الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( اقمار فلسطينية ) قراءة في قصائد الهايكو للشاعرة الفلسطينية امل بسمات

عقيل الواجدي

2020 / 10 / 12
الادب والفن


رغم تحفظي على مفهوم ( الادب النسوي ) وكأنه حالة منفصلة عن الادب الذي يكاد يكون مفهومه العام منحصرا بالرجل لكني اجد هناك ميزاتٍ جُبلت عليها المراة بالفطرة ، وقدراتٍ متأصلة في وجدانها لاينازعها فيها احد . جزء من كينونيتها وكلٌّ من واقعها ، وهي القدرة على الغوص في التفاصيل دون الاكتفاء بالمظهر ، تُبصر ُ الجوهرَ بعينٍ من احساسٍ لاينافسها فيه ادق مصور ، تترجم ماحولها برؤيةٍ جمالية ٍ ُتحقق فيها ذاتها ، لاتنسلخ عن تعابيرها وصورها فهي تنتقيها كانتقائها لقنينة عطر ، لاتجازف الاّ وهي مدركة اين تكون خطوتها التالية .
وحين تكون المرأة شاعرة فهذه رتبة اخرى تضاف الى مراتب مِيزاتها ، وقدرتها على نسج قصائدها بشاعرية عالية ، لاتكتفي من المفردة بمفهومها الحَرْفي ولاتقنع من نظرتها بزاوية واحدة . وقد لَمست ُهذا في مجموعة القصائد التي وصلتني من الشاعرة ( امل ) في تناولها لمفردة ( القمر ) . القمر الذي لم يعزف أي شاعر عن الكتابة فيه ، بل انّى يكون شاعرا ولايجد في القمر أنيساً له !! القمر الذي تنوعت دلالاته ومفاهيمه عبر ازمنة الشعر . وقد اخذتنا الشاعرة ( امل ) في اربع التقاطات اظهرت فيها مقدرتها في منحنا صورا ( للقمر ) ذات ابعاد مختلفة تمثل رؤيتها التي تجلّت واضحة في انسيابية تعابيرها ودقة وصفها .
في الصورة الاولى وضعتنا الشاعرة في دائرة الشجن ، حيث الراعي يدندن احزانه في ليلة مقمرة ، وما اكثر احزاننا !! صورة تَمثل فيها القمر تعبيرا عن حالة ( الليل ) ، فالليل هو انيس الحزانى ورفيق نشيجهم .
( ليلة مقمرة
يدندن الراعي
أحزانا فلسطينية )
اما الصورة الثانية فقد تجلت براعة شاعرتنا في حث مفهومنا لمعنى ( ليلة 14 ) ، لاشك هي ليلة تمام القمر بدرا ، وكان لها بدران في آنٍ واحد بحضور الحبيب ،هما (التوءمان ) اللذان اضاءا عتمة ليلها .
( ليلة 14
حبيبي والقمر
توءمان )
الصورةالثالثة كان التشبيه فيها جميلا مؤطراً بفطنةٍ اقتنصت حالة الثماثل ، حيث تبدو زهرة الياسمين ببياضها الناصع قمراً في غصن زهرة ، ولاشك ان هذه الالتفاتات لاتأتي الاّ من ارواح شفافة تقتنص صور الجمال بكل روعة .
( خلف الستار
ياسمينة
بلون القمر .)
الصورة الرابعة كانت لقطة حالمة اجادت رسمها شاعرتنا اذ تُريكَ انسيابية ضوء القمر بين الاشجار منعكساً من على اوراقها ، انها المخيلة الجميلة ، والروح المترجمة لما حولها بكل اناقة .
( بين أوراق الشجر
يتسلل
ضوء القمر ! )
نجد ان شاعرتنا استطاعت ان تمنحنا مجموعة من الصور لمفردة واحدة ( القمر ) وهذا دليل على عمق ادراكها ووعيها الذي تجلّى برسم فنانٍ محترفٍ استطاع ان يشدنا اليه ويبهرنا في ذات الوقت .
الرومانسية الحالمة كانت حاضرة في قصائد شاعرتنا فهي لم تكن مصورة بارعة وحسب بل ابرزت مفاتن مفرداتها بأحساسها العالي وَمَوْسَقتْ مشاعرها بمقاطع ٍ رقيقة ، واَنشدت للحضورِ والغِياب ترانيمَ شغفها ، مُتنسمة عطر تلك اللحظات التي تَنُثُّ املاً وتفاؤلا .
( بحضورك
يتفتح الورد
وقلبي
.........
في حضرة الغياب
ذكرياتي الحلوة
تنبت الأمل
........
في حضرة الغياب
زهر الليمون
يفتقد أنفاسك )

مع التجارب الناجحة لقصيدة الهايكو نجد ان بوسعها ان تكون اداة تعبيرٍ انسانيٍّ لايختلف عما سواه من اجناس الشعر الاخرى ، وقد اجادت شاعرتنا في التعبير عن مشاعرها بصدق الاحساس وعذوبة المفردة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة