الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كافكا كاناركي رومانسي - ترجمة مازن كم الماز

مازن كم الماز

2020 / 10 / 6
الادب والفن


اذا بحث المرء في ميول كافكا السياسية فمن المضلل ان نفعل هذا باستخدام التعابير الرائجة عن التناقض بين اليمين و اليسار . ان السياق المناسب لهذا البحث سيكون تلك الايديولوجيا التي سماها ميخائيل لوي "بمعاداة الراسمالية الرومانكتيكية" رغم ان معاداة الصناعة قد تكون اكثر دقة لانها تتجاوز كرؤية عامة التناقض بين اليمين و اليسار - من كتاب "كافكا ، اليهودية و السياسة و الادب" ل ر روبرتسون
اهتمام كافكا بالاناركية ( التي كانت تعرف أيضًا بالاشتراكية التحررية في بدايات القرن العشرين ) بدأ بالصداقة التي جمعته بالاناركي التشيكي ميكال ماريس الذي دعا كافكا إلى عدة اجتماعات و تظاهرات اناركية . ذكر ماريس ان كافكا حضر بعض تلك الاجتماعات و تحدث عن اهتمامه بأفكار اناركيين مثل بيتر كروبوتكين و ميخائيل باكونين حيث يحضر نقد الرأسمالية المعاصرة كرفض للسياسة المؤسساتية لصالح مجتمع يقوم على أساس الجماعات بدون تدخل اية اجهزة ادارية . لكن اناركية كافكا تظهر بالفعل في نقده المناهض للاشتراكية للبيروقراطية المستمد من تجربته في مؤسسة تعويض العمال عن الحوادث حيث عمل كمحامي . إن موقف كافكا المتشكك من حركة "العمال المنظمة" و كل الاحزاب و المؤسسات السياسية يجد افضل تعبير ربما في وصفه للعمال الصاعدين في مذكراته : "هناك سكرتيرون ، بيروقراطيون ، سياسيون محترفون ، كل أشكال السلاطين المعاصرين الذين يشقون طريقهم إلى السلطة" . هذا التصريح هو أقرب للاناركية لانه يشدد على الطبيعة السلطوية للسيستم و ليس فقط على الاستغلال الاقتصادي كما تفعل الماركسية . هذا النقد للبيروقراطية يربط أيضا بين رؤية كافكا الفكرية و بين اناركيين مثل غوستاف لاوندير الذي قام بنقد مشابه للاشتراكية . شهادات ثلاثة معاصرين تشيكيين توثق ايضا لتعاطف كافكا مع نضال الاناركيين و مشاركته في عدة فعاليات تحررية . من الثابت ان كافكا كان قد حضر اجتماعات "نادي مولودي" و هو نادي معادي للعسكر و لرجال الدين و انه شارك بين عامي 1910 و 1912 في مؤتمرات اناركية عن الحب الحر و عن كومونة باريس . كما شارك في الاحتجاجات على حكم الإعدام بحق المفكر و المعلم الاناركي الإسباني فرانشيسكو فيرير و اعتقل عام 1912 لمشاركته أيضا في الاحتجاجات على حكم الإعدام بحق الاناركي ليابيتس في باريس . و يظهر اهتمام كافكا بالاناركية ايضا في قراءاته فقد كان قارئا نهما لكتب جين غريف ، بوردون ، غودوين ، تولستوي ، ايما غولدمان و بينيامين توكر و كان احيانا يقدمها كهدايا . ماكس برود كاتب السيرة الاهم لكافكا يصفه "بالاناركي الميتافيزيقي الذي لا يكترث كثيرًا بالسياسات الحزبية" و هو توصيف يبدو قريبا جدا من الواقع . لانه بينما احتفظ كافكا بصلات مع الحركة التحررية السرية في براغ لكنه "لم ينضم" إليها فعلا أما الالهام الاناركي الذي نجده في قصصه فإنه لم يكن نتيجة عقيدة ما بل نتاج حالته الفكرية و حساسيته النقدية التي كانت السخرية و الدعابة سلاحها الأقوى ، تلك الكوميديا السوداء التي دعاها السوريالي أندريه بريتون "بالثورة الروحية الأقصى" .

نقلا عن
https://theanarchistlibrary.org/library/failure-to-appear-at-the-trial#toc1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة