الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسين اليوم ليس حسين الامس

السيد حميد الموسوي

2020 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين يؤله مليارات البشر مصلحاً ويتخذوه رباً؛ ويقيمون له الاف المعابد الخرافية ويحتفلون بطقوس موسمية اسطورية تمجيدا وتعظيما وعبودية له لم يعترض أحد من المؤمنين او المتحررين العلمانيين او المتحللين او الجهال او المثقفين .
نعم هذه حرية شخصية وعقيدة محترمة وللناس فيما يعتقدون مذاهب ؛ثم ان عبادة ( بوذا ) لم تمنع اليابانيين والصينيين من التقدم والارتقاء في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحقول الزراعة والصناعة والسياحة والصحة والتربية والتعليم وبناء امبراطوريات تكنولوجية مذهلة تجاوزت دول اوربا واميركا .
وحين يمجد ملايين السيخ والهندوس البقر..ويعظمون غاندي ..ويقيمون الاحتفالات والكرنفالات الموسمية الباذخة لآلهة البقر ولمولد غاندي ومقتله .. لم يعترض احد من جميع الطبقات التي ذكرناها .
وحين تمجد المجتمعات على مدار السنة : مارتن لوثر .. الام تيريزا ... جيفارا .. لينين ...
وحتى بتهوفن ودافنشي وبيكاسو ودافنشي وشتراوس...
وحتى حين تقام كرنفالات التراشق بالطماطم وتحطيم الاجهزة ومصارعة الثيران ...وحتى ... وحتى لم يعترض احد ..فهي في نظر الجميع ثقافات شعوب وطقوس لها احترامها !.
لكن الكارثة المفجعة والطامة الكبرى والزلزال المدوي حين يحتفل الشيعة سنويا باستشهاد الحسين !!!!!!!.
ينبري الاخوة العرب والمسلمون : لوما ..وذما .. وتقبيحا .. وسخرية واستهزاء .. والقاء كل تبعات تخلف العرب والمسلمين على الشيعة وطقوسهم !!.
وقد نعذر الاخوة العرب فالحسين ثار على خليفتهم يزيد بن خليفتهم معاوية ؛ والحسين حفيد محمد ومحمد كسر اصنامهم والحسين ابن علي وعلي قتل اجدادهم !. كما نعذر الاخوة المسلمين فهم خارج الجزيرة العربية ...وهم يرون العرب يحتفلون بذبح الحسين ويجعلونه عيدا . والاعلام الاموي صور لهم معاوية ودولته هم الدين الاسلامي وان عليا واولاده خوارج !.
لكننا لا نعذر الاخوة المسيحيين والذين تأثر معظمهم بالدعاية الاموية ؛ وكونهم تحت ظل حكومات عربية اسلامية سنية منذ 1400 عام فهم يجاملون ويتماهون مع نظرة العرب وحكامهم ..والناس على دين ملوكهم !!!.
طبعا عنوان المقالة اجتزأته من منشور كاتب مسيحي صديق احترمه ..منشوره موجه للمتظاهرين ويتعجب : كيف تبحثون عن وطن وانتم تبكون على رجل مات قبل 1400 سنة .؟!!.
تأسفت كثيرا لهذا الصديق فقد عثر عثرة لا تغتفر !. لم يكن مجبرا على ذلك اللهم الا اذا كانت خلف الامر دوافع لا اعرفها .
ايها العرب ... ايها المسلمون ...
الحسين لم يمت ..الحسين صرخة وهتاف وراية يستنهض الشعوب ..يفجر الثورات ويسقط الطواغيت .. يقود الجموع وهو في ضريحه الخالد .
الحسين وهج و نبراس وشمس تضيئ دياجيرالظلمات التي كثفها الطواغيت والمفسدون .
الحسين اليوم ليس وحيدا .. ليس حسين يوم 10 محرم ...
جنود الحسين اليوم:
لبسوا القلوبَ على الدروعِ وأقبلوا
يتهافتون على ذهاب الانفسِ
جنود الحسين اليوم :
هنالك لو دعوتَ اتاك منهم
فوارسُ مثلَ أرمية ِ الحميم ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسين الامس ليس حسين اليوم!!
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 10 / 9 - 10:05 )
ان كل ما دونته في هذا المقال ينطبق على حسين الامس اما حسين اليوم هو الحسين الذي اتخذته السياسات والمصالح وسيلة وليس هدف. انا اوؤكد لك ايها الاخ العزير لو ان حسين الامس يظهر من رمسه وينادي هل من ناصرلما لبى ندآئه الا القيل من الذين يدعون الولاء له. الحسين ثورة وجبال شامخة امام الظلم والظالمين وهو الهدف الذي من اجله ضحى بنفسه واهله وليس البكاء لاجل الشفاعة او الزحف على البطون والضرب على الهامات بدون اي مردود ايجابي. نعم احياء ذكراه يحب با يكون نبراسا للتحرير ودرسا للوقوف في وجوه الظالمين ونصرة المستضعفين وليس بناء حسينيات بآلاف الدنانيروالبيوت المجاورة مبنية بالطين وسكانها يتسولون.احياء ذكرى العظماء واجب انساني ولكن احياء الذكرى يجب ان تليق بمبادء صاحبها.حسين الامس كان نبراسا للثورات اتي قامت ضد الطغاة اما حسين اليوم اصبح للسياسيين وسيلة لتدجين المستضعفين كما هو جار في عراق البؤس والظلم من احزاب تدعي الولاء للبيت الهاشمي وهي الى الاموية واسلوبها اقرب.الحسين لا يريد البكاء الا البكاء المصحوب بالعمل المعبر عن ظلامته وليس البكاء الفارغ من المعنى الذي اصبح شعارا لا غير.نعم لاحياء ذكراه.


2 - احياء ذكرى العظماء واجب اخلاقي ولكن..
سهيل منصور السائح ( 2020 / 10 / 10 - 12:34 )
وقت احياء ذكر العظماء الذين ذكرتهم تكريما لما بذلوه في سبيل كرامة الانسان والدفاع عن كرامته واستغلاله يكون الاحياء بما يتناسب مع تضخيات المضحي وليس لاي مصلحة او بذل اموال طائلة بدون نتيجة بل لاجل اخذ الدروس والعبر لاجل الاقتداء باعمالهم الجديرة بالتقدير وليس بابتزاز اموال الناس والمتجارة كما هو جار في اقامة ذكرى استشهاد الحسين واهل بيته والذي استغل لكسب المال وتدجين العقول لنيل الثواب والاجر الذي لا يقدر والذي يساوي اجر من استشهدوا في سبيل الله دفاعا عن الحق. امن العدل ان روزخونيا يتقاضى آلاف الدنانير اجرة عشرة ايام لا يصرف فيها من وقته الا سويعات ويدعي انه خادم الحسين ويا ليته يعرفنا ما هي الخدمة التي قدمها للحسين سوى الاسترزاق باسمه. ان اقامة شعآئر الحسين اصبحت تجارة رابحة والشاطر من استغلها بتدجين عقول المحبين باحاديث الشفاعة وغيرها بمجرد البكاء عليه بدون اي مردود ايجابي . الحسين مدرسة وهدف ورفضه لبيعة الطغات في سبيل تحقيق الحق والذي اصبح درسا للثائرين كـ غاندي ومندلا وغيرهم .حسين الامس هو حسين المبآدئ وحسين اليوم هو للاسترزاق باسمه والمصالح السياسية و التبعية العمياء لرجال الدين

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53