الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البياض عند -وجية مسعود-

رائد الحواري

2020 / 10 / 5
الادب والفن


البياض عند "وجية مسعود" في
" ناي خضور -جدتي-"
"ناي خضور -جدتي-
بيتهوفن يغني شلر
كاتيوشا وعاشقين
بيرم والسيد سيد
فاجوميٌ وامام
نجيب سرور وابنتي
مولانا جلال الدين وجدتي ... خلاخيلَ وصنوج
قال ابن الجدول , النايُ , دموعي بدر الينابيع
بكائي هديلٌ يحن الى الصهيلِ
وامي الندى
(خضور) الجذر
واعلو في الجليل
اعتلي عيبال , اصير نوارة السماء
اغور في الاردن , البسه الدفلى والنخيل
اعلو في وادية كوفياتٍ , اثوابا مطرزةً بحبر زهر البعل
وحطاتٍ كخرقةِ امي , بيض
وما اسرت , عين زهر اللوز , مريم , جدتي"
للعنوان مدلول على المضمون، على فكرة القصيدة، وايضا على الالفاظ المستخدمة، "ناي" آلة موسيقية، متعلقة بالحزن الناعم، "خضور" اسم الجدة، وقد قدمه الشاعر على مدوله، فكان يفترض أن يقول "ناي جدتي "خضور" ليعلم القارئ من هي "خضور" عند أول قراءة للاسم، وهذا يعكس تعلق الشاعر بكلية الجدة، كجدة، كإنسانة قريبة منه، وكاسم محبب له.
إذن نحن أمام حالة حنين متعلقة بالجدة، سيعمل الشاعر على (شرح) العنوان وتفريغ مضمونه من خلال تقديم فكرة/معنى لها الحنين، ومن خلال الألفاظ المستخدمة.
استحضار مجموعة من أعلام الموسيقى والشعر والفلاسفة: "بيتهوفن، شلر، بيرم التونسي، أحمد فؤاد نجم، الشيخ أمام، نجيب سرور، جلال الدين الرومي" يعكس حالة الصفاء التي يمر بها الشاعر، فالجدة "خضور" منحته حالة الروحية وصفاء ذهني جعله يهيم في عالم الشعر والموسيقى والفكر، وهذا ناتج عن حضور "خضور"، إن كان من خلال لفظ اسمها المجرد، أو من خلال اثر حضورها عليه، فالشكل والجوهر متماثلين في حالة "خضور"، حتى عندما اراد الشاعر التحدث عن حنينه لها وأثر تلك والذكريات عليه، أقرن الحزن: "دموعي/بكائي" بألفاظ بيضاء وناعمة "البدر والينابيع والهديل والصهيل" فالماضي عند الشاعر متعلق بحضور الريف الذي نشأه فيه، لهذا جاء يحمل الفرح والبهجة، وما استخدامه ل"دموعي، بكائي" إلا نتاج لواقعه البائس الآن، بينما عنده الماضي بمجمله يحمل البهجة والفرح.
يبقى الشاعر متعلقا ب"خضور" وبابنتها "أمي" التي أقرنها بالندى كما أقرن "خضور" بالجذر، ف"الأم" اعطاها صفة تراثية ريفية، و"خضور" اعطها صفة رمزية واقعية، وكلتاهما جاءتا متعلق وصفهما بالطبيعة "الندى، الجذر"، بعدها مباشر تأخذه "خضور" إلى المكان، إلى فلسطين/الجليل/عيبال/غور الأردن، وقد اعطته القدر على فعل "وأعلو، اعتلي، أغور، أعلو" فحركة الصعود والنزول تعكس طبيعة جغرافية فلسطين، وعندما تحدث (سياحته) بدأها بعلو الجليل وعيبال، ثم غوره في الأردن.
وجمالية تقديم الشاعر أنه ماثل عمله بعمل الفلاح "البسه الدفلى والنخيل"، يستوقفنا هذا الاستخدام متسائلين: لماذا لم يستخدم الشاعر (أزرعه) دفلى ونخيل" بدل "ألبسه"؟ اعتقد أن فعل أزرعه يحتاج إلى فترة زمنية (طويلة) لينبت "الدفلى والنخيل" ويكبر، بينما "فعل ألبسه" سريع جدا إذا ا قورن بزمن نمو الدفلى والنخيل، وهذا يعكس حنين الشاعر للمكان، الذي جاء بأثر حضور "خضور".
يبقى الشاعر في المكان الذي ينتمي إليه، ويحدثنا عن انتاج/فعل الناس فيه من خلال: " اثوابا مطرزةً، وحطات" مبتعدا عن الاسهاب، ورابطا هذا الانتاج/الفعل بالتراث القديم "زهر البعل"/الحنون/شقائق النعمان، ويتابع حديثه مباشرة إلى "كخرقة أمي" والتي يقرنها مباشرة بلفظ "بيض، وكأنه علم أنه استعمل ألفاظا قاسية "أودية، كخرقة" فبادر إلى أقران تلك الألفاظ باللون الأبيض، ليزيل به ذاك السواد الكامن في ""أودية، كخرقة".
يستدرك الشاعر وجود جدته الثانية "مريم" في آخر القصيدة، ويقرنها بالطبيعة، طبيعة فلسطين الجميلة، "زهرة اللوز"، ويقدمها على المدلول "جدتي".
وإذا ما توقفنا عند علاقة اسم الجدة "خضور" بوجود الطبيعة، يمكنا التأكيد أن تقديم الشاعر لاسم الجدة "خضور" كان اندفاعا من الشاعر نحو الطبيعة والجدة معا، فالجدة "خضور" مرتبطة بالذكريات الماضية، بالطبيعة الريفية الهادئة والناعمة، لهذا زاوج بينما وجعل الطبيعة مقرونة بها وبحضورها وباسمها.
القصيدة منشورة على الحوار المتمدن على هذا الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با