الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الإسرائيلية السودانية

عليان الهندي

2020 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عليان الهندي
منذ الاجتماع الذي عقد بين رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا أوائل العام الحالي، والأحاديث والمفاوضات والضغوط الأميركية ،وبعض العربية، تتواصل وتتسارع كي يلحق السودان بدولتي الامارات والبحرين من أجل التوقيع على اتفاقيات سلام وتطبيع للعلاقات مع إسرائيل. في السياق المذكور لا بد من الملاحظات التالية:
من الواضح أن العلاقات السودانية الإسرائيلية تمحورت منذ سنوات طويلة في مجال التعاون الأمني والعسكري مع دولة الاحتلال، التي عبر عنها في تسهيل تهجير يهود الفلاشا في عهد الفريق جعفر النميري الذي حكم السودان على مدار سنين طويلة، ملحقا الأذى الذي لا يعوض بحق الشعب الفلسطيني، خاصة أن الكثير من يهود الفلاشا يحملون السلاح وقتلون يوميا الفلسطينيين، علاوة على السكن في أراضيهم المحتلة. إضافة إلى ذلك، قصف قوافل السلاح المرسلة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة في إطار عمليات سرية شارك فيها الموساد الإسرائيلي، وهي العمليات التي ادت إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين، ولم يكن يتم هذا القصف لولا العلاقة المتينة والعميقة التي جمعت البرهان وغيره من القيادات العسكرية الإسرائيلية في ظل حكم عمر البشير الذي حكم باسم الاسلام الذي منه هو براء.
ومن الملاحظ أن هذه العلاقة تمت من دون موافقة لا الشعب السوداني ولا قواه السياسية والمدنية والاجتماعية الرافضة كليا لمثل هذه العلاقة، نظرا لارتباط الشعب السوداني بقوة بعروبة وقومية وإسلامية فلسطين، كيف لا وهو في مقدمة الشعوب التي حاربت الاستعمار التي كان في مقمتها الحركة المهدية.
العلاقة التي يرغب بإقامتها عسكر السودان مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعبر عن مصالحهم الشخصية فقط، حيث مطلوب عددا منهم مثل الجنرال الأمي والجاهل محمد حمدان دقلو الملقب بـ "حميدتي" لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ترأس قبائل الجنجويد في محاربة أهلنا وإخواننا في دارفور وقتل مئات الاف منهم.
هذا ما يتعلق بالماضي، أما ما يتعلق بالحاضر والمستقبل، فليس ما يزعج هؤلاء الجنرالات رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للارهاب، فهم ممن ساهم بوضع اسم السسودان في هذه القائمة بصفتهم حماة نظام البشير، بل يتعلق الأمر بإجهاض الثورة التي أسقطت حكم البشير، من أجل عودة العسكر إلى الحكم منفردين من دون أية مشاركة مدنية او حزبية بدعم من الإدارة الأميركية التي تعتبر أكثر الادارات الأميركية صهيونية ليس اتجاه الفلسطينيين فقط، بل اتجاه العرب والمسلمين بشكل عام.
ما يجري اليوم من محاولات لتوقيع اتفاق تطبيع وسلام مع إسرائيل، هدفة الانقلاب ،وبدعم أميركي وعربي، على الثورة والثوار وعلى القوى المدنية والسياسية في السودان التي تطالب بالديمقراطية والتنمية في الوطن العربي، الذي يقف العسكر وبعض الأنظمة والمشيخات العربية في مقدمة المتصدين له.
ما يحتاجه السودان اليوم ليس سلاما مع إسرائيل، بل سلاما مع كل المعارضين لنظام الحكم العسكري ولكل المظلومين نتاج السياسات العسكرية على مدار العقود السابقة في الشمال والجنوب والوسط، كي يتمكن السودان ليس فقط لاقتسام نظام الحكم والوظائف، بل لاحداث تنمية مستدامة في السودان وفق الكلمة التي أطلقها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك خلال الكلمة التي ألقاها في توقيع اتفاقيات السلام مع الحركات والأحزاب المعارضة في دارفور.
وفيما يتعلق بأن إسرائيل ليست في حرب مع إسرائيل على العسكر وجنالات السودان التذكر جيدا أن دولة إسرائيل هي الدولة الأولى في دعم وانفصال الجنوب عن الشمال، أي أن إسرائيل خاضت حربا على السودان على مدار العقود السابقة من دون أن تواجهها السودان بأي حرب.
وعندما استقلت جنوب السودان لم يستقبل رئيس جنوب السودان سيلفا كير استقبال الابطال، بل استقبله موظف في وزارة الخارجية الإسرائيلية في مطار اللد، ولا اعتقد أن لا يلاقى البرهان نفس الاستقبال، فإسرائيل ترى بالعلاقة مع السودان هزيمة رمزية لعاصمة اللاءات الثلاث، فهل يستقبل المنهزمين استقبال الابطال ؟؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة