الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشأة وتطور الجَمل (من وحي التطور الأحيائي 2 )

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 10 / 10
الطب , والعلوم


على عكس كل التوقعات نشأ الجمل في أمريكا الشمالية وليس بالشرق الأدنى، وإليكم قصة نشأتها وتطورها:

قبل 50 مليون سنة (الباليوسين): أثبتت الأدلة العلمية (وأبرزها الحفريات) بالجغرافيا الحيوية أن أقدم جمل هو ذلك الحيوان المعروف باسم " بروتاي ليبِس Protylopus"، الذي نشأ وعاش في غابات أمريكا الشمالية، وكان بحجم الأرنب.
ومع الوقت انتشرت الجمال بسهول البراري وزادت حجمها حتى صارت بحجم غزال الصبار؛ ولكنه يشبه الجمل باستثناء حدبة الظهر أو السنام الذي يشتهر به الجمل.
وفي الفترة من 38-45 مليون سنة مضت (الأوليجوسين): تطورت وتنوعت ببعض التباينات كل من أسلاف اللامات والجمال الحديثة وهي لاتزال في أمريكا الشمالية.
منذ 12-24 مليون سنة: تطورت أنواع مختلفة من الإبل والتي كانت في أحجام الغزلان، وكان للبعض منها أعناقاً طويلة تشبه أعناق الزرافات؛ كالغزال الجملي "بروكاميلوس"، والذي كان يبلغ طوله 1.2 متر فقط (مثل اللاما الحديثة)، وهو متطور عن جنس Camelus (الذي تنتمي إليه الإبل الحديثة).
وقد هاجرت مثل هذه الأجناس (اللاماس) إلى أمريكا الجنوبية، في حين ظلت بقية أجناس الإبل الأخرى في أمريكا الشمالية لحين واتتها الظروف البيئية التي ساعدتها على الهجرة إلى آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاحقاً.
وفي الفترة قبل 2-3 مليون سنة: مر الجمل من أمريكا الشمالية عبر مضيق بيرنج إلى آسيا، وعبر برزخ بنما إلى أمريكا الجنوبية. وتطور هذان المجتمعان المعزولان في اتجاهات مختلفة بسبب الطفرات العشوائية الاختلافات البيئية. وتشير العديد من ميزات الجمل إلى اكتسابه تصميما طبيعياً مذهلا قد أعطاه القدرة على التكيف مع بيئته الصحراوية القاسية التي حلَّ عليها بوسط آسيا قبل 3 مليون عاما، حيث تضمنت هذه الميزات القدرة على البقاء بدون طعام وماء لفترات طويلة، لتجنب التعرق عن طريق زيادة درجة حرارة الجسم، واستهلاك كميات كبيرة من الماء لإعادة الترطيب. ومنذ 2 مليون سنة مضت: انتقل أسلاف اللاما إلى جبال الأنديز قادمين من الشمال.
وقد اختفت عدة أجناس من الإبل قبل 10-12 ألف سنة مع الحيوانات الضخمة بأمريكا الشمالية؛ كالماموث، المستودون، الكسلان العملاق والقطط المسننة)، وآخر جمل نجا تطوريا من مخاطر الانقراض هو المعروف باسم "كاميروبس هيرستوس".
ومنذ 4000 سنة مضت: انتشرت الجمال الإبلية ذات السنام الواحد مع الغزو الهندي الإيراني إلى بلاد ما بين النهرين ثم إلى وادي السند وأفغانستان. بينما كان انتشار الجمل الأكبر/الأبطأ (مع حدبتين) في شمال شرق إيران وجنوب غرب آسيا الوسطى منذ حوالي 3500 عام، وفي نفس الفترة دخلت بعض أنواعها الصومال، وبحلول العام 500 قبل الميلاد وصلت بعض أنواعها الحالية إلى الساحل الأطلسي عبر شمال أفريقيا.

إيضاح خاص باعتقادات الأغلبية الخاطئة:
آسيا ليست هي الموطن الأصلي للجمل؛ كم يعتقد الكثير منا؛ وهذا هو فحوى الغرابة، فنحن وما ورثناه من أجدادنا الأقربين (المعاصرين للعصر الحجري الحديث) فقط مجرد معاصرين لهذه الأنواع من الجمال الأسيوية (سواء ذات السنام الواحد الأكثر انتشاراً في منطقتنا، أو ذات السنامين الأوسع انتشارا بوسط آسيا) وكلها - بما فيها حيوان اللاما بأمريكا الجنوبية- تضرب بجذورها في بقعة محددة بدائرة تقع في الركن الجنوبي الغربي من أمريكا الشمالية توضحها الخريطة المرفقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الطبيب المصري الذي يخاطر بحياته لإنقاذ المصابين في غزة؟


.. بسبب التغير المناخي.. خبراء يحذرون من زيادة انتشار مرض الملا




.. بودكاست تك كاست | صد هجمة إيران فاق المليار دولار.. التكنولو


.. اليوم العالمي لمكافحة الملاريا: المرض بات يقاوم الأدوية، ما




.. الموناليزا تغنّي الراب.. -مايكروسوفت- تعرض قدرات أداتها الجد