الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر حول التطبيع … !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وجهات النظر كما تعرفون تحتمل الخطأ والصواب ، وهي على اية حال مجرد وجهات نظر !
سؤال : هل تطبيع دولة الامارات ، ودولة البحرين قد اثقل فعلا كفة الميزان … اكثر مما هي ثقيلة لصالح اسرائيل على حساب الفلسطينيين ، وقضيتهم المصيرية ؟
لو كانت القضية في بداياتها ، ولم تُثبت اسرائيل بعد اقدامها الثقيلة في الارض ، ولم تنشئ دولتها القوية ، والمتقدمة كما اليوم … لقلنا ربما الجواب : نعم … اما واسرائيل اليوم دولة راسخة في وجودها رسوخ الحقيقة التي يعترف بها الفلسطينيون قبل غيرهم - ومن يقول عكس ذلك لهو معتوه ومنافق - فكيف اذن لتطبيع مع دولتين صغيرتين ، وبامكانيات حربية ، وقتالية محدودة جدا ان يكون سببا في اختلال ميزان القوى ، وطعنة في ظهر الفلسطينيين ، وضياع القضية - على اساس هي لم تضيع بعد - الى اخر الولولات الفلسطينية ؟
لا يستطيع احد ان يتطرق الى القضية الفلسطينية دون ان يجلد الذات الفلسطينية لتقصيرها قبل غيرها بحق القضية … !!
انا في حياتي لم اقرء ، ولم اسمع ، ولم ارى شعبا اعطى ، ولا زال عدوه ترف ، ورفاهية الفسحة كما فعل الفلسطينيون مع عدوتهم المفترضة اسرائيل ، وكأنهم قد اعانوها على استكمال بنائها لدولتها بهدوء ، وروية دون منغصات حقيقية تذكر … في حين تُطلعنا ابجديات الحروب ، والنزاعات على ان لا تترك لعدوك وقت لالتقاط الانفاس مجرد التقاط الانفاس حتى يحصن نفسه ، ويزيد من قوته ، وعندها ستكون خسارتك مضاعفة .
فكيف باكثر من سبعين عاما لم يفعل الفلسطينيون ، ولا حتى الاغبياء من القادة العرب الكارتونيين خلالها شئ عليه القيمة ؟!
عندما غزت داعش الموصل العزيزة في 2014 تركتها الحكومة العراقية ثلاث سنوات ، ولم تهاجمها … استطاعت فيها داعش ان تُثبت اقدامها في المدينة ، وترسخها ، وتتوسع ، وتهدد المدن الاخرى المجاورة ، ولو تُركت لعشر سنوات اخرى مثلا لكان من المستحيل زحزحتها ، ولكانت قد سيطرت ربما على كامل الدولة العراقية التي ينخرها الفساد كما ينخر الصدء قطعة الحديد الرطبة ، ولكان قد وصل التهديد الى دول اخرى تتجاوز العراق … ومع ذلك عندما هاجم الجيش العراقي برجاله الابطال في 2017 ، وطرق الحديد ، وهو ساخن … كانت الخسائر كبيرة ، ومؤلمة لا تزال اثارها الى اليوم !
اذن فقد فوّت ، الفلسطينييون ، والعرب فرصة ( اطرق الحديد ، وهو ساخن ) منذ بدايات القضية … واليوم برد الحديد ، وتماسك ، واصبح من الصعوبة بمكان ان لم يكن من المستحيل ، او فوق المستحيل طرقه ، وتطويعه … !
اما الشعب الفلسطيني الموزع على اصقاع الارض لم يقدم هو الاخر ، ولا زال اي شئ لقضيته … فهو يعيش بشكل فردي معزول ، ومنعزل عنها ، وكأنها لا تعنيه ، وترك عبء تحريرها على العرب الذين لم يحرروا انفسهم بعد من القاذورات التي ورثوها من الماضي الاغبر ، او كأنه قد استمرء الواقع الجديد في اوربا وامريكا والخليج وتماهى معه …
واكتفى بالصحف والفضائيات ليطّلع من خلالها على اخر المستجدات ان كانت هناك مستجدات تهمه … غير مبالي بما يرسمه ويخطط له ترامب ، ونتنياهو بهدوء ، وعلى نار هادئة ، وينفذه الجيش الاسرائيلي باتقان … !
اما من هم بالداخل فهم سواء بسواء في مسؤوليتهم بل اكثر تجاه القضية ، ومع هذا لم نرى منهم ايضا اي شئ … غير البكاء على الجامع الاقصى هذا ، وكأن فلسطين هي هذا الجامع ! والتحليل ، واجترار الذاكرة الصدءة … وسرد بطولات عرفات والامير الاحمر الورقية ، وغيرهم ممن تاجروا بالقضية وامتطوها من اجل امجاد شخصية فردية ، وضيعوها …
فالاول لم يكن عنده ما يقدمه غير توزيع القبلات الهوائية المجانية وبطريقة فجة ، ومقززة لكل من هب ودب حتى لرابين وشامير ، والثاني لم تمنعه القضية المصيرية من ان يتزوج ملكة جمال العالم ، ويتنطط من حسناء الى اخرى لانه دون جوان القضية المدلل ، ووسيمها الاحمر … مهازل !!
اما من هم لايزالون مسطولين ، ويعتقدون بكلام العجائز ، والسحرة ، والدجالين المشعوذين ان الحل في انهيار الكيان الاسرائيلي القريب والعاجل انشاء الله ( على اساس هو الصومال ) مع احترامي لاخوتنا الاعزاء في الصومال ، والامثال تضرب ، ولا تقاس … فمن الافضل لهم ان يصمتوا لان هذه السخافات لم تعد تنطلي على الشعوب بفضل التقنية الفضائية اولا ، وثانيا لقد سئم الناس تكرار هذه الخزعبلات ، ولم يعد احد من اصحاب العقول المتحركة يقتنع بها .
واليوم ماذا فعل الفلسطينيون على ما يسمونه بالقفز فوق القضية الفلسطينية ، وتدمير خيار حل الدولتين … غير التهديد الورقي بانتشار العنف والفوضى ، والتطرف ، واراقة الدماء في الشرق الاوسط في حال تدمير حل الدولتين ، وكأنهم هذه الايام يستجدون هذا الحل بعد ان رفضوه في الماضي عدة مرات … !
ونحن نقول للجالسين في ابراج عاجية لا يعلمون بما يجري : ان الشرق الاوسط قد اندلعت به نيران الحروب ، والفوضى ، والتطرف منذ عقود ، ولم تصل منه ، ولا شرارة واحدة حتى ولو عن طريق الخطأ الى اسرائيل … في حين ساهم التطرف الفلسطيني بقيام 1200 فلسطيني من معطوبي البوصلة ، والضمير ، والرجولة من تفجير اجسادهم العفنة النتنه في الشارع العراقي ، وقتل الالاف من العراقيين الابرياء … وهل هذا هو جزاء المعروف ؟ ثم من دمر حل الدولتين غيركم … لا شعار لكم الا الرفض لكل المبادرات منذ 48 ولحد الان … ؟!
وبالمناسبة قبل ان انسى خليكم من اسطوانة : الشرعية الدولية ، والشرعية العربية ، والشرعية الهندية … فلا توجد في الحقيقة اي شرعية في العالم غير شرعية القوة … كابيش … ؟! ام تحتاجون الى سبعين سنة اخرى حتى تفهموا ذلك … واخيرا : القضية قضيتكم ، وانتم احرار في اتخاذ الخيار المناسب لحلها … وكان الله في العون … !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي