الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي والدين

قاسم علي فنجان

2020 / 10 / 4
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


قد تكون من مميزات الحزب الشيوعي العراقي هو علاقته الوطيدة بالدين، فعلى مر تاريخ هذا الحزب لم يصدر أي نقد جدي للدين في ادبياته، مما انعكس على الممارسة السياسية له، توضحت تلك الممارسة بعد اشتراكهم في مؤتمرات ما سمي ب "المعارضة"، التي كانت عبارة عن قوى دينية "إسلامية متطرفة" وقومية "شوفينية"، فقد وضع يده بيد كل هذه القوى، بل أصبح "ذيلا" تابعا لهذه القوى، تابعا ل "المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة باقر الحكيم، نجل محسن الحكيم، الذي افتى بقتل الشيوعيين، وحزب الدعوة الإسلامية، وأحزاب البارتي واليكتي القوميان.
في حديث أجرته إذاعة الحزب الشيوعي العراقي "صوت الشعب" في اذار 1999، مع السكرتير "حميد مجيد موسى" حول اللقاء الذي جرى في طهران مع قيادات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، قال السيد حميد مجيد موسى ما نصه ((لم يكن اللقاء مفاجئا، لأننا سبق وان عملنا بشكل مشترك مع المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي....وكانت تجربة ناجحة واثمرت عملا مفيدا لشعبنا والمعارضة)) ويمضي السيد حميد بالقول ((الشيوعيون العراقيون عموما، وفي كل تاريخهم، تعاملوا مع قناعات الناس، مع ايمان الناس، مع قناعاتهم الفكرية والدينية، بكل احترام.......لهذا كانت علاقة الشيوعيين دائما مع جمهرة المتدينين علاقة احترام، علاقة دعم، علاقة تفهم لممارسة الطقوس، لممارسة الشعائر.....ومن الضار للجميع طرح المسألة وكأن هناك اختلاف او تناقض في الموقف من الدين، فهذه المسألة ليست وارده النقاش الان، وطرحها بهذا الشكل المغرض يقصد منه إشاعة الفرقة.....ليس هناك ما يدعو للريبة والخوف من تعاون الشيوعيين مع الإسلاميين، ما دام الهدف السياسي واضح. وانه لمن سوء القصد ان يراد دمغ الشيوعيين بالموقف المعادي للدين او الموقف المستصغر او المستهين بمشاعر المواطنين الدينية، فنحن نحترم ايمان الناس وتقاليدهم، نحترم المشاعر ونحترم القناعات، وعلى هذا الأساس ننطلق في عملنا السياسي)) هذا هو الموقف الرسمي للحزب الشيوعي العراقي من الدين، وكل ممارساته السياسية تنبني على هذا الموقف، انه مجموعة من "الاحترامات" للعقيدة والطقوس والشعائر والقناعات والاحاسيس الدينية.
انهم يرون المجتمع على انه مجتمع إسلامي، وهذا امر مسلم وبديهي عندهم، فالإسلام دين محمول على الجينات عند العراقيين، هكذا يرى الشيوعي العراقي المسألة، و"منظريهم" و "اكاديميوهم" و "قادتهم" يرسخون هذه الفكرة عند اعضائهم، لا بأس بذلك "على مضض"، لكنهم هل حاولوا في ادبياتهم توعية الجماهير من ان الدين "افيون الشعب" وانه سلاح بيد القوى البورجوازية، تستخدمه لغرض السيطرة؟ وان "نقد الدين هو الشرط الممهد لكل نقد"، هل توجد دعاية في اعلامهم ضد الأفكار الدينية؟ ام انهم شاركوا بشكل مكثف بممارسة الطقوس الدينية "نصب مواكب حسينية"، حتى ان جمهورا كبيرا يعتبرهم اليوم ضمن الطائفة "الشيعية"، فالحزب الشيوعي العراقي هو حزب لطائفة معينة، منذ مجلس الحكم البريمري.
عندما تحالف هذا الحزب مع مقتدى الصدر "سائرون" لم يكن مفاجئا للجميع، بل ان خطوته جاءت لتؤكد رؤية الحزب و "منظريه" و "اكادمييه" لموقفهم من الدين "المجتمع العراقي مجتمع إسلامي"، فهذا الحزب لا يهمه خلاص المجتمع من القوى الدينية، بل همه ان يكون في السلطة "ذيلا"، اية سلطة، والا فلا توجد اية مبررات عقلية او منطقية لتحالفات هذا الحزب مع القوى الدينية والقومية.
ان موقف الحزب الشيوعي العراقي من الدين هو موقف مخزي، بل انه ساعد في جرائم قوى الإسلام السياسي، فمجزرة النجف بحق المنتفضين، التي قادها جيش المهدي، والتي اسماها مقتدى ب "جرة اذن"، كان الشيوعي العراقي متحالف مع مقتدى "سائرون"، ولم يخرج بيان منه يستنكر او يشجب تلك العمليات، وكأنه "يبارك" تلك الجرائم، فالمتحالف مع القتلة هو بالنتيجة النهائية شريك.
ان أي تغيير قادم في العراق، سوف لن يكون الحزب الشيوعي العراقي له يد به، بل سيكون خارجا، فهو حزب ضمن العملية السياسية البغيضة، ضمن أحزاب وميليشيات وعصابات الإسلام السياسي، التي يطالب المنتفضون بإسقاطها، ولهذا فأن الحزب الشيوعي يدرك هذه الحقيقة، بالتالي فأنه يؤكد على المطالب الإصلاحية، كالراع الرسمي له "مقتدى"، فإسقاط نظام الإسلام السياسي معناه سقوطه لا محال.
https://images.app.goo.gl/vj6vDcUBkNWAvQxZ6
https://images.app.goo.gl/qmjsgVpTSesCpnho6
https://images.app.goo.gl/1ND2eoMwdWx3zWC58








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من افضل ما قرأت
ملحد ( 2020 / 10 / 4 - 20:12 )
من افضل ما قرأت
نقدك صريح وواضح وجرئ في نقد اليسار والشيوعية واحزابهما......
الغريب في الامر ان المقال حصل على مستوى متدني من التقييم?????????????!!!!!!!!!!!
وهذا ان دلّ على شئ فانه يدلّ على ان ما يسمى باليسار ومشتقّاته يسير من سئ الى اسوأ ومن انحدار الى انحطاط..... للاسف
من المفروض ان لا يلتقي اليساري والشيوعي مع احزاب الدين السياسي على الاطلاق , لا على المدى البعيد ولا المتوسط ولا القصير.... بل المفروض ان لا يلتقي معهم مدة شهر او اسبوع او يوم او ساعة .... لا بل يجب ان لا يلتقي معهم ولا لدقيقة او حتى ثانية.....

تحياتي لك ايها الكاتب ولجميع المتنورين


2 - رد الى ملحد
قاسم علي فنجان ( 2020 / 10 / 4 - 22:13 )
كل الشكر على مرورك ، ويسعدني جدا تقييمك للمقالة، تقبل خالص تحياتي

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط