الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحذروا خدعة اخرى امقتدى الصدر!

عادل احمد

2020 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


احذروا خدعة أخرى لمقتدى الصدر!


مرة أخرى يحاول مقتدى الصدر ركوب موجات الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية. يحاول خنق الحركة الراديكالية و ابعاد صوت المطالبات الحقيقية للجماهير العمالية والطبقة الكادحة والمحرومين، عن طريق ذرف دموع التماسيح الكاذبة لعدم تحقيق مطالب المتظاهرين منذ بدأ الاحتجاجات والتظاهرات من عام 2011 والى يومنا هذا. و يقدم نفسه كراعي ومدافع غيور، عن المطالب الجماهير المحرومة ومعاناتها، منذ ما يسمى بالعملية السياسية.
ان كل الشرفاء وكل التحررين وكل إنسان يلتهف قلبه لمعاناة البشر، لا يكون متوهما، بأدنى شك بان مقتدى الصدر وأعوانه وحركته ليس الا شلة من العصابات تنهب وتقتل وتختطف الأبرياء وتشارك الحكومة الطائفية منذ أيامها الأول وله اليد الطولى في تأجيج الصراع الطائفي و انه جزء من تأزم الأوضاع المأساوية، للجماهير المحرومة في العراق بمليشياته الرجعية، التي يقوم بتغير عناوينها في كل مرة بسبب انفضاح جرائهما، امام الجماهير التي تكن لها بغضا شديدا. وله الفضل الكبير في بقاء الحكومات الفاسدة والرجعية والقمعية والطائفية، اما بمشاركته في وزرات الحكومات بكل ثقله او بركوب الموجات الاحتجاجات و تضليل مسلكها وفرض افقه الإصلاحي؛ من اجل تقوية ميزان قوتها داخل الحكومات المتعاقبة. وأخيرا غرد مقتدى الصدر بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة أكتوبر ذاكرا بعض المطاليب والنصائح وتعريف نفسه بانه هو وحركته يقف بجانب الجماهير المحرومة وتحقيق مطالباها، وأنه المدافع الشديد من اجل تحقيق امنيات واحلام الضحايا وجرحى الانتفاضة. ويحاول مرة أخرى ركوب موجة الاعتراضات منذ بداية اليوم الأول، وان يكون له الهيمنة السياسية وفرض ارادته كما نجح في المرات السابقة.

ان تاريخ انتفاضة أكتوبر منذ انطلاقها عام 2019 والى يومنا هذا، هو تاريخ صراع بين اخراج هيمنة التيار الصدري على الاحتجاجات، وبين فرض هيمنة هذا التيار عن طريق القوة والسلاح والمال ورجال عصاباته الإجرامية .. وان احد نقاط ضعف انتفاضة أكتوبر كان تساهلها مع هذه العصابات و كذلك توهمها بقدرتها، في تغير الميزان لصالح المحرومين. ان نجاح وانتصار الاحتجاجات في الوقت الحاضر مرهون بإخراج التيار الصدري وهيمنة نفوذه السياسي داخل الجماهير المحتجة وداخل التظاهرات بالقوة، وافشال كل مخططاته، واعتباره مدافعا رئيسيا لكل الحكومات الفاسدة والطائفية وبطلان كذبه ودموع التماسيح التي يذرفها.. يجب ان ننظر الى التيار الصدري كتيار مناهض لمصالح الجماهير العمالية والكادحة والمدافع الرئيسي للعملية السياسية الحالية، وان كل احتجاجاتهم هي من اجل الحصول على المزيد من السلطة مع الباقي اللصوص وتسلطهم على رقبة الجماهير. ان اركان و قوة التيار الصدري تكمن في مليشياته و نفوذه داخل الفقراء وكذلك إمكاناته المالية والتي يحصل عليها من داخل العملية السياسية.. وان أضعاف دوره ونفوذه السياسي وهيمنته يتم بضرب واضعاف هذه الأركان من قبل التيار الراديكالي و نقده الثوري والصريح، وكذلك أضعاف أرضية تواجده بين الجماهير عن طريق تنظيم الجماهير نفسها في حلقاتها وهيئاتها ومجالسها في محل السكن والعمل وفي المدارس والمصانع والشركات .. وان كل تنظيم مستقل في صفوف الجماهير وتعقب مصالحها بنفسها و اردتها، يعني بشكل اتوماتيكي أضعاف التيارات المناهضة للمصالح الجماهيرية في المجتمع، وهذا ما نحتاجه اليوم بقوة عندما تستمر انتفاضة أكتوبر من اجل فرض مطالباتنا على الحكومة البرجوازية العراقية. علينا ان نشعر بقوتنا ووحدتنا وان نقوم بتنظيم أنفسنا تنظيما قويا وجماهيريا في كل مكان وبكل الطرق الممكنة، بشكل مستقل عن التيارات والحركات والأحزاب الدينية والقومية والطائفية والبرجوازية التي لا تخدم أحدا الا الطبقة الأغنياء والرأسماليين وأصحاب الأموال والأملاك ..
ان تنظيم أنفسنا يعني تجميع قوتنا، يعني الدفاع عن مصالحنا بأنفسنا ، يعني استعمال ارادتنا في تحقيق أحلامنا وأهدافنا .. لا يوجد بديل اخر في تحقيق مطالباتنا من اجل حياة أفضل الا البديل التنظيمي.. ولماذا نستخدم تنظيمنا في مصلحة التيار الصدري وأشكاله ولا نستخدمه لمصلحتنا ! الفرق هو التوقع الفعلي والحقيقي لأنفسنا وقيادتنا لكل الحركات الاحتجاجية ، وهذا يتم فقط عندما ننظم قوتنا ونشعر بقوتنا وقدرتنا على فرض وتحقيق مطالباتنا. وهنا النقد الثوري والراديكالي بإمكانه رصدها، والتحقق من صحة وحقانية افكارها.. نحن الشيوعيون العماليون، لا نؤمن بإن الحراك العفوي قادر على التغيير الثوري، ولا نؤمن بهدر كل جهودنا وتضحياتنا في الحركات العفوية وانما نؤمن بالنضال الواعي والطبقي أي ان كل حركة يجب ان يرافقها اعداد تنظيمي واضح، وأهدافا معلنةً وصريحةً، و بطولة وتضحيات ودقة في التعامل مع الحركات الاجتماعية وتوازن القوى، وفي كل خطوة، شعاراتنا وتكتيكاتنا تعتمد على قوتنا وتنظيمنا ووحدتنا الاجتماعية وعلى معرفة قدرتنا وضعفنا ونوعية السلاح التي نستخدمه و...إلخ . ولهذا نؤكد في أدبياتنا السياسية على الاهتمام الأكبر في التنظيم وندعو الجماهير دائما بتنظيم نفسها وارداتها والارتقاء بوعيها السياسي ، هذا هو الصراع الطبقي في المجتمع.
اذا اردنا ان ننهي العملية السياسية برمتها، علينا ان ننهي صلتنا بالسلطة ومكوناتها ، علينا ان ننهي توهمنا بكل مكوناتها ولا نختار السيء بين الاسوأ ، ولا نتوهم بخداعها وأكاذيبها ولا نتوهم حتى من يقول نصف الحقيقة لأنه كاذب في النصف الآخر.. وهذا يتم باعتمادنا على أنفسنا وقوتنا وصفوفنا وأفكارنا المشتركة، وهي تنظيم أنفسنا تنظيما جماهيريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران