الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري: بين السندان الروسي والمطرقة الامريكية

مزهر جبر الساعدي

2020 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


(النظام السوري: بين السندان الروسي والمطرقة الامريكية)
لم يكن مفاجئا لنا؛ ما كشفه مؤخرا الرئيس السوري خلال مقابلة له مع وكالة نفوستي الروسية؛ حول استعداد بلاده او الصحيح هو استعداد نظامه على اقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني بشرط انسحاب اسرائيل من الجولان، ولم يُضِيف اي شرط اخر. هضبة الجولان كانت قد احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 والتي بها الحقت اسرائيل هزيمة كبيرة بجيوش ثلاث دول عربية. كان لها وحتى الان تداعيات كبيرة على الامن القومي العربي، وقادت الى ما قادت اليه خلال العقود التالية.. كانت حينها حرب الخامس من حزيران، السبب الاساس لاندلاعها؛ هي الحجة التي ساقتها اسرائيل في وقتها، والتي تنحصر في الاعمال النضالية القتالية الفلسطينية، دخل الارض الفلسطينية المحتلة، التي كانت تنطلق من الاراضي السورية، وعلى التحديد الحصري من هضبة الجولان. في السنة الاخيرة تغيرت علاقة النظام السوري مع بعض دول الخليج العربي، والى درجة كبيرة مع انها غير ظاهرة للعيان، لكنها وفي الوقت ذاته واضحة بدرجة كافية؛ من بينها بل من اهمها هي علاقته مع البحرين والامارات، هاتان الدولتان اللتان طبعتا علاقيتيهما مع الكيان الصهيوني، وحتى المملكة العربية السعودية ترسل بين الحين والحين رسائل الى النظام؛ فحواها هو بالإمكان فتح الطريق لعلاقة جديدة مع النظام. ان هذه العلاقات لا تأتي بلا مقدمات.. على ما يبدو ان النظام قد اتخذ قراره في المقبل من الزمن والذي هو ليس ببعيد على تطبيع علاقته مع الكيان الصهيوني او ان الصحيح هو عقد اتفاق سلام مع هذا الكيان المسخ؛ كي يفتح له طريق البقاء واسترداد سيادته على بقية الارضي السورية. في العلاقات الدولية وفي زمن الصراعات، هناك دائما ما هو تحت الطاولة؛ من شروط لا تظهر ابدا لأي متابع، لكن وفي الجانب الثاني، من الممكن ومن خلال سياق الاحداث وتحولاتها وتبدلاتها بين لحظة ولحظة اخرى، الاستدلال على مخارج الصراع المختفية وراء الباب المغلق. الرئيس الروسي وفي اكثر من تصريح اثناء لقاءه مع نتن ياهو في موسكو؛ أكد للأخير التزام روسيا بأمن الكيان الصهيوني. هل هناك دلالة اكثر منها على ما سوف تكون عليه، علاقة النظام مع اسرائيل في المستقبل، بفعل ما عند روسيا على سوريا النظام من اوراق ضغط ان لم نقل لائحة املاءات؛ لأن الاولى هي من قامت بحماية النظام من السقوط وهي من عاونته في استرجاع القسم الكبير من اراضي سوريا. الاتحاد الروسي ليس في وارد خططه مغادرة المنطقة التي شكلت وعلى مدار قرن من الزمن منذ ايام روسيا القيصرية؛ حلم روسيا في ايجاد مكان لها في البحار الدافئة، وعلى وجه التحديد في البحر الابيض المتوسط. عليه فأنها سوف تعمل وقد عملت على ايجاد طرق ووسائل لبقائها ولسنوات مقبلة عديدة. النظام السوري عقد اتفاق مع روسيا في عام2015وهو العام الذي تدخلت فيه روسيا في الحرب الاهلية السورية لتنقذ فيه النظام من السقوط، مقابل الموافقة على توقع الاتفاق سابق الاشارة، والذي قضى؛ ببناء روسيا، قواعد لها او توسعة ما هو موجود منها وبناء الاخرى؛ قاعدة جوية وبحرية لمدة 45عاما قابلة للتجديد. لكن هذا غير كاف. عليه لابد من العمل الروسي، على بقاء النظام الذي تشتد حوله الضغوط الامريكية وبالذات الاقتصادية بالإضافة الى سرقة نفط سوريا، ودعم القوى الانفصالية. هنا نلاحظ ان روسيا او الزعامة الروسية تتبع طريقين للخروج بالنظام الى بر الامان وساحة البقاء؛ كتابة دستور جديد بالتعاون مع المعارضة ومن ثم اجراء انتخابات.. والطريق الثاني والذي هو ذي صلة بالطريق الاول، او لابد منه لنجاح الطريق الاول بفعل الضغط الامريكي، والذي لا قَبَل لروسيا على التصدي له بفعل عملي منتج؛ ألا وهو الاستعداد على اجراء مفاوضات مع الكيان الصهيوني، الهدف منها في الاول والاخير هو عقد اتفاقية سلام برعاية امريكية وروسية على منضد المساومات والمقايضات.. نعتقد ان النظام ومن خلال التصريح الاخير للرئيس بشار الاسد؛ ان النظام على ما يظهر جليا؛ قد عقد العزم على السير في هذا الطريق ولو بعد حين. في هذه الحالة ستكون الجولان موضوع مساومة، ربما يكون حالها كحال شبه جزيرة سيناء في اتفاقيات كامب ديفيد. ربما، أن من يقرأ هذا التحليل، يستبعد حصوله على ارض الواقع. لكننا نؤكد له ان هذا ما سيحصل، والزمن المقبل هو من يؤكده او ينفيه.. والايام بيننا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى