الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنمية في العراق حلم ام واقع؟

فراس حاتم

2020 / 10 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التنمية هي حلم يراود كل انسان يرى فيه مجتمعه ووطنه قد وصل افضل الدرجات التي يحاكي فيها العالم المتقدم فالتنمية ليست فقط ان ترى هناك مطعم او مجمع تجاري لا بل هي توظيف الثروة البشرية و الطبيعية من اجل الحياة افضل في ذلك الوطن او المجتمع من خلال برامج تستهدف اطلاق الطاقات لتكون الشرارة التي لا تنضب في التنمية و خدمة الانسان من خلال المؤسسات الحكومية و مؤسسات المجتمع المدني و بالتعاون مع المؤسسات الدولية و منها البنك الدولي للتنمية و صندوق النقد الدولي و برنامج الامم المتحدة للتنمية UNDP و طبعا غيرها من الوكلات الدولية للتنمية و الشريكة للعراق في هذا المجال من خلال اصدار دوريات و تقارير سنوية لكل دولة حول التنمية فيها . و في تقرير للبنك الدولي حول العراق بعنوان (النهوض من هشاشة النمو الاقتصادي بالعراق )سلط الضوء التقرير عن الاسباب التي لايزال فيها العراق هشاشة النمو الاقتصادي و اول الاسباب هي نسبة الفقر التي ما يقارب ان تكون اكثر من 10% نتيجة الفساد و الحروب و النزاعات. لكن السبب الخفي هو ان الطبقة السياسية في العراق ترفض فكرة التغيير من اجل التنمية اصلا و تعتبر ذلك (مؤامرة ) الامر الذي جعلها الشرارة لاندلاع الاحتجاجات في تشرين الاول 2019 لتكون البداية على الاوضاع المعاشية و النهاية في تغيير كامل للهيكل السياسي العراق قد يسفر التغيير عن عهد جديد للتنمية في العراق . لكن من ابرز تلك القطاعات هي الكهرباء التي تكاد تكون من الخيال في اصلاح حالها التي يسود قطاعها الفساد في كل جوانبه ابتداء من الذي يعد القهوة في باب وزارة الكهرباء الى وزير الكهرباء نفسه حيث ينخر الفساد في جسد الوزارة و يشق طريقه بسهولة و يسر . ايضا الضرائب اصبحت عمق الفساد الاول في البلاد حيث اصبح دفع الضرائب بالتفضيل و ليس واجبا وطنيا مقدسا حيث المقربون من السلطة عليهم عفو الدفع الضريبي مثل الهنود الحمر في امريكا على اعتبارهم السكان الاصليين للبلاد و هم ليسوا اصليين في العراق و ليس لهم اصل فالسكان الاصليين للعراق هم من خدموا العراق بعرق و دم و عملوا من اجله و ضحوا بالغالي و النفيس له و لم يجلسوا يوما في قصور تحوطها اسوار كونكريتية تعزلهم عن العالم الخارجي بل كانوا يحظون بحب مجتمعهم . ايضا سلط الضوء التقرير على ان نسبة البطالة في العراق لم تتراجع بل زادت بنسبة 36% لعام 2020 فقط اي بعد جائحة كورونا فقط نتيجة ايضا لغياب الخطط التنموية لما بعد كورونا و العجز الحكومي في اجتياز الجائحة نتيجة للصراع السياسي على المناصب الحكومية في العراق الامر الذي ادى الى ارتفاع نسب البطالة و الفقر في البلاد .
و اختتم التقرير الصادر عن البنك الدولي بجملة توصيات منها للعراق من اجل ان ينهض اولا تبدا بزيادة واردات العراق من المصادر الغير نفطية التي ابقت العراق دوما سجين هذا المصدر من خلال التنمية الزراعية و الصناعية و تطوير قطاع التعليم و الصحة و الاستثمار في البنية التحتية من اجل عراق نامي متنوع الموارد و ليس اقتصاد احادي الجانب .و ايضا التكافؤ في فرص العمل لكلا الجنسين و لكل المجالات و من دون تمييز بالعرق , الجهة , و المدينة و الطائفة اي بعبارة اخرى انهاء المحسوبيات و الواسطات من اجل التكافؤ في الفرص . و من ناحية اخرى زيادة موارد العراق و تعزيزه من خلال تنمية قطاع التجارة من خلال فتح الاسواق امام جميع المنتوجات و تنمية طرق المواصلات بين العراق داخيا او خارجيا , النزاهة الجمركية و توحيدها و الانفتاح على الاساليب الجديدة مثل التجارة الالكترونية او الاونلاين من خلال الشراكة مع شركات كبرى لبناء بنية تحتية في هذا المجال تواكب العصر.و اكد ايضا التقرير على مبدا الشفافية كشرط رئيسي في التنمية من خلال توظيف الطاقات البشرية في الريف او المدينة و اطلاق المشاريع الخاصة بهم و انشاء صناديق لدعم المشروعات الصغيرة و المتوسطة بدلا من اهدار المال العام و ايصال البلاد الى حافة الافلاس التي شارف العراق الوصول اليها .لان الطاقات البشرية في العراق هي الثروة الحقيقية في كل مكان و على سبيل المثال ايرلندا واحدة من الدول التي كانت الطاقة البشرية هي ثروتها في الوصول الى اقتصاد مزدهر حيث يشارك برنامج دعم الاسر المنتجة ربع الناتج القومي الايرلندي هذا الامر الذي جعل الميزانية الايرلندية خالية من العجز تماما .و شدد التقرير ايضا على ضرورة التنمية الزراعية و استحداث وظائف في القطاع الزراعي من فئة الشباب سواء في الريف او المدينة من اجل مجتمع نامي و زيادة ما ينتج العراق الى ما يستهلكه فضلا عن استخدام التكنولوجيا و بناء بنية رقمية تواكب العصر و تدريب الفئات العاملة عليها . فضلا عن استخدام الطاقة المتجددة حيث للعراق بيئة مناسبة لذلك سواء بالطاقة الشمسية , طاقة الرياح او طاقة المياه التي ستكون سببا في جعل العراق يكون قد حقق تكامل في مجال الطاقة بدلا من الاعتماد على سعر النفط للامستقر و للامعروف موعد نضوبه اصلا و بالمقارنة مع دول تكون منتجة للنفط قد تكون بنسب متفاوتة من النمو لكن تكاد تكون مقاربة في بعضها نوعا ما للعراق بحسب تقرير البنك الدولي مثل كولومبيا , ماليزيا , كازاخستان , انغولا و الجزائر .و هناك شي مهم ذكره البنك الدولي الا هو ان على العراق من اجل ان يصل الى مستوى النمو يجب اولا كسر الهوى بين الثراء الفاحش او الفقر المدقع الذي اليوم العالم كله مهدد به بعد جائحة كورونا من خلال دعم الطبقة المتوسطة و المساواة في جميع المجالات سواء على المستوى الصحي , التعليمي , السكني , الغذائي و غيرها من مظاهر النمو الاجتماعي و جعل النزاعات السياسية مستقلة عنها و لا تؤثر عليها ابدا من اجل بلد نامي و اقتصاد افضل حيث هنا السؤال ماذا لو تم تطبيق هذه الخطة التي طرحها البنك الدولي هل ستؤثر على المدى القريب , ام البعيد ؟ و ماذا نحتاج لجعل هذه الخطة واقعا بدل من تكون حلم ؟ّ!
تحياتي

https://openknowledge.worldbank.org/bitstream/handle/10986/34416/211637ovAR.pdf?sequence=7
نص تقرير البنك الدولي لمن يريد الاطلاع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ