الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة إلي جوبا

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2020 / 10 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


لقد عدت إلي "جوبا - سيدة العواصم" تلك المدينة الجميلة التي كساها الشمس أنواراً من ألوان السلام وزان جباه شعبها بالمحبة والطيبة في مشهد رائع يصعب وصفه؛ وجوبا جوهرة في عمق الفؤاد وفي أعين الملاييين من السودانيات والسودانيين الذين تلاقوا وإلتحموا بالقرب من مرقد الدكتور جون قرنق دي مبيور رائد التنظيير لمشروع السودان الجديد ودولة السلام والمواطنة بلا تمييز، ولما كان لقاء السلام بجوبا وهتافات الشباب وزغاريد النساء ورقصات الفرق الشعبية كلها فرحاً بميلاد السودان الجديد كان القائد جون قرنق حاضراً بروحه النبيلة الوثابة للخير والسلام بين شعبه الذي توحد وجدانه وفكره بجوبا وتغنى لسودان الحرية والسلام والعدالة في يوم تاريخي عظيم سيبقى كنجمة مشعة في سماء السودان.

في جوبا إلتقيت وجوه وأسماء عديدة باسمة وشامخة من عمق ريف ومدن السودان الذين لم أكن لألتقي بهم لولا أن كانت الثورة والسلام؛ ففي أعين من إلتقيتهم في ذلك المحفل التاريخي درر أحلام متعددة الألوان؛ هنالك الشباب والشيب والنساء والنازحيين واللاجئين والمعذبيين أيام المعتقلات والتشريد والمهمشيين من سكان الكنابي والريف والمدن المريفة ولوحة رائعة من أدباء وفنانيين وسياسيين وعسكريين جميعهم أتوا من بلدان بعيدة بغية الإحتفاء بمولد السلام الشامل الذي قاتلنا لتحقيقه سنوات طويلة من عمر السودان؛ وكان المشهد الرهيب الذي أبكى وأضحك كل من حضر بنفسه او بقلبه، ولم يكن الضحك والبكاء إلا لفرحة السلام وملاقاة الأحبة بعد غياب طويل وإستشراف فجر السودان الجديد.

عدنا إلي السودان في نهار مشمس وكان المهرجان الأكثر إثارة وإدهاشاً بمطار الدمازين؛ حيث إستقبلتنا حكومة وجماهير الولاية بالتصفيق والهتافات والفرق الشعبية الغنائية والإعلام في مشهد رائع عبر عن أشواق الجميع للسلام الشامل، وفي سنار وجدنا كل الترحيب من شعبنا وقواه الحية، وكان إستقبال وفد الجبهة الثورية بساحة الحرية في الخرطوم بشكل كبير جدا أعاد صور خالدة من إستقبال الدكتور جون قرنق في العام 2005م بذات المكان ومن أجل السلام أيضا مع إختلاف التاريخ ومسميات الساحة، وكل هذا يؤكد إرادة الشعب السوداني الذي حزم خياراته تجاه قضايا السلام وإختار شعار "حرية سلام وعدالة" ليعبر عن ذاته وفكره الخلاق وتصوراته لسودان المستقبل، ونحن فاوضنا باسم شعبنا وحققنا السلام الذي يريده الناس وعدنا للعمل مع شعبنا والقوى السياسية والمدنية والحكومة لتطبيق ما إتفقنا عليه للعبور بالسودان إلي المستقبل المنشود، والسلام كما أسلفنا هو ملك للشعب وسنحرسه جميعاً بابصارنا وقلوبنا ولن نحيد عن الطريق حتى تنتصر الثورة ويتحقق السودان الجديد.

المجد لسودان السلام

11 اكتوبر - 2020م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير