الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة الذين فى قلوبهم مرض طمس الحقائق بالإغتيال الشخصي و المعنوي لكل إعلامى مخلص لوطنه.

عبير سويكت

2020 / 10 / 6
الصحافة والاعلام


قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ و ينكر الفم طعم الماء من ثقمٍ .

رفض التطبيع مع اسرائيل أعطنى حريتى و أطلق يديا فأننى أعطيت ما إستبقيت شيئاً.

آه من قيد أدمى معصمى أعطنى حريتى و أطلق يديا فأنى أعطيت ما استبقيت شيئاً.

لا لثقافة الإرهاب السياسي و الإعلامي .

عبير المجمر (سويكت)


المؤتمر الإقتصادى التجمهر الشعبي من أجل اصطفاف الصف الوطنى للإسهام بالآراء و الأفكار و التوصيات التى من شأنها ان تساهم فى إصلاح الوضع الإقتصادى و استقراره كنت سعيدة جدا بخوض هذه التجربة مع شعبى السودانى ، و كنت اكثر سعادة عندما تمكنت من حضور أغلبية الورش الخمسة عشر ورشه برغم عدم معرفتى بشوارع السودان الذى خرجت منه و انا مرفقة فى جواز الوالدة و أكملت الابتدائي فى فرنسا تحديدًا الصف السابع و الثامن و من ثم الثانوى و الجامعة ...الخ

و لكن حب السودان فى نفسى مترسخ و للأوطان فى دم كل حر يد سلفت و دين مستحق .
و قد زادنى حباً للسودان ما رايته من ذكاء و عبقرية ابناء بلدى الذى كان الوالد دائما يحدثنى عن عصره الذهبى، و كيف ان السودانين تمكنوا منالنهوض و البناء و التعمير و التأسيس لكل البلدان التى عملوا فيها، و تركوا سمعة جيدة تحمد لهم ، و لكن فى المقابل عجزوا على ان يتفقوافى الشأن الوطنى السودانى و دفع الشعب ثمن التناحر و التجاذب و الخلاف و الاختلاف .

جميع الورش الإقطاعية التى كنت حضوراً فيها و خاصة التى كان يترأسها البروف عبدالمحسن أستاذ الإقتصاد العبقري و الطيب النفس والروح كانت ورش ذات محتوى رفيع و كنت أقول له : يا بروف انا سعيدة لتواجدى معكم ، و هى لم تكن مجرد ورش لكن كأنسانة دارسة للإقتصاد و العلوم الادراية قبل ان أكون صحفية أقر بأن تلك الورش كانت قيمة للغاية و نشطت ذاكرتى، و استفدت منها كذلك ذخيرة معلوماتية قوية أفادتنى كصحفية حيث تمكنت من استشعار و تلمس موضع الداء فى كل قطاع و الحاجة الماسة، و فى ماذا يمكن ان نساهم مستقبلً اكمنظمة حديثة الولادة تهدف أيضا لدعم التمنية فى السودان ، جميع الورش الإقطاعية دون تزكية لواحدة على الأخرى كانت من اجمل التجارب التى عشتها هنا فى السودان.

حيث أنى احب العلم و التعلم و اعتبر نفسي دائما فى رحلة طلب العلم و المعرفة و أقول فى نفسى دائما : قل لمن يدعى فى العلم فلسفة عرفت شيئًا و غابت عنك أشياء ، لذلك لا اتكبر على التعلم و استمتع بالإستماع لكل شخص اختلفت او اتفقت معه فى الآراء لانى انطلق من مبدأ ان اى شخص فى هذه الدنيا قد خصه الله بميزة معينة تختلف عن الآخر، و لدى قناعة مطلقة ان فى اى شخص التقى به فى هذه الحياة و حياتى اليومية قد اجد فيه ما يفيدني و أتعلم و انهل منه، و تأكد لى ذلك من خلال قرائتى لكتاب احياء علوم الدين لأبى حامد الغزالي ، فالعلم و التعلم لا يكون على الصعيد الأكاديمي فقط فالحياة اليومية التى نعيشها هى اكبر حقل تجارب و اكتساب خبرات من خلال تبادل الحديث و النقاش خاصةً مع من يكبرونى فى السن الذين احرص كثيرا على مجالستهم و يروق لى الحديث معه ، فأتعلم منهم و انهل من تجاربهم و أخذ منهم الحكمة "و الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" .

تعلمت فى أدب الخلاف و الاختلاف ان أتقبل اختلاف الآخر عنى فكرياً و شكلياً و اثنياً و دينيًا و سياسيًا ...الخ، و تربيت فى بيت تعلمت منه ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، و ان لا انتهج نهج من اتفق معنا فهو قديس و من خالفنا فهو ابليس ، تعلمت كذلك ان الدفاع عنالرأي او الفكر او الاطروحة يكون بمنهجية، بفكر ، بالرأي، و فى حدود الأدب و الاحترام، و بالأساليب الأخلاقية و بالقيم و المثل.

تعلمت ان أحسن السقاية فى تعاملاتى و خلافى و اختلافى مع الآخرين ان أحسن السقاية لانى سوف أُسقى من نفس الكاس ، و ما يزرعه الإنسان من فعل حسن او سئ يحصده فى الحاضر او المستقبل فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره و من يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره، و كما تدين تدان، و الدائرات تدور يوم لك و يوم عليك و العاقبة للمتقين و على الباغى تدور الدوائر .
تعلمت فى الخلاف و الاختلاف ان لا اغتر بقدرتى على الكلام او المنازلة و ان اتذكر قوله عز وجل العظمة إزارى و الكبرياء ردائى فمن نازعني واحدة منهما قصمته و لا أبالي ، تعلمت ان لا اظلم بقدراتى او معرفتى احداً ما كان معه الحق و لكن فو ذات الوقت عجز عن الدفاع عن حقه او رأيه و خزلته قدراته على فعل ذلك ، تعلمت ان دعتنى قدرتى على ظلم الآخرين ان اتذكر قدرة الله على و ان الظلم ظلمات يوم القيامة ، و عاقبة الفعل السئ تلاحق الإنسان طيلة حياته، و لعنة ظلم الآخر او استضاعف البشر تلاحق الإنسان حتى و هو فى قبره.

تعلمت ان الإسلام ليس شعارات يُتاجر بها بل افعال تترجم صدق الفعل و القول ، و توصلت إلى ان السواد الأعظم من المتاجرين بالإسلام شكلاً اخلاقهم و تصارفتهم و تعاملاتهم تنم عن نفاق و كذب ، حيث يتجلى صدق مبادئ الإنسان و قيمه من خلال تصرفاته و تعاملاته مع المختلفين معه فى الرأي و الفكر او من يعتبرهم خصومه، فإذا عدل الإنسان و انصف ترجمت افعاله صدق أقواله.

تعلمت كذلك انه لا يمكن ان أكون دوماً على حق مطلق و ان رأيى قد يكون صواب و لكنه يحتمل الخطأ كما ان رأي غيرى قد يكون خطا لكنه يحتمل الصواب ، تعلمت ان لا اشتم و أسب من يختلف معى، فالاختلاف سنة الحياة و ابدع الخالق فى خلق عباده مختلفين شكلا و مضموناً فمن انا حتى انكر طبيعة الخلق فى الخلاف و الاختلاف، تعلمت ان اختلف بما يرضى ضميرى و ان كنت على حق ستشرق شمس غدا .

لكن للأسف خلال تواجدى فى السودان و فى الوسط الإعلامي و السياسي وجدت مسلمين و لم اجد إسلام عكس أوروبا فرنسا التى وجد فيها الشيخ عبده إسلام راسخ فى تعاملات و افعال من هم غير مسلمين
صُدمت فى هذا الوسط الإعلامي و السياسى بثقافة الحفر للآخر ،و المكايدات ، و المؤامرات، و الأساليب الأمنية القذرة فى التعاملات التى يعتقد من يمارسها انها ذكاء سياسي ينال به ممن يختلف معه فى الرأي و سرعان ما يصنف المختلف معه بخصم و عدو و عندها يشرعن الأساليب القذرة فى النيل منه.

عرفت ما لم اعرفه فى بيتى و أسرتى و لم أعهده و حتى لا اظلم شعبى السودانى هى مجموعة لا تمثل كل الشعب السودانى لكن للأسف هى مجوعات مسيطرة على مقاليد السلطة و القرارات علنيًا او خفيًا سواء كان فى السياسية او فى الإعلام ، و أكرر قد تكون مجموعات لاتعبر عن قيم الشعب السودانى لكن للأسف هى المسيطرة و هى التى تتحكم فى الأمور .

فى الجلسة الأولى للمؤتمر الإقتصادى اتيحت لى فرصة مداخلة فكانت مداخلتى عبارة عن سؤال و ليس توصية فقد اكتفيت بالتوصيات التى أرفقتها عند حضوري للورش الإقطاعية و كان سؤالى حول الآتي:
كمراقبين لتطورات الوضع السودانى اصبح هناك ربط بين التطبيع مع اسرائيل و النهضة الاقتصادية فان كان الأمر كذلك، و فى نهاية الأمر ما يهمنامصلحة المواطن فما هى الضمانات ؟علماً بان امريكا وعدت البشير بعد التوقيع على فصل الجنوب ستحل كل مشاكل السودان الاقتصادية تم فصل الجنوب ولم يقبض السودان سوى دخان فى الهواء !!!
كذلك الرئيس كارتر وعد الرئيس السادات بعد كامب ديفيد ستعيش مصر في رخاء اقتصادى لا مثيل له وقع السادات فانتهت مصر الى كساد اقتصادى وحصار عربى سياسى خانق و انتهت حياة السادات باغتياله فى حادث المنصة المعروف أذن ما هو الضمان اذا وقع السودان وطبع ان تلتزم امريكا واسرائيل بوعودهما المضروبة؟

هذه كانت مداخلتى فقبل ان يرد حتى على سؤالى بدأت محاولات البعض فى تجريمى، و بعضهم من يذكرنى بعاقبة من يحاول استهداف البرهان رئيس المجلس السيادي و كانما حديثى هذا كان ضد البرهان!!!!! الذى لا علاقة لى به حتى استهدفه من بعيد او قريب و من حقه ان يكون له وجهة نظره الخاصة المؤيدة لخط التطبيع مع اسرائيل .
و انا كمواطنة سودانية قبل ان أكون اعلامية و لدى رسالة سامية لست ضد تعزيز ثقافة السلام و التسامح بين شعوب العالم و بما فيها اسرائيل و كتبت عن ذلك مرارا و تكرارا و عن تعزيز ثقافة التعايش السلمي فليس فى نفسى عداوة تجاه اسرائيل على الإطلاق، بل بالعكس تدربت على أيديهم فى المجال الإقتصادى و عملت معهم فى بعض الشركات فى فرنسا كما تعايش معهم سلمياً الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن فى ذات الوقت المثل الشعبي بيقول : أكلوا اخوان و تحاسبوا تجار ، و عليه لا يمكن ان يلعب ترامب بالسودان سياسة حتى يرضى اللوبىالصهيونى و يضمن بذلك ان ياتى رئيسا لأمريكا لفترة ثانية و نحن ينطبق علينا مثل البقر التابعة الخيل من غير منطق "ريسو و تيسو" ، وكذلك على السيد برهان ان يراعى مصالح الوطن أولًا و يكفى انفصال الجنوب و ما نتج عنه من أضرار اقتصادية بسبب تصديق وعود امريكاالمضروبة و الخروج من المولود من غير حمص .

انا عندما طرحت سؤالى كنت اعبر عن حق شرعى حرية التعبير حق مكفول لى بالقانون و الدستور كنت أمارسه فى فرنسا و انا اجنبية و ان كنت حاملة للجنسية ، فكيف أحرم من حقى هنا فى بلدى الأم؟؟؟
لكن للأسف استمرت أساليب التهديد و الوعيد تارة و تارة أخرى تذكيرى بانى شابة طموحة على الصعيد الإعلامي لكن لم ألعبها صاح على حد قولهم و يضيفوا قائلين : انه على صعيد المجال الإعلامي و الوسط السياسي سوف يتم إقصائى من جميع الفعاليات من قبل من بيدهم زمام الأمور ، ثم بعد ذلك تحولت المعركة لمحاولة اغتيال معنوى و نفسى بشتى الطرق و منها السوشل ميديا التقاط صورة لى اثناء المداخلة ومحاولة تشويهها و الأغرب من ذلك محاولة أذيالهم و اتباعهم من من كنت اعتقدهم أصدقاء و زملاء الاتصال بى للتأكد منى أنى اطلعت على الصورة و ما كتب حولى من معلومات و سب و شتائم و محاولتهم التأكد من ان ذلك اثر فينى معنويا.
ثم استمرار ملاحقتهم لى و سؤالى :هل القحاته دعوك لسلام جوبا ؟؟؟و بعدها يرسلون لى صور اتباعهم فى سلام جوبا و يكررون علىالسؤال : هل القحاته قدموا لك دعوة ؟و قلت لأحدهم من ترسلوا لى صورهم انا لست من ملتهم ، و سبق وقلت لكم فى مداخلتى فى الجلسة الأخيرة للمؤتمر الإقتصادى : أنى لست من ضاربى الطبول و حارقى البخور و حاملى المباخر و لا انتظر دعوة من اى جهة اياً كانت ، و جوبا تقديرى لها لا يقدر و يكفى أنى عملت معهم فى قضاياهم السياسية و الاجتماعية على حد سواء و حاورت جميع القادة الجنوبيين و قمت بواجبي تجاه اخوتى فى الجنوب و وثقت لهم بقدر ما اقدر و تكفى العلاقة الطيبة التى تربطنى بهم .

ثم استمرت ملاحقتهم لى و قولهم : ان المصريين غير راضين عن ما قلته عنهم فى المؤتمر الإقتصادى و ان اى مكروه يصيبنى و انا فىالسودان على ان اعلم ان الاستخبارات المصرية سوف تكون وراءه ، و عندها قلت لهم ان كلامهم غير صحيح فقال لى احدهم : نحن رأيناك عندما كانت المصرية تتحدث معك غاضبة و نادت على السفير المصري ، فقلت لهم محاولةً ان افهمهم انه لا جدوى من محاولة تخويفى لان السفير المصري و زميلته صحيح كان هناك سوء فهم لكن انا وضحت لهم الكلام و وضحت لهم أنى استشهدت بالتاريخ و بموقف مصر وتطبيعها لإثبات حقائق فقط و ليس بهدف الإساءة لمصر و قد فهموا و تقبل السفير المصري حديثى .

و لكن مع ذلك استمرت تلك المجموعة فى محاولتهم القذرة النيل منى اخذين مقطع لى فى الجلسة الأخيرة و حديثى عن دور الإعلام الخارجي قائلين : ان زملائي الصحفيين بالداخل زعلانين من حديثى هذا و باللغة الشعبية "سوف يورنى النجوم عز الظهر" ،كان ردى أنى لا اخافاحد غير الله "و كبير عندى الجمل" مؤكدةً فى نفس الوقت على ان كلامى صحيح و فى مكانه و ان الإعلام الخارجي بالفعل لعب دور فعال و شجاع و دفع الثمن و اى محاولة لإقصائه لن تنفع ، و أي محاولة لخلق فجوة بينه و الحكومة الانتقالية لن تنفع ، و قد كانت مداخلتى هذه بعد محاولة احدهم استفزازى فى قاعة المؤتمر تارة يسالنى هل انا حلفاوية او محسية ؟و عندما سألته لماذا هذا السؤال القبلى ؟رد مالك خجلانه من جنسك حلفاوية و لا محسية ؟ثم يضيف أنتو لماكم لينا الرشيد سعيد و جابكم لينا ، و عندها وضحت له ليس من حقه السؤال عن القبيلة التى انتمى لها هذا يعتبر discrimination ثم ان الرشيد سعيد لم ياتى بى بل جئت لوحدي لانى سودانية و هذه بلدى، و ذكرته ان الإعلام الخارجي لعب دور فعال لا ينكره الا من تضرر من كشفه للحقائق و الانتهاكات آنذاك .


نواصل للحكاية بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة