الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجابة مسيحية على اسئلة اسلامية

صباح ابراهيم

2020 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لغرض إيضاح الإشكالات الدينية في مفهوم العقيدة المسيحية بطريقة مبسطة للأخوة المسلمين، سنعرض هنا بعض ما يسأله المسلمون حول الأمور التي لا يعرفونها عن المسيحية والتي تتناقض مع ما جاء بالقرآن . ولهذا يصعب عليهم فهمها لأنهم يقرؤون من طرف واحد ولا يطلعون على حقيقة العقيدة المسيحية إلا من شيوخهم الذين يمتهنون التضليل والكذب ونشر الكراهية والحقد بين المسيحيين والمسلمين البسطاء.
ومن يريد ان يفهم العقيدة المسيحية كما هي، لا يجوز ان يقيسها بمسطرة القرآن ، لأنه لو وجد تطابق بين الإسلام والمسيحية في كل الأمور لما بقى الدينان منفصلان . ولكن وجود الاختلافات لا يعني عدم وجود مشتركات عقائدية وإيمانية في العقيدتين .
يسأل بعض الأخوة المسلمين المستفسرين عن العقيدة المسيحية التي لا يعلمون اسرارها وتفاصيلها بعض الأسئلة التي نوردها هنا ونجيب عليها .
المسلم يسأل : القرآن والإنجيل يعترفان ان المسيح كلمة الله، لكن بمفهوم المفسرين المسلمين ان كلمة الله هي قول الله: (كن) . والمسيح لا يعدو ان يكون قول من اقوال الله . وليس هو كلمة الله النابعة من عقله وفكره التي تمثل ذات الله.
المسيحي يجيب: هذا مفهوم خاطئ لدى الأخوة المسلمين، كل شئ خلق بالكون من أحياء و جماد كان بكلمة الله الخالقة، فقد قال الله في بدء خلقه للكون : ليكن نور فكان نورا، وليكن الكوكبين النيرين، فخلقت الشمس لأنارة الأرض نهارا والقمر لإضائتها ليلا. و بكلمة الله تم الخلق . لكن من اين انطلقت هذه الكلمة ؟ انها نابعة من فكر الله وعقله ، وعقل الله يمثل الله حتما . ولم يأتِ مصطلح (كلمة الله) في الإنجيل والقرآن أنهما يعبران عن قول الله وكلامه ، بل وصف المسيح بذاته انه كلمة الله وروح منه وهذا زيادة في التأكيد عن شخص المسيح انه (من الله) وليس خارجا عنه، ومصطلح (كلمة الله) او روح الله، لم يطلق على أي نبي من الأنبياء أنه كلمة الله سوى المسيح بن مريم، وهذا تكريم خاص لكونه فعلا كلمة الله وليس كلمة منطوقة .
اما الإنجيل الذي هو بشارة المسيح، فهو يصف المسيح بوحي من الروح القدس قائلا :
"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" يوحنا 1:1
المسيحية تستمد عقيدتها من الإنجيل وليس من القرآن. والإنجيل يصرح : [ ان الكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله] . فالكلمة التي تعني يسوع المسيح هو الله بذاته، لأن كلمة الله الصادرة من عقل الله . والله وعقله وكلمته واحد .
المسيح ولد من روح الله الحال في أحشاء مريم وتجسد الكلمة به فكان المولود يسوع المسيح الذي يدعى اسمه (عمانوئيل) أي الله معنا . الله نزل من السماء متجسدا بالكلمة والروح القدس، وصار إنسانا الذي هو المسيح يسوع بن مريم . أنه مولود وليس مخلوق لأن كلمة الله وروحه ازلي ابدي غير مخلوق . لم يكن الله بلا كلمة ولا روح منذ الأزل ، فالمسيح ازلي لأنه هو الله . إن كان المسيح كلمة الله وروح الله فما الذي تبقى ليكون هو الله بذاته ؟
المسلم يسأل: هل قال المسيح أنه ابن الله ؟
المسيحي يجيب: نعم قال المسيح ذلك عندما خلق للرَجل المولود أعمى بلا عيون ولا مقلة عينين من تراب الأرض وأبصر بهما، فلما التقى به فيما بعد، سأل المسيح هذا الرجل : " هل تؤمن بابن الله ؟ " أجاب الرجل الذي كان اعمر فأبصر: " من هو يا سيد لأؤمن به ؟" فقال له يسوع: «قد رايته، والذي يتكلم معك هو هو» فقال: «أومن يا سيد». وسجد له معترفا بألوهيته وقدرته على الخلق .
المسلم يسأل: كيف يؤمن المسيحيون بأن المسيح هو كلمة الله المتجسد، والمسيح قال عن نفسه أنه ابن الإنسان ؟
المسيحي يجيب: يسوع المسيح هو إله كامل لأنه كلمة الله ومتحد به لاهوت الله الحال بجسده، وهو إنسان كامل مثل كل البشر لكن بلا خطيئة، جاء ليحقق إرادة الله بالخلاص والفداء، ولابد أن يكون الفادي إنسانا كاملا بلا عيوب ويمثل البشرية بأكملها، فكان المسيح الذبح العظيم الذي افتدى كل البشر بسفك دمه الطاهر. و بغير سفك دم لا يحدث خلاص .
المسلم يسأل: هل المسيح هو الله أم ابن الله ؟
المسيحي يجيب: المسيح هو كلمة الله وروحه، وكلمة الله تعني هو الله بذاته وبكلمته وروحه . والمسيح كإنسان هو ابن الله بالروح لأنه من الله ولد، ومن الله جاء إلى الأرض والله هو الأب الروحي له واليه ينتسب . ولهذا يدعى ابن الله مجازا . وهو كان يقول أبي أرسلني، أبي يعمل وأنا أعمل. أنا والأب واحد ، من رآني رأى الآب . الله الآب في السماء وكل مكان، والمسيح هو الابن على الأرض ممثلا الله في السماء. فالمسيح هو الله بلاهوته، وابن الله بنفس الوقت على الأرض كإنسان. المسيح هو حكمة الله وقوته، الذي حل فيه كل ملء اللاهوت وسلطان الله وقدرته.
المسلم يسأل: كيف تحجّمون الله الذي يملأ السماء والأرض والكون كله وهو غير محدود، و تحددونه بحجم جسد المسيح المحدود ؟
المسيحي يرد: روح الله في المسيح وبنفس الوقت يملأ الكون كله . كما أن الشمس في كبد السماء تشع بنورها الذي يصل إلى الفضاء والأرض وأعماق البحار، إلا أنه موجود في قلب الشمس أيضا بنفس الوقت. الله لا يعجزه شئ . والدليل أن المسيح يعمل المعجزات بسلطان لاهوت الله المتحد به، فهو يخلق، ويشفي المرضى، ويبعث الحياة في اجساد الموتى ويقيمها، ويغفر الذنوب ويعلم الغيب . أليست هذه كلها من أعمال الله وحده ، فلماذا اختص بها المسيح فقط من دون الأنبياء؟
المسلم يسأل : كيف تعتبرون بأن المسيح هو الله، وقد صلب ومات . فهل الله يعذب ويموت ؟
المسيحي يرد: قلنا ونقولها مليون مرة، بأن المسيح هو كلمة الله وروحه، الذي عاش على الأرض متجولا يعمل خيرا للناس، يشفي المرضى ويحي الموتى، أكل وشرب ونام ثم صلب .والذي مات هو جسد يسوع بطبيعته الإنسانية وليس لاهوت الله الحال فيه . الجسد مات لأنه إنسان، لكن روح الله ولاهوته الحال فيه لا يموت ولم يفارق جسده، ولا لحظة، لأنه في اليوم الثالث من الصلب والموت ،اقامه وبعث إلى الحياة مجددا، من خرج من الجسد بالموت هو الروح البشرية للمسيح وليس روح الله ولاهوته . الله روح لا يموت .
المسيح على الصليب استودع روحه الإنسانية بيد الله مؤقتا لأنها ستعود اليه بعد ثلاثة أيام من موت الجسد. ويسوع المسيح صعد إلى السماء بجسده وروحه عائدا إلى حيث كان اولا قبل نزوله من السماء، ارتفع الى سماء المجد بالروح والجسد أمام أكثر من خمسمائة شاهد عيان من أتباعه ومحبيه والمؤمنين به في وضح النهار، ولم يُسرى به ليلا وبلا شاهد عيان كما ادعى غيره .
إن كان روح الإنسان العادي لايموت بموت الجسد، فهل يموت روح الله الذي بالمسيح ؟
ليس صحيحا ما قيل بالقرآن : [كفر الذين قالوا : إن ( الله هو المسيح بن مريم )] ، الله روح بالسماء وليس هو المسيح الإنسان، المسيح اله متجسد وليس إنسان متأله على الأرض، ولهذا دعي انه كلمة الله وروحه. المسيح هو الله وكلمته وروحه متجسدا بإنسان ، وليس الله هو المسيح .
المسيح ليس إنسانا أصبح إلها، بل الإله نزل من سمائه متجسدا بإنسان، لأنه قادر على كل شئ، وهو باق في السماء ويملأ كل الكون مع وجوده بجسد المسيح .
صعب على من يؤمن بالقرآن ان يفهم هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Sami Daniel
صباح ابراهيم ( 2020 / 10 / 6 - 21:49 )
احسنت الشرح اخي سامي دانيال فكل ما قلته صحيح
واجبنا ان نفتح العقول المغلقة والتي تتهمنا بالكفر، ولابد من الطرق على الحديد الصلب حتى يلين ويتشكل بطريقة صحيحة.
نحن نقول الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة ، ومن يريد أن يفهمها ويتقبلها سينتقل من الظلام الى النور . ومن لا يعجبه ويرتضي بنعمة الظلام، فليبقى فيها خالدا متنعما منتظرا الفوز بنكاح حور العين في جنة الأحلام .
ونشهد الله الحقيقي اننا قمنا بواجبنا .
شكرا لك اخي سامي

اخر الافلام

.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة


.. #shorts - 49- Baqarah




.. #shorts - 50-Baqarah


.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا




.. #shorts -21- Baqarah