الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بربرية قوانين حقوق الملكية الفكرية

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2020 / 10 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: لماذا تعتقد بعدم أخلاقية حقوق الملكية الفكرية في سياق الإنتاج العلمي على المستوى الكوني، بشكلها المبتنى في تكوين منظمة التجارة العالمية؟

مصعب قاسم عزاوي: العمل العلمي في جوهره مرتبط بطموح الإنسان الفطري إلى اكتشاف الجديد، وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه وجودياً. وفي المجال العلمي الذي صرفت وأصرف فيه جل وقتي في حياتي اليومية وهو الدراسات المورثية للأمراض وخاصة الأورام، فإن الغالبية الساحقة من الكشوفات في هذا الحقل ولدت و نهضت في الجامعات ومراكز البحث العلمي الممولة بأموال دافعي الضرائب، وهذا يعني من الناحية العيانية المشخصة الطبقة العاملة حيث أن الشركات العابرة للقارات تكاد لا تدفع أياً من ضرائبها المتوجبة عليها في أي من بقاع المعمورة؛ وهو ما يقتضي بأن يعود النفع من تلك الأبحاث إلى المجتمعات التي قام أبناؤها بسداد فواتير ونفقات الجهد العلمي الاستثنائي الذي سبق و أسس لكل اختراق علمي من علماء لم يفكر أي منهم على حد معرفتي اللصيقة بالكثير منهم بأي ربح سوء ذلك المعنوي الذي قد يتمثل بتكريم أو جائزة أو حتى بطاقة شكر صغيرة من رئيس القسم الذي يعمل فيه.

ولكن المعادلة الأخلاقية المقلوبة رأساً على عقب بقوة مفاعيل هيمنة الأقوياء على المفقرين المستضعفين على المستوى الكوني تقتضي بأن يتم تحويل كل تلك الكشوفات بعد تمام تكوينها في الرحم الجامعي على حساب دافعي الضرائب، إلى براءات اختراع تشتريها بأثمان بخسة - تكاد أن تكون شبه مجانية- نفس الشركات العابرة للقارات التي تتحكم بمصير كل من يعيش في أرجاء الأرضين، لتصنع منها سلعة تتحكم في حق احتكارها كما هو الحال في معظم أدوية الأورام وخاصة تلك الحديثة منها التي يجب أن يكون دليل تصنيعها حقاً للبشرية جمعاء لتنقذهم من براثن المرض والألم، وأن لا تكون مدخلاً لاستنزاف مقدرات الشعوب المنهوبة أصلاً، ومصدراً لشفط الرمق الأخير من أولئك الذين يعانون شر الأورام على المستوى الكوني سواءً في المجتمعات المفقرة المنهوبة، أو حتى في عقر دار تلك المجتمعات الإمبريالية التي لا فرق في منظارها بين إنسان مسحوق من مجتمع منهوب أو مجتمع إمبريالي سوى في الشكل الإخراجي لآلية استخراج الربح الشيطاني من ذلك الجسد الضامر بطريقة لا تختلف إلا تزويقياً عن تلك التي شخصها شكسبير في شخصية «شايلوك» في مسرحية تاجر البندقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية