الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء الشعر وقبله6

وسيم بنيان

2020 / 10 / 5
الادب والفن


غزل لعرض أزياء أنيق

لا تقطعي السنابل من نحر القميص
البر في النوم
أكل الولد السواسن
الرسام
قمر الفتيان
غصن الحسناء
قطار الثلج
لاأرثي تنينا يخسف ظهره عصفور
كسر الطائر جرس المدرسة
لا أغازل القمر لأنك الشمس
شمس السراب
لن اطوي عمري على مغزل*
أول السواحل مدن تعوم
نقار الخشب ينقش فصوصه
يونس
الطغراء
الصيادون لا يعرفون الغناء
حسناء الجبل
شجرة الغروب
على أطلال النهر
*بذلك المهماز اللافت وسم كريم ناصر مجموعته الشعرية،التي صدرت أخيرا عن دار الدراويش،وهي المعنية في هاته الشذرة القرائية.
من الواضح ان هذا الاستهلال يتضمن قصيدة أنيقة،لكنه عدا ذلك وقبله فهرسة المجموعة الشعرية اوردته حسب تسلسله تماما!
ارى ما يغزله كريم انيقا،وليس دونما سبب.فلغة القصيدة عنده لا تنطوي على أي ترهل مهما كان طفيفا.لغته مشذبة الزوائد من ازرار القميص،وحتى قيطان الحذاء.
ولنتفحص كيف يمشط شعر قصيدته:
مشطت شعر الليمون في الوهاد..
كلما انبلج الصبح حاد التمثال عن منصته.
وحين يتغندر قبل زيارته لاسبانيا،كي يشهد ما شهده الكثير من اسلاف الشعر ودونوا حوله القصيد،ليدون تفاصيله المغايرة لما تم اجتراره،فمصارع الثيران وفق ملاحظته:
لا يلوي قرن الوعل،
ولا يكترث للعواصف،
فلا يحمل سيفا ولا يموت وحيدا.

وقد يهم بالخروج لتصيد غزالة الوحي،بينما عينا حبيبته تتوجسان خطرا قادم،فتبثان غيرة لا تخفى،فيخاطبها:
لا تقطعي السنابل من نحر القميص
ومع وصوله لعتبة الباب يلقي على مسامعها باقي الوصايا:
لا تقطفي ثمرة،
لا تفتلي جنح عصفور
سمعت الريح تشق الستائر.
لا يموء السنور على صخرة،
لا يقطر الندى من أصابعك.
إسبحي في اللجة
لئلا تركبك موجة ضالة،
وينتف شعرك نسر.
...
كأنما تكور نهديك
حين تفلق الريح قميصك.
انت والعبير صنوان
يا حية ضوء تتلوى.

ما ان يخرج يتسلح بدندنة مع اول خطواته على قارعة الطريق:
فلأتسلق اللبلاب
وانفض ثيابي،
لئلا يصعقني النشيد،وتخنقني العبرات.
لولا النسيم العابر لما طحنت البر.
هكذا يواصل سيره في البراري،حائكا من وبر مايراه وشاحا وحشيا:
في الغيضة اسد جريح
ينشب مخالبه في قلب حصان
يقطر الدم من منخريه...
فبلا اردية قاسية لا تكتمل ثياب الحفلة.من ثم يعود لبيته مجددا، فيقص لحبيبته بعض انواء الرحلة،وهي تصغي متشوقة على كرسي السهرة:
السديم:قلب الضباب الرقيق،
سمعت الدبة تلعق ركبة بطل في كهف،ستنهش الحية العظاية،
فلم ينس البعوض مسالك الدم.
تندهش الحبيبة،ويعن لها ان تستفسره عن تفصيل صغير في قصته،فيشرح:
عندما حررت صقر الصيد في فناء الغرفة،فذلك لحاجة في نفسي.
...
نفحات
هديل الحمائم
العاطفة والاحلام
وردة الميزان
فاكهة
التوأم
الخريطة
السماء.
قصيدة انيقة اخرى،هي عناوين فرعية هذه المرة،وسمت مطلع نسيج المجموعة،وانتظمها عنوان الفصل العام*:لا تقطعي السنابل من نحر القميص.ولمن رغب بمطالعة صور أخر من متن المجموعة، نحيله الى مقالة نشرت في الحوار المتمدن،وهي تتعلق بكتاب كريم ناصر(افلاطوني كامبردج:سيميولوجيا المراوغة) وسمت ب:(مراوغة السيمياء:قراءة في كتابة قراءة)وفي ختامها تحديدا اوردنا الكثير من عباراتها وصورها.
*تحتوي(العنونة)في اشتغالات كريم ناصر،التي زينت جميع فساتين قصائده،التي استعرضت جمالها في اغلب مجاميعه الشعرية،على هندسة ذوقية دقيقة،تزدان بسياق رصين،يراوح فيها معنونها،بين عناوين اساسية بمثابة الهيكل العام،ليرصعها بعنوانات فرعية تؤثث للمفارقة والدهشة والصدمة،وتتلاقح خلالها الصور،لتعبر اخيرا عن خريطة بنائية شعرية تضج بالكثير من الدلالات.اتمنى ان يفطن لها قارء مختص،وينجز عنها دراسة خاصة،ففيها ما يستحق المغامرة.


ذئب العين

في غيهب هذا الغسق لا ادرك كيف افكر.لست اعرف بما تبصر ايها القلب.لم تتلمس الانهيار قبل تراكمه؟ ابواب الطريق تركل خطى الغايات فتترنح الوسائل من المس.حيرتي غابة.اللاوعي ملك الوحوش.وعي الوعي تجلي الصراع.تبرق الهواجس على مدار الرحيل.لي ما لا املكه خلا اني مدين للهباء.هل تفهم يا سر السر معنى المؤاخذة على السراب؟انين يسري بكل العروق.وجعي ذئب يتعاطى الهديل كلما لاحت هالة من بعيد،كأنما لبث الحزن دارة لا ترى...
أتراها؟


ضفاف ليست نائية

ملحمة گلگامش مذهلة،اعتبرها من اهم الأمور التي يمكن ان يصادفها الأنسان.
ريلكة

تاقت اليك عجاف انت يوسفها
هلا رميت على العميان قمصانا
لقائله

كان اهل الأندلس يلبسون البياض في ايام الحداد،فيقول المشرقي في ذلك:
صدقتم فالبياض لباس حزن
ولا حزن اشد من المشيب

الموت هو الحقيقة الوجودية العميقة الصادقة،التي يكف فيها الكائن البشري عن الكذب.
عبد الجبار الرفاعي

من جملة من رثى نفسه قبل الموت عبد الباقي العمري،فقد كتب:
بلسان يوحد الله ارخ
ذاق كأس الموت عبد الباقي
ونقش هذا البيت على قبره كشاهدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض