الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليونان: إدانة فاشيي «الفجر الذهبي»

الحزب الجديد المناهض للرأسمالية - فرنسا
(Nouveau Parti Anticapitaliste - Npa)

2020 / 10 / 12
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


قرار حكم تاريخي في اليونان : إدانة القتلة النازيين في «الفجر الذهبي»

بقلم : أ سارتزاكيس
نُشرت في جريدة لانتي كابيتاليس
العدد ٥٣٨ الصادر في ٨ تشرين الأول / أوكتوبر ٢٠٢٠
أعلنت محكمة أثينا الجزائية يوم الأربعاء ٧ تشرين الأول / أوكتوبر، الحزب النازي الجديد المسمى الفجر الذهبي كـ «منظمة إجرامية» بعد محاكمة إستمرت أكثر من خمسة سنوات.

الحكمان الرئيسيان هما :
ان منظمة «الفجر الذهبي» هي بالفعل منظمة إجرامية استخدمت اسم الحزب السياسي لارتكاب جرائمها.
وهكذا أدين القادة السبعة للجماعة بقيادة منظمة إرهابية، بما فيهم الفوهرر ميخالولياكوس ، ومساعديه مثل الضاربين الرئيسيين كاسيدياريس ، المشهور بوشم الصليب المعقوف على ذراعه أو عضو البرلمان الأوروبي لاغوس ، وهذان الاثنان تركا الشركة الأم بشجاعة مؤخرًا لفتح متجر صغير خاص بهما رغبا في ان يظهرا فيه أكثر مسؤولية! ويوجد حوالي عشرين مديرًا تنفيذيًا (جميعهم نواب سابقون!) جميعهم مذنبون بقيادة الجماعة الإجرامية والمشاركة فيها. 
- في جريمة قتل مغني الراب بافلوس فيساس ، لم يُدان القاتل روباكياس فحسب ، بل أيضًا المتواطئون الثلاثة عشر الآخرون ، وهو ما يدل على مدى تعمد القتل. كما تم إدانة خمسة نازيين مذنبين بمحاولة قتل مهاجرين في ضواحي أثينا ، بينما تم تخفيض تهمة محاولة قتل نقابيين ينتمون الى نقابة PAME الى تهمة الضرب والجرح وقد أدينوا بها أيضا.

تعبئة حاشدة
السؤال الذي يمكننا طرحه هو ما كان سيصير لو ان المحكمة قررت براءة قادة «الفجر الذهبي» : أجتمع طيلة الصباح، عشرات الآلاف من المتظاهرين (ربما ثلاثون ألف) من كافة الأعمار ولكن بأغلبية شبابية، في انتظار قرار المحكمة الذي كان من الممكن أن يُبرئ القادة النازيين (وجهة نظر المدعي العام)، أو أن يفضي القرار الى منتصف الطريق، نظراً الى العلاقات التاريخية بين اليمين وأقصى اليمين اليونانيين. ولكن المؤكد أن الغضب الجماهيري كان سينزل فوراً : فالجو السائد في هذا التجمع يشبه كثيرا الاول من أيار / مايو ٢٠٠٢ في فرنسا بعد صعود الفاشي لوبن الى الدور الثاني من الانتخابات الرئيسية، من ناحية جدته واصراره.


فقد كان هناك كافة فصائل اليسار المناضل مع كتل كبيرة من اليسار المناهض للرأسمالية والجمعية المناهضة للفاشية «كيرفا» والحركة المناهضة للعنصرية بشكل عام مع موكب هائل لبامي، التيار النقابي للحزب الشيوعي اليوناني KKE وكذلك اتحاد قطاع الخدمة العامة «أديدي» التي دعت الى ايقاف العمل. ولكن التجمع كان صلداً (ولكن مع أقنعة) كذلك الذي كان في يوم الأول من أيار/ مايو المشهور، لذلك كان صعبا على المرء الوصول الى موكبه النقابي أو السياسي، في الوقت الذي كان يمكن لأي واحد أن يصادف جاره أو طبيب أسنانه مثلا، القادمون للتعبير عن ارادتهم بأن تتم إدانة النازيون كما هم بالفعل : عصابة من القتلة !
يمكننا تخيل صرخات الفرح وشدة التصفيق عندما تم النطق بالحكم أخيرا بحدود الظهيرة ، بعد خمس سنوات من المحاكمات.

عصابة من القتلة العنصريين
كان هذا الحكم إنتصارا تاريخيا، بالتأكيد، للحركة المناهضة للفاشية، التي خاضت نضالا لم ينقطع منذ سنوات ومنعت في العديد من المرات الظهور العلني لقتلة «الفجر الذهبي». إنه أيضا انتصار لا يُنكر لمحاميي الضحايا، الذي خاضوا طيلة هذه السنوات معركة منهجية من أجل إظهار النازيين على حقيقتهم : عصابة من القتلة العنصريين الذي يعملون بشكل مركزي للغاية.

أما الصورة التي ترسخ في الأذهان بعد لحظات من قرار الحكم، فهو الشكل البديع الذي ظهرت فيه ماگدا فيسا والدة بافلوس التي أهدت ذلك الانتصار الى ابنها مغني الراب المناهض للفاشية الذي لا يُنسى. وهي بلا شك لحظة كبرى في تاريخ مناهضة الفاشية في اليونان، حيث تم تحقيق العدالة للضحايا اللذين قامت من أجلهم المحكمة، ولكن أيضا لضحايا فظائع النازية الذين لا حصر لهم، وللعمال المهاجرين في الريف، أو الذين وقعوا ضحية جريمة قتل عنصرية مثل شاهزاد لقمان الذي أغتيل عام ٢٠١٣. ولكننا نعلم أن الحشود المناهضة للفاشية لا بد أن تستمر وخصوصا في بلد تجرأ فيه بالأمس فقط المتحدث بإسم الحكومة على إخراج الطبق البارد حول «المتطرفين من الجانبين». ولكي نتذكر جيدا بأن هذه المعركة لم تتوقف ولا للحظة، فقد قامت الشرطة بإطلاق الغازات المسيلة للدموع ومدافع الماء، ضد الحشود المناهضة للفاشية، منذ اللحظات التي أعقبت إعلان الحكم! وللتذكير : فعدا أحكام السجن التي تنتظر كل هذه العصابة الفاشية، فلا بد من فرض تحقيقات عميقة حول العلاقات القائمة بين الشرطة وبين الفاشيين، فنحن نذكر كيف تصاعدت أصوات «الفجر الذهبي» بشكل صاروخي في مراكز الاقتراع المخصصة لتصويت أفراد الشرطة… وبشكل أكثر شمولية، فمن العاجل توطيد النضال المناهض للفاشية وللرأسمالية : فلو كان النازيون قد تمكنوا من توطيد نفوذهم القذر، فذلك يرجع قبل كل شيء الى أن قسما من أرباب العمل قد وجد فيهم، منفعة كبرى في الاعتداء على المهاجرين والشبيبة والعمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن