ، والإرادة الحرة ، على اعتبار أن السعادة تتمثل بتحقيق الصحة العقلية المتكاملة .
....
" يعيش الانسان ، والحياة بمجملها تحدث ، في الحاضر فقط " .
هذا هو موقف التنوير الروحي ، وموقف الغالبية الكبرى ، في مختلف الثقافات والمجتمعات .
التركيز على المشكلة المعيشية ( الطعام والسكن والزواج والمعرفة والسلطة وغيرها ) ، بالتزامن مع اهمال المشكلة الوجودية ( الموت والمعنى والخوف والحب وغيرها ) .
باستثناء المرحلتين الدراميتين : فترة المراهقة ، التي تسمى أيضا مرحلة صعود الهرمونات ، وفترة الكهولة أو مرحلة هبوط الهرمونات ، أو جفافها كما يرى البعض .
....
فهم حركة الزمن ، والوقت خاصة ، عامل محوري ورئيسي في نوع الحياة الإنسانية .
الموقف البوذي من قضية السعادة _ الشقاء ، ومعه الاتجاه العام في التنوير الروحي :
الشقاء في العقل والسعادة في العقل أيضا .
بعض أهم التيارات الفلسفية الكبرى ، كالرواقية والأبيقورية والوجودية ، تربط بين حالة ( السعادة _ التعاسة ) والوعي بصورة عامة، وبينها وبين المعرفة والحكمة خاصة .
2
سنة 2014 ، في عمر 54 سنة ، بدأت أجمل مشروع في حياتي حتى اليوم ( باستثناء المرأة التي أحبها وتحبني أيضا كما أعتقد ) .
ما هي السعادة ؟!
....
لطالما كررت بعض الحكم البوذية طوال العقود الأربعة السابقة :
" أنت بوذا "
" إذا صادفت البوذا اقتله "
" الشقاء في العقل والسعادة في العقل أيضا "
" التنوير نهاية الألم "
للعبارة _ الحكمة الأخيرة ، وضع خاص .
3
ليس الشقاء والتعاسة نقيضان .
بل هما اتجاهان انسانيان ، أو نمطين للعيش ، يختلفان جملة وتفصيلا .
أنصح بقراءة أريك فروم ، وخاصة الهروب من الحرية والتحليل النفسي والدين .
....
هل لعبارة " المصلحة الإنسانية " معنى ؟!
والمصلحة الفردية بصورة خاصة ....
جوابي اليقيني : نعم .
المصلحة الإنسانية والمصلحة الفردية هما الشيء نفسه ، ويتمثل بنمط عيش سليم .
4
يوجد الانسان عبر الشكل الفردي _ الاجتماعي ، وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم .
ثنائية الفرد والمجتمع خاطئة ، وليست مجرد تقسيم قسري واعتباطي .
نبهني بعض الأصدقاء والصديقات أكثر ، على تقسيمي التقليدي للفرد ( امرأة أو رجل ) ، وانه ليس كلاسيكيا ، بل عنصري وخاطئ وانا أعتذر عن خطأي السابق .
....
يمثل المجتمع حالة تسوية ، أو الحل الوسط ، بين الفرد والإنسانية .
المجتمع ظاهرة دوغمائية مثل الأخلاق واللغة والدين والتقاليد ، وغيرها .
مع أنه ، لا يوجد مجتمع سليم مقابل مجتمع مريض .
لا استطيع منع نفسي من المقارنة مثلا بين المجتمع السوري والمجتمع السويدي !
ويمكن استبدال السوري بسهولة ، ب السعودي أو الإيراني أو التركي أو القطري أو الباكستاني ( عربي او مسلم ) .
بنفس درجة السهولة يمكن استبدال السويدي ب الكندي أو النرويجي أو الأسترالي أو القبرصي ( لا عربي ولا مسلم ) .
لا أستطيع منع نفسي ، من هذه المقارنة الواقعية .
ليس كل واقعي جميل ، ولا عادل .
القبح واقعي ، والغباء واقعي أيضا ، والمرض أكثر واقعية من الصحة للأسف .
وهنا أختلف جذريا مع أريك فروم .
5
المصلحة الفردية المتكاملة ، تنسجم تماما مع المصلحة الإنسانية .
والمفارقة الكبرى ، التناقض الكامل بينهما وبين المصلحة الاجتماعية .
( هذه الفكرة جديرة بالاهتمام والتفكير ، لا الإدانة أو الموافقة )
....
الملحة الفردية المتكاملة ، تبدأ بحل التناقض بين اليوم والغد ( بين الحاضر والمستقبل ) .
لا يمكنك الجمع بين الربح والسعادة .
بعبارة ثانية ،
الخيار الواقعي للفرد : ان يكون الحق معه ( معها ) أو أن يعيش بسعادة .
لا يمكن الدمج بينهما .
6
يشعر الفرد ، ويعتقد ، أن الحق معه .
هذا صحيح في المراحل الأولية للنضج :
1 _ النرجسية ( حيث الإرادة الكلية والمعرفة الكلية والقوة الكلية ) .
2 _ الدوغمائية ( حيث نحن _ مقابل هم ، تختصرها عبارة شكسبير نكون أو لا نكون ) .
3 _ الأنانية ( حيث يميز الفرد بالفعل بين معتقده وافكاره وبين الواقع ، لكن مع بقاء حالة التمركز الذاتي ) .
....
يتمثل النضج الإنساني المتكامل ، بالموضوعية .
الفهم ، والاعتراف المتزامن بحق الآخر _ ين .
....
تتمثل العنصرية بالشعور أو الاعتقاد ، أن جماعتي أفضل من غيرها ( الدينية أو الجنسية أو الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية أو ....بلا استثناء ) .
يتمثل الموقف الموضوعي ، بحسب تجربتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) ، بالانتقال من موقف الانسان عبد للفكرة إلى موقف جديد : الأفكار أدوات ووسائل للعيش مثل اللغة والبيت والأخلاق والأسرة وغيرها .
7
مشاعري مسؤوليتي .
علامة الصحة العقلية ، والعيش السليم .
....
مشاعري مسؤوليتك _ ن ، م .
علامة الشقاء وتعثر النضج .
ملحق 1
تذكير بالعلاقة بين الأزمنة الثلاثة ( المستقبل والحاضر والماضي ) :
المستقبل يتضمن الحاضر بالقوة فقط ، كاحتمال ، رغم أنه يتكرر منذ مليارات السنين ، لا يمكن التأكد من تكراره غدا إلا بعد وصول الغد . لا قبل ذلك ، سوى كاحتمال مرجح طبعا .
الحاضر يتضمن الماضي .
الماضي كله محتوى بالفعل ضمن اليوم .
ملحق 2
السعادة عاطفة وخبرة تتضمن الأزمنة الثلاثة :
1 _ الماضي يحقق الرضا ، او عدم الخجل منه في الحد الأدنى .
الماضي الجديد هو الأهم ، وهو محور الصحة العقلية .
بعد 24 ساعة يتحول الغد إلى اليوم ، بالتزامن ، يتحول اليوم إلى الأمس .
2 _ الحاضر يحقق الشغف والاهتمام الإيجابي ، وهو يتضمن الماضي .
3 _ المستقبل يحقق الأمل والثقة ، بشكل عقلاني ومنطقي .
....
....
كتاب السعادة _ ب 1 ف 3

السعادة بدلالة الزمن
تتزايد أهمية الوقت في حياة البشر وفق سلسلة هندسية ، وهذه ظاهرة عامة وعالمية بالتزامن .
الوقت مشكلة أولى في مختلف العلاقات ، بلا استثناء ، لكنها لاشعورية غالبا .
( الوقت أهم مكونات الاهتمام ، الإيجابي أو السلبي . في حالة المرض العقلي تكون الرغبة القهرية واللاشعورية بتوفير الوقت على حساب الشركاء أو الخصوم . وتتكشف أهمية الوقت من عقوبة السجن المعولمة منذ عشرات القرون ، حيث يتم مبادلة الوقت بالمال ) .
بداية القرن الماضي انتشرت عبارة " الوقت مال " ، خلال نصفه الثاني خاصة ، وما تزال إلى اليوم تتذبذب بين الاستنكار والموافقة .
أعتقد أن العبارة تحتاج إلى تصحيح : المال وقت بالفعل ، لكن الوقت مال بالقوة والأثر معا . كما أعتقد بضرورة تصحيح اتجاه الساعة ، وبالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من التاريخ وحركته الحقيقية . حيث الزمن _ والوقت خاصة _ هو المعيار الموضوعي الموحد ، والمشترك ، بلا استثناء .
توجد مشكلة ثانية وكبرى أيضا ، تتمثل بأن الساعة تقيس حركة الحياة وليس الزمن ، ولكن للأسف ما يزال الفهم الخطأ لحركة الزمن على اعتبارها من الماضي إلى المستقبل ، ويبدو أن هذا الموقف سوف يستمر طويلا .
نفس الموقف العقلي من التاريخ ، حيث الاعتقاد بأن حركة التاريخ من الماضي إلى المستقبل !
يوم أمس ( خلال 24 ساعة ) هل ينتقل إلى المستقبل أم يبتعد في الماضي ؟
( ما يحدث لليوم هو نفسه ما يحدث لأجزائه ، أو لمضاعفاته ) .
هل تحتاج هذه الفكرة ، إلى اثبات ، أم هي بديهية بالفعل ؟!
يعرف طفل _ ة متوسط قبل العاشرة الجواب الصحيح ، ويفهم الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة بشكل حقيقي ، لكن تبقى خبرة وفهم الزمن ، في المستوى اللاشعوري عادة .
وقبل العشرين يستبدل الفرد ( طفل _ ة أو رجل أو امرأة ) خبرته الذاتية ( الحقيقية ) بالأفكار الاجتماعية السائدة ( الأيديولوجية والخاطئة ) غالبا ، والتي يروج العلم لبعضها أيضا ، تحت مسمى نظريات أو فرضيات حديثة . خاصة ما يتعلق بالزمن والوقت ، مثل نظرية الانفجار العظيم أو تمدد الكون أو الزمكان ، والأثير سابقا ، وغيرها .
الواقع يتضمن الحاضر والحضور معا ، كما يتضمن اليوم الليل والنهار .
الحاضر زمن ( أحد الأوقات : الغد أو اليوم أو الأمس ) ، والحضور حياة ( نبات أو حيوان أو انسان ) .
حركة الواقع جدلية عكسية بين الحاضر والحضور ( بين الزمن والحياة ) :
اتجاه الحاضر ( الزمن والوقت ) الثابت نحو الماضي ، الأبعد فالأبعد .
اتجاه الحضور ( الحياة الإنسانية وغيرها ) الثابت نحو المستقبل ، القريب أولا ، ثم الأبعد .
الغد يتحول إلى اليوم ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
بالتزامن ، اليوم يتحول إلى الأمس ، والأمس إلى الأمس الأول ...سلسلة ثابتة .
بالتزامن ( الثنائي ) يبقى الحضور ، أو الأحياء في مجال الحاضر الثابت بين الماضي والمستقبل .
ما تزال هذه المشكلة : طبيعة الحاضر وحدوده ، وبدايته ونهايته خاصة مشكلة مفتوحة .
....
لماذا يتعذر العيش في الحاضر ؟!
الحاضر مزدوج ، أو مفترق ثنائي ، وحالة عابرة .
( هكذا يبدو للوهلة الأولى )
بينما الماضي أو المستقبل ، حالتان ثابتتان في الاتجاه والحركة .
الماضي خلفنا ( الأحياء والحاضر ) بطبيعته ، ويبتعد أكثر فأكثر ( بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ) في اتجاه الماضي البعيد والأزل .
المستقبل أمامنا ( الأحياء والحاضر ) بطبيعته ، ويقترب إلى الحاضر ( بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ) .
هذا التكرار ، يهدف إلى التذكير بالأفكار الجديدة ولتثبيتها في الذاكرة ، أيضا لسبب آخر عرضها بطرق متنوعة لربما تتوضح أكثر .
لكن حدثت مفاجأة وبدأ يتكشف تناقض ، أول مرة أنتبه له ، ليس الحاضر هو المتغير ، بل الماضي والمستقبل هما المتغيران ، بينما الحاضر يجسد المجال الثابت ( أو الفجوة ) بينهما .
( هذه الفكرة الجديدة ، والجريئة _ والطائشة ربما _ تحتاج إلى المزيد من التفكير والبحث ) .
....
السعادة ( او التعاسة والشقاء ) بدلالة اللذة والفرح والألم والحزن ....
السعادة أو التعاسة نمط عيش ، وليست حالة شعورية أو عاطفة فردية .
اتجاه السعادة : اليوم أسوأ من الغد .
اتجاه التعاسة اليوم أفضل من الغد .
الاختلاف النوعي بين نمطي العيش الإيجابي ( اتجاه السعادة ) أو السلبي ( اتجاه الشقاء ) يتعلق بالزمن أولا .
السعادة ( أو التعاسة ) حالة استمرارية ، تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل .
بينما اللذة ( أو الألم ) أو الفرح ( أو الحزن ) ، أو السرور ( أو الانزعاج ) حالات مؤقتة ، وعابرة ، وهي غير زمنية بطبيعتها .
....
تتوضح الأفكار السابقة بدلالة المصلحة الحقيقية للفرد أكثر .
يخلط أغلب البشر بين المصلحة الأنانية ( المباشرة ) وبين المصلحة المتوسطة ( خمس سنوات أو عشرة ) ، وبين المصلحة الإنسانية المتكاملة ، المشتركة بطبيعتها .
تقتضي المصلحة الأنانية ( أو النرجسية أو الدغمائية ) الاشباع الفوري والمباشر ، وهي غالبا على النقيض من المصلحة الحقيقية للفرد بعد يوم وليس فقط بعد سنوات .
لنتخيل مسؤولا ، يضرط أو ينفجر غضبا ، وبدون سبب واضح ، بين زملائه ومرؤوسيه بشكل روتيني ومكرر ؟
المسؤول قد يكون ( الزعيم ، الأب ، الأم ، الأخ _ت الكبير _ة أو الصغير _ ة ) .
لنتذكر أن هذا السلوك يحدث بشكل اعتيادي بين صغار الأطفال ، وفي الجماعات الخاصة ( المرضى العقليين وبقية أصحاب الاحتياجات العقلية الخاصة ) .
....
السعادة ( أو الشقاء ) بدلالة الدور الاجتماعي للفرد
توجد ثلاثة أنواع للدور الاجتماعي ( مستويات ) :
1 _ دور البطولة المطلقة أو القيادة ( الابن _ ة أو الحفيد _ ة ) .
هذا الدور عام ، ويشمل جميع الأفراد بلا استثناء .
2 _ الدور الرئيسي أو الإدارة : ( الأم _ الأب ) .
وهو موجود بالقوة فقط ، .
3 _ الدور الثانوي ، وهو موجود بالقوة من الدرجة الثانية فقط : الجد _ ة .
النجاح في الدور الرئيسي ( أو الفشل ) عامل جوهري في السعادة أو التعاسة .
من تفشل في دور الأم ، تفسد حياتها غالبا .
بالطبع توجد استثناءات ، لكنها نادرة ويمكنها اهمالها بصورة عامة .
نفس الأمر بالنسبة لدور الأب ، ولا أعتقد بوجود اختلافات بين أهمية الدورين بحياة الفرد .
في الدور الثانوي ، أو الكومبارس ، تكون أهمية الدور تعادل العمل أو الهواية .
لكن المفارقة في دور البطولة ، لا يوجد خيار للفرد .
يمنح الطفل _ة دور البطولة أو يموت .
هذه الفكرة ، تحتاج إلى المزيد من البحث والحوار ....
وهي أقل من معلومة وأكثر من خبرة شخصية .
....
السعادة بدلالة الحاجة إلى عدو ( المعارك المنزلية ) كمثال
تمثل حالة السعادة تحقق الإمكانيات الفردية ، بنسبة فوق المتوسطة .
وفي هذه الحالة ، لا يوجد أعداء وعداوة بل اختلاف وخصومة مؤقتة بطبيعتها .
( مرضى لا أشرار ، عبارة فرويد الأهم ) ، تنطبق على هتلر وموسوليني وغيرهم من غالبية الزعماء الشعبيين وليس الشعبويين فقط .
وتمثل حالة التعاسة والشقاء العكس ، الفشل في تحقيق الامكانية الفردية بنسبة تحت الوسط .
....
يعود الفضل إلى التحليل النفسي ، أكثر من بقية أنواع المعالجة النفسية ، في معرفة ما يجري خلف الجدران والأبواب المغلقة وخاصة في غرف النوم ، وتحويلها لموضوعات ثقافية عامة .
" يحتاج الانسان إلى آخر ، كي يفهم نفسه "
سبق الفلاسفة علماء التحليل النفسي في إدراك ، مدى تعقيد العلاقة مع الآخر _ الشريك العاطفي خاصة _ واختلافها عن الأدب السطحي والوعظ الأخلاقي المبتذل . بالتزامن مع تعقيد العلاقة مع النفس أيضا ، وصعوبة التقدير الذاتي الموضوعي والملائم .
....
الخلاصة
يمكن تقسيم البشر بدلالة السعادة إلى صنفين أو فئتين ، الأولى يعيشون بدلالة الإدراك والأحاسيس المباشرة والأنانية فقط ، ولا يخبرون ما يجري خارج دائرتهم الذاتية المحدودة بطبيعتها . بينما تقتصر خبرة السعادة والوعي ، على من ينجحون بالخروج من دائرة الراحة والأمان ، ويدركون وجود الواقع أو العالم الموضوعي خارجهم .
بكلام آخر ، السعادة والصحة العقلية وجهان لعملة واحدة ، لا يدركها جميع البشر ، بل فقط من ينجحون بتحقيق النمو والنضج المتكامل ( الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي والروحي ) ، ليس لكلمة روحي ، كما أعنيها ، أي ارتباط بالأديان والتفكير الميتافيزيقي ، وتعني الصحة .
....
....
أنت وعقلك 1 ، 2

حرية الإرادة ( أو الإرادة الحرة )
لا احد يجهل الفكرة الثابتة .
الفرق بين الوسواس القهري ، كمرض نفسي صريح ومزمن ، وبين القلق العادي والروتيني ، يمثله زمن الفكرة الثابتة ودرجة تكرارها _ على النقيض من التفكير الإبداعي .
قلق الامتحان ، أو قلق اللقاء العاطفي الأول ، أو القلق نتيجة الاستدعاء الأمني في البلدان المتخلفة طبيعي ، ومشترك ، والعكس صحيح ، عدم القلق يعكس حالة اكتئاب حاد أو بسيط .
1
حرية الإرادة والصحة العقلية وجهان لعملة واحدة .
تتميز الصحة العقلية ( عادة ) باللاءات الثلاثة :
1 _ لا لتوفير الوقت .
2 _ لا لتوفير الجهد .
3 _ لا لدمج الملذات .
2
اتجاه الصحة العقلية اليوم أسوأ من الغد .
اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس .
3
حسن القراءة والاصغاء والفهم ، وجه العملة الثاني
لحسن التعبير والكلام والسلوك .
لا أحد سواك ، يستطيع منحك الابداع ( أو الإرادة الحرة ) أو الحب أو السعادة .
لا أحد سواك .
4
مشاعرك مسؤوليتك .
وكلما فهمت هذه الحقيقة أبكر ، كان أفضل .
الحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة .
5
كتب محمد عابد الجابري :
نقد العقل العربي .
كتب جورج طرابيشي :
نقد نقد العقل العربي .
وكتب أدونيس :
كيف يكتب الانسان 400 صفحة ، عن كتاب يعتبره ( تافه ) !؟
6
أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .
7
الانسان تشابه والفرد اختلاف .
هذه الحقيقة المزدوجة ، والمتناقضة ، يتوسطها المجتمع .
فهمها ليس سهلا ، لكنه ضرورة .
8
لا أنت ...
ولا أنا ولا أحد
يعرف حدود جهله .
9
الطفولة والطفل _ة اثنان ،
يتعذر اعادتهما لوحدتهما السابقة .
ومن الصعوبة على كل انسان ، الانتقال إلى المستوى الثالث ( البديل الثالث ) .
لكنها الحقيقة الوحيدة ضد الموت .
....
أنت وعقلك 2

هل الحاضر حقيقة أم وهما ؟!
الجواب أنه حقيقة خطأ .
والجواب أنه وهما خطأ أكثر .
كيف يمكن تفسير ذلك بشكل موضوعي ( منطقي وعلمي ) ؟!
1
العلاقة ملتبسة بين الحاضر والواقع .
ما هو الحاضر ؟
يمكن تعريف الحاضر ، بأنه حلقة مشتركة ، أو فجوة ، بين الماضي والمستقبل .
ما هو الواقع ؟
موقف نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات .
موقف فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
موقف هايدغر : يجب تحليل الحاضر ، كيف يحضر الانسان في العالم هو الأهم .
2
الواقع يتضمن الحاضر ، كما يتضمن الزمن الوقت .
الحاضر يمثل الواقع المباشر .
الواقع المباشر ( أو الحاضر ) نسبي بطبيعته .
لكن وهنا المفارقة ، الواقع موضوعي ومشترك ، مثله الزمن أيضا .
3
يوجد خلط عام ومشترك بين الحاضر والحضور .
الحاضر زمن ( وقت محدد باليوم أو الغد أو الأمس ) ، بينما الحضور حياة ( نباتية ، أو حيوانية ، أو بشرية ) .
الحاضر يتحول إلى الأمس ( والماضي ) بشكل ثابت ومتكرر .
وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحضور يبقى في الحاضر ( لا يوجد الحاضر ولا الحضور في الماضي أو المستقبل ) .
( ولو وجد فرضا ، لا يمكن اختباره بالفعل ) .
4
كتب الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، منذ حوالي نصف قرن
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد
مات رياض سنة ا982 ، عن عمر يناهز 28 سنة .
5
القراءة والكتابة وجهان لعلمة واحدة .
القارئ الجيد كاتب جيد ، والعكس صحيح غالبا .
توجد استثناءات بالطبع .
( تحتاج قراءة ما سبق إلى الاهتمام الإيجابي ) .
6
الاهتمام مهارة فردية ، ومكتسبة بالضرورة .
يتجسد الاهتمام ، بالمقدرة على منح الوقت الكافي والجهد اللازم وعلى تغيير الأفكار المسبقة ( المرونة العقلية ) وعلى الخروج من دائرة الراحة والأمان .
....
أجمل الأيام
التي لم تصل بعد
....
ملحق 1
السعادة بدلالة الشخصية الفردية ، والمجتمع ، والدولة ، والعالم ....
الوجود الإنساني إلى اليوم ، أحد الأشكال الثلاثة :
1 _ الفرد .
2 _ المجتمع .
3 _ الانسان .
لا وجود لأحدها بمعزل عن الاثنين الآخرين .
الفكرة تستحق الاهتمام والتفكير والتأمل ، وهي موضوع مفتوح للحوار .
ملحق 2
التصور الجديد للكون ثلاثي البعد
1 _ المكان أو الاحداثية ، نجهل شكله وحدوده .
2 _ الزمن ، طاقة كونية تتحرك من مستوى أعلى ( المستقبل ) إلى مستوى أدنى ( الماضي ) ، مرورا بالحاضر .
3 _ الحياة ، طاقة كونية تتحرك عكس الزمن ، من مستوى طاقة أدنى ( الماضي ) في اتجاه مستوى طاقة أعلى ( المستقبل ) ، مرورا بالحاضر .
هذه الفكرة أيضا ، تستحق التأمل والتفكير .
....
السعادة والصحة العقلية وجهان لعملة واحدة .
الأذكياء سعداء
الأغبياء تعساء
والوسط وسط .
الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا .
....
مشاعرك مسؤوليتك .
أنت أيضا ، بوسعك تغيير العالم .
....
....
2

مقدمة الباب الثاني _ كتاب السعادة

أنواع الجدليات الثلاثة :
1 _ الجدلية الحقيقية أو التامة .
نموذجها الشكل والمضمون ، أيضا الغاية والوسيلة .
2 _ الجدلية العكسية أو المتناقضة .
نموذجها علاقة الزمن والحياة ، أيضا الحاضر والحضور .
3 _ الجدلية الزائفة أو المغالطة .
نموذجها الوقت والمال ، أيضا الكلمة والصورة .
....
أستميح القارئ _ة صبرا ، على هذه القفزة في المجهول لا الواثقة ، بل الطائشة بالفعل .
سوف أحاول عبر الفصول القادمة ، إيجاد الروابط الحقيقية بين موضوعات هذا النص العديدة والمختلفة ، إلى درجة التناقض أحيانا .
سوف أحاول أكثر ، أن تخفف طريقة المناقشة والعرض من حدة الادعاء وفجاجته .
....
" الفرح فضيلة "
عبارة سبينوزا المضيئة ، قبل أكثر من ثلاثمئة عام .
" أنت في وحدتك بلد مزدحم "
عبارة روفائيل البرتي ، أوائل القرن الماضي .
" هذا ما جناه أبي علي ، وما جنيت على أحد "
عبارة أبو العلاء المعري ، منذ ألف سنة .
" اليوم خمر ، وغدا أمر "
عبارة امرؤ القيس ، قبل أكثر من الف عام
وغيرها كثير ، توضح العلاقة غير المحددة بين الكلمة والصورة .
أو الجدلية الزائفة بينهما .
....
بالنسبة للعلاقة بين الوقت والمال ، لسوء الحظ ما يزال العالم كله يرى الواقع والزمن ( ومعه الوقت بالطبع ) بالمقلوب .
وهذا ما أعمل على توضيحه ، خلال هذا الكتاب وقبله " النظرية الرابعة " .
أتمنى لك قراءة ممتعة ، ومفيدة ...
....
كتاب السعادة _ ب 2
( السعادة السلبية أو التعاسة والشقاء )

1
العلاقة الثنائية أحد مشكلات المعرفة الكلاسيكية المزمنة ، وهي مستمرة في العلم والفلسفة .
كيف يمكن تحديد طبيعة العلاقة بين السعادة والتعاسة ؟
هل تعني السعادة غياب التعاسة ، أو نهاية الألم ؟!
المشكلة تشبه مشكلة المرض ، من ناحية علاج الأعراض ، إلى درجة التماثل .
أحيانا يكون علاج الأعراض هو العلاج الحقيقي للمرض ، لكن ليس دوما .
ذلك حالة خاصة ، ونادرة . في الحياة المشاكل أكثر تعقيدا .
السعادة ثانوية أو محصلة ونتيجة بطبيعتها ، وهي تشترط عتبة موضوعية ، ومشتركة بين البشر وتتضمن نقيضها أيضا . بينما التعاسة والشقاء حالة أولية وبدائية ، ولا تتضمن سوى الفشل وتعثر النمو والنضج .
....
يمكن تشبيه العلاقة بين السعادة والتعاسة بالعلاقة بين الصفر واللانهاية .
الصفر أصغر من أصغر شيء .
الصفر عدم ، وهو لا يتضمن حتى نفسه ، ليس للصفر داخل وخارج .
اللانهاية بالمقابل أكبر من أكبر شيء .
اللانهاية تتضمن الواقع والوجود ، أيضا تتضمن شيئا آخر المجهول ، ولنسمه ( المطلق ) .
اللانهاية تتضمن الصفر بطبيعة الحال ، والعكس غير صحيح .
....
السعادة تمثل حالة التحقق الموضوعي للفرد الإنساني ، عبر إمكانياته ومستوياته المتنوعة والمختلفة ، ويمكن تشبيهها بالحاضر أو الوجود بالفعل بتعبير الفلسفة الكلاسيكية .
بعبارة ثانية ، السعادة مرحلة ثانوية للوجود الفرد الإنساني . بينما التعاسة والشقاء ، حالة فشل الانسان في النمو والنضج ، وتعثره في المستوى البدائي والأولي بالرغم من تقدم العمر .
أفضل المعايير برأيي " درجة التوافق بين العمر البيولوجي والعمر العقلي " ، وهو معيار شامل للصحة العقلية والإرادة الحرة والابداع . حيث درجة تخلف العمر العقلي للفرد عن عمره للبيولوجي تحدد بدقة ، وموضوعية ، درجة مرضه ونوعه .
2
لماذا يتعذر الجمع بين الحق والسعادة ؟!
يرغب أصحاب الاحتياجات العقلية الخاصة من شركائهم ، وليس خصومهم فقط ، أولا ( كشرط مسبق أو الحرب المفتوحة ) الانقياد لرغبتهم اللاشعورية وغير الواعية بطبيعتها .
هذا ما يسمى " المقاومة " في التحليل النفسي .
....
معنى أن يكون الحق معي ، أن أربح اليوم وغدا .
بعبارة ثانية ، الرغبة في حياة النذالة مع الحصول على مجد البطولة بالتزامن .
بالطبع ذلك مستحيل .
ليس بمقدور أحد أن يحب شخصية عصابية .
هنا يجب التفريق بين الشخصية والموقع ، نحن نحب الموقع ( الابن _ ة ، الأم ، الأب ، الأخ _ت ، الصديق _ ة ، الشريك _ ة العاطفي وغيره ) ، ويتعذر علينا غالبا أن نحب الشخصية ذات الاحتياجات العقلية الخاصة .
هذه الفكرة العسيرة والخطرة معا ، ناقشتها خلال نصوص عديدة ( منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ) وليس عندي ما أعدله سواء عبر الإضافة أو الحذف .
3
السعادة فعل وموقف إيجابي بطبيعتها .
غياب الألم والانزعاج لا يكفي لجعل المرء سعيدا .
من يكون سعيدا بسبب خلو الغرفة من البرغش والذباب .
أيضا الاشباع لا يكفي للسعادة ، بدون شكل ليس الجوع والحرمان وصفا صحيحا للسعادة .
.....
الانسان ثلاثي البعد : بيولوجي ، اجتماعي ، ثقافي .
وتعني السعادة تحقيق الانسجام بينها بالفعل ، وذلك غير سهل بالطبع .
....
....
كتاب السعادة _ ب 2 ف 1
السعادة السلبية ( نرجسيتنا المشتركة )

الموقف الثقافي الحالي ، العالمي وليس العربي فقط ، من النرجسية يشبه الموقف من الزمن ، إلى درجة تقارب المطابقة .
الجميع يزعمون رؤية ثياب الامبراطور .
بينما الامبراطور عار ، وهو بدون ثياب كما نعلم اليوم ، وليس في زمنه .
الانسان الحالي ، يشعر ويعتقد أن الحق كان معه في الأمس واليوم ( وغدا بالطبع ) .
1
النرجسية بدلالة الغيظ النرجسي ( الذي نعرفه جميعا ) .
يتشاجر اثنان ، غريبان ، في السوق أو في محطة سفر ...، أو في أي مكان آخر ، بالصدفة ولسبب تافه غالبا .
أحدهما يخرج سكينا أو مسدسا ويقتل ( شبيهه ) .
خلال عشر دقائق فقط ، يتحول لقاء انساني حدث بمحض الصدفة ( اثنان يلتقيان لأول مرة ) إلى جريمة كاملة . أحدهما في القبر والثاني في السجن .
لماذا وكيف وغيرها .
الغيظ النرجسي هو التفسير الحقيقي ، الثابت والمشترك بهذه الحالة . وفي كثير غيرها أيضا .
....
توجد امثلة لا حصر لها على الغيظ النرجسي ، الذي نعرفه جميعا ، ونكابده حتى عمر متقدم ، وبدون أمل في التحرر النهائي منها . ( بالطبع توجد أسباب أخرى للنزاعات الإنسانية ) .
2
الزمن بدلالة الايمان العقلاني .
يوجد نوعين من الايمان ، سلبي أو لاعقلاني ، ويعني الخضوع لقوة خارجية ( كالسلطة السياسية أو الدينية ) أو داخلية ( كالشهوة والانفعالات ) ، والثاني الايمان العقلاني لكنه للأسف ما يزال نادرا حتى السنة 2020 ، خاصة في بلاد العرب والمسلمين ، وهو يتمحور حول المنطق والتجربة ( الدليل ) .
الايمان العقلاني مع أنه ظاهرة فردية ومكتسبة بالضرورة ، صار يستخدم من قبل العالم أجمع ، لكن فقط كأداة ووسيلة قياس ، حيث لا أحد يجادل اليوم بأهمية الساعة ( آلة قياس سرعة حركة الزمن ) .
بنفس الوقت يرفض الجميع موضوعية الزمن ، وهي السرعة التي تقيسها الساعة وتحددها بدقة ( وموضوعية ) كما يحدد الطول المتر والميزان الوزن ، وغيرها من أدوات القياس المختلفة والحديثة بطبيعتها .
3
الالحاد أو التدين مستوى أولي ، بدائي ، دون البديل الثالث ( والرابع وما بعده بالطبع ) .
ما الأسوأ : من شخص يقتلك ليثبت وجود الله ، أم شبيهه الذي يعرض نفسه للقتل ليثبت ( عدم وجود الله ) ؟!
....
السؤال الوجودي ( المشترك ) ، بدون جواب منطقي وعلمي ، وسوف يبقى .
كيف وجد الكون ( والعالم ضمنه ) ؟
_ الجواب المادي ( التطوري وغيره ) معروف ومبتذل ، وهو يقفز عن معضلة البداية .
_ الجواب الديني معروف ومبتذل أكثر .
( لا يوجد جواب علمي ، ولا منطقي حتى ) .
عالم النفس الشهير كارل يونغ ، يعتبر أن الموقفين لا عقلانيين .
فرضية أن الوعي وجد قبل المادة ، والخرى المعاكسة التي تعتبر أن المادة مصدر الوعي والعقل وليس العكس . مع انه يفضل فكرة أن العقل أوجد المادة وليس العكس .
4
ما هو الزم ، طبيعته واهيته ؟!
_ الجواب العام ، والمشترك ، معروف وشائع ، الزمن نسبي وفكرة عقلية فقط .
_ الجواب الثاني مبتذل أيضا ، معرفة الزمن غير ممكنة ( لأن الزمن غير موضوعي ) .
....
لماذا يسارع غالبية البشر ، إلى الجهر بالإيمان ( الديني ) أو العكس ، الجهر بمعاداة الدين وتسخيف أصحابه ومحاربتهم أيضا _ بالتزامن _ يهمل نفس الأشخاص ( المتعصبون _ ات ) موقفهم الشخصي من الزمن والوقت ( محور حياتهم الأول والأهم ) ؟!
....
خلاصة مكثفة
توجد الكثير من الأسئلة المزمنة ، أو المعلقة ، منذ عشرات القرون .
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) لديها ما تقدمه ، وهي إضافة بالفعل .
ويكفي الانتباه إلى ولادة طفل _ة ....
1 _ قبل الولادة ، يكون جسمه أو مورثاته في جسدي الأبوين .
بينما يكون زمنه ( عمره أو وقته ) في المستقبل .
( لنتخيل من سوف يولدون في القرن القادم ، وما بعد ، تتوضح الصورة أكثر ) .
2 _ لحظة الولادة يبدأ الحاضر والحضور عبر مسار ثنائي ومتناقض ، تمثل الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
حيث الحياة تبقى في الحاضر عبر الأحياء ، بينما الزمن يستمر في التحول من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي ، ثم الماضي الأبعد فالأبعد .
3 _ لحظة الموت ينتهي المستقبل والحاضر معا ، بالنسبة للميت _ ة .
( هذه المثال يستحق التفكير ، والتأمل ، ويمثل البرهان الموضوعي على النظرية ) .
....
ملحق 1
النرجسية مثال تطبيقي
يختلف اثنان صديقان أو شريكان غالبا ( امرأة ورجل ، او امرأة وامرأة ، أو رجل ورجل ) ، وخلال دقائق يتحولان إلى أعداء بالفعل .
لماذا يحدث ذلك ( ويتكرر في مختلف الثقافات والمجتمعات ) ، على العكس تماما من المنطق المشترك ( وحتى منطقهما كلا بمفرده ) ؟!
السبب الثابت ، والمشترك هو الغيظ النرجسي . ( عدم النضج الشخصي ) .
الصداقة أو الشراكة ، بناء إيجابي يتكون من عدة مستويات ( ثلاثة على الأقل ) :
1 _ المستوى الأول ، مستوى الحاجة المتبادلة .
2 _ المستوى الثاني ، مستوى الجاذبية ( الشخصية أو الموضوعية ) ، أو التوافق .
3 _ المستوى الثالث ، مستوى الثقة ( الرصيد الإيجابي المتبادل بطبيعته ) .
لا يلتقي اثنان ، للمرة الثالثة وما بعدها ، بعدما تنعدم الثقة بينهما ، سوى بين الأطفال ( بالعمر أو بالعقل ) .
منطقيا ، بعد الخلاف ، يتفق الاثنان على تسوية أو تأجيل الحل ، او خفض درجة العلاقة .
ما يحدث هو خلاف ذلك غالبا ، إلى درجة تقارب التناقض ، يتحول أحبة وشركاء الأمس إلى أعداء ( معهم الزملاء والرفاق ) وغيرها من التسميات العديدة .
التفسير اليساري " صراع المصالح ، والمواقع " .
التفسير الليبرالي " صراع الأفكار والعقول " .
كلا التفسيرين صحيح وخطأ بنفس الدرجة ، في كل مشكلة يوجد النوعان ، حيث تتضارب المصالح ، أيضا في التفاوت بين درجة النضج والتفكير .
ملحق 2
أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .
ملحق 3
يقدم أريك فروم مثلا على النرجسية ، من بين أمثلة عديدة ، حيث يعتبر ان النرجسية هي نقيض الحب وتقيض الموضوعية أيضا ونقيض الصحة العقلية المتكاملة . وأنا أعتقد أن هذه الفكرة صحيحة :
عندما يكتب أحدنا موضوعا في شأن ما ( ثقافي وأدبي خاصة ) ، يشعر بالسرور المبالغ فيه أحيانا . ثم يعرضه على أحد المقربين ، ونصدم بداية من رأيه السلبي في النص الذي كتبناه وعشقناه .
الموقف النرجسي ، أن نبقى على احساسنا الأولي ، الذي يعتبر النص آية في الروعة والإبداع ونعادي من لا يوافقنا الرأي .
الموقف الطبيعي ( الموضوعي أو العقلاني أو الناضج ) بعد يوم ، أو فترة ، نعيد قراءة ما كتبناه ، ونشعر بالحرج من مبالغتنا العاطفية وتطرفنا . ونعدل في النص بشكل مؤكد .
بالمختصر ، الموقف الموضوعي يقبل الاحتكام إلى السلطة العقلية ، التي تتجسد بالمعايير العلمية والمنطقية ( المتر او الميزان أو المحكمة أو الساعة ) .
للبحث تكملة ، مناقشة العلاقة بين السعادة واللذة
....
....
كتاب السعادة _ ب 2 ف 2

ضيعتنا الطرق السهلة
1
مفارقة الواقع المباشر ، والوضع الإنساني ، المزدوجة :
يتعذر الجمع بين الربح والحق ، كما نعرف جميعا ، وخاصة عنما يتعلق الأمر بالآخر _ ين .
تهمة ازدواج المعايير ، تنطبق على كل فرد ، وحدهم المرضى العقليون في الحد الأقصى يجهلون ذلك ( يشعرون ويعتقدون أن الحق معهم ، مهما فعلوا ، بشكل ثابت ومطلق ) ، الذين يصلون إلى مرحلة الانفصال الفعلي عن الواقع .
كيف يمكن تفسير ذلك ؟!
بعبارة ثانية ، كيف يمكن تفسير حالة عدم الكفاية وانشغال البال المزمن _ المعروفة منذ عشرات القرون _ بشكل موضوعي وعلمي ( منطقي وتجريبي ) ؟!
المفارقة في الواقع ، تتجسد عبر التناقض الثابت ، والمتكرر بين حركتي الزمن والحياة .
أو ثنائية الوضع الفردي : الحاضر والحضور أو الحياة والزمن ....
لنتأمل قليلا في الوضع الإنساني العام ، والمشترك ، بلا استثناء :
قبل سنة وأكثر ( أو قرون ) من ولادة الفرد ( أنت وأنا والجميع ) ، يكون الوضع غريبا ويفوق الوصف ، بالنسبة للهوية الفردية عبر رحلتها الثلاثية من العدم إلى الحياة ، ثم الموت .
1 _ المرحلة الأولى : قبل الولادة ،
تكون الحياة ، مع المورثات والصفات الجسدية ، موجودة في الماضي عبر جسد الآباء والأمهات والأسلاف الأقدم ، عبر سلاسل غارقة في القدم ويتعذر الوصول إلى مصدرها .
بالتزامن
يكون الزمن ، أو الوقت وعمر الفرد ، موجود في المستقبل المجهول بطبيعته .
وهذه الظاهرة المدهشة ، ما تزال أقرب إلى اللغز منها إلى الفهم ، مع أنها تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء على جميع الأفراد ( الموتى ، أو الأحياء ، أو من سوف يولدون في المستقبل ) .
2 _ المرحلة الثانية : بين الولادة والموت :
تحدث ظاهرة " استمرارية الحاضر " ، طوال حياة الفرد .
ما تزال غير معروفة ، وغير مفهومة ، مع أن الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن تضيئها بالفعل ، لكن يلزم المزيد من البحث والحوار ( وأنا أضعها في عهدة المستقبل ) .
3 _ المرحلة الثالثة : بعد لحظة الموت يصير الفرد الإنساني في الماضي ( أنت وأنا والجميع ) ، لماذا يحدث ذلك ، وكيف ، وغيرها من الأسئلة المفتوحة ....ربما تبقى مفتوحة طويلا جدا
....
هذا الوضع ناقشته أكثر من مرة ، وهو يشكل جانبا واحدا من الصورة من الصورة ، في الواقع الموضوعي والذي يشمل الوجود والحياة والزمن .
بالإضافة إلى ذلك ، جدلية الحاضر والحضور أو الواقع المباشر ( الحاضر زمن والحضور حياة ) ، حيث في كل لحظة يتسرب الحاضر ( الزمني ) إلى الماضي قادما من المستقبل حصرا . بينما وبنفس الوقت يبقى الحضور ( الحي ، النباتي والحيواني والإنساني ) في الحاضر المستمر ، وقادما بالعكس من الماضي .
....
الجديد مزدوج :
الجديد في الحياة مصدره الماضي .
بينما الجديد في الزمن مصدره المستقبل .
كيف حدث ذلك ، ومتى ، ولماذا ؟!
لا أحد يعرف .
وليت الأمر يتوقف عند هذه النقطة فقط ، والاعتراف بما نجهله ( في العلم والفلسفة خاصة ) ، لكن ما يحدث على العكس غالبا ، وخاصة في الثقافات المتخلفة مثل العربية ، حيث الرطانة والكلام الفارغ من المعنى ، بدل الحوار الثقافي والتفكير العلمي .
2
منذ أكثر من ألف يوم ، توصلت بدوري إلى هذه الحقيقة المدهشة :
الزمن ظاهرة طبيعية ، وموضوعية ، مصدرها المستقبل ( وليس الماضي ) .
وهو يشكل مع الحياة الجدلية العكسية أو ظاهرة " استمرارية الحاضر " .
وكان قد سبقني إلى هذا الاكتشاف المدهش ، والذي يناقض الموقف الثقافي الحالي العالمي ، وليس العربي فقط ، العديد من الفلاسفة والشعراء ، منهم في العربية أنسي الحاج ورياض الصالح الحسين بصورة أوضح .
....
الوقت يمثل الجانب المباشر ، والمحسوس ، من الزمن . وهو الذي تقيسه الساعة .
وأما بالنسبة للرطانة العلمية التي تمتلئ بها منابر الثقافة العربية ، فهي ألعاب خفة . ولا تشبهها فقط ، وتقف خلفها عقول سحرية ، غير منطقية بمعظمها .
3
قبل فهم الواقع الموضوعي ( الخارجي ) ، يتعذر فهم ظاهرة عدم الكفاية ( القلق المزمن ) .
حيث العلاقة بين الشعور والفكر ، تشبه العلاقة بين الزمن والحياة :
الشعور ظاهرة بيولوجية ، وجسدية ، تتجسد بالحضور الحي ( الجانب الحي من الواقع ) .
الفكر ظاهرة لغوية وعقلية ، ثقافية ، تتجسد بالحاضر ( الجانب الزمني من الواقع ) .
بكلام آخر ،
الشعور يرتبط مع الحضور الحي ، الإنساني بشكل واضح ، وهو منفصل عن الماضي والمستقبل ( لكن لا نعرف كيف ) . مع أنها ظاهرة وتقبل الملاحظة والتعميم .
بينما الفكر يرتبط مع الحاضر الزمني ، حيث الحركة المستمرة ( من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر ) ، يمكن ادراكها وفهمها بشكل غير مباشر ، عن طريق الاستنتاج فقط .
....
الشعور هنا حضور بطبيعته ، ويتلازم مع الجانب الحي من الواقع .
بينما الفكر هناك زمني بطبيعته ، في الماضي أو في المستقبل ، إلى الخلف أو إلى الأمام ( بين الذاكرة والخيال ) .
هذه الفكرة والتصور ، مصدرهما التركيز والتأمل في التنوير الروحي وتسميتها : فجوة الألم .
أجد صعوبة بالغة إلى اليوم بفهم ، وتصور ، كيف توصل بعض المعلمين القدامى إلى هذه المعرفة !
4
أعتقد أن علاقة الحياة والزمن ، هي من نوع علاقة الشكل والمضمون وتشكل جدلية متكاملة وتامة ، حيث الزمن مضمون الحياة والحياة شكل الزمن . وتتوضح الصورة أكثر بعدما نفهم الجدلية العكسية بينهما ، بالتزامن مع فهم ظاهرة " استمرارية الحاضر " .
الحاضر زمن والحضور حياة ، كل منهما يحدد الثاني ويتحدد من خلاله بالتزامن .
بعبارة ثانية ،
لا وجود لزمن بدون حياة ( وعي ) .
لا وجود لحياة بدون زمن .
هذه ظواهر مباشرة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، بدون استثناء .
....
المشكلة في فهم هذه الأفكار " الجديدة " ليست في أسلوب عرضها ، بل في اختلافها عن التفكير الحالي والسائد عالميا ، إلى درجة التناقض غالبا .
كما يوجد مصدر آخر لصعوبتها ، ونقص وضوحها ، يتمثل بكونها ما تزال في طور التفكير والحوار الثقافي أكثر منها نظرية محددة بدقة ، وموضوعية .
....
هوامش وملحقات

ملحق 1
مشكلة الوضع الإنساني ، الفردي بحسب العمر والموقع الاجتماعي :
1 _ موقع الابن _ ة ، يجسد دور البطولة ( والحفيد _ أكثر ) .
يحصل الطفل _ة ، دون العاشرة ، على جودة عليا بتكلفة دنيا أو يموت .
2 _ موقع الأب _ الأم ، يمثل دور الحلقة المتوسطة بين العتبة والسقف .
يحصل على جودة متوسطة ، بتكلفة عليا .
3 _ موقع الجد _ ة ، يجسد دور الكومبارس .
جودة دنيا مقابل تكلفة عليا ، ولا يوجد خيار سوى الانسحاب والخروج من اللعبة .
....
الموقع الأول : الابن _ ة ( والحفيد _ ة ) ، يمثل الماضي ، وهو محور الحياة ومصدر استمراريتها .
ويمتد من لحظة الولادة حتى العشرين ، ويمثل المرحلة الأولى ، والمشتركة ، في الحياة .
الموقع الثاني : الأب _ الأم ، يمثل الحاضر ، المرحلة المتوسطة ، وحالة التحقق الفعلي .
ويمتد بين العشرين والستين ، ويمثل المرحلة الثانية ، المحتملة ، في الحياة .
الموقع الثالث : الجد _ة ، يمثل المستقبل ، وحالة الوجود بالقوة فقط .
ويشمل العمر ، ما بعد الكهولة حتى الموت .
والأمر يحدث على العكس تماما بدلالة الزمن ، وقد ناقشت الفكرة سابقا .
....
الموقع الأول : الابن _ ة ( والحفيد _ة ) ، مشترك ومنفصل عن الوعي والإرادة .
ويمثل الحظ السعيد للفرد .
الموقع الثاني : الأم _ الأب ، وهو مزدوج بطبيعته : شخصي واجتماعي .
على الفرد في هذا الدور أن يتقبل الدور الثانوي ، لبقية العمر ، أو يفسد حياته .
الموقع الثالث : الجد _ة ، وهي نتيجة بطبيعته ، وحالة خاصة .
لا يوجد أمام الفرد سوى دور الكومبارس ، وعليه تقبله بحكمة وشجاعة أو الانسحاب .
....
ملحق 2
بصرف النظر عن مصدر الوجود ، أو اعتقادك الشخصي ، النتيجة واحدة . قوانين الطبيعة تشبه القوانين الإنسانية ، مع فارق أساسي يتمثل بكون قوانين الطبيعة حتمية وموضوعية ، ودقيقة أكثر من قوانين الحياة ، التي تجعلها الصدفة مع الحركة الذاتية احتمالية فقط .
قوانين الطبيعة سهلة وبسيطة ، وقوانين الحياة معقدة ومركبة بطبيعتها .
هذه الفكرة ( الخبرة ) تنطوي على مفارقة ، آمل أن انجح بحلها وتوضيحها عبر هذه النص أكثر من سوابقه .
....
الصفقة الذكية طريق السعادة ، اليوم أسوأ من الغد والربح للجميع ، مشترك وفق معيار موضوعي ( منطقي وعقلي ) .
الصفقة الغبية طريق الشقاء ، اليوم افضل من الغد ، وعلاقات ربح _ خسارة ، حيث يخسر الجميع في النهاية .
تمثل الدولة الحديثة الاتجاه الأول .
وتمثل الدول الفاشلة الاتجاه الثاني .
الدولة الفاشلة أحادية ، وعنصرية بطبيعتها ، دينية أو قومية أو عائلية ، وتمثلها العصابة والعشيرة وغريزة القطيع .
الدولة الحديثة تعددية ، وتحترم حقوق الانسان ( المعيار الإنساني المشترك ، وشبه الوحيد ) وتمثلها النقابة والشركة وعقل الفريق .
....
ملحق 3
الزمن جديد بطبيعته .
والحياة قديمة بطبيعتها .
....
....
كتاب السعادة _ ب 2 ف 1 ، 2 تكملة
( السعادة بدلالة الدور الاجتماعي للفرد )

هذا النص مهدى إلى صديقتي ( ة / س ) ، الخالدة ، كالماء والهواء
الحاضرة دوما عند الضرورة
1
من رسالة قبل أكثر من عشرين سنة :
" حسين ... أنت لا تحب نفسك كفاية ، وكما ينبغي .
وأنا أيضا ، أحب نفسي ( كثيرا ) كما أخبرتك سابقا : معك عندما تكون رضيا وسعيدا بحضوري ، وأحب نفسي في حالة النجاح أو الفوز وفي حالة الصحة ، وعندما أكون محبوبة .
ولكنني لا أحب نفسي ( ولو قليلا ) : معك عندما تكون غاضبا ومنزعجا مني أو من غيري ، ولا أحب نفسي في حالة الفشل أو الخسارة ، وأكره نفسي في حالة المرض ، وعندما لا أكون محبوبة .
صدقني ، علينا أن نتعلم كيف نحب أنفسنا أولا ، وفي مختلف الأعمار والأدوار والأحوال ، وبدون شرط " .
وهذا مقطع من رسالة أخرى ، قديمة أيضا :
" حسين ...الحب لا يقبل التراتب .
يوجد واحد ، وواحد ، وواحد ...
أيضا واحدة ، وواحدة ، وواحدة ...
في الحب لا يوجد أول وثاني وثالت ( أو أولى وثانية وثالثة ) ..." .
نحن نحب هذا الشخص أو لا نحبه " .
وهذا مقطع من رسالة حديثة قبل ساعات :
" حسين ...أنت لا تكتب لنفسك فقط .
وإلا ، أنصحك بالعودة إلى كتابة مذكراتك الخاصة والسرية .
ما تكتبه جيد أحيانا ، ويدفع إلى التفكير بعمق ، ولكن عليك مسؤولية أكثر تجاه كتابتك ، ليست أقل من مسؤولية الآباء والأمهات تجاه الأولاد ، ربما أكثر ...
لا يتوضح من كتابتك الفرق بين اللذة والسعادة كما تظن ، العلاقة بينهما خطيرة ومعقدة ، وأنا أختلف معك تماما في اعتبار السعادة حالة ثانوية ، وغير مباشرة بطبيعتها !
صدقني هذه فذلكة ، مع أنها في حديثنا أمس كانت ، ...تبدو مقنعة .
بالنسبة لكتابتك عن صداقتنا ، لا أقبل أن تتجاوز هذا الحد .
لا أريد أن تكتب اسمي الصريح ، يكفيني أن تخاطبني ب : ة ، أنت صديقي ولست حبيبي .
وأنا لا أقبل أن تخاطبني حبيبتي .... يا صديقي "
2
الصداقة ليست أقل من الحب .
لا توجد علاقة ناجحة بدون صداقة حقيقية .
....
ما تحبيه أحبه
وما تعرفيه أعرفه
وما تخافيه أخافه
يا صديقتي أيضا .
3
يمكن تصنيف الأدوار الاجتماعية المختلفة ضمن ثلاث فئات ، أو مستويات :
1 _ الفئة الأولى ، أو دور البطولة .
يقتصر على موقع الابن _ ة ( والحفيد _ ة أكثر ) في علاقات القرابة .
2 _ الفئة الثانية ، أو دور التنفيذ والخدمة .
وهو دور الآباء والأمهات ، بعدما يتجاوز الأبناء سن الرشد ، بعدها تقتصر أدوار القيادة والإدارة والتوجيه على الابن _ة ( بعد العشرين ، وليس قبل ذلك ) .
3 _ الفئة الثالثة ، أو دور الكومبارس .
وهو دور الجد _ة ، الحقيقي ، والوحيد الذي يستمر .
نقبله بكرامتنا ، أو لننسحب .
....
الأدوار نفسها محددة زمنيا ، بشكل ثابت وموضوعي .
1 _ مرحلة قبل سن الرشد .
يحصل الفرد على جودة عليا بتكلفة دنيا ، بشكل سهل ومتكرر ، ليس من الأهل والأقارب فقط بل من الدولة والمجتمع . هذا هو القانون ، عدا ذلك حالة شذوذ ( طوارئ ) .
2 _ مرحلة النضج والرشد .
يحصل الفرد على جودة متوسطة ، في أحسن حالاته .
2 _ مرحلة الكهولة والشيخوخة .
على الفرد أن يقبل أي دور يعطى له ، ويكون شاكرا بالفعل .
4
السؤال الأول والأساسي :
ماذا أريد من الحياة ؟
( سؤال الطفولة والمراهقة ) ، ...تسمح به غالبية دول العالم .
بعد العشرين ، يتوجب على الفرد أن يعكس السؤال ( أو تسوء حياته وتفسد ) :
ماذا تريد الحياة مني ؟
مع السؤال تنعكس الأولوية بين الحق والواجب .
أولا ماذا يجب أن أفعل ، وثانيا : كيف أشعر .
بعد الستين ، يتوجب على الفرد إبداع سؤاله ( سؤالها ) الشخصي :
ماذا أريد من حياتي بالفعل ؟
....
ناقشت الأسئلة الثلاثة ، بشكل تفصيلي ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن .
موقف المسؤولية عتبة ، وشرط لازم وغير كاف للسعادة .
لا أحد يجهل موقف الانكار :
الانسان عدو ما يجهل .
ما يزال بعض الناس ( كثيرون جدا ) يعتقدون أن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، وأن الأرض مركز الكون .
موقف الضحية يتوسط موقفي الانكار والمسؤولية .
نظرية المؤامرة مصنع لمواقف الضحية ...
دونالد ترامب رئيس أقوى دولة في العالم ، يعيش في موقع الضحية إلى اليوم .
بالمقابل صديقتي ( ة / س ) كانت في موقف المسؤولية بسن أل 22 ، ...
يشهد الله وأنا على ذلك .
5
المجتمع ، كل مجتمع بلا استثناء عتبة بين الصحة العقلية والمرض بين ( الشقاء والسعادة ) .
المجتمع عتبة بين القيم الإنسانية ، المشتركة ، السلبية والايجابية .
....
لا أحد يفوز وحيدا ،
ولا أحد يخسر بمفرده أيضا .
....
تتصل خبرة السعادة بالتفكير الحر والابداعي ، على النقيض من الفكرة الثابتة ، والتفكير على الضد من الشعور وفوقه .
التفكير ، والسلوك أحيانا ، عكس الشعور .
أعتقد ، وبحسب تجربتي أن السعادة غير شعورية بطبيعتها .
لكن المشكلة ، أن كثيرين _ ات جدا ، لا يدركون قيمة الوقت ، حتى وقتهم الشخصي عدا استثناءات نادرة بالفعل .
يا خسارة .
....
....
كتاب السعادة _ ب 2 ف 3
( السعادة بدلالة اللذة والطاقة الإيجابية )

" ناديتني باسمي
فأحببته " سوزان عليوان
1
بعد وضع التسلسل :
1 _ رصيد إيجابي .
2 _ طاقة إيجابية .
3 _ إرادة حرة .
تتكشف العلاقة المباشرة ، والعميقة ، بين السعادة وحرية الإرادة ، أيضا مع الصحة العقلية ، والحب ، والحرية ...وغيرها من علامات نضج الشخصية المتكامل .
الرصيد السلبي يعرفه الجميع ، ويجسده سلوك الاقتراض .
الشخص في وضع المدين لديه خيار وحيد ، لكن في أحد اتجاهين : أن يسدد قرضه ويستعيد حريته ، أو يخسر مستقبله ( الثقة والتقدير الذاتي ، بعدما يخسر ثقة الآخرين أولا ) .
بعبارة ثانية ،
الرصيد السلبي ، يحدد السلوك في اتجاه وحيد ، من الخارج وبشكل مسبق .
بينما في حالة الرصيد الإيجابي ليس العكس فقط ، بل توجد خيارات غير محدودة .
( يستطع أي شخص أن يشتري ويقايض بماله ، أشياء متنوعة وبلا حدود ) .
فكرة ( وخبرة ) الطاقة الإيجابية ، معقدة أكثر صحيح ، لكن توجد أمثلة شخصية بسيطة ومشتركة توضحها منها :
قبل / بعد تعلم السباحة ،
قبل يمثل الرصيد السلبي .
بعد يمثل الرصيد الإيجابي .
قبل تمثل الطاقة السلبية ، حيث الخوف والتردد والكراهية والرغبة في الانسحاب أو القتال .
نفس الأمر يتكرر في قيادة الدراجة ثم السيارة .
أيضا يتكرر خلال تعلم لغة أجنبية .
ويوجد مثل أحبه أكثر من غيره ، بعد القبلة الأولى يبدأ الحب وليس قبلها .
2
الحب والسعادة
من لا يحب نفسه لا يحب أحدا .
ومن لا يحب غيره لا يمكنه أن يحب نفسه .
هذه ليست أحجية ، أو حلقة جدل مفرغة ، بل هي ظاهرة إنسانية وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ولا يخلو منها مجتمع أو جماعة .
وهذه الفكرة الجديدة ، تمثل الإضافة الأهم لأريك فروم إلى الفكر والمعرفة ، بأن الحب موقف متكامل يشمل الشخصية بمختلف ابعادها ، ولا يقتصر على علاقة خاصة بشخص واحد أو بجانب من الشخصية دون غيره .
....
من المناسب هنا التمييز بين نوعين للحب أيضا : الحب السلبي والحب الإيجابي .
1 _ الحب السلبي يشبه الرصيد السلبي ، نموذجه الإدمان ومختلف اشكال التعلق .
2 _ الحب الإيجابي يشبه الرصيد الإيجابي ، نموذجه الهوايات والمهارات المتنوعة .
....
ما يزال الموقف الثقافي العام ، في العربية وغيرها ، يعتبر الأنانية حب زائد للنفس ، بينما العكس هو الصحيح .
قبل النضج الشخصي ، يكون الفرد غارقا في الخوف اللاشعوري ، وهو في هذا المستوى المعرفي _ الأخلاقي الأولي ، والبدائي ، لا يستطيع أن يحب نفسه ولا غيره .
3
لماذا يصعب إلى هذا الحد أن يحب الانسان نفسه ؟!
لنتأمل قليلا بفكرة حب النفس ؟
من يحب نفسه ( تحب نفسها ) ، يمكنهما تحمل مختلف الأوضاع والأوقات والظروف ، بدون الانحدار إلى الغيظ النرجسي وما يرافقه من الأفكار الاجرامية أو الانتحارية المختلفة .
يوجد معيار ثنائي ، كلاسيكي ، للحب : أولا المقدرة على تحمل العزلة ، بل واختيارها في اغلب الأحيان بالنسبة للفلاسفة والمعلمين القدامى ، وثانيا تقبل العيش المشترك مع المختلف _ ين في التفكير والاعتقاد والسلوك برضا وسرور أيضا .
....
ملحق
تتمثل كل علاقة ثنائية بأربعة نقاط ( أطراف ) ، عبر ثنائية كل من الموقع والشخصية .
مثلا علاقة : الأب _ الابن _ة ، هي بين الموقعين ، وبين الشخصيتين بالتزامن .
تشبهها إلى درجة التطابق علاقة : الأم _ الابن _ ة ....
في المرحلة الأولى ، قبل العاشرة ، تنجح غالبية العلاقات بينهما ( بنسبة تفوق النصف ) .
مع بداية المراهقة وفترة الشباب الأولى ، تنخفض نسبة النجاح إلى دون النصف عادة .
وفي المرحلة الأخيرة ، يتكشف بؤس الشيخوخة وينفتح على مختلف المستويات كقاعدة عامة .
لماذا يحدث ذلك بشكل نمطي ، ومشترك ، على عكس الرغبة والمصلحة أيضا ؟!
أولا ، تختلف العلاقات بحسب الأفراد ، ولا يوجد قانون عام يغطي جميع العلاقات .
ثانيا ، يمكن التوصل إلى بعض القوانين التقريبية ، التي تفسر أسباب الفشل . وهي بصورة عامة نوعين أو حزمتين : 1 _ مشكلات الشخصية 2 _ مشكلات الموقع .
مشكلات الشخصية ، تتعلق بالصحة العقلية للطرفين .
العلاقة مع شخصية فصامية مثلا ، يتعذر احتمالها وليس نجاحها .
بصرف النظر عن درجة القرابة ، أو نوع العلاقة .
وهذا النوع من المشاكل محور اهتمام العلوم النفسية والاجتماعية .
مشكلات الموقع ، تتعلق بتضارب المصالح . كالتنافس على موقع واحد ، أو في البيع أو الشراء أو المهن المتناقضة كالخلاف التقليدي بين الفلاحين والرعاة .
....
المعيار الزمني ، يمثل المعيار المستقبلي وهو أكثر دقة وموضوعية من غيره .
يختلف البشر أولا على الوقت ( أو المال والممتلكات ) ، وثانيا على الجهد ( أو السلطة والقوانين ) .
المال والوقت جدلية تشبه الشكل والمضمون ، لكنها تنطوي على مغالطة لا مفارقة فقط .
الوقت يتضمن المال ، والعكس غير صحيح سوى في حالات خاصة .
أيضا الكلمة والصورة .
القول الشائع ، والمبتذل : الصورة تغني عن ألف كلمة .
بالمقابل يمكن القول أن كلمة تغني عن الف صورة .
سوف أناقش علاقة المال والوقت ، أيضا الكلمة والصورة بشكل تفصيلي لاحقا .
أدعوك للتفكير بها ، وتأملها على ضوء تجربتك الشخصية .
....
....
حلقة الجدل المفرغة ، بين الصفر واللانهاية

1
دعوتك سابقا ، أكثر من مرة للتفكير في الثنائيات ، والجدلية منها خاصة .
( العشق _ الزواج ) ، ( الوظيفة _ الهواية ) ، ( المال _ الوقت ) ، ( الكلمة _ الصورة )....
أعتقد أن العلاقة الثنائية جدلية بطبيعتها ، كل علاقة ثنائية .
يوجد طريقتان أساسيتان للخروج من حلقة الجدل ، إما عبر النكوص إلى الأحادية ( الثرثرة والصراع أو الانسحاب ) أو بالقفز إلى التعددية ( الحوار والمنطق أو العزلة الاختيارية ) .
هذا الموضوع ناقشته سابقا ، بشكل موسع عبر نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن تحت عناوين مختلفة ، منها الخوارزمية والإرادة الحرة والمعرفة .
لنتأمل مجددا علاقات : المال _ الوقت ، أيضا الكلمة _ الصورة ؟!
ثنائية ( المال _ الوقت ) ، يلزمها إضافة الحد الثالث " القيمة " .
ثنائية ( الكلمة _ الصورة ) ، يلزمها إضافة الحد الثالث الملائم لها " الرقم " .
الحد الثالث مزدوج بطبيعته ، وهو إما أن يكون داخليا ( أوسط ) أو خارجيا ( أعلى ) .
وهذه المشكلة الحقيقية في البديل الثالث ، هو مزدوج بطبيعته ...سلبي أو إيجابي .
....
هل يمكن تبسيط الفقرة أعلاه ؟
أو ما المناسب أكثر تبسيطها ، أم تكملة الاتجاه الفكري ( المعرفي ) الذي تتضمنه ، مع المخاطرة بزيادة الغموض وسوء الفهم ؟!
هذه المشكلة ( المزمنة ) ، تعترضني مع كل نص جديد .
....
خياران أحلاهما مر كالعلقم :
1 _ الاتجاه الأول ، يفضل القارئ _ة الجديد _ة ( المجهول والعابر ) .
2 _ الاتجاه الثاني ، يفضل القارئ _ة الجديد _ ة ( المتجدد _ ة ) .
2
بدأت هذه الفكرة أو الاتجاه في التفكير ، مع مناقشة جدلية الرشوة _ الهدية ، والتوصل إلى نتيجة صادمة وتتمثل في صعوبة الفصل بينهما ، أو تعذر التمييز بينهما بالفعل .
أو التمييز بين وقت العمل ووقت الفراغ ، أو بين العمل المأجور والعمل التطوعي وغيرها .
الثنائية تتحول مباشرة إلى حلقة مفرغة ، أو أيديولوجيا ، بمعنى الوعي الزائف .
يتذكر بنات وأبناء جيلي ، كانت الأيديولوجيا كلمة مشبوهة خلال القرن العشرين في الثقافة العالمية ، والأوربية خاصة .
3
الماضي مشكلة الحياة المزمنة .
لا الحاضر ولا المستقبل ، تلك مغالطة فكرية لا أكثر .
لا أحد لديه مشكلة في نقص الماضي ، والعكس صحيح دوما . لدى الكائن الحي ، والانسان خاصة ، تضخم سرطاني في الماضي ، وهو على حساب الحاضر والمستقبل بالضرورة .
الفرد الواعي أضعاف الفرد الجاهل ، يكابد مشكلة الماضي غير القابلة للحل .
هذه المغالطة ، سبب خطأ الكثير من الشعراء والفلاسفة في فهم السعادة ( أو الشقاء ) حيث يربطون ، بشكل صريح بين السعادة والغباء أو غياب الوعي ، وبين الشقاء والوعي .
هذه مفارقة الوعي ، وهي شديدة الأهمية للصحة العقلية .
مشكلة الحاضر المزمنة تتمحور حول الوعي والشعور ، وهي جديدة ومتجددة بطبيعتها ، كما أنها دينامية أيضا . حيث أن الحاضر عبر الآن _ هنا مشكلة بطبيعته ، وهي تتطلب الحل العاجل ولا يمكن تأجيلها ؟!
يوجد نوعين فقط من الحلول الحقيقية ، والتي نستخدمها جميعا :
1 _ الحلول المؤقتة أو الشعورية .
2 _ الحلول الجذرية أو الدائمة .
النوع الأول ، أو الحلول الشعورية غايتها تسكين الألم أو تخدير الشعور به .
وضمن هذا المستوى ، تقع جميع أشكال التسليات والألعاب الصبيانية ، والتنافسية خاصة .
وهذا المستوى من الحلول ، يقتصر على علاج العرض . وهو يعتمد عند جميع الأطباء والمعالجين منذ عشرات القرون ، نموذجه الحالي العقاقير ومسكنات الألم الحديثة ، ونموذجه القديم شرب الكحول ، والسحر وغيره من العلاجات التي تجعل من اليوم أسوأ من الأمس عادة ، بحيث يكون حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل ( العادات الانفعالية والإدمانية ) .
النوع الثاني أو الحلول الجذرية ، وهي التي تؤدي إلى الشفاء التكاملي ، واستعادة العافية بالفعل . لكن لسوء الحظ ، هذا النوع من العلاج لا يتوفر عمليا ، وبالنسبة لجميع الأمراض .
....
ثنائية الغاية والوسيلة يمكن أن تلقي ضوءا جديدا على الموضوع .
بعد إضافة الحد الثالث المزدوج طبعا ، البديل أو الطريق الثالث ، يتكشف المعنى والاتجاه .
4
اليوم ( الوقت أو الزمن بصورة عامة ) هو أحد ثلاثة أنواع :
1 _ يوم أمس ، وهو حدث سابقا ، ويبتعد عن الحاضر أو الآن _ هنا ( بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ) .
2 _ اليوم الحالي ، مركزه الآن _ هنا ، وهو ما يزال المجهول الأكبر في الكون ( مع الدماغ البشري خاصة ) .
3 _ يوم غد ، وهو يقترب بسرعة ثابتة من الحاضر والآن _ هنا ( هي نفس السرعة التي تقيسها الساعة ) .
....
التركيز على الأمس ( والماضي ) جنون محض .
وهو يمثل الموقف العالمي المشترك والكلاسيكي ، ليس السوري والعربي فقط ، حتى يومنا الحالي 28 / 9 / 2020 .
التركيز على الغد ( والمستقبل ) هو الاتجاه الصحيح ، والمناسب .
بينما التركيز على الحاضر فقط ، موقف عصابي بطبيعته .
5
هل يمكن العيش في الحاضر ؟!
كتابتي ، ومعها حياتي بمجملها ، محاولة جادة للتوصل إلى جواب حقيقي .
....
الماضي هو المتنبئ الوحيد ، الممكن والمتاح ، بالمستقبل .
وهي المشكلة الكلاسيكية ( الموضوعية ، والمشتركة ) بين الفلسفة والعلم .
6
اللذة والسعادة ، كعلاقة من أي نوع ( توافق أو تخالف أو مصادفة ) ، تحتاج إلى حد ثالث ، هو الزمن ( أو الوقت ) بشكل أساسي .
الاختلاف النوعي بين اللذة والسعادة يتجسد بالوقت ، حيث اللذة آنية وليست زمنية .
أيضا الفرح ومعظم المسرات العابرة .
بينما السعادة تدمج الأزمنة الثلاثة ( الأمس واليوم والغد ) بالتزامن :
1 _ الأمس ( والماضي الشخصي ) مصدر الرضا والسرور ، أو الغيظ والعار .
2 _ اليوم ( والحاضر المتجدد ) مصدر الشغف والاهتمام ، أو فقدان الشعور والاهتمام .
3 _ الغد ( والمستقبل المشترك ) مصدر الثقة والالتزام والايمان العقلاني ، أو الانكار والرفض العصابي .
....
البطولة والجمال والحب ...، والذوق أيضا بجعل اليوم أفضل من الأمس .
....
ملحق 1
اللذة والسعادة ثنائية ، تحتاج إلى الحد الثالث لكي تكتسب المعنى والاتجاه .
اللذة والسعادة والفائدة مثلا .
السعادة تجمع بين اللذة والفائدة بطبيعتها .
بينما كثيرا ما تتناقض اللذة مع الفائدة ، كما نعرف جميعا .
يمكن تحويل المفيد ( أشياء ، أو قضايا ، أو أفكار ، أو عادات ) إلى لذيذ .
لكن العكس غير صحيح ، يتعذر تحويل اللذيذ إلى مفيد سوى في حالات نادرة ، تمثلها بعض الطقوس الكلاسيكية كالفنون والرياضة ( الهوايات الإيجابية بطبيعتها ) .
هذا الموضوع الشائك والشيق بالتزامن ، يستحق ويحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتفكير ...
عسى ولعل
....
ملحق 2
هذا الكتاب
( خلاصة )
1
ما هو الواقع : طبيعته وماهيته ؟!
الواقع والحاضر وجهان لعملة واحدة ، مثل الوقت والزمن ، والعلاقة بينهما كمية وليست نوعية .
يتحول الحاضر ( اليوم الحالي ) في كل لحظة إلى اتجاهين متعاكسين :
1 _ اليوم يتحول إلى الأمس ( الحاضر الزمني يتجه إلى الأمس ) .
2 _ اليوم يتحول إلى الغد ( الحاضر ، الحضور بالأصح ، الحي يتجه إلى الغد ) .
هذه الظاهرة المدهشة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون استثناء .
الحياة تتحول ، بشكل ثابت ومستمر ، من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
الزمن يتحول ، بشكل مستمر وثابت ، من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
هذه ، هي " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن " .
....
لكي يسهل فهم الفقرة أعلاه ، سأستبدل الماضي بالأمس ، والحاضر باليوم الحالي ، والمستقبل بالغد ( استبدال الزمن بالوقت ) .
قبل العاشرة يفهم طفل _ة متوسط درجة الذكاء الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، لكن يفهمها بشكل غامض ومبهم ، وعاطفي فقط وليس بشكل تجريبي . وغالبا قبل العشرين تتشوه تلك المعرفة ، عبر الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة بمعظمها .
اليوم الحالي مزدوج بطبيعته :
1_ الأحياء ( النبات والحيوان والانسان ) ، ينتقلون إلى الغد مع كل يوم جديد .
لكنهم لا يشعرون بذلك ، وهنا المشكلة التي تتطلب الحل الشخصي أيضا .
2 _ الأحداث بلا استثناء ( الأفعال والذكريات وحوادث الطبيعة أيضا ) ، تنتقل إلى الأمس مع كل يوم جديد . أيضا هذه الحركة تجري خارج مجال الحواس ، وهنا المشكلة المقابلة أيضا .
....
يمكن الاستنتاج بثقة ، ويقين ، أن اتجاه حركة الحياة بعكس اتجاه حركة الزمن .
2
الفكرة بصياغة ثانية ، نظرا لأهميتها ، واختلافها عن الموقف السائد من الزمن خاصة :
المكان نسبي وشخصي بالفعل ، والزمن موضوعي ومطلق .
المكان والزمن يختلفان جملة وتفصيلا .
على القارئ _ة ، قبل التكملة ، التفكير في حقيقة موقفه من ( طبيعة وحركة واتجاه وسرعة ) الحياة والزمن بصورة خاصة .
المكان بطبيعته غير متجانس ، أو نسبي .
الزمن بطبيعته متجانس ، أو مطلق .
....
الحاضر ثلاثي البعد ، يدمج المكان والزمن والحياة ( الوعي ) بطرق لم تزل مجهولة .
....
المكان ثابت والزمن متحرك ( المكان كتلة والزمن طاقة ، هذا رأي وفكرة جديدة ) .
ربما يكون المكان يجسد الطاقة في الدرجة صفر .
بينما الزمن بالعكس ، حيث المستقبل يمثل طاقة عليا أو موجبة ، والماضي يمثل طاقة دنيا أو سالبة ، وبينهما الحاضر ، والطاقة في الدرجة صفر .
( هذه الفكرة ، الفرضية ، هي أكثر منطقية من نظرية الانفجار الكبير أو التمدد الكوني أو نظرية الأوتار وغيرها ، كونها تنسجم مع الملاحظة والاختبار ) .
بعبارة ثانية ، هذه الفرضية تحقق الشروط العلمية الكلاسيكية :
1 _ معقولة ، فهي تتوافق مع الخبرة المشتركة ، ومع الفهم المشترك ( المنطقي والعقلي ) .
2 _ صحيحة ، لا تتناقض مع الملاحظة ولا مع المنطق ولا الاختبار ، ومع قابليتها للتعميم .
3 _ مفيدة ، هي تنقل مستوى التفكير ، إلى مجالات جديدة . بالإضافة إلى أنها تقدم أجوبة منطقية في الحد الأدنى ، على بعض الأسئلة المعلقة في الفلسفة والفيزياء والمنطق المشترك .
3
في الحياة السبب ( المصدر أو العلة ) يوجد في الماضي ، والحاضر نتيجة .
في الزمن السبب أيضا ، يوجد في المستقبل والحاضر نتيجة .
هذه ظاهرة عالمية ، تشمل الكرة الأرضية بوضوح وهي تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط .
اتجاه حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر .
اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر .
لكن المشكلة ، أننا لا نختبر سوى الحاضر .
بينما الماضي الشخصي نعرفه بالتذكر ، وغير الشخصي بالاستنتاج والوثائق والآثار . والمستقبل نعرفه بالتخيل أو التوقع ( العلمي أو السحري ) .
4
لحظة الولادة يكون الحاضر والماضي والمستقبل نقطة واحدة .
( هذه الحالة ، لحظة الولادة أو التكون والخلق لا تكرر )
ثم يبدأ الماضي بالابتعاد ، إلى الخلف والوراء ، في الماضي الأبعد فالأبعد ، بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة ، وفي اتجاه ثابت نحو البداية أو الأزل .
على النقيض من الأبد ( مصدر المستقبل ) .
أتفهم صعوبة الفكرة ، وغرابتها أكثر .
....
السبب والنتيجة قانون مزدوج ، ويتعاكس تماما بين الحياة والزمن :
بالنسبة للحياة : الحاضر أو الجديد مصدره الماضي .
بالنسبة للزمن : الحاضر أو الجديد مصدره المستقبل .
....
الفكرة صادمة ، لكنها ظاهرة تجريبية ، وتمثل قانون علمي مثل الجاذبية .
...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل