الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعقوب بن اسحق الكندي ( 800 م. _ 879 م. )

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 10 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



اطلق عليه بعض المفكرين لقب فيلسوف العرب، لأنه كان أول العرب الذين اشتغلوا بالعلوم اليونانية ونشرها، وهو أحد ابناء عائلة من الأمراء، ولد في الكوفه سنة 800 م، والده كان والياً للكوفه، حظي في شبابه باهتمام الخليفتين العباسيين المأمون والمعتصم بسبب رعايتهم لمذهب المعتزلة والمؤمنين به، فقد كان الكندي قريباً من المعتزلة وتطابق معهم في افكارهم، كما تقارب مع الشيعة، لكنه لم يكن محسوباً على أي من المذهبين، لكنه تعرض للاضطهاد في عهد "المتوكل".
درس الكندي أرسطو وعُرف عنه إيمانه بالمشروطية السببية لظواهر الطبيعة والمجتمع، ويرى أن: "هذا العالم حادث وأن الله خلقه من العدم وبالتالي فإن هذا الكون له بداية في الزمان وليس قديماً، إلى جانب ذلك يرى الكندي أن مصادر المعرفة هي العقل والحواس والخيال، فالعقل يدرك الكليات _ (اللـــه، الطبيعة) _ كما يدرك كل ما لا تدركه الحواس، والحواس تدرك الجزئيات والماديات، أما الخيال فيأتي وسطاً بين الاثنين، أي بين الإدراك العقلي والإدراك الحسي _ (هكذا عرض كانط فلسفته فيما بعد) _ كان "عالماً" باللغة الفارسية والعربية واليونانية بصفة خاصة، وقد كلفه الخليفة المأمون بنقل العلوم الفلسفية إلى اللغة العربية ضمن الذين كُلِّفوا بالنقل والترجمة، عرف عنه اشتغاله بعلوم  الرياضة والموسيقى والطب إلى جانب الفلسفة، يقول عنه الشيخ مصطفى عبد الرازق في كتابه " فيلسوف العرب والمعلم الثاني " أن الكندي في القرون الوسطى كان واحداً من ثمانية هم أئمة العلوم " الفلكية "([1]).
الشخص والظاهرة :
لا ندرس الكندي هنا بوصف كونه "مؤسس" الفلسفة العربية، كما يصفونه عادة في تاريخ هذه الفلسفة، -كما يقول د. حسين مروة- لانه لم يكن هو "المؤسس" حقيقة، ذلك إن الفلسفة العربية الاسلامية نشات على أيدي مفكري المعتزله بالاعتماد على الفلسفة اليونانية، ولكن استقلال الفلسفة العربية الاسلامية تم أول مرة على يد  الفيلسوف العربي الأول الكندي، ثم بقيت هكذا طوال عصور نشاطها وحيويتها حتى بلغت، في ابن رشد، قمة هذا النشاط وهذه الحيوية – نقول: لا ننفي هذه الحقيقة بالطبع، بل نؤكدها، لكن الذي ننفيه ان تكون الفلسفة العربية وليد هذه الأصول وحدها، دون الأصل – الام، أي المجتمع العربي- الاسلامي الذي منه ولد فلاسفة العرب، ومنه ولدت فلسفتهم، وفيه عاشت -من جديد- تلك "الأصول الثقافية" اليونانية نفسها، مع مشكلات انسانية جديدة وقضايا فكرية جديدة في اطار علاقات اجتماعية جديدة، هي علاقات المجتمع الاقطاعي ذي الخصائص المتميزة، لا علاقات المجتمع العبودي اليوناني القديم.
ثم ان الذي ننفيه – تبعاً لذلك- ان يكون الكندي، مثلاً، قد خرج فجأة إلى مجتمعه العباسي فيلسوفاً، لمجرد كونه اطلع على ذلك "المزيج" من الفلسفة الافلاطونية والفلسفة الارسطاطاليسية بالشكل الذي وصل إليه هذا "المزيج" مترجماً عن اليونانية أو السريانية"([2]).
اننا " لا ندرس الكندي هنا بوصف كونه "المؤسس" للفلسفة العربية، ونضيف الان القول بأننا لا ندرسه أيضاً بوصف كونه شخصاً فرداً بعينه وبحدوده الفردية، بل الذي تعنينا دراسته في الكندي كونه ظهر في النصف الأول من القرن الثالث الهجري تعبيراً عن ظاهرة تاريخية جديدة في المجتمع العباسي وفي تلك الحدود الزمنية بخصوصها، ونعني بها – اجمالاً- ظاهرة الاهتزاز والتصدع في ايديولوجية دولة الخلافة بفعل عوامل اقتصادية -اجتماعية متضافرة، امكنت الفكر الفلسفي العربي ان يتخلص، نسبياً، من اشكاله اللاهوتية للتعبير المستقل، غير المباشر، عن الواقع، بأشكال جديدة ارفع وعياً وتطوراً، ولكن العناية بدراسة الكندي من حيث هو ظاهرة ليست تعني – اطلاقاً- اهمال الجانب الشخصي، أي الكندي – الفرد، بل الأمر -عندنا- بالعكس: بمعنى ان البحث عن الصفات الشخصية للفيلسوف، مثلاً، يساعد في وضع ايدينا على المفاتيح الحقيقية لفهم فلسفته.
فاذا كان من الثابت ان للتفكير الاعتزالي تأثيراً عميقاً في تكوين هذه الشخصية – وهو كذلك بالفعل- فإن من الثابت أيضاً- دون شك- تأثر الكندي بجملة من العوامل والمؤثرات التكوينية التي لا تقل شأناً عن ذاك، ان لم تكن -مجتمعة- أقوى فاعلية في توجيه نزعته الفلسفية توجيها مستقلاً عن الفكر الاعتزالي([3]).
"كان الكندي على صلة وثيقة بالمعتزلة، ولكنه لم يكن من المتكلمين. وكان عارم الشعور بالتوافق الجوهري بين البحث الفلسفي والوحي النبوي. وكان مقتنعاً بأن المذاهب التي تقول بان العالم خلق من عدم وبان النفس ستبعث مع جسدها وغير ذلك من مذاهب الأنبياء لا تجد في الجدل العقلي مصدرها أو ضمانتها. ومن هنا ميزت نظريته في المعرفة بين علم انساني، يشتمل على المنطق والفلسفة والمجموعة الرباعية، وعلم إلهي لا يتكشف إلا للأنبياء"([4]).
إلى جانب ذلك، فقد كان الكندي رياضياً وفلكياً، وطبيباً، وكيميائياً، وفيزيائياً، وموسيقياً، كما عرفه فيلسوفاً ومتكلماً، وإذا راجعنا فهارس مؤلفاته في العلوم الرياضية والطبيعية والطب والموسيقى، فسنجد عددها ضعف عدد مؤلفاته في الكلام والجدل والفلسفة.
وعلينا – من وجه آخر- ان ناخذ بالحسبان أيضاً ما سبق أن قلناه من أن الكندي كان تعبيراً عن ظاهرة اجتماعية، لا تعبيراً عن حالة فردية منعزلة([5]).
ولهذا نقول انه كان من طبائع الأمور كذلك ان تنعكس في فلسفته، بنظامها العام المتكامل، ظاهرة التداخل الطبيعي بين مرحلة علم الكلام المعتزلي، أو الفلسفة ذات الشكل اللاهوتي، وبين مرحلة الفلسفة ذات الوجه المستقل، وان يعطي هذا الانعكاس معناه التاريخي، وهو تداخل مرحلتين للتطور الاجتماعي نفسه:
الأولى، مرحلة ازدهار علاقات الإنتاج الاقطاعية التي كانت فيها سلطة الخلفاء قوية، فكانت أيديولوجيتها اللاهوتية قوية كذلك([6]).
والثانية، مرحلة انحدار هذه العلاقات وضعف دولة الخلافة واهتزاز أيديولوجيتها تلك وتصدعها، مع ظهور الكفاح الجماهيري وظهور الأيديولوجيات ذات الابعاد الطبقية غير الواضحة المعالم في ذلك الحين.
هاتان مرحلتان لم يحدث ان انفصلت احداهما عن الأخرى حينذاك، بل بقيت ظاهرات التداخل قائمة بينهما زمناً طويلاً.
لقد كان الكندي، كظاهرة فلسفية –كما يؤكد د. حسين مروة- تجسيداً لهذا التداخل بوجهيه: الاجتماعي والفكري. من هنا تلاقت في فلسفته اتجاهات متداخلة بكل تناقضاتها، وكان التعبير الواضح عن ذلك أسلوب "الجمع" أو ما سموه "التوفيق" الذي افتتح به الكندي عهد استقلال الفلسفة العربية (الجمع بين الدين والفلسفة، بين الايمان والعقل، بين المعرفة المستمدة من الوحي الالهي والمعرفة العقلية والنظرية، بين ارسطو وافلاطون الخ..)([7]).
يضاف إلى ذلك، "أن محاولة الكندي تناول الله والعالم والإنسان في اطار وحدة فلسفية –بغض النظر عن طبيعة التناول- يعد تحولا في العقلية الاسلامية، ويعبر في الوقت نفسه عن حقيقة اتسم بها عصر الصحوة؛ وهي طرح الوجود الاجتماعي والسياسي والفكري الواحد، إنها محاولة "خائفة" "لأنسنة" إلاله، بإقحامه في قضايا الواقع المعيش بما يفهم منه – بداهة- إعلاء لقدر الإنسان، لم يعترف بمثله في العصور السابقة على الصحوة، ومعلوم أن ظهور النزعة الإنسانية إنجاز قيمي مرتبط بالبورجوازية ودورها التاريخي.
وليس أدل على ذيوع النزعة الإنسانية في حقل الفلسفة في عصر الصحوة، من إطلاق مصطلحات فلسفية على لفظ الجلالة نفسه، فقد ورد عن الكندي باسم "الأزلي" "والمطلق"، كذا يظهر تأثير الصحوة في استخدام المنطق لربط نسيج منظومة الكندي الفلسفية بوجه عام.
وأخيرا –حسب الكندي منزلة في تاريخ الفكر الإسلامي، أنه "أثار بأشكال طريفة وعميقة مشكلة الوجود بملحقاته.. بشكل مختلف على الطرح النصي الايماني".
وسيمهد بذلك الطريق كي بمضي عليه قدما من جاء بعده من فلاسفة الإسلام، كالفارابي وابن سينا واخيرا ابن رشد"([8]).
"لقد حاول الكندي أن يوفق بين العلوم الإسلامية الأصيلة والفلسفة اليونانية الدخيلة دون أن يفقد إيمانه بالإسلام، وهكذا قَبِلَ بالفلسفة ضمن حدود أو إطار الدين الإسلامي لا خارجه. لقد كان فيلسوفا مؤمنا كما سيحصل لدى كبار الفلاسفة اللاحقين له وبخاصة الفارابي وابن سينا وابن رشد"([9])، لكنهم على الرغم من التزامهم بالاسلام، إلا أنهم تعرضوا للكثير من المعاناة بسبب التحريض الذي أثاره ضدهم بعض رجال الدين المنافقين والانتهازيين من اتباع هذا الخليفة أو ذاك، بذريعة التمسك بالنقل ورفض استخدام العقل ومنهجيته من ناحية، ودفاعاً عن المصالح الطبقية للنظام.
تكمن أهمية الكندي –كما يقول يوسف حسين- "انه وضع الصرح الأول للفلسفة العربية الاسلامية التي حملت صفات المجتمع العربي الاسلامي على الرغم من بداياتها في الاعتماد على الفلسفة اليونانية المترجمة عن السيريانية، خاصة ارسطو وافلاطون.
أما المنابع الفكرية لفلسفة الكندي فيمكن اختزالها إلى ثلاثة منابع رئيسية:
1.    القرآن والشريعة الاسلامية (وهو من أوائل من مارس التأويل لبعض الآيات الدينية لكي تصبح متوافقة مع الواقع والعقل.
2.    مؤلفات أرسطو (الكندي من أوائل الفلاسفة المشائيين مع الفارابي وابن سينا).
3.    الفيثاغورية وخاصة الرياضيات والهندسة كمدخل عند الكندي صوب استيعاب الفلسفة والمنطق.
المعرفة لدى الكندي :
المعرفة عند الكندي ثلاثة أنواع:
1.    المعرفة الحسية (المادية).
2.    المعرفة العقلية القائمة على العقل (كالرياضيات)
3.    المعرفة الالهية وموضوعها الله والدين الاسلامي والشريعة.
في هذا السياق، يقول المفكر الشهيد د. حسين مروه "لم يَبْنِ الكندي صرح مذهب فلسفي متكامل. وقد جاءت أعماله لتعكس خليطاً واسعاً من المذاهب التي تنحدر إلى أرسطو وأفلاطون وأفلوطين وبرقليس والفيثاغوريين.
وبين أشهر أفكاره يأتي قوله بالجواهر الخمسة- المادة والصورة والحركة والمكان والزمان ؛ وقوله بأنواع أربعة من العقل:
1) العقل الفعال (العقل بالفعل، وهو الذي يكون دوماً في فعل)،
2) العقل بالقوة (أي كإمكان)، وهو للنفس،
3) العقل بالملكة، وهو الذي خرج في النفس من القوة إلى الفعل (كالطبيب الذي تعلم الطب، لكنه لا يمارسه بالفعل)،
4) العقل البياني (أو البائن، أي الظاهر، وذلك كالطبيب الذي يمارس مهنة الطب بالفعل)([10]).
ومع ذلك، يرى "فيلسوف العرب" أن من واجبه التنويه بأن المعرفة البشرية أدنى مرتبة من المعرفة الإلهامية، ولذا فإن النبوة أعلى من الفلسفة، التي تحصل بعد جهد كبير، ولا تنال بالوحي.
ويذهب الكندي إلى أن خصوم الفلسفة وأعداءها إنما يعارضونها لكونهم "تتوجوا بتيجان الحق من غير استحقاق"؛ فيرمون المشتغلين بها بالكفر والزندقة، طمعاً في احتكار الاتجار بالدين.
ولكن مما لا شك فيه أن آراء الكندي الحقيقية كانت أجرأ بكثير من التي صرح بها لمعاصريه في رسائله المنشورة. ويدل على ذلك، فيما يدل، أن تلميذه الأقرب، أحمد بن الطيب السرخسي (833 أو 837 - 899) لم يكتم تشكيكه بالنبوات، واتهامه الأنبياء بالتدجيل([11]).
كان تقسيم المعرفة عنده حسب موضوعها، وبما ان الموضوع نفسه ينقسم عنده إلى حسي، وعقلي، و"الهي"، فقد جعل الكندي اقسام المعرفة كذلك: فهي معرفة حسية، ومعرفة عقلية، ومعرفة "الهية" يسميها "علم الربوبية"([12])، وهي التي يكون موضوعها الله والشريعة.
فالكندي يرى أن هناك مصدرين للمعرفة: المصدر الالهي (المعرفة التي تصلنا عن طريق الانبياء والرسل)، والمصدر البشري، فهناك اذن: علم الهي، وعلم بشري هو ما يحصل عليه الإنسان من "علم الاشياء بحقائقها بقدر استطاعته"، لكن الكندي لا يحصر "العلم الالهي" بالانبياء والرسل، بل يرى أن علم الانبياء والرسل هو احد الطرق الموصلة إلى "المعرفة الالهية"، ويرى أن الفلسفة أيضاً من هذه الطرق.
لذا سمى الفلسفة التي تبحث في "العلة الأولى" للوجود باسم "الفلسفة الأولى" وفقاً لأرسطو، لكونها "أشرف الفلسفة واعلاها مرتبة". بناء على ذلك، يمكن أن يستنتج من تقسيمات الكندي المذكورة انه ليس من حدود يقف عندها عقل الإنسان في طلب المعرفة:
العلاقة بين الدين والفلسفة: مشروع الكندي الرئيسي هو محاولته التوفيق بين العقل والشريعة، فالفلسفة غايتها ادراك الحقيقة، حيث نلاحظ وحدة الهدف مع اختلاف الوسيله، فالفلسفة وسيلتها العقل والشريعة وسيلتها القرآن، والعلاقة بينهما تكامليه، واذا وجد تناقض بينهما فان الكندي يقول بالذهاب إلى التأويل للوصول إلى حل التناقض"([13]).
" كانت هذه المسألة احدى أهم مشكلات المجتمع والفلسفة معاً في عصر الكندي، أذ اتخذت الشكل الجديد لمشكلة العلاقة بين الايمان والعقل، وهي في الواقع انعكاس -بشكل ما- لقضية الصراع الايديولوجي الذي اخذ يحتدم في ذلك الحين .
اما موقف الكندي في هذه المسألة فيتميز بالتردد وعدم الحسم، وهذا الموقف الحائر يعكس موقفه الايديولوجي المتردد أيضاً، فهو على رغم ما رأيناه من اصالة نزعته الفلسفية ومن دفاعه الجريء الصريح عن الفلسفة قبالة خصومها المحافظين، ظل محافظاً على ارتباطه الوجداني بالمسلمات اللاهوتية، الذي تحول إلى نوع من الارتباط الفلسفي بها تبريراً لسيطرتها الوجدانية عليه، إذ لم يستطع الكندي، ان يحل مشكلة العلاقة بين الدين والفلسفة، رغم محاولاته المسيطرة على مجمل اعماله الفلسفية([14]).
كيف يجيب الكندي عن السؤال الكبير القديم للفلسفة: هل عالمنا المادي حادث أم قديم، أي هل هو مخلوق أم غير مخلوق.. واذا كان مخلوقاً، هل خلق من وجود ام من عدم (من شيء ام لا من شيء)؟
يجيب الكندي عن السؤال هكذا: "العالم حادث، مخلوق من عدم، وبهذا الجواب يبدأ اختلافه عن أرسطو من حيث الجوهر، وان كان حتى في نقاط اختلافه معه، يستعمل المقولات والمصطلحات الارسطية ذاتها ولكن بمضامين غير ارسطية. كما يستعمل، مثلاً، اصطلاح "المحرك الأول" واصطلاح "العلل" الاربع، دون ان يأخذ بالمضمون الارسطي لهذين الاصطلاحين.
ان أساس الاختلاف بين الكندي وارسطو هنا هو –كما يقول د. حسين مروة- "اختلاف منطلق كل منهما عن منطلق الآخر في تحديد مفهوم الله: ارسطو ينطلق من نظرة عقلانية، ويعالج القضية بطريقة عقلانية، فالله عنده عقل نظري وليس هو "الله" الديني العادي، هو عقل صاف محضاً، على حين ان الكندي ينطلق، بمفهومه عن الله، انطلاقاً مباشراً، من المسلمات الدينية المحض، فموقفه هنا اذن موقف ديني أكثر منه فلسفياً. اما الجانب الفلسفي منه فيقتصر على اشكال الاستدلال([15]).
ومن أشهر مؤلفاته الفلسفية كانت "رسالة في كمية كتب أرسطوطاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة".
قالوا عنه([16]) :
·          "أول المشائين العرب". (إميل برهييه)
·          "أول وآخر فيلسوف أنجبه العرب". (الفريد غيوم)
·          "الكندي هو في المقام الأول موسوعي، وكتاباته تغطي جميع مجالات المعرفة اليونانية تقريباً". (إتيينجلسون)
·          "نموذج للفيلسوف ذي الذهن الكلي". (هنري كوربان ) 
 
 


([1]) حسين مروة – النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية – الجزء الثاني – دار الفارابي – بيروت 1985  – ص45
([2]) المرجع نفسه - ص46
([3]) المرجع نفسه – ص50
([4])  جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987– ص 528
([5])  حسين مروة – مرجع سبق ذكره - النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية - الجزء الثاني – ص50
([6]) المرجع نفسه – ص52
([7]) المرجع نفسه – ص52
([8]) د. محمود إسماعيل – سوسيولوجيا الفكر الإسلامي .. طور التكوين – سينا للنشر – الطبعة الرابعة 2000 ص 174
([9]) بيتر أدامسون وريتشارد تايلور – دليل كامبردج إلى الفلسفة العربية - البيان– 12 فبراير 2007
([10])  أرثور سعدييف و د.توفيق سلوم – "الفلسفة العربية الإسلامية " –دار الفارابي – بيروت / لبنان – ط1 – 2000 –  ص 116
([11]) المرجع نفسه – ص 118
([12]) الربوبية Deism: الاعتقاد بوجود اله كسبب أولي لا شخصي للعالم. والعالم – من وجهة نظر الربوبية- قد ترك لفعل قوانينه الخاصة بعد أن خلق، وكان أول ظهور الربوبية في انجلترا، وهربرت أوف تشير بوري (1583 – 1648) هو "أبو الربوبية". وكان أنصار الربوبية في فرنسا فولتير وروسو ، وفي انجلترا لوك ونيوتن وتولاند وأنطوني آشلي كوبر شافتسبري، وفي روسيا راديشيفوأ. بينين و أ. بييرنوف وغيرهم. (م.روزنتال و ب. يودين - الموسوعة الفلسفية –دار الطليعة – بيروت – ط1 اكتوبر 1974 – ص 227)
([13]) يوسف حسين – محاضرة في اليوتيوب – الانترنت.
([14])  حسين مروة – مرجع سبق ذكره - النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية - الجزء الثاني – ص126 / 128
([15]) المرجع نفسه– ص130
([16])  جورج طرابيشي – مرجع سبق ذكره –معجم الفلاسفة – ص 528








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران