الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكردي المهزوم داخلياً!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 10 / 7
القضية الكردية


يبدو أن التاريخ الطويل من حالة الاستعباد لشعبنا يؤتي فعله دائماً لدى الكثيرين ومنهم بعض النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي حيث تجدهم ومع أول تهديد تركي بدؤوا بالتباكي والنواح وكأن تركيا باتت قاب قوسين على دخول كل المناطق الكردية الخاضعة للإدارة الذاتية، متناسين أن أي تحرك تركي غير ممكن دون تفاهمات وتوافقات دولية وبالأخص بين الروس والأمريكان وبأن الظروف الإقليمية والدولية وحتى الداخلية لبعض الحكومات العالمية وعلى رأسها الأمريكان حيث الانتخابات على الأبواب، لا تسمح بأن تقوم تركيا بأي هجوم حقيقي على المناطق الكردية وإلا فإن الرئيس الأمريكي الحالي؛ ترامب وحزبه سوف يلاقي صعوبات جمة في قضية المنافسة وهذا ما لن يقدمه ترامب لخصمه بايدن، بل إننا نود أن نضيف هنا ونقول: بأن أمثال أردوغان وحكومته الفاشية هم من يساهمون في حل القضية الكردية العالقة منذ عقود، بل قرون وذلك إلى جانب تضحيات أبنائنا وبناتنا طبعاً، نعم هؤلاء النازيون الجدد أمثاله -ومن سبقه مثل صدام- هم من يجعلون العالم يتحرك أكثر لحل المسألة الكردية.

وبالتالي فأي تحرك تركي آخر سيكون المزيد من الغوص لتركيا وبقناعتي هو مثل ذاك العالق في الرمال المتحركة حيث كلما أتى بحركة جديدة ينغمس أكثر في ذاك الفخ الذي وقع به ولذلك نأمل أن يكف البعض عن نعيقهم الغرباني وبكائهم التمساحي وبالأخص على صفحات التواصل ونقول لهم؛ حتى ولو أحتلت تركيا كامل روجآفا، بل وأجزاء كردستان الأخرى، فإن الكرد لن يموتوا وكذلك قضيتهم وهذه الحقيقة يعرفها أردوغان وأعدائنا، كما يعرفها أبطالنا وكل المدافعين عن قضايا شعبنا وإن أصوات نحيب بعض المهزومين ليس إلا نشاذاً في اللحن النضالي المقاوم -هذه ليست رومانسية نضالية بقدر ما هو إيمان راسخ بعدالة القضية وبقدرة شعبنا على المقاومة والتحرر من التبعية- وبهذه المناسبة أستذكر حكاية انتصارات عنترة بن شداد أمام خصومه حينما سألوه؛ “كيف ينتصر دائماً”، فطلب من السائل أن يعض كل منهما على معصم الآخر وليس إلا لحظات صرخ الآخر متألماً وكان إعلان إنتصاره عليه وحينها قال؛ أنا أيضاً كنت أتألم ولكنني صمدت أكثر وأنتصرت.

للأسف أغلب الذين يتباكون ولا يصمدون هم أولئك الذين على جبهات الفيسبوك وخلف شاشاتهم في دول أوربية، بينما لم نسمع يوماً نواح أحد أبطالنا على الجبهات والخنادق ولذلك نقول لأولئك؛ كفوا عن لعب دور الغربان في الإعلان عن هزائم لن تكون حيث العبد لن يخسر إلا القيود ويبدو أن البعض يتباكى على تلك القيود حينما يقول ويدعي؛ “إننا خسرنا الكثير بسبب سياسات هذا أو ذاك الطرف السياسي” وذلك في تسويف وتزييف كبيرين للحقائق والوقائع على الأرض وبطريقة هزلية جداً حيث من يتهمونه “سبباً في هزائمنا” هو الذي بقي صامداً وما زال في وجه سياسات الغاصبين، بينما هم تركوا البلاد والعباد خلفهم باحثين عن الأمن والأمان لذواتهم، بل ومتناسينا بأن ما تم تحقيقه إعلامياً وسياسياً وتدويلاً للقضية الكردية لم يكن إلا بفضل من بقي صامداً مقاوماً وليس متباكياً متذلالاً للأعداء أو مفترياً منافقاً مزايداً على من فضل البقاء.. بؤس نفاق الكثيرين من أبناء شعبنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا